سنضم غزة لأمريكا.. تصريحات مثيرة للجدل لمستشار ترامب عن التهجير
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشف جابريل صوما، عضو المجلس الاستشاري للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفاصيل ملف القضية الفلسطينية بنظر الرئيس الأمريكي بشأن تهجير الفلسطينيين إلى الدول العربية خاصةً مصر والأردن.
وقال الدكتور جابريل صوما، خلال مداخلة عبر تقنية الفيديو كونفرانس، مع الإعلامي أحمد موسى، ببرنامج «على مسئوليتي» المذاع على قناة «صدى اليلد»: "إن غزة مهمة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لأن سكانها مليون و700 ألف شخص، ولا يمكن العيش فيها في الفترة الحالية، لأنها تفتقر إلى المياه والمنازل والطعام والشراب وكافة مقومات الحياة"
وأضاف صوما: "أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ينظر إلى غزة بأنها أجمل مناطق العالم، ويمكن أن تكون منطقة عالمية، ولكن لن يحدث ذلك الآن في حالة عدم الاستقرار، لذلك طلب الرئيس الأمريكي من الدول العربية أن يستقبلوا أهل غزة خاصةً مصر والأردن".
وتابع : "بما أن غزة مدمرة فإن الرئيس ترامب يريد أن يخرج سكانها حتى تهدأ الأوضاع وبعد ذلك يعودوا إليها، والأمر متروك لأهل غزة، وعلى الدول العربية أن تساهم في إعادة إعمار غزة، وأعتقد أن الدول العربية يجب أن تبدأ في المشاورات بإعادة الإعمار".
وأشار إلى ان غزة كانت مُدججة بالسلاح وكان بها 30 ألف مسلح متواجد فيها لذلك واجهت إسرائيل هذا الآمر، معلقًا: "ترامب يعتبر غزة من أجمل مدن العالم ويريد ضمها للولايات المتحدة، ولا يمكن إعمار غزة في الوقت الحالي لأن سكان غزة الحاليين يريدون أن يعودوا إلى منازلهم".
وواصل قائلًا: "أنا كنت متواجد سنة 2019 وكنت من العاملين على صفقة القرن، وكان هناك اهتمام شديد من قبل الرئيس ترامب، واعتقد أنه ينوي بناء غزة، ولكن أهل غزة موجودين يجب حل مشاكلهم من مياه وكهرباء ومنازل وغيره، وهذا الأمر ليس بمنتهى السهولة".
وذكر: "مسألة حل الدولتين غير متوفرة في الوقت الحالي، وترامب يدرس هذا جيدًا وهو مهتم جدًا بإعمار غزة من أي وقت آخر، ونريد من سكان غزة أن يتجهوا إلى الدول العربية وخاصةً مصر والأردن، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي يريد ضم غزة إلى الولايات المتحدة، معتقدًا أنه إذا تطلب الأمر سيستعمل قوى عسكرية لذلك".
وتابع مستشار الرئيس الأمريكي: "عندما كان ترامب مرشحًا قبل 8 سنوات كان دائمًا بيتكلم عن غزة بأنها أجمل دول العالم ومنذ 8 سنوات كان يتطلع إلى ذلك ومازال يقول ذلك، إذا استطاع ضم غزة سيفعل ذلك".
وصرح: "ترامب يريد حل لمشلكة سكان غزة إنهم مليون و700 ألف شخص وبناء خيم في المنطقة لا يحل الأمر ومن الضروري على مصر والأردن استقبال سكانها لإعادة إعمارها والرئيس الأمريكي يريد ضمها للولايات المتحدة".
واختتم: "ولا أعتقد أن الرئيس الأمريكي يستعمل قوى عسكرية وقتل مليون و700 ألف شخص، وأعتقد أن الرئيس السيسي يمكنه التفاوض مع الرئيس ترامب بشأن هذا وكذلك ملك الأردن الملك عبدالله الثاني، والرئيس ترامب كان لا يريد ضمها، ولكن ما غير وجهة نظره بسبب الجماعات المسلحة التي قتلت الإسرائيليين، ومن ثم يرى أن غزة مدمرة بالكامل ولا يمكن العيش فيها، ويريد أن يجعل الدول العربية تستقبل سكان غزة والبقية يذهبون إلى دول أخرى".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: دونالد ترامب تهجير الفلسطينيين مصر والأردن الرئیس الأمریکی الدول العربیة الرئیس ترامب مصر والأردن أن الرئیس سکان غزة
إقرأ أيضاً:
الفيتو الأبدي للغرب على الطاقة النووية العربية والإسلامية
تستمر الحرب الإسرائيلية – الأمريكية ضد إيران، وتستمر الخلاصات والنتائج في التبلور بشكل جلي وواضح، لتؤكد أن العالم العربي – الإسلامي يقف يتيما في مواجهة القوى الكبرى وسط التطورات الجارية ويعيش حالة أشبه بالتي أدت الى استعماره في القرن التاسع عشر والعشرين.
وعلى الرغم من وجود الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تضطلع بمهمة مراقبة الأنشطة النووية، أقدمت إسرائيل على شنّ هجوم على إيران، ثم تبعتها الولايات المتحدة بهدف تدمير المشروع النووي الفارسي، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وتجاوزٍ للمساعي الدبلوماسية.
يأتي هذا التصعيد ليكرّس واقعًا بات من المسلّمات: رفضُ الغرب القاطع لامتلاك أي دولة عربية أو إسلامية لمشروع نووي، حتى وإن كان مخصصًا للأغراض السلمية، مثل إنتاج الكهرباء لتعزيز الصناعة أو تحلية مياه البحر.
فلا يمكن لأي دولة عربية أو إسلامية أن تطمح بامتلاك الطاقة النووية إلا بإذن مسبق وتحت رقابة صارمة من الدول الغربية. ولن يسمح الغرب بتكرار تجربة باكستان، التي نجحت في امتلاك السلاح النووي في لحظة فراغ جيو – سياسي، أعقبت سقوط جدار برلين ودخول العالم مرحلة من التشتت الإيديولوجي والسياسي والعسكري، ربما من حظ باكستان أنها بعيدة جغرافيا ولا يمكن لطيرانها الحربي مهاجمة هذا البلد الآسيوي.
لقد أصبحت إسرائيل أكثر من أي وقت مضى أداة رئيسية في يد الغرب بشقيه، العسكري والسياسي، الذي لا يريد أن يكون الحزام الجنوبي للبحر المتوسط من المغرب حتى باكستان مزدهرا وقويا ويمتلك مستقبلا اقتصاديا وأمنيا.
وكذلك أصبحت أداة في يد الغرب الديني بشتى فرقه ومذاهبه بين الكنيسة، التي لا تريد تكتلا إسلاميا تستعيد معه حقبة القرون الوسطى، عندما كانت الحضارة الإسلامية منارة وأوروبا ظلاما، ثم الجماعة المسيحية التي تؤمن بعودة المسيح المخلص من خلال سيطرة اليهود على الشرق الأوسط، ولعبهم دور مفجر الحرب الدينية الكبرى. هذه الجماعة التي لها تأثير كبير على صنع القرار الأمريكي، وترى في كل دولة عربية وإسلامية، وإن كان حكامها ليبراليين أو ملحدين خطرا يجب، ليس فقط احتواؤها وإنما إذلالها.
في خلاصة أخرى، لم يعد النقاش الغربي حول إيران مقتصرًا على مشروعها النووي، بل انتقل، إلى ضرورة تقييد برنامجها الصاروخي. وهي رسالة واضحة مفادها السيطرة على القدرة الصناعية الحربية لدول الجنوب وخاصة الإسلامية منها، حيث لا يجب أن تمتلك أسلحة متطورة تهدد بها مصالح الغرب أو مجرد تحقيق نوع من الردع النسبي ضد الاعتداءات، حتى لا تساهم في صنع القرار العالمي.
المعادلة صريحة من خلال التطورات الجارية في العلاقة بين الشرق والغرب وهي أنه: لا يُسمح لأي دولة جنوبية خاصة مسلمة امتلاك أسلحة متطورة قد تهدد المصالح الغربية أو تفرض نفسها شريكًا في صناعة القرار العالمي.
وعلى ضوء هذا، يتحوّل الأمن القومي لهذه الدول إلى ورقة يتحكم فيها الغرب، يُلوّح بها في كل المفاوضات، كما يقايض بها السيادة مقابل «الحماية» والحصول على الامتيازات الاقتصادية.
الرسالة الأعمق من كل ذلك هي أن الغرب يريد من الدول الإسلامية وخاصة إيران وتركيا وباكستان ألا تتجاوز عتبة تقنية عسكرية محددة حتى لا تشكل خطرا.
وهكذا، النموذج الإيراني اليوم ليس سوى حلقة أخرى ضمن مسلسل طويل. الغرب يتحيّن الفرصة لممارسة الضغوط نفسها على تركيا، التي طورت صناعة طائرات مسيّرة مقلقة، وربما تشفع لها مؤقتا عضويتها في الحلف الأطلسي، وعلى إسلام آباد، التي ما زال امتلاكها للسلاح النووي يثير التوجّس في العواصم الغربية التي قد تنتهز أي فرصة لضربها بدعم من الهند.
دائما في إطار ما كشفته هذه الحرب هو استمرار الغرب ككتلة موحدة برفقة إسرائيل في شن الحروب الكبرى، وخاصة في الشرق الأوسط، وتواصل الغرب في ضمان أمن الكيان. وعليه، تأتي هذه الحرب الجديدة لتفرض سؤالا جوهريا كذلك وهو هل يمكن لإسرائيل خوض الحرب بمفردها في مواجهة حركة أو دولة في الشرق الأوسط؟ اعتادت أصوات تبجيل القوة الإسرائيلية، ولكنهم تناسوا أنه في مواجهة حزب الله وحركة حماس، احتاجت إسرائيل لدعم غربي لا مشروط من السلاح والدعم الاستخباراتي. وكما يحدث الآن في المواجهة مع إيران: هل كانت إسرائيل، رغم تفوقها الجوي، ستصمد في حرب طويلة بدون سند عسكري غربي؟ الجواب لا. اعتدنا الحديث عن حروب إسرائيل والقوى المجاورة، سواء دول أو حركات، والواقع يجب أن نتحدث عن مواجهة الغرب لهذه الدول والقوى عبر إسرائيل.
مقابل هذا، أبانت روسيا والصين عن موقف يمكن اعتباره محتشما ومحدود التأثير، وهما البلدان اللذان وقعا مع طهران اتفاقيات استراتيجية بما فيها التعاون العسكري.
تدرك بكين وموسكو استهداف الغرب لإيران، وتدركان عدم توفر إيران على أنظمة دفاع جوي متقدمة، ورغم هذا، لم يبادر البلدان لتزويد القوات الإيرانية بأنظمة مثل إس 400 في الحالة الروسية مثلا.
يطرح هذا الواقع تساؤلًا جوهريًا: إلى أي مدى يمكن التعويل على روسيا وبكين كحليفين في أوقات الأزمات؟ فالتجارب السابقة تُظهر أن الدول التي اعتمدت بشكل كبير على دعم البلدين، ولا سيما روسيا التي كانت تدور دول في فلكها، انتهى بها المطاف إما إلى الهزيمة أو إلى التفكك، ما يعزز الشكوك حول مدى جدّية التزام موسكو وبكين تجاه حلفائهما، خاصة عندما تشتدّ الضغوط وتتطلب المواقف تدخلًا حاسمًا.
ويزداد التساؤل بحكم أن روسيا تبنت ومنذ العقد الماضي الدفاع عن الدول الحليفة والصديقة في عقيدتها الحربية. هذا التخاذل هو الذي جعل قائد الثورة الإيرانية علي خامنئي يدعو الى مطالبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم 23 الشهر الجاري لدعم أكبر.
في غضون ذلك، تأتي التطورات الإيرانية لتؤكد أن الموضوع النووي هو مظهر من مظاهر صراع الحضارات، لقد قرر الغرب أن يعرقل حصول أي دولة إسلامية على هذه الطاقة وإن تطلب الأمر الحرب، وهي الحرب التي تجري الآن.
القدس العربي