سؤال يتردد كثيراً داخل كل أسرة في ظل الهجمات الشرسة الى يواجهها المجتمع وانتشار الظواهر السلبية وضعف الأخلاقيات بين الشباب وتحول الشارع الي متاهة وسط أصدقاء السوء ومخاطر السوشيال ميديا ومآسى شبكات التواصل الاجتماعي وماخلفته من سلبيات خطيرة تهدد استقرار الفرد والمجتمع

تقول الأستاذه الدكتورة إلهام شاهين مساعد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لشؤون الواعظات أن

الحل من وجهة نظرها يكمن في وصايا إيمانية فى هذا الزمن الصعب كما قال تعالى "وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا"، "وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ".

أولاً: أن نكثر من الصلاة ليلا لأولادنا كما كان يفعل سعيد بن المسيب عندما كان يقول لولده: والله إني لأصلى في الليل من أجلك.. .ثانيا: أن نكثر من الخبيئات حتى ولو قلّتْ بنية صلاح الولد، أم الحسن البصري كانت تقول له: أتدرى ياحَسَنْ لمَ أنت حَسَن؟ فقال لها: لِمَ يا أُمّاه؟ فقالت والله يا بنى ما ألقمتك ثَدْيِي إلا وأنا على وضوء.

وسيدنا عبد الله بن الشخير كان يقول لولده: يابني والله إني لأستكثر من الخير من أجلك.

ثالثا: اُدع للأبناء بنية الصلاح.. سيدنا الفضيل بن عياض كان له ولد اسمه: عَلىّ بن الفضيل، وكان علىّ هذا أصلح من أبيه لأن أباه كان يجتهد في دعائه بدعاء جميل يقول فيه: اللهم إنى اجتهدت أن أُربِّى عَليَّا فلم أستطع، فَرَبِّه أنت لى يارب العالمين، استودع ولدك الله تعالى، استودعه في كل الأوقات، وهو خارج من البيت، وهو عائد إلى البيت، وهو ذاهب إلى المدرسة، لأن النبى صلى الله عليه وسلم يقول: إنَّ اللهَ إذا استُودِعَ شيئًا حفِظَه.( النسائى).

أي: إذا دَعاهُ عَبْدُه بحِفظِ شَيءٍ، وجَعلِه وديعةً عِندَه، "حَفِظَه" لصاحِبِه الذي استَودَعَه عِندَه، وذلك أنَّ اللهَ تعالى هو خيرُ الحافظينِ

وتضيف "د.إلهام "إن على الأب أن يكون وسطاً في تربية أبنائه بين الشدة والتساهل والإرخاء والجفاء، فلا تكن ليناً فتُعصر، ولا صلباً فتُكسر، فإن من الآباء من يقسوا على أبنائه أكثر من اللازم، ومنهم من يتساهل مع أبنائه أكثر من اللازم، وخير الأمور: الوسط، وشرها: الإفراط والتفريط، فقد قَبَّلَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ وعِنْدَهُ الأقْرَعُ بنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا، فَقَالَ الأقْرَعُ: إنَّ لي عَشَرَةً مِنَ الوَلَدِ ما قَبَّلْتُ منهمْ أحَدًا، فَنَظَرَ إلَيْهِ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثُمَّ قَالَ: مَن لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ.( البخارى).

ويجب على الأب أن يكون قدوة صالحة﴿ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ﴾ فإياك أيها الأب أن يسمعك أبناؤك لعاناً أو سباباً، أو كذاباً، فإنهم يقتفون أثرك، ويقتدون بك، ويعكسون صورتك، ويعملون مثل عملك، وتستطرد إن التربية مسئولية عظيمة ومهمة صعبة لكن أجرها كبير وثوابها عظيم قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له.( مسلم)، ولا يكون الولد الصالح إلا بالتربية الصالحة، فاحفظ أولادك بالصالحات يحفظهم الله لك حتى الممات، ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ).

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

حكم الإنابة في الحج لمن تعذر عليه أداء الفريضة.. يسري جبر يجيب

قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن حديث المرأة التي قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله، إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخًا كبيرًا لا يثبت على الراحلة، أفأحج عنه؟"، وأجابها النبي ﷺ: "نعم"، يحمل في طياته دلالات عظيمة في البلاغة، والفقه، والأدب، وأصول الاستنباط.

هل صوت المرأة عورة؟.. يسري جبر يوضح الرأي الشرعييسري جبر: زيارة المريض مستحبة شرعًا.. لا يثقل عليه ولا يحرجه أو يزعجهيسري جبر: اتباع الجنازات مندوب شرعًا وواجب في هذه الحالةهل يصح لأي إنسان أن يستفتي قلبه؟.. يسري جبر يجيب

يسري جبر يشرح حديث الإنابة في الحج

وأوضح الدكتور يسري جبر، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أن هذه المرأة ضربت مثالًا في الإيجاز والبلاغة، إذ جمعت المعنى بعبارات قصيرة واضحة، فقالت كلمات معدودة لكنها حملت معانٍ دقيقة: "فريضة"، "أبي شيخًا"، "لا يثبت على الراحلة"، "أفأحج عنه؟"، مما يعكس فصاحة العرب ووعيهم بمقام النبوة وعدم الإطالة في الخطاب.

وأضاف: “من الأدب مع النبي أنها لم تُطل في السؤال، بل أوجزت وأنجزت، وهذا يدل على فقه المرأة وأدبها مع رسول الله ﷺ، كما أن النبي أجابها بكلمة واحدة: (نعم)، وهذا غاية في البلاغة والوضوح”.

وأشار إلى أن هذا الحديث يُعد أصلًا في جواز الإنابة في الحج، وأن الأئمة الأربعة تناولوه بتفسيرات مختلفة، حيث قال المالكية إن الإنابة لا تجوز في الفريضة لمن لم تتحقق فيه الاستطاعة، لأن والدها في الحديث لم يكن قادرًا بدنيًا، وبالتالي لا تجب عليه الحجة أصلاً، فتكون النيابة عنه في حج نافلة.

أما الشافعية والأحناف والحنابلة، فقد فهموا من الحديث أن الإنابة جائزة في الحج الفرض والنافلة على السواء، بدليل أن النبي ﷺ لم ينكر على المرأة قولها "فريضة" بل أقرها، وقال لها: "نعم"، مما يدل على قبول الحج عنها كفريضة، لا كنافلة فقط.

وأوضح أن المالكية استندوا إلى قاعدة فقهية تقول إن "العبادات البدنية المحضة لا تقبل النيابة"، مثل الصلاة والصوم، في حين أن الزكاة - باعتبارها عبادة مالية - يجوز فيها التوكيل، أما الحج فعبادة مركبة: بدنية ومالية، ومن نظر إلى تغليب البدن قال بعدم جواز الإنابة، ومن نظر إلى اجتماع الجانبين أجازها بشروط.

طباعة شارك الدكتور يسري جبر يسري جبر الأزهر الحج حكم الإنابة في الحج فريضة الحج

مقالات مشابهة

  • «أروع منظر وأجمل جو في الحلوة أم الدنيا».. إلهام شاهين في رحلة نيلية مع عائلتها
  • إلهام أبو الفتح تكتب: لبيك اللهم لبيك
  • بحبك من كل قلبي.. إلهام شاهين تهنئ أمينة خليل بالزفاف
  • نفرح بولادك.. إلهام شاهين ولميس الحديدي بحفل زفاف أمينة خليل
  • إلهام شاهين: تعدد الرؤى جعل الفن المصري نابضا بالحياة
  • حكم الإنابة في الحج لمن تعذر عليه أداء الفريضة.. يسري جبر يجيب
  • إلهام شاهين: ما أجمل لمة العائلة على ضفاف النيل
  • متى يكون وقت قراءة سورة الكهف يوم الجمعة؟.. الأزهر يجيب
  • إلهام شاهين لـ الفجر الفني: "ليلى علوي صاحبتي وعشرة عمري.. والمنافسة بينا شريفة"
  • بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس السيامة الكهنوتية للشماس مينا زكي