تأملات في صوم نينوى.. بين الحوت الداخلي ونداء الرحمة
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الأب يوحنا فوزي الكاهن بكنائس المنيا : ليس يونان النبي مجرد شخصية تاريخية تهربت من دعوة الله، بل هو مرآة تعكس تناقضات النفس البشرية. نرى فيه الهروبَ من المواجهة، والانشغالَ بكرامة الذات، لكننا ننسى أن فيه أيضًا بذرةً للفضائل التي قد نفتقدها. وكما قال القديس أنطونيوس: "الحكيم يتأمل في فضائل غيره ليقتنيها، أما الجاهل فيتأمل نقائصهم ليدينهم"
وأضاف اليوم، لم يَعُدِ الحوت الذي ابتلع يونان موجودًا، لكن حياتنا مليئةٌ بـ"حيتان" أخرى تبتلعنا رويدًا:ظروف قاسية أحلام مؤجلة قلقٌ يخنق وأسعارٌ تُثقل الكاهل
قد نعيش سنوات في بطن هذه الحيتان، لا ثلاثة أيام فحسب! لكنَّ الخيط المشترك بين يونان ونحن هو ذات الإله الذي أنقذه من الأعماق؛ فهو قادرٌ أن يخرجنا من أيّ "حوت" يبتلعنا، شرط ألّا نبتعد عن الصلاة داخله، ولا عن الشكر خارجه.
صوم نينوى: توبة تُحرِّك السماء
فيصادف صوم نينوى ذكرى توبة مدينةٍ طغَت شرورها، فاختار الله يونان ليكون نذيرًا لها. لكن النبي، الذي حمَل كبرياءً وشكًّا في قبول أهلها للتوبة، هربَ من المهمة. لقد نسِي أن الله لا يُسرُّ بموت الخاطئ، بل برجوعه. والأمر ذاته ينطبق علينا: كمْ مرّةً هربنا من مسؤولياتنا الروحية خوفًا من الفشل أو استهانةً بالآخرين؟
اليوم، تُجدد الكنيسة ذكرى هذه التوبة لتذكرنا بأن الكبرياء جدارٌ يفصلنا عن الرحمة فنحن، مثل يونان، نُبالغ في تقييم ذواتنا، نرى "القشة" في عين الآخر، وننسى "الخشبة" في أعيننا. نصبح كمن يحمل الصليب للزينة لا للتضحية، وينادي بالتوبة شعارًا لا حياةً.
واستعرض الاب يوحنا عبر صفحته الرسميه علي مواقع التواصل الاجتماعي “ فيس بوك” ان هناك دروس من بطن الحوت: حين تكون الصلاةُ خلاصًا حين أدرك يونان أنه لا مفرَّ، صلّى من أعماقه:
دَعَوْتُ مِنْ ضِيقِي الرَّبَّ فَاسْتَجَابَنِي
لكن صلاته –رغم خروجه من الحوت– لم تُشفِ قلبه من الغِلّ. لقد حزن حين غفر الله لأهل نينوى، وكأن خلاصهم سرقَ منه مجدًا شخصيًا! هنا تكمن المفارقة: نطلب رحمة الله لذنوبنا، لكننا نرفض أن نرحم غيرنا.
صوم نينوى يدعونا إلى توبةٍ لا تُجمّلها الكلمات بل تُترجم إلى "انسحاق قلب" وندمٍ صادق. توبةٌ نركع فيها بدموع، طالبين تغييرًا جذريًا لا وعودًا واهية. فالله يحاسبنا ليس على نياتنا، بل على أفعالنا.
الخلاص: فرح السماء الذي يُحرِّك الأرض فعندما تابَت نينوى، اشتعلت السماء فرحًا: "120 ألفًا انضمّوا إلى الفردوس في يومٍ واحد لكن يونان بقيَ حزينًا، غاضبًا من رحمة الله الواسعة. قصةٌ تطرح سؤالًا وجوديًا: هل نخدم الله لمجد اسمه أم لمجد ذواتنا؟
اليوم، يُذكّرنا صوم نينوى بأن الله لا يريد طقوسًا جوفاء، بل قلبًا منسحقًا. هو يدعونا إلى الخروج من "حيتان" الأنانية، لننضم إلى فرح السماء بخلاص الآخرين.
وختاما فصوم نينوى ليس ذكرى تاريخية، بل دعوةٌ للخروج من الحوت الداخلي الذي يبتلعنا: حوت الكبرياء، وحوت اليأس، وحوت القسوة. فكما أخرج الله يونان من ظلمات البحر، هو قادرٌ أن يخرجنا من ظلمات قلوبنا، إذا ما انحنينا بروح التواضع
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط أقباط الإرثوذكس صوم نینوى
إقرأ أيضاً:
القوى الوطنية تبحث المستجدات السياسية والوضع الداخلي
بحثت القوى الوطنية والإسلامية، اليوم الاثنين 26 مايو 2025، آخر المستجدات السياسية وقضايا الوضع الداخلي.
وأكدت في بيان صدر عنها، ضرورة التحرك الفوري لوقف حرب الإبادة التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا سيما في قطاع غزة ، حيث تواصل قوات الاحتلال ارتكاب المجازر بحق المدنيين، كما جرى في استهداف مدرسة في حي الدرج بمدينة غزة.
وأشارت القوى إلى تصاعد الجرائم بحق أبناء شعبنا في الضفة الغربية بما فيها القدس ، من عمليات قتل واعتقالات واقتحامات، إلى جانب تشديد الحصار من خلال أكثر من 930 حاجزا وبوابة حديدية، في إطار سياسة العقاب الجماعي والتطهير العرقي، التي يرافقها تصعيد من المستعمرين في استهداف القرى والبلدات بهدف التهجير.
وأكدت القوى، أن ذكرى عدوان الخامس من حزيران تستدعي من المجتمع الدولي مواقف حازمة، في ظل تصاعد جرائم الحرب بدعم أميركي، والاستعدادات الجارية لعقد المؤتمر الدولي الشهر المقبل، والمواقف الأوروبية المتقدمة لمقاطعة الاحتلال والاعتراف بدولة فلسطين.
وشددت على رفضها لما تسمى " مسيرة الأعلام " والاستفزازات الاستعمارية المتواصلة في مدينة القدس والمسجد الأقصى، داعية إلى موقف عربي وإسلامي ودولي يرتقي إلى مستوى التحديات.
ودعت إلى محاسبة المستعمرين على جرائمهم المتصاعدة بحق القرى والبلدات، لا سيما في بروقين وكفر الديك وترمسعيا والمغير ومسافر يطا، وتفعيل قرار مجلس الأمن (2334) الرافض للاستعمار، وفرض عقوبات على دولة الاحتلال.
وأكدت القوى تمسكها بتعزيز الوحدة الوطنية، ومواصلة النضال لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.
ونعت القوى المناضل الوطني وليد عساف، أحد رموز المقاومة الشعبية، مشيدة بدوره في الدفاع عن الأرض ومواجهة الاستعمار.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الأوقاف: ما يحدث في المسجد الأقصى انتهاك خطير واعتداء كبير على المقدسات فصائل فلسطينية تعقب على مجزرة مدرسة "الجرجاوي" في غزة الاتحاد العام للجاليات الفلسطينية في أوروبا يطالب بفرض عقوبات على إسرائيل الأكثر قراءة "القسام" تعلن تنفيذ كمين مُركّب ضد قوة إسرائيلية غرب بيت لاهيا محدث: قطر والأردن تُعقّبان على قصف مستشفى حمد للأطراف الصناعية في غزة مكتب الأمم المتحدة يُجري مناقشات مع إسرائيل بشأن مساعدات غزة المنظومة الصحية تنهار.. خروج جميع مستشفيات شمال قطاع غزة عن الخدمة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025