مؤتمر ليب يعزز مكانة الرياض حاضنةً عالميةً للابتكار والتقنية
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
الرياض : البلاد
تسجل المملكة حضورًا مميزًا على الصعيد العالمي، بوصفها أيقونة للنجاح والريادة في استضافة الأحداث الدولية البارزة في مختلف المجالات، لا سيما تلك التي تسهم في خدمة البشرية ومستقبلها وتجويد حياتها, كما تسخر إمكاناتها الكبيرة، وتهيئ جميع السبل الرامية لتحقيق أفضل النتائج المنشودة.
ويعد مؤتمر LEAP أحد هذه الأحداث الكبرى، حيث تستضيفه العاصمة الرياض خلال الفترة من 9 إلى 12 فبراير الجاري، ليجمع خبراء قطاع التقنية من مختلف أنحاء العالم لاستعراض أحدث الابتكارات في التقنيات الناشئة والحلول المستدامة التي تعزز مرونة الشركات في مواكبة التغيرات السريعة في القطاع الرقمي.
ومنذ انطلاقه في عام 2022، شهد المؤتمر نموًا متسارعًا في أعداد المشاركين، حيث استقطبت النسخة الأولى أكثر من 100 ألف زائر و500 متحدث، فيما جذبت النسخة الثانية أكثر من 172 ألف زائر و700 متحدث، بينما واصل الحدث توسعه في نسخته الثالثة عام 2024 باستقبال أكثر من 215 ألف زائر و1,100 متحدث، مما يعكس دوره المحوري في تحفيز الابتكار وجذب الاستثمارات التقنية، حيث تجاوزت قيمة الإطلاقات والاستثمارات خلال النسخة الماضية 13.4 مليار دولار.
وتضم النسخة الحالية من المؤتمر “ساحة التقنية”، التي تتيح للزوار فرصة استكشاف أحدث الابتكارات والتطبيقات التقنية المتقدمة، ومنها تقنية توصيل الأدوية “Terra Drone” التي توفر حلولًا لنقل الإمدادات الطبية جوًا إلى المناطق النائية، وجهاز “SARA” من أرامكو السعودية المدعوم بالذكاء الاصطناعي، ومنصة “Golden Gloves VR” التي تقدم تجربة ملاكمة افتراضية بالتعاون مع مقاتل UFC أندرو سانشيز، إضافة إلى العدسات اللاصقة الذكية التي تمثل بداية جيل جديد من التفاعل مع البيانات.
ويواصل “ليب” تعزيز مكانة المملكة في قطاع التقنية، مستقطبًا الشركات العالمية والمستثمرين ورواد الأعمال، ليصبح أحد أهم الفعاليات التقنية عالميًا، ويؤكد التزام الرياض بأن تكون مركزًا عالميًا للابتكار الرقمي.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
مؤتمر الدوحة يناقش الذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان.. رؤى لمستقبل إعلامي أكثر إنسانية
في خضم التحولات المتسارعة التي أحدثها الذكاء الاصطناعي في مختلف مناحي الحياة، انعقد في العاصمة القطرية الدوحة في 27 و28 مايو/أيار 2025 المؤتمر الدولي "الذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان: الفرص والمخاطر والرؤى لمستقبل أفضل"، بتنظيم من اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، وبالتعاون مع مؤسسات أممية وإقليمية، من بينها مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان.
ناقش المؤتمر الأبعاد المتعددة لتأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي على الحقوق والحريات، وخصّص جلسات موسعة لقطاعات حيوية مثل الأمن، والديمقراطية، والإعلام، والتعليم، والعمل، بمشاركة خبراء دوليين من الأمم المتحدة، وشبكة الجزيرة الإعلامية، ومنظمات المجتمع المدني، إلى جانب ممثلين عن القطاع التكنولوجي.
برزت خلال المؤتمر جلسة مميزة بعنوان "الذكاء الاصطناعي ومستقبل الإعلام وفق نهج حقوق الإنسان: المخاطر والابتكار"، نظمها مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان بالشراكة مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان.
وسلطت الجلسة الضوء على التحولات الجذرية التي يشهدها قطاع الإعلام تحت تأثير الذكاء الاصطناعي، من إنتاج المحتوى وتوزيعه، إلى التفاعل مع الجمهور، مع التركيز على أهمية إدماج قيم حقوق الإنسان في هذه العملية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2آلاف الأفغان يصارعون للبقاء في أميركا بعد إلغاء "الحماية"list 2 of 2التعاون الإسلامي: 90% من حوادث الإسلاموفوبيا لا يُبلّغ عنهاend of list إعلانوتناولت الجلسة التحديات الأخلاقية والمهنية التي تفرضها هذه التقنيات، كالتحيّز، وانتهاك الخصوصية، ونشر المعلومات المضللة. كما ناقشت مسؤوليات المؤسسات الإعلامية في تطوير أطر تنظيمية داخلية تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي وتضمن الشفافية والمصداقية.
أكد الخبير في تقنيات الذكاء الاصطناعي بشبكة الجزيرة الإعلامية، الدكتور ياسر المحيو، أن الذكاء الاصطناعي بات جزءا لا يتجزأ من أدوات العمل الصحفي الحديث، لكنه يتطلب وعيا أخلاقيا وتقنيا من قبل الصحفيين.
وأشار إلى أن أدوات الذكاء التوليدي -رغم إمكاناتها الهائلة في تعزيز الكفاءة والإنتاجية- قد تخلق مشكلات في دقة المعلومات، نتيجة ما يُعرف في علم الذكاء الاصطناعي بـ"الهلوسة المعلوماتية"، أي إنتاج معلومات غير دقيقة أو مختلقة.
من جهته، حذّر الأستاذ بجامعة حمد بن خليفة، الدكتور جورجيوس ميكروس، من اعتماد الصحفيين على أدوات تقوم بجمع المعلومات بشكل عشوائي من الإنترنت من دون تمحيص، مما قد يؤدي إلى خروقات أخلاقية تمسّ بصدقية العمل الإعلامي، داعيا إلى تدريب مكثف على توجيه هذه الأدوات وضبط استخدامها.
فجوة رقمية وعدالة إعلاميةفي السياق ذاته، نبّهت خديجة باتيل، مديرة الصندوق الدولي لإعلام المصلحة العامة في جنوب أفريقيا، إلى خطر التفاوت المعرفي بين الصحفيين والمؤسسات بسبب نقص التمويل والتدريب، مشيرة إلى أن البلدان الفقيرة مهددة بالاستبعاد من التطور الرقمي. وأضافت أن استخدام الذكاء الاصطناعي من دون حذر قد يؤدي إلى تزييف الحقائق، وانتهاك الخصوصية، وتوسيع فجوة عدم المساواة في الوصول إلى المعلومات.
وشدد كارلوس هيرنانديز إيتشيفاريا من منظمة "مالديتا" على أهمية التمسك بالأساليب التقليدية في جمع الأخبار والتحقق منها، موضحا أن افتقار أدوات الذكاء الاصطناعي للشفافية في كيفية توليد المعلومات يشكل خطرا على مصداقية المحتوى.
وشدد الأستاذ في جامعة نورث ويسترن في قطر، إيدي بورخيس ري، على أن محتوى الإنترنت يعجّ بالمعلومات المضللة والرسائل التمييزية، محذرا من إعادة إنتاجها عبر أدوات الذكاء الاصطناعي. ودعا إلى ضرورة إرساء سياسات تحريرية واضحة داخل المؤسسات الإعلامية، تتعامل بشفافية مع المحتوى المولّد آليا.
في المقابل، رأى الدكتور ميكروس أن استخدام هذه الأدوات بات ضروريا، شريطة التصريح عند استخدامها، بهدف حماية الشفافية وتعزيز ثقة الجمهور.
إعلان التوازن بين التقنية والإنسانوخلصت الجلسة إلى أن مستقبل الإعلام لا يمكن فصله عن الذكاء الاصطناعي، لكنه ينبغي أن يُبنى على أسس حقوق الإنسان. فالعدالة في الوصول إلى المعلومات، والمهنية، والمسؤولية الأخلاقية، تظل مرتكزات لا غنى عنها في عصر الأتمتة.
وإنّ ما يُنتظر من المؤسسات الإعلامية في المرحلة المقبلة ليس مجرد تبنّي الأدوات التقنية، بل العمل على بناء بيئة رقمية تراعي مبادئ الشفافية والمصداقية، وتحفظ للصحفي مكانته كفاعل إنساني في خدمة الحقيقة والمجتمع.