“مونولوجات غزة 2024” في دمشق… حكايات من صميم الواقع
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
دمشق-سانا
وجدت المونولوجات التي كتبها عدد من أبناء غزة في تشرين الثاني الفائت طريقها إلى الجمهور السوري عبر القراءة التي نظمها دار أطلس للنشر، ومشروع مراية المسرحي وذلك في غاليري زوايا بدمشق.
القراءة التي أقيمت تلبية للدعوة العالمية من “مسرح عشتار” في فلسطين، ضمت تسعة عشر مونولوجاً أداها تسعة عشر قارئاً وقارئةً من مختلف الأعمار والخلفيات المهنية.
واستطاعت المونولوجات أن تصف الأهوال المستمرة التي واجهها سكان غزة، وجسدت قصص الصمود والتحدي في مواجهة القصف والتشريد والحصار، كما نسجت بين كلماتها مشاعر ألم وخوف وأمل، لتكون بمثابة سجل حيّ للحظات من الشجاعة والحب والفرح الذي ينبثق رغم فقدان الأحبة وكل شيء، من غير أن تكتفي بتقديم شهادات عن المعاناة، بل بالدعوة الصريحة للتحرك الدولي العاجل لوقف هذه الانتهاكات، وضرورة الاستجابة الإنسانية في وجه الإبادة.
وعن أهمية قراءة هذه المونولوجات في هذا الوقت، أوضحت مديرة دار أطلس للنشر سمر حداد في تصريح لسانا أن الهدف هو التأكيد على أن غزة ستبقى حاضرة، ولتسليط الضوء على المآسي التي يعيشها سكان غزة، وهذه القراءة لـ “مونولوجات غزة 2024″، للتأكيد كما في كل مرة أن ضحايا من أبناء غزة ليسوا أرقاماً من خلال رواية قصصهم للناس كي تبقى حاضرة”.
وفي الختام، قدمت مديرة زوايا غاليري رولا سليمان، رسالة من سوريا إلى غزة، جاء فيها: “سأقول لمن قاتل: نزداد منك شرفاً، سأقول لمن استُشهد: إنكم أحياء في عقولنا وضمائرنا -لمن بقي لديه ضمير-، سأقول لمن بقي حيّاً: تستحقون الحياة يا أبناء الحياة”.
يذكر أن دار أطلس للنشر ومشروع مراية المسرحي، نظّما قراءة لـ “مونولوجات غزة في عام 2023″، تناولت 31 نصاً، كتبها أطفال من غزة بعد حرب 2008-2009 على القطاع ضمن برنامج دعم نفسي عن طريق المسرح أقامه “مسرح عشتار” بفلسطين.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
من وحي ” علم النفس “
من وحي ” #علم_النفس “
#محمد_طمليه
أراجع طبيبا نفسيا : ” أنا مريض يا دكتور ، فمنذ أيام لم أضحك ولم تفتر شفتاي عن ابتسامة ، ولم أقوى على المساهمة في لهو الرفاق .
أنا #مكتئب… #حزين…. عاجز عن الانهماك في #الحياة_العامة … وحيد معزول .. امشي في الطريق فأخال ان المارة يراقبون خطواتي العاثرة … أنا أكره الناس ، ويتجلى كرهي لهم في موقفي من المرأة ، اذ أنني لا أحب هذا النوع من الكائنات ، ما جدوى النساء ؟ لا أحد يدري !! أنا سوداوي … لا أرى طريقا سالكا ، كل الابواب موصدة انها مهزلة ، اعني ان الحياة مهزلة . وانا فيها وحيد … لشد ما أشعر أنني مبصوق ..منبوذ…متروك على قارعة الكآبة . عبثا تحاول امي تقديم المساعدة . أنا في الواقع لا أحبها …نعم … لا أحب امي .. انك لا تستطيع ،ان تحب شخصا لمجرد أن الصدفة شاءت أن يحملك في رحمه ! هراء … مشاعرنا هراء … وعشقنا هراء … وكل ما يمكن أن نقوم به هو هراء في هراء في هراء . لماذا اكون مضطرا للعيش مع الآخرين ؟ ان الآخرين ما ينفكون يوترون أعصابي ، ويدفعونني دفعا الى الجنون . هل أنا مجنون يا دكتور ؟.
مقالات ذات صلةويقول الطبيب : ” أنت لست مجنونا ، ولكنك لست شخصا سويا ايضا . لنقل أنك مريض ، واستطيع القول ، مبدئيا ان امكانية العلاج واردة ، اذا استطعنا أن نحدد معا ابرز العوامل التي اثرت في حياتك عندما كنت طفلا . فالداء والدواء مطموران في وعي تلك المرحلة واستخراجهما يتطلب عدة جلسات هادئة ” .
وأقاطع الدكتور : ” هل نقصد أن الطفولة هي منبع معاناتي حاليا ، علما بأنني في الأربعين “؟ .
يجيب الدكتور : ” ان الطفولة هي منبع المتاعب ، حتى لو بلغ المرء عمرا عتيا ، فما من سلوك شاذ ، الا وله ما يسوغه في مرحلة الطفولة ومن أجل ذلك ، نجد العالم المتمدن ، يولي أهمية خاصة لأطفاله.
وأهذي :” الطفولة اذن … تلك المرحلة “النظيفة” التي أحن اليها ، تلك المرحلة الطازجة ، التي ابادل رأسي بكيس من البصل ، لقاء أن يعود لي يوم واحد منها … وتعود لي براءتها … وعفويتها…
الطفولة … هل يمكن أن يكون دائي مطمورا فيها . في حين حسبت أنها مصدر وهجي ؟! وقلت :” اذا صح ما يقوله علم النفس ، وعلى ضوء واقع الاطفال في بلادنا … فنحن موشكون على كارثة..