بقلم : عامر جاسم العيداني ..

تشهد الساحة السياسية في العراق ظاهرة تتسم بتدخل بعض مسؤولي الأحزاب في أعمال الحكومات المحلية وحتى على المستوى الوطني ، حيث يظهرون بمقام رئيس الوزراء أو الوزراء متجاوزين الحدود الوظيفية والصلاحيات الرسمية ، وهذه الظاهرة ليست مجرد انتهاك للدستور والقوانين بل تعكس أزمة عميقة في بنية النظام السياسي والثقافة الديمقراطية.

ان النظام الديمقراطي السليم يعتمد على الفصل بين السلطات، حيث يُفترض أن تعمل الحكومة بإدارة مستقلة عن الأحزاب التي تُعد أداة لتنظيم التوجهات السياسية والشعبية ، لكن في العراق تتداخل الأدوار بين الحزب والمسؤول الحكومي مما يؤدي إلى تسييس الإدارة العامة وتعطيل المشاريع الاقتصادية والخدمية.
ولوحظ ان بعض قادة الاحزاب يقومون بزيارة دول ولقاء روؤسائها والتحدث اليهم عن الاوضاع في العراق والمنطقة وتطوير العلاقة معهم ، بالاضافة الى لقاء السفراء المعتمدين خصوصا الدول الكبرى المؤثرة في سياسة العراق والمنطقة ، وهذه اللقاءات لم تكن خافية بل يتداولها الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب وبدون رادع من سلطات الدولة ، وهذا يعتبر تجاوزا على وظيفة الرئاسات الثلاث وبالخصوص وزارة الخارجية المسؤولة عن سياسة البلد الخارجية وتمثل خرقا دستوريا .

ان الأسباب وراء التدخل هو ضعف المؤسسات الحكومية وعدم وجود مؤسسات قوية قادرة على التصدي لتدخل الأحزاب أو حماية قراراتها ، بالاضافة الى ضعف دور مجلس النواب والهيئات الرقابية في مواجهة التدخلات الحزبية.

ومن الاسباب التي تعاني منها المؤسسات الحكومية هي ثقافة الولاء الحزبي وسيطرته على مبدأ الولاء للوطن والمؤسسات العامة بسبب النظام المبني على توزيع المناصب وفق المحاصصة الحزبية الذي يغذي هذه التدخلات .

ان التداعيات التي تتركها هذه التدخلات في الشأن الحكومي المحلي ، هو تعطل المشاريع وتأخير اتخاذ القرارات الحيوية نتيجة تضارب المصالح بين القوى الممثلة في مجالس المحافظات والحكومات المحلية مما يؤدي الى الشلل الإداري وعدم القدرة على اتخاذ القرارات .

ان التدخلات الحزبية تولد فقدان الثقة بالحكومة وشعور المواطنين بأن القرارات لا تخدم المصلحة العامة بل تُدار لمصلحة الأحزاب وأيضا تؤدي الى هجرة الكفاءات وابتعاد الخبرات الوطنية عن المناصب الحكومية نتيجة للتهميش أو الفساد الإداري.

الحل والمخرج من هذه الحالة يبدأ بتعزيز سيادة القانون من خلال تطبيق قوانين تمنع التدخل الحزبي في العمل الحكومي ومعاقبة المخالفين ، وإصلاح النظام الانتخابي بالانتقال إلى نظام يحد من المحاصصة الحزبية ويشجع على اختيار الكفاءات .

ويتبع ذلك تعزيز دور الإعلام ومنظمات المجتمع المدني في مراقبة الأداء الحكومي وكشف التدخلات الحزبية ونشر الوعي حول أهمية الفصل بين العمل السياسي والإداري وترسيخ مفهوم الولاء للمؤسسات.

إن استمرار هذه الظاهرة يشكل تهديدًا للاستقرار السياسي والاقتصادي في العراق ومن الضروري أن يتكاتف المواطنون والمؤسسات لإنهاء هذا التدخل وضمان بناء دولة مؤسسات لا دولة أحزاب ، وان يقوموا بالضغط على المؤسسات الحكومية ومجلس النواب بإيقاف هذه التدخلات من خلال سن قوانين تمنع ذلك .

عامر جاسم العيداني

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات فی العراق

إقرأ أيضاً:

الدكتور فايز الربيع يستضيف رؤساء وأعضاء المجلس المركزي والمكتب الدائم والمكتب السياسي والمحكمة الحزبية للميثاق بحضور رئيس مجلس النواب

صراحة نيوز – استضاف الدكتور فايز الربيع في دارته مساء الأثنين رؤساء وأعضاء المكتب الدائم والمكتب السياسي والمحكمة الحزبية لحزب الميثاق الوطني، بحضور رئيس المجلس المركزي الدكتور يعقوب ناصر الدين ورئيس مجلس النواب أحمد الصفدي ورئيس كتلة الميثاق النيابية النائب الدكتور إبراهيم الطراونة.

وقال رئيس المجلس المركزي لحزب الميثاق الوطني الدكتور يعقوب ناصر الدين إن الميثاق الوطني لم يعد حزبا عابرا بل أصبح بسبب انتشاره على الساحة السياسية الأردنية حزبا فاعلا لديه رؤية ورسالة واضحة تقوم على ثوابت وطنية راسخة يؤمن بها جميع الأردنيين، مشيرا الى ان الحزب سيطلق في المستقبل القريب مبادرة تعريفية بالميثاق وبرامجه ورسالته وخطته الاستراتيجية تحت عنوان “من نحن”.

من جانبه قال رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي إن حزب الميثاق الوطني منذ تأسيسه يسعى الى تعزيز مكانته وحضوره الحزبي والسياسي على الساحة الأردنية، وهو ما أكسبه ثقة الأردنيين، وهذا يتطلب تعزيز العمل السياسي الذي هو نتاج لمنظومة التحديث السياسي التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني ضمن مسارات الإصلاح الثلاث السياسية والاقتصادية والإدارية.

بدوره أكد أمين عام حزب الميثاق الوطني بالوكالة عبيد ياسين أن الميثاق الوطني سينطلق لميادين العمل السياسي والحزبي في جميع محافظات المملكة لمواصلة التعريف بالحزب ورؤيته وآلية عمله وتطلعاته المستقبلية، مشيرا الى أن الإعلام يعتبر شريكا أساسيا للحزب في ايصال رسالته للمواطنين، وابراز الجهد الذي يقوم به.

رئيس كتلة الميثاق النيابية النائب الدكتور إبراهيم الطراونة أكد أهمية دور حزب الميثاق الوطني على الساحة السياسية المحلية، مشيرا الى أن نواب الميثاق هم الذراع السياسي للحزب وعمله يأتي في إطار أهداف واستراتيجية الميثاق، إضافة إلى أن كتلة الميثاق النيابية تمارس دورها التشريعي والرقابي الذي كفله لها الدستور، من خلال التشاور الدائم مع مجالس ومكاتب ولجان الحزب.

من جانبه أكد رئيس المحكمة الحزبية الدكتور حازم النسور أهمية المحكمة ودورها في العمل الحزبي ومؤسسة الحزب من خلال وضع أسس وتشريعات لآلية عمل المحكمة عبر القنوات القانونية داخل الحزب وضمن الأنظمة المعمول بها، موضحاً بأن حزب الميثاق الوطني أصبح يُشار له بالبنان على الساحة الحزبية المحلية.

من جنبها أكدت المهندسة سناء مهيار على دور المرأة الفاعل في الميثاق الوطني، والتي تم منحها مكانة متقدمة داخل الحزب، وهو ما أكسبها حضوراً مميزا جنباً إلى جنب مع زملائها لتكون بذلك شريكا في صناعة قرارات ورؤية واستراتيجية وبرامج الحزب، مؤكدة أن المرحلة القادمة ستشهد دوراً أكثر فاعلية للمرأة الميثاقية .

مقالات مشابهة

  • الدكتور فايز الربيع يستضيف رؤساء وأعضاء المجلس المركزي والمكتب الدائم والمكتب السياسي والمحكمة الحزبية للميثاق بحضور رئيس مجلس النواب
  • الحزبية في الإسلام
  • الوكيل الأخفش يفتتح مشروع شق طريق في ريف حجة
  • متحدث الحكومة يكشف مضامين مذكرة التفاهم الأمنية بين العراق وإيران
  • جميل للسيارات تدخل السوق العراقية كموزع رسمي لعلامة “أومودا وجايكو” من مجموعة شيري
  • العراق بين البراغماتية والتوازن الإقليمي قراءة في تعقيدات الموقف
  • وكيل وزارة الداخلية يبحث سُبل تعزيز الأمن في غدامس خلال اجتماع مع مسؤولي البلدية
  • الحكومة تصادق على الخطط الإستراتيجية للوزارات والمؤسسات الحكومية
  • وحدة التدخلات تدشن توزيع كمية من الاسمنت لدعم المبادرات المجتمعية في ملحان بالمحويت
  • «الخارجية اللبنانية» ترفض التدخلات الإيرانية وتؤكد دعم الجيش