شبكة انباء العراق:
2025-06-11@03:16:04 GMT

صحافة عربية .. على خط المجاعة !

تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT

بقلم : حسين الذكر ..

وصلتني رسالة موجعة حد الاسى من احد الزملاء الأعزاء في سوريا العزيزة جاء فيها : ( أستاذ : هل ممكن تجد لي صحيفة او مؤسسة إعلامية اكتب لها مقابل اجر ولو رمزي .. فاننا منذ سنوات نعاني شظف العيش وتعلم اني لا اجيد غير الكتابة ولي اسرة .. لقد بلغت حد الفقر المدقع .. ولحين ما يستقر الوضع في سوريا .

. لعل الحكومة الجديدة تستطيع معالجة الملفات المتراكمة ونحن جزء منها ) .

بصراحة دمعت عيني حد الاسى ولم استطع الرد الفوري .. اصابتني الحيرة فزميلي ابن كرماء واذا ما قدمت له مبلغ بسيط لعبور المرحلة قد ينزعج ويفهم رسالتي بشكل خاطيء .. فالصحافة الورقية او بالأحرى التقليدية قد ماتت ولم يتبق منها الا صحافة حكومية تعين موظفين يحررون يومياتها وشؤونها بما يحيلها الى شيء آخر غير الصحافة .. عدا ذلك اكثره هذر وهدر على السوشل ميديا لا يمكن للصحفي المفكر والفيلسوف والجاد والموضوعي والحيادي ان يجد له موطيء قدم و جمهور فيه يثمن ما يقوم به في ظل التزاحم الذبابي المهيمن على فضلات الانحطاط .
بعد تفكير واحساس بالمسؤولية الأخوية كتبت له :
اولا :- ان تردي وضعك المادي ليس وحدك وما تعانيه حاليا يعد حالة عامة جراء الظروف التي مر بها الشعب السوري العزيز منذ سنوات ومراحل لعله يتغير نحو الأفضل بعد الاستقرار فاصبر قليلا .
ثانيا .. ان الصحافة بمعناها القديم الورقي والمجلات والكتب .. ماتت والى الابد .. ولم يعد احد يهتم بها ولا يدفع لها (قرشا) في عالمنا العربي كله وليس في سوريا فحسب .. في ظل هيمنت السوشل ميديا التي يتعاطوا معها على انها عالم طفيلي مجاني يمثل ضحك على الراي العام لا يحتاج الى دعم فضلا عن كونها عمل شخصي طوعي .
ثالثا : هناك آلاف الصحفيين العرب بلا رواتب واغلبهم يكتب للحفاظ على بقاء اسمه ليس الا .. لم يحصلوا على مردود اطلاقا الا معنويا .
خامسا : جميع وسائل الاعلام العربية – الحكومي والأهلي – مسيطر عليها وفقا لمنهجية القرار الرسمي او الحزبي وهم يوظفون اشخاص منزهين امنيا وتبعيا بشكل مطلق لا مجال لاي فسحة حرية للفكر فيه يطلق عليهم موظفوا الصحافة الرسمية ونسبتهم لا تشكل واحدة بالمائة من ناطشي الصحافة الحرة المفترضة .
سادسا : قطعا ان هذا الواقع لا يدعونا لليأس المفرط حد القنوط بل ما أقوم به هو شرح للواقع كما هو .. بلا نفاق ولا تزويق ولا مداهنة كي اضعك بالصورة الحقيقية التي قد تساعدك على تفهمها وتدبر امرك وتكيف نفسك من خلالها ..
سابعا .. من يمتهن الصحافة ولا يجد منها معيلا يعيش به برغم تمتعه بالمهنية والثقافة المجتمعية الواسعة معززة بالوعي .. ان يصمد فالفرج قادم وتذكر نحن تحت ظل الله قبل ان نكون رعايا القوى العالمية والمحلية والظروف .. ستتبدل والتغيير سنن معتادة وما علينا الا العمل وعدم الاستسلام ..
لذا ادعوك للصبر واعلم ان كل كلماتي اليك منتقاة من الواقع ودونتها بواقعية .. فتوكل واكتب واصبر وراسل وانشر واجتهد حتى تحقق موطيء قدم بين مئات الآف العرب ممن يمارسون الكتابة والصحافة والاعلام دون مقابل .. فان مداد القلم المجتهد المعزز بالراي والمعرفة لا يموت والحاجة اليه قائمة لا تنتفي بكل زمان ومكان باذن الله !

حسين الذكر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

بايدن أُعدم وهذه نسخته.. ترامب البارع في إلهاء الصحافة

دونالد ترامب هو رئيس بدرجة ساحر!
إنه يفهم، كما أظنّ، أكثر من أي رئيس أميركي منذ رونالد ريغان، كيف يروّض أذهان الإعلام "القديم" والجديد ذات الانتباه المتقلّب، ويوجهها لخدمة مصلحته.
ريغان ومستشاروه البارعون اعتمدوا على عروض إعلامية مُنمقة تُظهره في هيئة جذابة؛ بغية تمرير خططه الرجعية، والتملّص من الفضائح الحادة.
أما ترامب، وقد بنى نجوميته في "تلفزيون الواقع" وعبر ظهوره المتكرر في برامج حوارية سطحية، فقد أتقن كيف يغرس حضوره في الوعي الأميركي عبر شاشة التلفاز.

ومع ذلك، فقد ذهب أبعد من ذلك باستخدامه البارع منصات التواصل الاجتماعي- وخاصة الآن "تروث سوشيال" – ليصقل خدعته المفضلة: الإلهاء المتعمّد.
فكأي ساحر محنّك، يُتقن ترامب حِرفته في جذب أنظار العامة وأسماعهم بعيدًا عما يستحقّ التدقيق.
هدفه مزدوج: الترويج لأجندة ثورية من جهة، وحجب الأضرار الناتجة عنها من جهة أخرى.

عندما ظهر فيروس قاتل جديد أوائل عام 2020 وانتشر بسرعة مميتة، استهان ترامب بتهديد "كوفيد-19″، وروّج لعلاجات غير مثبتة مثل الهيدروكسي كلوروكوين، بل واقترح حقن المطهرات في الجسم كوسيلة علاجية.
كانت استفزازاته الغريبة تلك متعمدة إلى حدّ كبير، والغاية منها تأخير التدقيق في استجابة إدارته البطيئة والفوضوية.

إعلان

يدرك ترامب أن الغضب في العصر الرقمي هو وقوده الحيوي. فبإثارة الجدل والصدام بلا هوادة، يُحكِم قبضته على تركيز الجمهور وسرعة الأحداث. بهاتف محمول عليه ختم الرئاسة، وجرعة من الإلهام الشعبوي، يستطيع ترامب أن يُعيد صياغة العناوين الإخبارية في لحظة، كما يشاء.

يفعل ذلك عبر إثارة قضايا لامعة، مؤقتة، تخدم مصالحه الضيقة، بينما تمرّ قضايا أكثر جوهرية دون ملاحظة، متروكة لتتلاشى في الإهمال.
إنه، في جوهره، النسخة البشرية من قناة إخبارية على مدار الساعة، تبثّ محتوى مشوقًا يدمنه الإعلام، سواء أقرّ بذلك أم لا.

ففي لحظة ارتباك، مع قطيعة علنية مفاجئة مع إيلون ماسك، وتمرد مستعر في مجلس الشيوخ بشأن ميزانيته "العظيمة والجميلة"، سحب ترامب من قبعته حيلة مذهلة لتغيير المسار، أثارت الدهشة وعدم التصديق.

فوفقًا لشبكة "NBC News"، أعاد الرئيس الأميركي نشر ادعاء خالٍ من الأساس على "تروث سوشيال" بأن الرئيس السابق جو بايدن أُعدم عام 2020، وتم استبداله بنُسَخ مستنسخة أو آلية.

وبما أن رئيس الولايات المتحدة شارك "نظرية المؤامرة" هذه مع 10 ملايين من متابعيه- أي مع جمهور واسع يشملنا جميعًا بشكل أو بآخر- اضطُر مراسل شبكة NBC إلى الاتصال بالبيت الأبيض لطرح السؤالين التاليين:

أولًا، هل يعتقد رئيس الولايات المتحدة فعلًا بأن بايدن أُعدم عام 2020؟
ثانيًا، لماذا يروّج الرئيس لفكرة أن بايدن المُستبدل نسخة مستنسخة؟

اسمحوا لي أن أساعد مراسل NBC وغيره من الصحفيين الذين اضطروا لطرح هذه الأسئلة السخيفة سعيًا لما سموه بـ"التوضيح".

رغم صخب ترامب وغرابته، أستطيع القول بثقة إنّه لا "يعتقد" أن بايدن قد أُعدم. إنه يطلق هذا الهراء ليُغرق الإعلام في تأمل الجوهرة الجديدة اللامعة، بدلًا من التحقيق في كيف أن مشروعه "العظيم والجميل" سيحرم ملايين الأميركيين من التأمين الصحي، ويوسّع العجز في ميزانية الولايات المتحدة.

إعلان

التقليل من براعة ترامب في توجيه أنظار العالم باعتبارها مجرد "تشتيت" هو تبسيط وسذاجة. ينبغي بعد هذه السنوات من الخبرة معه أن نكون قد فهمنا الخدعة. ما يفعله ترامب أشدّ دهاءً وخطورة: فهو لا يُشتت وحسب، بل يُعيد كتابة القصة أمام أعيننا، ليجعل الجِدّ تافهًا، والتفاهة عظيمة. وهو يدرك منذ زمن أن معظم المراقبين السياسيين ينجذبون أكثر إلى الشخصيات لا السياسات.

كما يعلم ترامب أن الرئاسة ليست فقط سلطة، بل هي عرض مسرحي. لا تعنيه التفاصيل ولا المساءلة. هو يزدهر في الاستعراض. والاستعراض دائمًا ما ينتصر.

ولهذا، لا يزال ترامب يسحر الجمهور بأدائه المدروس، المرتكز على الجاذبية الطاغية وهيبة المكتب البيضاوي. وقد تدرّبت صحافة واشنطن على أن تنظر دائمًا حيث يشير الرئيس، مرةً بعد أخرى.

وفقًا للمخطط ذاته، أعلن ترامب- بمرسوم رئاسي- أن مستشار البيت الأبيض والنائب العام سيحققان في ادعاءات بأن مساعدي بايدن ربما أخفوا تدهوره العقلي، واستخدموا توقيعًا آليًا لتمرير سياسات كبرى دون علمه أو موافقته.

أما بايدن، فأصدر بيانًا يوم الخميس واصفًا مناورة ترامب المحسوبة بأنها "تشتيت"، ومؤكدًا أنه هو من اتخذ القرارات خلال فترة رئاسته.

تأتي "التحقيقات" في توقيت مريح عقب إصدار كتاب مشترك من مقدم CNN جيك تابر، يشير إلى تراجع القدرات العقلية لبايدن أثناء توليه المنصب. وقد اتهم منتقدو الكتاب تابر بتزوير الرواية تماشيًا مع أهواء اليمين، متسائلين كيف أنه وCNN كانا يسخران سابقًا من تقارير تدهور بايدن الذهني والجسدي.

وفي الأثناء، تحولت الضجة المصطنعة وفتور العلاقة مع إيلون ماسك إلى مادة للدراما المتصاعدة، ما جعل إحياء ترامب لحظر السفر القائم في جوهره على أسس عنصرية، مجرد خبر ثانوي.
لقد أثار هذا الحظر في السابق جدلًا قانونيًا وأخلاقيًا كبيرًا، لكنه عاد الآن دون أن يُحدث صدى يُذكر، إنه مثال آخر على قدرة ترامب على تمرير السياسات الخطيرة تحت غطاء استعراضاته المُبهرة.

إعلان

فما العمل إذن؟
ينبغي على وسائل الإعلام الجادة أن تتحرر من الوقوع في فخّ أن تكون أداة في يد ترامب، يُحرّكها كما يشاء ضمن مسرحياته الدعائية. وهذا يقتضي كبح الميل الغريزي إلى اعتبار كل نوبة غضب، أو إهانة، أو تحريض، خبرًا عاجلًا يستحقّ التغطية.

ينبغي على المحررين والمنتجين أن يتساءلوا: من المستفيد من هذه التغطية؟ فإن كان الجواب: ترامب، فعليهم التريّث أو ببساطة تجاهل الأمر.

يجب أن يركّز الصحفيون على جوهر السياسات لا على العروض الصاخبة. وهذا يستدعي صبرًا ومهارة في طرح السؤال الجوهري: ما الذي يُخفيه هذا العرض الصاخب؟

التصدي للتلاعُب لا يكون بالصمت والتجاهُل، بل بالتركيز الواعي على تغطية النتائج الملموسة لسياسات الرئيس، لا على سلوكيّاته العابرة.
وفي هذه الرقصة المرهقة مع دونالد ترامب، تستطيع الصحافة- ويجب عليها- أن تفرّق بين الألعاب النارية والنار الحقيقية.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • أول محاولة عربية لكسر الحصار عن غزة
  • مركز الملك سلمان يوزع أضاحي وسلالاً غذائية في دول عربية
  • سيف بن زايد: 7 شركات ناشئة عربية انضمّت لـ«اليونيكورن» منها 5 انطلقت من الإمارات
  • الرميد يعارض متابعة "اليوتيوبرز" والمدونين خارج قانون الصحافة
  • نور الدين البابا: بعض الأسماء التي يسلط عليها الضوء اليوم وحولها الكثير من إشارات التعجب والاستفهام، ساعدت خلال معركة ردع العدوان على تحييد الكثير من القطع العسكرية التابعة للنظام البائد وهذا ما عجل النصر وتحرير سوريا
  • صوفان: من ضمن الصلاحيات التي طلبناها من رئيس الجمهورية إمكانية القيام بإجراءات، منها إطلاق سراح الموقوفين الذين لم تثبت إدانتهم إضافة إلى أمور تفاعلية مع مؤسسات الدولة
  • أغلب المشاكل التي تعانى منها بسبب هذا المرض.. تعب وسرحان وتساقط الشعر
  • صحافة عالمية: أزمة إنسانية متفاقمة في غزة وسط تصعيد عسكري إسرائيلي
  • دماء غزة عربية
  • بايدن أُعدم وهذه نسخته.. ترامب البارع في إلهاء الصحافة