الدولار يقفز والأسهم تهوي بعد تنفيذ ترامب تهديداته بفرض رسوم جمركية
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
ارتفع الدولار الأميركي بقوة، بينما تراجعت أسواق الأسهم والعملات الأخرى، بعد أن نفذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديده بفرض رسوم جمركية على الواردات من كندا والمكسيك والصين.
وقفزت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين، في حين هبطت العقود الآجلة للأسهم الأميركية والأوروبية. كما تراجع مؤشر الأسهم لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في أعقاب هذه الإجراءات العقابية التي استهدفت أهم الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.
وتشكل هذه التصعيدات التجارية المتسارعة أكبر تحرك حمائي يقوم به رئيس أميركي منذ ما يقرب من قرن، مما أدى إلى عمليات بيع واسعة عبر مختلف فئات الأصول، وسط تداعيات محتملة على معدلات التضخم، والجغرافيا السياسية، والنمو الاقتصادي العالمي.
وقال ترمب إنه يعتزم إجراء محادثات يوم الاثنين مع كندا والمكسيك قبل دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ.
وفي هذا السياق، صرّح ستيفن إنغلندر، رئيس أبحاث العملات في ستاندرد تشارترد، لشبكة بلومبرغ: "يبدو وكأنه لاعب بوكر يراهن بكل ما يملك في الجولة الأولى.. الأسواق لم تكن مستعدة لهذا التصعيد".
رهان على التضخم يعزز مكاسب الدولار وسط اضطرابات الأسواق العالمية
جاء ارتفاع الدولار الأميركي مدفوعاً برهانات على أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب ستؤجج الضغوط التضخمية، مما سيدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول. في الوقت ذاته، يُتوقع أن تتضرر الاقتصادات الأجنبية بدرجة أكبر من الولايات المتحدة، مما يعزز جاذبية الدولار كملاذ آمن.
دفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى التراجع، بينما تعرضت العملات الأجنبية لضغوط، مع انخفاض الطلب الأميركي على الواردات التي ستصبح أكثر تكلفة بسبب التعريفات الجديدة. وسجل البيزو المكسيكي خسائر يوم الاثنين، متأثراً بتداعيات القرار.
تقلبات مرتقبة في الأسواق
يترقب المتعاملون تحركات حادة في أسواق الأسهم، خصوصاً في القطاعات التي تتصدر أي حرب تجارية محتملة. ورغم أن الصين تعد ضمن الدول الأكثر تأثراً، فإن بورصة هونغ كونغ التي استأنفت تداولاتها بعد عطلة استمرت عدة أيام سجلت تراجعاً أقل من الأسواق اليابانية والكورية والتايوانية، التي تكبدت خسائر أكبر.
أما أسواق الأسهم في البر الرئيسي للصين، فستستأنف التداول يوم الأربعاء، وسط ترقب من متداولي العملات لأي إشارات من بنك الصين المركزي حول مدى تدخله للحد من تراجع قيمة اليوان.
ردود دولية على قرار ترمب
في أولى ردود الفعل، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو فرض تعريفة انتقامية بنسبة 25%، بينما تعهدت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم بفرض رسوم مماثلة على الواردات الأميركية.
أما وزارة التجارة الصينية، فقد أصدرت بياناً أكدت فيه أنها ستتخذ "إجراءات مضادة متكافئة" دون الكشف عن تفاصيل، كما أعلنت عزمها تقديم شكوى رسمية إلى منظمة التجارة العالمية.
مخاوف التعريفات ترفع تكلفة تأمين السندات الآسيوية وتضغط على قطاع السيارات
ارتفعت تكلفة التأمين ضد تخلف الشركات الآسيوية عن السداد بعد إعلان الرسوم الجمركية الأميركية، حيث يتجه مؤشر "Markit iTraxx Asia ex-Japan" نحو أكبر زيادة يومية له في قرابة ستة أشهر.
ومن المتوقع أن تشهد أسهم شركات صناعة السيارات الكبرى مثل جنرال موتورز (General Motors) وستيلانتيس (Stellantis NV)، اللتين تعتمدان على سلاسل توريد عالمية ولديهما انكشاف واسع على المكسيك وكندا، تحركات كبيرة في الجلسات المقبلة.
كما قد تتعرض شركات السيارات الكهربائية مثل تسلا وريفان لضغوط إضافية جراء تصاعد التوترات التجارية. في غضون ذلك، تسجل الإشارة إلى "التعريفات الجمركية" ارتفاعاً كبيراً في مكالمات أرباح الشركات، مما يعكس القلق المتزايد في أوساط المستثمرين.
تتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى إعلانات نتائج الأعمال، حيث من المقرر أن تكشف كل من أمازون و"يو بي إس" (UBS) عن تقارير أرباحهما، وسط حالة من عدم اليقين في الأسواق العالمية.
الرسوم الجمركية ترفع أسعار النفط وتهز أسواق العملات الرقمية
أدى إعلان الرسوم الجمركية إلى ارتفاع حاد في أسعار خام غرب تكساس الوسيط (WTI)، حيث تهدد التعريفات المفروضة على واردات النفط من كندا والمكسيك بتعطيل سوق الطاقة المترابط في أميركا الشمالية، مما قد يدفع أسعار البنزين للارتفاع في الولايات المتحدة.
وتعرضت العملات المشفرة لخسائر حادة، حيث انخفضت بيتكوين، بينما سجلت إيثريوم أكبر خسارة لها منذ ما يقرب من أربع سنوات، قبل أن تعوض جزءاً من تراجعها لاحقاً.
وقال كارل شاموتا، كبير استراتيجيي الأسواق في "كورباي" (Corpay) بتورونتو: "قد تشهد الأسواق المالية عملية تصحيح مؤلمة خلال الأسابيع المقبلة، حيث يبدأ المشاركون في السوق بأخذ تصريحات الرئيس بجدية وبمعناها الحرفي."
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدولار رسوم جمركية الخزانة الأميركية ترمب الدولار الأميركي والعملات الأسهم المزيد الرسوم الجمرکیة
إقرأ أيضاً:
الذهب يرتفع بدعم من تراجع الدولار وضعف عوائد السندات الأميركية
صراحة نيوز -سجّلت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا، اليوم الأربعاء، مدفوعة بتراجع الدولار الأميركي وانخفاض عوائد سندات الخزانة، في ظل مراقبة الأسواق لوقف إطلاق النار الهش بين إيران وإسرائيل.
وارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% ليصل إلى 3328.18 دولارًا للأوقية، بحلول الساعة 04:25 بتوقيت غرينتش، بعد أن سجّل أدنى مستوى له منذ أكثر من أسبوعين في جلسة الثلاثاء. كما صعدت العقود الآجلة الأميركية للذهب بنسبة 0.3% إلى 3342.30 دولارًا.
وجاء هذا الارتفاع مع تراجع مؤشر الدولار إلى قرب أدنى مستوياته في أسبوع، ما يجعل الذهب أكثر جاذبية لحاملي العملات الأخرى. كذلك، بقيت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات قرب أدنى مستوياتها خلال أكثر من شهر.
وقال كيلفن وونغ، كبير محللي السوق في “أواندا”، إن أسعار الذهب استفادت من “عمليات بيع فنية للدولار”، إلى جانب استمرار تراجع عوائد السندات الأميركية، مضيفًا أن التركيز المتجدد على العجز المالي الأميركي والسياسات الجمركية، مع انحسار التوتر الإيراني الإسرائيلي، يعزز أيضًا الطلب على الذهب.
وفي تطور إيجابي للأسواق، بدا أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، الذي توسط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لا يزال صامدًا حتى صباح اليوم، بعد إعلان الجانبين أن المواجهة الجوية بينهما قد انتهت “مؤقتًا على الأقل”.
في السياق الاقتصادي، انخفضت ثقة المستهلك الأميركي بشكل غير متوقع في يونيو، وسط مخاوف بشأن الوظائف وتزايد حالة عدم اليقين المرتبطة بالرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب.
وقال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن ارتفاع الرسوم الجمركية قد يرفع معدلات التضخم هذا الصيف، وهو ما سيؤثر على قرار المجلس بشأن خفض أسعار الفائدة. ويتوقّع المتداولون حاليًا خفض الفائدة بـ60 نقطة أساس خلال عام 2025، مع ترجيح بدء الخفض في سبتمبر المقبل.
وفي المعادن النفيسة الأخرى:
ارتفعت الفضة بنسبة 0.1% إلى 35.95 دولارًا للأوقية.
تراجع البلاتين بنسبة 0.2% إلى 1314.75 دولارًا.
انخفض البلاديوم بنسبة 0.4% إلى 1062.24 دولارًا.