سودانايل:
2025-06-01@07:38:43 GMT

إشراك الضحايا في مفاوضات السلام

تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT

شهد السودان العديد من اتفاقيات السلام منذ اتفاقية أديس أبابا عام 1972، مرورًا بنيفاشا واتفاقيات دارفور المختلفة من أبوجا إلى الدوحة، واتفاقية شرق السودان، والقاهرة، وأبشي، وانتهاءً بسلام جوبا في 2020.
ومع ذلك، لم تحقق هذه الاتفاقيات سلامًا مستدامًا، إذ غالبًا ما أعقبها تجدد النزاعات، مما خلف انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وحرمان المواطنين من حقوقهم الأساسية، إلى جانب مقتل أعداد كبيرة تحت التعذيب والإعدامات الصورية.


واليوم، أصبح غالبية السودانيين ضحايا الحرب، مع تشريد نحو 20 مليون شخص، وتهديد الجوع لنحو 18 مليونًا، إضافة إلى انهيار البنية التحتية والنظامين الصحي والتعليمي، وتعطل المشاريع الاقتصادية والزراعية.
مفاوضات تشاركية
يرى خبراء في قضايا السلام وفض النزاعات أن تحقيق السلام الدائم يستلزم العدالة وإدماج الضحايا في عملية التفاوض، مع مراجعة منهجية الاتفاقيات السابقة.
ويؤكد الدكتور جمعة كندة أن جميع الاتفاقيات السابقة لم تحقق سلامًا مستدامًا، بسبب تركيزها على تقاسم السلطة، وإقصاء أصحاب المصلحة من المفاوضات المغلقة وغير الشفافة، فضلًا عن الضغوط الدولية التي تفرض اتفاقيات لا تنبع من قناعة ذاتية للأطراف المعنية. وأشار كندة إلى غياب الإرادة السياسية لتنفيذ الاتفاقات، وتكرار الفترات الانتقالية الفاشلة بسبب عدم الوفاء بمستحقات السلام، وعدم معالجة جذور الأزمة السودانية. ودعا إلى تحويل ملف السلام من كونه أمنيًا إلى سياسي واقتصادي واجتماعي، وإبعاد نهج تقاسم السلطة، وربط السلام بالتحول الديمقراطي والتنمية، مع ضمان مشاركة فعلية وشفافة لأصحاب المصلحة في المفاوضات.

إشراك الضحايا
بدوره، شدد المحامي والمدافع عن حقوق الإنسان عبد الباسط الحاج على أهمية إشراك الضحايا في خطوات تحقيق السلام، باعتباره أساسيًا لبناء سلام مستدام. وأوضح أن تمثيل الضحايا يمكن أن يتم عبر الأجسام التي تمثلهم، مثل منسقيات النازحين واللاجئين، لضمان إيصال أصواتهم الحقيقية، بدلًا من المشاركة الصورية التي كانت سائدة في الاتفاقيات السابقة. وأكد أن تحقيق العدالة يبدأ بالاستماع لمطالب الضحايا، وتمكينهم من العودة إلى مناطقهم الأصلية، وتوفير الأمن والخدمات الأساسية، ومحاسبة المجرمين، وعقد جلسات مجتمعية للمصالحة.

مشاركة صورية
من جانبه، أشار الدكتور عباس التجاني، المتخصص في فض النزاعات، إلى أن إشراك الضحايا في مفاوضات السلام عملية معقدة تتطلب منهجية شاملة، تشمل تصميم العملية التفاوضية، وتحديد موقع الضحايا فيها، وضمان مشاركتهم الفاعلة في وضع الأجندة التفاوضية. ودعا إلى تنظيم الضحايا في مبادرات اجتماعية تعكس تعدد الانتهاكات التي تعرضوا لها، مثل تجنيد الأطفال والانتهاكات ضد النساء، مع ضمان تمثيلهم العادل وفقًا للقرارات الأممية، مثل القرار 1325 بشأن مشاركة النساء في السلم والأمن، والقرار 2250 الخاص بمشاركة الشباب. كما شدد على ضرورة ضمان المساءلة وعدم الإفلات من العقاب، وحق الضحايا في الحياة والصحة والتعليم، مشيرًا إلى الانتهاكات التي يتعرض لها الشباب، مثل إجبارهم على حمل السلاح واعتقالهم وتصفيتهم.

وأكد التجاني أن اتفاقيات السلام السابقة، بما فيها اتفاق جوبا، لم تتضمن مشاركة حقيقية للنساء، حيث اقتصر دورهن على المراقبة دون تأثير فعلي، كما كانت مشاركة النازحين واللاجئين شكلية وفقًا للانتماء الحزبي، مما أدى إلى استمرار تهميش قضاياهم حتى اليوم. وشدد على ضرورة إعادة النظر في آليات إشراك الضحايا في العملية السياسية والتفاوضية، لضمان تحقيق سلام شامل ومستدام.

تقرير: حسين سعد  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: سلام ا

إقرأ أيضاً:

متهم يمارس السحر والشعوذة: أوهمت الضحايا أن أمراضهم ليست عضوية

أدلى عاطل باعترافات تفصيلية خلال تحقيقات النيابة العامة التى أجريت معه، على خلفية اتهامه بممارسة أعمال السحر والشعوذة، حيث كشف أنه كان يهدف من خلال ممارسته لهذه الأعمال هو النصب على المواطنين، بقصد تحقيق أرباح غير مشروعة، مضيفا أنه استطاع أن يوهم ضحاياه بقدرته على شفائهم من امراضهم بالعلاج الروحاني.

واضاف المتهم خلال التحقيقات، أنه أنشأ حسابات خاصة به على مواقع التواصل الاجتماعي، استقطب خلالها ضحاياه بعد ادعائه قدرته على شفاء جميع الأمراض بالعلاج الروحاني، بقصد تحقيق أرباح غير مشروعة.

وأوضح المتهم، أنه استغل مرض ضحاياه من الأشخاص الذين استولى على أموالهم واوهمهم بأن امراضهم ليست عضوية، وانما بسبب أعمال سفلية وسحر وشعوذة نفذت لهم من آخرين، مدعيا قدرته على فك اعمال السحر والشعوذة وشفائهم من امراضهم تماما، واستولى من الضحايا على مبالغ مالية كبيرة.


وكانت نجحت الداخلية في ضبط أحد الأشخاص بالإسكندرية لقيامه بالنصب والاحتيال على المواطنين والاستيلاء على أموالهم بزعم قدرته على العلاج الروحانى.

البداية كانت بورود معلومات إلى ضباط الإدارة العامة لحماية الآداب بقطاع الشرطة المتخصصة، تفيد بقيام (أحد الأشخاص - مقيم بدائرة قسم شرطة أول الرمل بالإسكندرية) بالنصب والإحتيال على المواطنين والإستيلاء على أموالهم، وذلك من خلال الزعم بقدرته على العلاج الروحانى ، وقيامه بممارسة أعمال الدجل والترويج لنشاطه الإجرامى عبر مواقع التواصل الاجتماعى.

عقب تقنين الإجراءات تم ضبطه بدائرة قسم شرطة كرموز ، وبحوزته (الأدوات المستخدمة فى أعمال الدجل - هاتف محمول "بفحصه تبين إحتوائه على دلائل تؤكد نشاطه الإجرامى")، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة على النحو المشار إليه.

تم إتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، وتحرر المحضر اللازم، وأخطرت النيابة العامة التى تولت مباشرة التحقيقات.

جاء ذلك فى إطار جهود أجهزة وزارة الداخلية لمكافحة جرائم النصب والاحتيال على المواطنين.

 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • وزيرة الخارجية الألمانية السابقة تستعرض مواهبها في ” الشقلبة”.. فيديو
  • فرص سفر وهمة.. حيلة عصابة النصب على المواطنين بالقاهرة لاستقطاب الضحايا
  • 90 دقيقة نارية.. مرافعات مثيرة من دفاع الضحايا والمتهمين بانفجار خط غاز أكتوبر
  • حادثة غرق مأساوية في ساحل جولدمور بعدن: أربعة شبان من كريتر بين الضحايا
  • ماركوف: مفاوضات إسطنبول غير جدية .. وزيلينسكي يتهرب من السلام
  • رئيس المركز الأوكراني للحوار: نجاح مفاوضات السلام مرهونة بتنازلات متبادلة وحسن نوايا
  • متهم يمارس السحر والشعوذة: أوهمت الضحايا أن أمراضهم ليست عضوية
  • أخبار العالم| شرط مشاركة أوكرانيا في مفاوضات روسيا.. رد إسرائيل على مقترح ويتكوف لا يلبي مطالب حماس.. وترامب ينتقد قرار محكمة التجارة بشأن الرسوم الجمركية
  • السجن مع الأشغال الشاقة لوزيرين في سريلانكا بتهمة الفساد
  • مصدر : إسرائيل اخترقت هيكلة حزب الله السابقة استخباراتيا