وافق مجلس الوزراء في اجتماعه اليوم برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي على 5 مشروعات اتفاقيات التزام بترولية بين كُلٍ من الهيئة المصرية العامة للبترول، والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية، وشركة جنوب الوادي المصرية القابضة للبترول، وعددٍ من الشركات العالمية، وذلك في إطار حرص تلك الشركات العالمية على ضخ استثمارات جديدة، وزيادة معدلات الإنتاج سعياً لتحقيق الاستفادة القصوى من مناطق عملها الاستكشافية والإنتاجية، وإحراز اكتشافات جديدة.

ويُقدر الحد الأدنى للاستثمارات بمشروعات الاتفاقيات بحوالي 225.3 مليون دولار، وحفر 40 بئراً بحد أدنى، في مجال البحث عن الغاز والزيت الخام واستغلالهما في منطقة ميرنيث البحرية بالبحر المتوسط، ومجال البحث عن البترول واستغلاله في كُلٍ من: المناطق المُندمجة للبحث والتنمية جنوب شرق مليحة وشركة كنايس وتنمية غرب الرزاق بالصحراء الغربية، ومنطقة تنمية وادي السهل بالصحراء الشرقية، ومنطقة جنوب وادي السهل بالصحراء الشرقية، ومنطقة شمال سيناء البحرية بالبحر المتوسط.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مجلس الوزراء الهيئة المصرية العامة للبترول القابضة للغازات الطبيعية

إقرأ أيضاً:

زياد .. عبقرية «السهل الممتنع»

كان القاص الراحل عبد الستار ناصر يردّد كثيرًا أغنية فيروز (كيفك أنت؟)، وحين قرأ قصيدتي (زعل) ورأى فيها تناصًا مع أغنية فيروز (زعلي طول)، قال لي: لو أصغيت جيدًا إلى أغنية (كيفك أنت؟)، ستخرج بنصّ تمتزج فيه الأسئلة مع حرارة العاطفة، وراح يروي حكاية الأغنية التي وُلدت من سؤال عابر من فيروز لولدها زياد، حين تفاجأت بوجوده في بيروت وكان يومها مقيمًا في لندن. ذلك السؤال يكشف عن تلميحات لفجوة حصلت بينهما، لكنّ الفجوة لم تقطع حبل المودّة، والسؤال يندرج ضمن أسئلة عابرة عن الحال، نقول مثلها الكثير يوميًا على وزن «كيفك أنت؟» تعقبها جمل مبطّنة بعتب وتلميحات للفجوة: «عم بيقولوا صار عندك ولاد، أنا والله كنت مفكرتك برّات البلاد»، لكنّها بالنسبة لفنّان حادّ الإحساس مثل زياد الرحباني تعني لآلئ مختبئة في جوف صدفة تحتاج إلى يد بحّار ماهر لاستخراج الكنز المخبوء تحت قشور الصدفة. فتحوّل ذلك السلام، وتلك التحيّة، على يد زياد الرحباني إلى أغنية لامست الوجدان الجمعي، فردّدت كلماتها ولحنها الملايين من محبّي فيروز في الوطن العربي، رغم أنّ زيادًا حين عرضها على (فيروز) المعروفة بدقّة اختياراتها لكلمات أغانيها، تردّدت طويلًا قبل أن تغنّيها، ربمّا ظنًا منها أن كلماتها عاديّة لا ترقى أن تكون شعرًا. تلك (العاديّة) صارت ميزة لكلمات وألحان زياد، الذي كان يلتقط أغانيه من الطريق، فإذا كان الجاحظ يقول: «المعاني مطروحة في الطريق، إنما الشأن في إقامة الوزن، وتخيّر اللفظ، وسهولة المخرج، وكثرة الماء»، فإن معاني الأغاني أيضًا مطروحة في طرق الحياة، لذا يقول الشاعر سعدي يوسف:

«كلّ الأغاني انتهت

إلّا أغاني الناس»

في إشارة إلى أن الأغاني كلّما نبعت من حياة الناس، ومعاناتهم، ضمنت بقاءها وخلودها في قلوبهم.

ولو دقّقنا في الأغاني التي كتبها ولحّنها زياد الرحباني، للاحظنا أنّ القاسم المشترك فيها بساطة التعبير، فهو مبدع أغاني (السهل الممتنع). فلو أصغينا إلى أغنية (عَ هدير البوسطة) التي غُنّيت للمرّة الأولى في مسرحيّة زياد الرحباني (بالنسبة لبكرا.. شو؟) المعروضة عام 1979م، فمن يعرف موضوعها ويقرأ كلماتها لا يمكن أن يتخيّل أنّها يمكن أن تُغنّى، بل وتنال شهرة كبيرة حتى عُدّت من أشهر أغاني فيروز! فكلماتها تتحدّث عن مجموعة شباب ركبوا حافلة النقل (البوسطة) التي تسير على الطريق الواصل من (حملايا) إلى (تنّورين) القريتين اللبنانيتين، وخلال الرحلة تحضر عينا (عليا) الجميلتان، ثم تتداعى تفاصيل الرحلة عبر رسم صور كاريكاتيرية، فقد كانوا:

«طالعين بهالشَّوب وفطسانين

واحد عم ياكل خسّ وواحد عم ياكل تين

وفي واحد هوّي ومرتو

وْلُو شو بشعة مرتو

نيّالُن ما أفضى بالُن

ركّاب تنّورين

مش عارفين عيونِك يا عليا شو حلوين»

والكلام نفسه ينطبق على كلمات أغنية (عودك رنّان) البسيطة، الخالية من البلاغة التقليدية، والتكلّف، والكلمات التي تنبع من القلب تدخل القلب بلا استئذان:

«عودك رنّان.. رنّة عودك إلي

عِيدا كمان.. ضلّك عيد يا علي

سمّعني العود عَ العالي، عيدا كمان»

ومن الخفّة في أداء الجمل القصيرة التي ترتكز عليها كلمات الأغنية، إلى الأداء الساخر في أغنية (تلفن عيّاش) الساخرة، التي تتحدّث عن عيّاش الذي اعتاد على الكذب عليهم حتى صار أصحابه يتقبّلونه منه برحابة صدر، لتتحوّل أكاذيبه إلى موضوع للتندّر:

«تلفن عيّاش لمّا توقّعنا وناطرينه

تلفن عيّاش تلفن يعني الله يعينه

تلفن عيّاش ما بيحلف إلّا بدينه»

وجاء اللحن منسجمًا مع الكلمات، فهو سريع، وخفيف، وفيه من روح السخرية الكثير، فقد استمدّ مادّته وإيقاعاته من بساطة المفردات، كما هو الحال مع أغنية «الحالة تعبانة يا ليلى» لجوزيف صقر، الذي غنّى «عَ هدير البسطة» قبل فيروز، وقد غنّتها تحيّة لروحه:

«الحالة تعبانة يا ليلى خطبة ما فيش

إنتِ غنيِّة يا ليلى .. ونحنا دَرَاويش

إنتِ بِوادي ونحنا بِوادي

وكل لحظة تبعّدنا زيادة

أرض الْـ عنّا بلا سجادة

وإنت معوّدة تمشي عالريش»

وتحت هذه البساطة والسخرية يقبع فكر عميق، ومواقف وطنية وإنسانية معروفة عن زياد الرحباني، الذي ذكر في لقاء له أنّ والده عاصي كان معجبًا ببساطة أغاني سيّد درويش، لكنّ مرضه حال دون إظهار تلك البساطة في فنّه بشكل أوضح، ويبدو أنّ الابن حمل على عاتقه ذلك الهدف، فأكمل ما كان يخطّط له والده، حبًا به وبفن سيّد درويش، الذي وُلدت أغانيه من رحم الواقع، والثقافة الشعبية، والموروثات. والمعروف أن الأغاني التي تنتمي للواقع، وتنبع منه، تحظى بنجاح، وأغاني زياد الرحباني من النوع المعجون بطين الواقع، فجاءت قريبة من تطلّعات وأحاسيس الناس، لذا ستبقى أغانيه خالدة، فقد نالت فرادتها كونها من أغاني (السهل الممتنع).

مقالات مشابهة

  • جنوب السودان واسرائيل
  • زياد .. عبقرية «السهل الممتنع»
  • الحكومة توافق على تعاقدات جديدة لتنفيذ مشروعات متخصصة ودعم مبادرة ديجيليانس
  • الحكومة توافق على التعاقد لاستكمال التجهيزات التكنولوجية لمعامل ديجيليانس
  • الحكومة توافق على زيادة قيمة مبلغ التعويض لأعضاء صُندوق مخاطر المهن الطبية
  • البترول: السيطرة على حريق بمركب حاويات قرب منصة بترولية
  • في هذا الموعد.. توافق بين الحكومة والتجار والصناع على خفض أسعار السلع
  • توافق بين الحكومة والمُصنعين والتجار على مبادرة لخفض أسعار السلع المختلفة
  • يبدأ 4 أغسطس.. توافق بين الحكومة والتجار والصناع على خفض أسعار السلع
  • مصر تعزز إنتاج الغاز.. بئر جديدة في «حقل ظهر» تدخل الخدمة الشهر المقبل