يونان النبيّ في المخطوطات المقدَّسة.. تتبُّع الذكرى بين العهدين القديم والجديد
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في إطار دراسة معمَّقة لشخصية يونان النبيّ تكشف النصوص المقدَّسة عن حضور لافت لاسمه، حيث يرد ذكره 25 مرّة وفق "الترجمة اليسوعية"، تتوزّع بين العهدين القديم (17 مرّة) والجديد (8 مرّات)، ليتحوّل النبيّ الهارب من وجه الربّ إلى رمزٍ لاهوتي يُستشهَد به في خطاب المسيح.
العهد القديم: سفر يونان وإشارات تاريخية حيث يتركّز حضور يونان بشكل رئيسي في سفر يحمل اسمه (16 إشارة)، يروي قصّته الشهيرة مع الحوت ومدينة نينوى، بدءًا من أمر الربّ له بالذهاب إلى المدينة (يونان 1:1)، ومرورًا برحلة الهروب العاصفة (يونان 1:3)، وصولًا إلى صلواته في جوف الحوت (يونان 2:1).
وإلى جانب سفر يونان، تُبرز سفر الملوك الثاني إشارة تاريخية عنه، تُثبت دوره كنبّي خلال حُكم يربعام الثاني: «رَدَّ حُدودَ إسرائيل... بِحَسَبِ قَولِ الرَّبِّ... على لِسانِ عَبدِه يونان» (الملوك الثاني 14:25).
العهد الجديد: يونان كـ"آية" في خطاب المسيح فيتحوّل يونان في العهد الجديد إلى استعارةٍ نبويّة، حيث يشبّه المسيح نفسه به في إنجيلي متّى ولوقا، مؤكدًا أن «آيةَ النَّبِيِّ يونان» (متّى 12:39) ستكون الدليل الوحيد لـ"جيل فاسق"، في إشارة إلى قيامته بعد ثلاثة أيام كما بقي يونان في جوف الحوت. ويُشدّد الإنجيل على أن توبة أهل نينوى ستُدين الأجيال اللاحقة: «رِجالُ نينوى يَقومونَ يَومَ الدَّينونَةِ... لأَنَّهُم تابوا بِإِنذارِ يُونان» (لوقا 11:32).
لا تقتصر قصة يونان على سرد المغامرة، بل تُقدّم قراءةً في صراع الإنسان مع الأقداس الإلهية، حيث يتحوّل النبيّ الهارب إلى مُعلّمٍ عن التوبة وغفران الله غير المشروط، حتى للأمم (نينوى). وفي العهد الجديد، يُعاد توظيف الرمز ليُصبح إشارة إلى المسيح نفسه، الذي تجاوز يونان في عظمته: «هُهُنا أَعظَمُ مِن يُونان» (متّى 12:41).
هكذا يربط الكتاب المقدّس بين شخصية تاريخية ورمز خلاصي، ليرسم مسارًا لاهوتيًا من العصيان إلى الفداء، ومن الهروب إلى البشارة، في حوارٍ متواصل بين العهدين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط أقباط الإرثوذكس
إقرأ أيضاً:
نينوى تحت مجهر الفساد: شبكة تستغل عقارات الدولة لمصالح شخصية
11 يونيو، 2025
بغداد/المسلة: يواصل العراق جهوده الحثيثة في مكافحة الفساد واستعادة الأموال العامة، حيث أعلنت هيئة النزاهة الاتحادية عن ضبط 12 متهماً في محافظة نينوى بتهمة التجاوز على عقارات مملوكة للدولة. وكشفت الهيئة، في بيان رسمي، أن ملاكات مديرية تحقيق نينوى رصدت استغلال ثماني قطع أراضٍ حكومية قرب مديرية المرور في مركز المحافظة، حيث حولها المتهمون إلى ساحات لوقوف السيارات، مستوفين مبالغ مالية من المواطنين بطرق غير قانونية دون الحصول على موافقات رسمية.
وأسفرت العملية، التي نفذت بموجب مذكرة قضائية، عن تنظيم محاضر ضبط أصولية، وعرض المتهمين على قاضي محكمة التحقيق المختصة، الذي قرر توقيفهم وفق القرار 154 لسنة 2001.
ويعكس هذا الإجراء تصاعد وتيرة العمليات الأمنية والقضائية لمكافحة الفساد في العراق، حيث تشير إحصاءات هيئة النزاهة لعام 2024 إلى تنفيذ أكثر من 300 عملية ضبط في مختلف المحافظات، أسفرت عن توقيف مئات المتهمين واستعادة أراضٍ وعقارات بقيمة مليارات الدنانية.
وتؤكد الهيئة أن هذه العمليات تأتي ضمن استراتيجية وطنية تهدف إلى حماية المال العام وتعزيز الشفافية، خاصة في محافظات مثل نينوى التي عانت من الفوضى الإدارية عقب تحريرها من تنظيم داعش.
ويبرز هذا الحدث أهمية تعزيز الرقابة على الأملاك العامة، حيث تكشف تقارير حديثة عن استمرار التجاوزات على الأراضي الحكومية في عدة محافظات، مما يكبد الخزينة العامة خسائر كبيرة. وتسعى الحكومة العراقية، بدعم من القضاء، إلى تسريع وتيرة التحقيقات ومحاسبة المتورطين، في ظل مطالب شعبية متزايدة بإصلاح النظام الإداري ومكافحة الفساد. وتؤكد مصادر مطلعة أن هيئة النزاهة تخطط لتوسيع عملياتها خلال عام 2025، مع التركيز على القطاعات الحيوية كالعقارات والخدمات العامة.
وتشير المعطيات إلى أن العراق يواجه تحديات كبيرة في استعادة الأصول المنهوبة، حيث قدرت تقارير دولية قيمة الأموال المنهوبة منذ عام 2003 بأكثر من 150 مليار دولار. وتظل قضايا الفساد، بما فيها التجاوز على الأراضي الحكومية، من أبرز العوائق أمام تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts