أثرت على نظرته للحياة.. بنديكت كومبرباتش يتحدث عن تجربة كادت تودي بحياته
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
في مقابلة حديثة مع Variety، كشف النجم بنديكت كومبرباتش عن تجربة مرعبة كادت أن تنهي حياته عام 2004، والتي أثرت بشكل كبير على نظرته للحياة.
كان كومبرباتش في جنوب إفريقيا لتصوير المسلسل التلفزيوني To the Ends of the Earth عندما تعرض هو وأصدقاؤه للاختطاف والسرقة على يد ستة رجال بعد أن انفجرت إطارات سيارتهم على جانب الطريق،تطور الموقف بشكل خطير عندما تم تقييدهم وإجلاسهم بوضعية الإعدام قبل أن يفر المهاجمون في النهاية.
عن هذه التجربة، قال كومبرباتش: “لقد أعطتني إحساسًا بالوقت، لكنه لم يكن بالضرورة إحساسًا جيدًا، جعلتني أشعر برغبة ملحة في عيش حياة غير عادية، وما زلت أتعامل مع هذا الشعور حتى اليوم.”
بعد الحادثة، أصبح يسعى إلى تجارب مشوّقة ومليئة بالأدرينالين، حيث أوضح: “مثل هذه التجارب القريبة من الموت تؤجج هذا الشعور، لقد جعلتني أدرك أنه يمكنني أن أموت في أي لحظة. لذلك كنت أقفز من الطائرات وأخوض مغامرات خطرة.”
لكن مع مرور الوقت وتغير مسؤولياته، تغيرت نظرته للأمور، خاصة بعد أن أصبح زوجًا وأبًا لثلاثة أبناء، وأوضح: “الوضع الآن مختلف، وهذا يجعلني أكثر توازنًا لقد نظرت إلى حافة الموت، وأصبحت متصالحًا مع ما يكمن وراءها، وأدركت أن هذه هي نهاية قصتنا جميعًا.”
وخلال المقابلة، تحدث كومبرباتش أيضًا عن مهاراته التمثيلية، ورد على إشادة توم هولاند، نجم Spider-Man، الذي قال إنه تعلم منه كيفية البكاء عند الطلب، لكنه أوضح أن التمثيل لا يتعلق بإجبار المشاعر، بل بالتواجد الحقيقي في اللحظة.
وأضاف: “من الخطأ الاعتقاد بأنه يمكنك إجبار المشاعر، فذلك طريق مسدود، يجب أن تضع عقلك في المكان الصحيح حتى تتمكن من التفاعل بصدق، ويمكن أن يكون ذلك من خلال استدعاء تجاربك الشخصية أو حتى مجرد استخدام خيالك.”
وعن نضجه الفني مع تقدمه في العمر، قال كومبرباتش، البالغ من العمر 48 عامًا: “لقد عشت حياة مليئة بالتجارب. اختبرت الفقدان، وعانيت من الألم، وواجهت بعض أسوأ اللحظات، كما استمتعت ببعض أفضلها.”
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المزيد
إقرأ أيضاً:
رسالة إلى العالم الآخر
تحت الرماد تختبئ جمرات لا تعرف شيئا اسمه الهدوء.. كذلك الفراق هو جزء من تلك الجمرات الملتهبة بمشاعر الفقد والألم، فكلما انزاح جزء من رماد خامد حتى طفت على الوجه حمرة الوجد، وكلما أبحرت الأيام في طريقها تظل بعض الشظايا معلقة في سقف الذكريات.
إلى كل الذين فقدناهم في تفاصيل حياتنا اليومية.. إلى أولئك الراحلين سيرا نحو حياة الخلود..وللذين توقف نبض قلوبهم وانطفأت شموع منيرة برحيلهم وخفتت أصوات إلى الأبد..«سلاما».
أيها الاغتراب، رفقا بقلوب الناس، فكم من رحيل أصبح موجعًا للإنسان !، لكل الذين رحلوا عنا جسدا.. أنتم باقون في ثنايا الروح لا تفارقنا رائحة الطيب التي تركتموها وراءكم في لحظات الوداع. في الفقد هناك اختناق ذاتي يعيش معنا لسنوات طويلة حتى لو غفلنا فيها عن إخراج مشاعرنا الإنسانية الممتلئة بألوان مزهرة من الحب والأمان. ها نحن اليوم، نخبركم بأن وجودكم قلعة شامخة في سوداء القلب، وأن بهاء حضوركم وروعة أماكنكم ستظل بيننا خالدة بخلود الأثر.. عذرًا منكم فمشاعركم اللطيفة لا تزال تهب كالريح الشتاء الجميلة، «فكم نحن كنا ممتنين لله تعالى على وجودكم».
نسأل أنفسنا، هل كانت تلك الطاقة العاطفية محتجزة فينا أو كنا نحن مكبلين بسلاسل الغفلة.. لا أعلم ؟!...كلمات بقيت على قيد الصمت، وعلى رفوف الأيام موصودة بقفل التعابير الباهتة. كل شيء كان محاطا بانشغال الوقت، وتفاصيل حياتية لم تتركنا نلتقط أنفسنا،أو ندرك قيمة الأوقات التي نجالس حضوركم، ونخلق ذكريات مغلفة بشرائط مشاعر حريرية تبقينا موصولين بكم وأنتم خلف مشاهد الحياة وضوئها الساطع..هنا تستحضرني مقولة لتوفيق الحكيم حين قال:»لا شيء يجعلنا عظماء إلا ألم عظيم».. فالموت من أعظم مصائب الحياة حتى وإن كان لطيفا في بعض المرات !.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في فراق ابنه إبراهيم: «إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون»..
وفي الأدب العالمي يقول الكاتب الأمريكي الراحل جيف ماسون: «الميلاد والموت هما ركيزتا حياتنا. العيش نحو الموت في الزمن يمنح الحياة اتجاهًا وإطارًا لفهم التغييرات التي تُحدثها الحياة.
يختلف العالم تمامًا بين الشباب والكبار. الشباب ينظرون إلى الأمام، والكبار ينظرون إلى الماضي. ما يهمنا يتغير مع تقدمنا في العمر. احتمال الموت يُلهم هذه التغييرات. لدى الشباب فهمٌ فكريٌّ بأن الموت آتٍ إلينا جميعًا، لكن فناءهم لم يُدرك بعد. أما بالنسبة للكبار، فيبدأون يستوعبون الموت».
نحن نقول: بعد رحيلكم الخاطف بتنا نجتهد طويلا لرسم صور حية لذكرياتكم وتفاصيل أحاديثكم معنا، وكأننا نحاول أن نفهم كل الغاز الماضي التي كنتم تخبرونا بها، واليوم نحاول أن نبقيكم بيننا من خلال صفحات الذكريات، كأننا لم نستفق من الحلم إلى الحقيقة، كل ما يفعله الغياب بأرواحنا المتعبة شيء يفوق الخيال..
نتذكر دوما كلماتكم الأخيرة، وضحكاتكم الآتية من صدى الذكريات، وأشياء لطالما بقيت تربطنا بالماضي منها: فنجان قهوتكم الصباحية، وحبات من ثمرة، وفاكهة تعيد إليكم جميل نهاركم بعد غروب الشمس وسطوع ضوء القمر.
كل تلك الذكريات الآن تطفو فوق أحاديثنا بنكهة الحضور البهي.. نعيد سرد ذكرياتكم القديمة معنا؛ لأننا لا زلنا نتشبث بحبل حضوركم، وإن كنتم تحت الثرى في حياة أخرى فأنتم على مقربة منا.. ستظل رسائل الذكرى نحو العالم الآخر مفعمة بوجود الإنسان وما تحمله الذكريات من وجع ينغرس في باطن الأرض، لذا ينطق قلبي النابض بالحياة كلمات ود إلى قلوبكم الصامتة «أحبكم بحجم هذا الكون».