فقد روى ابن أبي أصيبعة أن رجلا في بغداد أصيب بمرض "المليوخوليا" وهو اضطراب نفسي يجعل المريض يتوهم أشياء غير حقيقية، حيث كان الرجل مقتنعا بأن وعاء ضخما يُسمى "دَنًّا" مثبتٌ فوق رأسه، لا يفارقه أبداً.

وبسبب هذا الوهم، كان يتجنب الأماكن منخفضة السقف، ويمشي مطأطئ الرأس بحذر شديد كي لا يسقط الدنّ عليه، مما سبب له معاناة طويلة.

وحاول أطباء كثر علاجه دون جدوى، حتى وصل أمره إلى الطبيب الفيلسوف هبة الله بن علي بن ملكة، الذي قرر معالجة وهمه بوهم مثله.

واتفق الطبيب مع عاملين على تنفيذ خطة محكمة، فطلب من الأول أن يضرب بخشبة كبيرة فوق رأس المريض عند دخوله الغرفة وكأنه يحطم الدنّ الوهمي، بينما طلب من الآخر بإسقاط دَنٍّ حقيقي من السقف ليقع ويتحطم قربه.

وعندما سمع المريض الضجة وشاهد الدنّ المكسور، زال وسواسه فورا، وعلق مقدم البرنامج على القصة: "هكذا تُعالج النفوس بأسلوبها، فالشخص لم يشف من وهمه إلا بوهم من جنسه"، واستشهد بالبيت العربي:

دع عنك لومي فإن اللوم إغراء *** وداوني بالتي كانت هي الداء

لا تهرف بما لا تعرف

كما تناولت الحلقة قصة المثل العربي القائل "لا تهرف بما لا تعرف"، الذي يرجع إلى حادثة من زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين حضر رجل إليه ليعرض عليه قضية، فقال له الخليفة: "لا أعرفك.. ائتني بمن يشهد لك".

إعلان

فجاء الرجل بشاهد بدأ يبالغ في مدحه ويثني عليه بإفراط، فسأله عمر: "هل عاشرته؟" قال لا، قال: "هل صاحبته في سفر؟" قال لا، فانتهره عمر قائلاً: "لا تهرف بما لا تعرف"، ثم أمر الرجل بإحضار شاهد آخر يعرفه حق المعرفة.

كما تناولت الحلقة قصة طريفة جمعت بين البحتري وصبي شاعر، وقد حدثت حين دخل البحتري دار الفتح بن خاقان فوجد الشعراء مجتمعين وبينهم صبي صغير، فسأله البحتري: "من أنت يا غلام؟"، فأجاب الصبي بثقة: "شاعر".

فتعجب البحتري من جرأته، واختبر موهبته بأن طلب منه إكمال بيت شعري بدأه قائلاً: ليت ما بين من أحب وبيني.

فرد الصبي بذكاء: "من البعد أم من القرب؟". قال البحتري: "من القرب"، فأكمل الصبي: مثل ما بين حاجبي وعيني.

ولما سأله البحتري: "فإن أردناه من البعد؟"، أجاب على الفور: مثل ما بين ملتقى الخافقين

فأُعجب البحتري بسرعة بديهته، وأخذه إلى الوزير الفتح بن خاقان وأخبره بالحوار، فتعجب من فطنته وسرعة بديهته.

4/2/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

مريض نفسي يشعل النيران فى منزله بمنطقة الوليدية بحي شرق أسيوط

قام مريض نفسي يدعى أسامة عبدالفتاح باشعال النيران فى منزله بمنطقة الوليدية بحي شرق أسيوط وفى البداية تلقى اللواء وائل نصار مدير أمن أسيوط اخطارا من اللواء محمد عزت مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن أسيوط يفيد بورود بلاغ من غرفة عمليات النجدة بقيام مريض نفسى باشعال النيران فى منزله بمنطقة الوليدية بحي شرق أسيوط 

وعلى الفور انتقل إلى موقع الحادث ضباط المباحث وسيارات الإسعاف وقوات الحماية المدنية والدكتور مصطفى إبراهيم رئيس حي شرق أسيوط وتبين من المعاينة والفحص قيام شخص مريض نفسي يدعى أسامة عبدالفتاح  باشعال النيران داخل منزله بمنطقة الوليدية بحي شرق أسيوط 

وتم السيطرة على الحريق 

 

واسفر الحريق عن إصابة الشخص المريض النفسي وتم نقله إلى مستشفى الايمان العام لتلقى العلاج 

وتم تحرير محضر بالواقعة وجارى العرض على النيابة العامة 

مقالات مشابهة

  • حكم الحج عن المريض الذي لا يثبت على وسائل الانتقال.. الإفتاء تجيب
  • فخ العلاج الروحاني.. مُعالج «السوشيال ميديا» في قبضة الأمن بالإسكندرية
  • إرشادات دقيقة لأداء مناسك الحج والعمرة كما فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم
  • حكم مصافحة الرجل لخطيبته.. اعرف رأي الشرع
  • تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 13-5-2025 في محافظة قنا
  • تعرف على كواليس تجديد عبد الله السعيد مع الزمالك
  • تحرك جديد في أسعار الذهب اليوم .. تعرف عليه
  • تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 12-5-2025 في محافظة قنا
  • ما هو يوم الحج الذي أوجب الله عليه الناس؟ تعرف عليه
  • مريض نفسي يشعل النيران فى منزله بمنطقة الوليدية بحي شرق أسيوط