إنتاج أكثر من 6600 طنٍ سنويًا لأجود أنواع الرمان في الباحة
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
الباحة : البلاد
أكدت وزارة البيئة والمياه والزراعة، أن زراعة فاكهة الرمان في منطقة الباحة تشهد مرحلة جديدة بعد توقيع عقد استثمار مدينة الرمان في محافظة القرى بمساحة إجمالية تبلغ (1,343,544) مترًا مربعًا، لزراعة ما لا يقل عن (120) ألف شتلة رمان، كأحد مشروعات المنطقة الذي يتوافق مع أهداف الإستراتيجية الوطنية للزراعة، ومرتكزات، ومستهدفات رؤية المملكة 2030.
وأوضحت الوزارة أن منطقة الباحة تُعد من أهم المناطق ذات الإرث الزراعي المتباين، وتتميز بزراعة المحاصيل البستانية مثل: الفاكهة المستديمة الخضرة، نظرًا لتباين طبوغرافيتيها، ومنها شجرة الرمان التي تشتهر بها وتصنف ضمن الفاكهة الاستوائية، وتصل ذروة إنتاجها من عمر (15) إلى (20) سنة، ويمكن أن تعيش حتى (70) سنة وأكثر، ويتجاوز إنتاج المنطقة حاليًا (6600) طن سنويًا.
وأشارت إلى أن الرمان يُزرع في محافظات (القرى، والمندق، وبني حسن، والباحة، وبلجرشي والعقيق)، وتقدر المساحة الكلية بحوالي (200) هكتار بإنتاجية للهكتار تقدر (27 -37 طنًا)، مؤكدةً أن الباحة تُعد من أهم المناطق في زراعة الرمان، حيث تضم المنطقة أودية مثل: (وادي بيدة، ووادي تربة، ووادي مراوة)، وتُزرع حوالي (700) ألف شجرة رمان، ويمكن زراعته في القطاع التهامي بمحافظة غامد الزناد بمركز الفرعة، حيث تشتهر الباحة بزراعة أربعة أنواع من الرمان تشمل: (المغربي الأحمر، والأخضر، والأسود، والصغير الحامض).
وبيَّنت الوزارة أن لثمار الرمان فوائد اقتصادية عديدة، إذ تحتوي على مجموعة من العناصر الغذائية المهمة مثل: فيتامين (C)، والألياف، والكربوهيدرات، ومضادات الأكسدة، مما يجعلها غذاءً مفيدًا، كما تُستخدم في تحضير العصائر، والدبس، والمربى، ويُستخرج الزيت من بذور الرمان ليُستخدم في مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، مشيرةً إلى أن تناول فاكهة الرمان يزيد من إنتاج الكولاجين، ويُحسن من صحة البشرة، ويخفض ضغط الدم، ويسهم في تحسين وظائف الكلى، وتعزيز صحة الجهاز الهضمي.
يذكر أن منطقة الباحة تشهد كل عام، انطلاق فعاليات مهرجان الرمان؛ ويهدف إلى التعريف بواقع إنتاج وزراعة الرمان، وربط المصدرين والمستثمرين بالمنتجين الزراعيين لفتح آفاقٍ أفضل للتسويق وتصدير فاكهة الرمان، علاوةً على مساعدة المزارعين والمنتجين لفتح قنوات تسويقية جديدة والتعريف بمنتجاتهم محليًّا وخارجيًّا.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
القُرْنة… مدينة الأموات وبلد السحر والغموض والخبايا والأسرار
جعل الفراعنة من طيبة القديمة في صعيد مصر مدينتين: مدينة للأحياء تقع على الضفة الشرقية من نهر النيل، ومدينة للأموات تقع على الضفة الغربية من النهر.
وجعلوا من مدينة الأموات جبّانة لموتاهم، فأقاموا فيها مقابر الملوك والملكات والنبلاء والنبيلات، وشيّدوا بين ربوعها معابدهم الجنائزية مثل معابد هابو، والرامسيوم، وسيتي الأول، وأمنحتب الثالث وغيرها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2حمامات نبتون الإمبراطورية في رومانيا من منتجع الأباطرة إلى موقع تاريخي مهجورlist 2 of 2فتح مقبرة أمنحتب الثالث إحدى أكبر مقابر وادي الملوك أمام الزوارend of listوكانت المنطقة المطلة على الضفة الغربية لنهر النيل وحتى تلال جبل القُرنة التاريخي تُعرف باسم جبّانة طيبة، وتُعد أغنى جبّانة في التاريخ القديم والمعاصر، لما تضمه بين جنباتها من مقابر وكنوز لقدماء المصريين.
وصارت جبّانة طيبة القديمة تُعرف اليوم باسم "القُرنة"، وهي منطقة أثرية وسياحية غنية بمئات المقابر وعشرات المعابد التي شيّدها قدماء المصريين، بجانب فنادق ومطاعم تحمل طابعا ريفيّا خاصا.
أما طيبة فصارت تحمل اسم الأقصر، أي مدينة القصور، وهي اليوم من أشهر مقاصد السياحة الثقافية في مصر والعالم أجمع، واختيرت ضمن قائمة عواصم السياحة الثقافية بالعالم من قبل منظمة السياحة العالمية.
وتتفرد الأقصر اليوم -طيبة قديما- بأنماط سياحية خاصة مثل سياحة البالونات الطائرة (المناطيد) التي تقلع في سماء المدينة كل صباح حاملة مئات السياح في رحلة فوق معابد المدينة وآثارها. وهناك سياحة الدواب التي تنقل السياح في رحلة بين الزروع والحقول والقرى والنجوع، وخاصة في قرى البر الغربي للأقصر.
وهناك سياحة عربات الحنطور التي تطوف بالسياح بين معالم البر الشرقي للمدينة من معابده إلى متاحفه وفنادقه ومنتجعاته. وهناك السياحة النيلية التي تنقسم إلى أنماط متعددة، بينها الرحلات النيلية على متن البواخر والفنادق العائمة بين مدينتي الأقصر وأسوان، ورحلات المراكب الشراعية في وسط نهر النيل الخالد، بجانب رحلات "الدهبيات" النيلية.
لكن تبقى منطقة القُرنة، الواقعة في البر الغربي للأقصر، من أكثر المناطق غنى بالأسرار والخبايا، وبالآثار والمعابد والمقابر التي أقامها ملوك الفراعنة وملكاتهم ونبلاؤهم، وهي من أكثر المناطق سحرا وغموضا.
إعلانوتبقى القُرنة كذلك الأغنى بمعالمها التراثية مثل قرية المهندس المعماري المصري الراحل حسن فتحي رائد عمارة الفقراء في العالم، وفندق مراسم القرنة الذي كان مقرا لإقامة مشاهير المستكشفين وعلماء الآثار مثل البريطاني هوارد كارتر مكتشف مقبرة الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون، والذي كان مقرا لعشرات من كبار الفنانين التشكيليين المصريين الذين كانوا يفدون للأقصر ضمن بعثات مراسم الأقصر التاريخية.
وهو فندق تراثي مملوك لعائلة عبد الرسول، صاحبة الاكتشافات الأثرية الشهيرة في جبّانة طيبة، والتي يدور كثير من الجدل حول دورها في الكشف عن كثير من مقابر ملوك ونبلاء الفراعنة في أحضان جبل القُرنة التاريخي الذي يحتضن المقابر والمعابد الجنائزية لقدماء المصريين.
وتحتفظ القُرنة وجبلها التاريخي بكثير من أسرار الفراعنة، وتبقى شاهدة على كثير من أهم الاكتشافات الأثرية في العالم، والتي كان من أهمها الكشف عن مقبرة الملك توت عنخ آمون وكنوزه في عام 1922. ويوجد في باطن أرض القُرنة مئات المقابر التي لم تُكتشف بعد.
وبحسب علماء المصريات، فإن قرابة 850 مقبرة فرعونية لا تزال تنتظر الكشف عن معالمها وأسرارها في جبل القُرنة والمنطقة التي تقع في محيطه، وهو الغموض الذي تتكشف ملامحه عاما بعد عام، عبر ما يُعلن عن الكشف عنه من آثار بقيت مُخبأة على مدار آلاف السنين.
تشتهر القُرنة بكثرة معابدها ومقابرها المصرية القديمة التي شيدت ونحتت قبل آلاف السنين، حيث يستمتع زائر المنطقة برؤية معبد دير شلويط المكرس لعبادة الإلهة إيزيس، وقصر أمنحتب المعروف باسم "الملقطة"، و"هابو… بيت ملايين السنين"، ومقصورة الرب تحوتي، ومعابد الملك أمنحتب الثالث، والملك مرنبتاح، والملك سيتي الأول، والملك منتوحتب نب حبت رع، والرامسيوم الذي شيّده الملك رمسيس الثاني، ومعبد الملك تحتمس الرابع، والدير البحري الذي شيّدته الملكة حتشبسوت.
وتضم المنطقة مقابر وادي الملوك، ووادي الملكات، ودير المدينة، ومقابر الأشراف، ومقابر العساسيف، ومقابر ذراع أبو النجا، ومقابر قرنة مرعي، ومقابر باب الحجر بالطارف، وهي المناطق التي تضم بين جنباتها مئات المقابر الأثرية.
لكن من أكثر المعالم الأثرية والسياحية شهرة في القُرنة هي مقبرة الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون في منطقة وادي الملوك، ومقبرة "جميلة الجميلات" الملكة نفرتاري زوجة الملك رمسيس الثاني، المنحوتة في منطقة وادي الملكات، والتي اكتشفها المستكشف الإيطالي جيوفاني باتيستا بيلزوني الملقب بـ"بيلزوني العظيم".
وتُعد المقبرة من أجمل المقابر الفرعونية في المنطقة، وذلك لاحتوائها على نقوش ورسوم ذات ألوان زاهية حتى اليوم، رغم إقامتها قبل آلاف السنين. وهناك معبد الملكة حتشبسوت المعروف باسم معبد الدير البحري، والذي نُحت في باطن الجبل، ويُعد أكثر المعابد براعة في هندسته وعمارته.
لمنطقة القُرنة الأثرية، التي تُعرف أيضا بمدينة الأموات، تاريخ طويل مع اكتشافات الآثاريين وعلماء المصريات لخبيئات أثرية احتوت على مومياوات وتوابيت وكنوز ضخمة، مثل خبيئة الدير البحري، وخبيئة مقبرة أمنحتب الثاني في وادي الملوك.
إعلانأما آخر خبيئة عثر عليها في المنطقة، فهي خبيئة العساسيف التي عثرت عليها البعثة الأثرية المصرية العاملة في منطقة العساسيف برئاسة الدكتور مصطفى وزيري، وذلك في نهاية عام 2019، واحتوت على 30 تابوتا خشبيا ملونا بوجه آدمي، بينها توابيت لرجال ونساء، بجانب توابيت لـ3 أطفال.
ويرجع تاريخ التوابيت إلى القرن العاشر قبل الميلاد، أي قبل 3 آلاف عام مضت، وجميعها من الأسرة 22 في مصر القديمة.
تمثالا ممنون هما أول ما يُشاهده الزائر لآثار منطقة القُرنة ومعابدها ومقابرها في جبّانة طيبة القديمة، وهما تمثالان شهيران كانا على مدخل معبد الملك أمنحتب الثالث الذي تعرض لزلزال مدمر أدى إلى انهيار المعبد قبل آلاف السنين، وتسبب في دفن كثير من معالمه وآثاره في باطن الأرض.
وتمثالا ممنون هما أهم ما تبقى من آثار معبد أمنحتب الثالث المعروف اليوم باسم "كوم الحيتان"، والتمثالان يمثلان الملك أمنحتب الثالث جالسا، وهما تمثالان ضخمان منحوت كل منهما من قطعة واحدة من الحجر الرملي الأحمر، ويبلغ ارتفاعهما 15 مترا من دون القاعدة.
وترجع شهرة هذين التمثالين، بحسب علماء المصريات، إلى أنه في عام 27 ق.م تعرضت المنطقة التي يقع بها المعبد لزلزال مدمر هز غرب طيبة، وتسبب في انشطار التمثال الشمالي إلى نصفين عند وسطه. وبعد ذلك، كان الحجر يرسل ذبذبات صوتية عن طريق فعل داخلي ناتج عن التغيرات الفجائية للرطوبة ودرجة الحرارة عند الفجر. فظهرت أسطورة أن التمثال يصدر أصوات رثاء "أورورا"، ربة الفجر، على ابنها البطل الإثيوبي "ممنون" الذي سقط في ميدان طروادة كل صباح، ومنه أخذ التمثالان اسمهما.
عرفت القُرنة الفنون التشكيلية من رسوم ونحت وتصوير في الأزمنة القديمة، وعاش في المنطقة قبل آلاف السنين فنانون مهرة أقاموا بمنطقة دير المدينة التي تضم مقابر العمال في مصر القديمة، والتي كانت تُعرف باسم "مدينة العمال".
وعمل هؤلاء الفنانون في نحت ورسم وتشييد المقابر والمعابد التي تزدان بها القُرنة اليوم. ومن المثير أن سكان المنطقة توارثوا فنون أجدادهم من قدماء المصريين، وتشتهر المنطقة اليوم بوجود هؤلاء الفنانين الذين يعدّون "فنانين بالفطرة"، فهم ينحتون التماثيل ويرسمون اللوحات بنقوش بارزة وغائرة في صورة مماثلة لما كان يقوم به أجدادهم من قدماء المصريين قبل أكثر من 3500 سنة.
وعلى خطى سكان "مدينة العمال" التي أُسست في عهد الدولة المصرية الحديثة (1570-1070 قبل الميلاد)، يواصل سكان منطقة القُرنة الحفاظ على فنون النحت والنقش والرسم والتلوين في ما بات يُعرف اليوم بـ"صناعة الألباستر".
والزائر للقُرنة سيلفت نظره تلك المصانع التي تسمى "مصانع الألباستر"، والتي أقيمت على جانب الطرق المؤدية إلى معابد الفراعنة ومقابرهم. وتضم هذه المصانع مجموعات من الفنانين بالفطرة من أهل القُرنة، وقاعات عرض ضخمة يعرضون بداخلها مئات التماثيل واللوحات والتحف الفرعونية التي يفد السياح لشرائها والعودة بها إلى بلادهم.
وقد قام هؤلاء الفنانون بدور مهم في حفظ كثير من حرف قدماء المصريين وفنونهم. ومن الطريف أن هؤلاء الفنانين الذين يبدعون تماثيل ولوحات جدارية مدهشة لم يذهبوا إلى كليات أو معاهد فنية، بل توارثوا تلك الحرف والفنون من أجدادهم جيلا بعد جيل.