قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية يأتي في إطار تنفيذ خطة إستراتيجية تهدف إلى فرض واقع جديد على الأرض، مشيرا إلى أن العملية العسكرية المسماة "السور الحديدي" تتوسع بشكل متسارع، ما يعكس توجها إسرائيليا نحو تصعيد غير مسبوق.

وكشفت وكالة الأونروا أن الاحتلال الإسرائيلي هجّر قسرا نحو 40 ألف لاجئ فلسطيني من شمال الضفة الغربية المحتلة، في حين أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن قوات الاحتلال تمارس سياسات إبادة جماعية تشمل تهجيرا قسريا وتدميرا ممنهجا للبنية التحتية، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا في الأسابيع الأخيرة.

ويأتي ذلك في ظل تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش التي أكد فيها المضي قدما في فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة و"دفن خطر إقامة دولة فلسطينية"، حيث شدد على ضرورة استمرار العمليات العسكرية وتوسيعها.

وفي تحليل للمشهد العسكري في الضفة الغربية، أوضح الدويري أن هذا التصعيد يعكس توجها سياسيا وعسكريا متكاملا، تقوده شخصيات محسوبة على التيار اليميني المتطرف في إسرائيل.

ولفت إلى أن أوامر عسكرية جديدة صدرت تهدف إلى تكثيف عمليات الاعتقال والاستهداف في المخيمات الفلسطينية، مشيرا إلى أن قائد المنطقة الوسطى الذي يقود العمليات، خريج إحدى مدارس المستوطنات، ما يعكس ترجمة لرؤية سموتريتش، الساعي إلى تطبيق سيادة الاحتلال على الضفة الغربية و"دفن" مشروع الدولة الفلسطينية.

إعلان رؤية إستراتيجية

وأشار إلى أن ما يجري في الضفة الغربية ليس مجرد عمليات أمنية متفرقة، بل تنفيذ ممنهج لرؤية إستراتيجية يتبناها اليمين المتطرف، تهدف إلى إعادة رسم المشهد الجغرافي والديمغرافي هناك.

وأوضح أن عددا من الجنرالات المنتمين لهذا التيار، مثل قائد القيادة الوسطى لجيش الاحتلال "أفي بلوط"، أصبحوا في مواقع متقدمة داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وبدؤوا بتنفيذ سياسات تهجير وتدمير ممنهجة.

وفيما يتعلق بالمخيمات الفلسطينية، أكد الدويري أن استهدافها يأتي ضمن خطة واضحة، كونها تعد معاقل المقاومة الأساسية في الضفة الغربية.

وأوضح أن سكان هذه المخيمات هم في الأصل لاجئون من أراضي 1948، ويحملون معهم رمزية اللجوء والمطالبة بالعودة، ما يجعلهم أهدافا رئيسة لسياسات التهجير والتصفية.

وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي يركز عملياته على مخيمات مثل جنين ونور شمس والفارعة والعروب، كونها تشكل نقاط اشتعال رئيسة للمقاومة الفلسطينية.

العمود الفقري للمقاومة

وأكد أن أبناء المخيمات يمثلون العمود الفقري لأي مواجهة مع الاحتلال، إذ تربوا على الرواية التاريخية للنكبة والتهجير، ما جعلهم أكثر تمسكا بالمقاومة.

أما عن الأساليب التي يستخدمها الاحتلال في الضفة الغربية، فقد أشار الدويري إلى أن المشهد الحالي يعيد إلى الأذهان ما جرى في غزة، من حيث استخدام الجرافات والآليات الثقيلة في تدمير البنى التحتية وهدم المنازل.

وأوضح أن الاحتلال يعتمد هذا التكتيك لفتح ممرات تتيح له التحرك بسهولة داخل المخيمات، بحجة ملاحقة المقاتلين الفلسطينيين.

وشدد الدويري على أن هذه الأساليب تعكس ما وصفه بـ"وحشية" الجيش الإسرائيلي، الذي لا يلتزم بأي أخلاقيات عسكرية متعارف عليها دوليا.

وأكد أن ما يحدث في الضفة الغربية ليس مجرد عمليات أمنية، بل هو جزء من نهج إستراتيجي يسعى إلى إحداث تغيير ديمغرافي واسع، عبر التهجير القسري والتدمير المنهجي.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی الضفة الغربیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة ويحمي هجمات المستوطنين

واصلت قوات الاحتلال اقتحاماتها لعدة بلدات ومدن في الضفة الغربية المحتلة، كما وفرت الحماية لمستوطنين هاجموا أراض زراعية في منطقة السهل في بلدة المغير شمال شرق رام الله ، في حين شيع فلسطينيون جثمان الشهيد محمود الخراز الذي استشهد برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في نابلس شمالي الضفة.

وأفادت مصادر فلسطينية بأن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة المغير، بعد تصدي سكانها  لهجوم المستوطنين.

وأصيب المصور الصحفي الفلسطيني عصام الريماوي إثر اعتداء مستوطنين عليه بالضرب المبرح، أثناء عمله في تغطية هجومهم على  البلدة.

وقالت مصادر محلية للجزيرة إن المستوطنين كانوا أحرقوا قبل أيام أشجارا ومحاصيل َ زراعية ً في أراضي منطقة السهل.

وفي نابلس أصيب 25 فلسطينيا برصاص قوات الاحتلال التي اقتحمت المدينة، وداهمت شركة صيرفة ومحلات لبيع المصوغات الذهبية واستولت على محتوياتهما.

 

كما هاجمت مجموعة من المستوطنين بلدة قريوت جنوبي نابلس في الضفة الغربية. وقالت مصادر فلسطينية للجزيرة إن المستوطنين أضرموا النار في عدد من المركبات، واعتدوا على ممتلكات الفلسطينيين، وهاجموا منازل في المنطقة الجنوبية من البلدة.

وقام المستوطنون باعتداءاتهم تحت حماية كاملة من قوات الاحتلال، التي أطلقت الرصاص تجاه الأهالي الذين حاولوا التصدي للهجوم.

إعلان

وفي بلدة حارس شمال غرب مدينة سلفيت، قالت مصادر للجزيرة، إن مستوطنين هاجموا البلدة وأضرموا النار في أراض زراعية. وتسبب الهجوم في اشتعال النيران بمساحات واسعة واحتراق عشرات أشجار الزيتون.

كما أفادت مصادر، للجزيرة، بإصابة طفل فلسطيني بالرصاص المطاطي خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة قلقيلية، في شمال الضفة الغربية.

من ناحية أخرى، وجه 21 رئيس مجلس استيطاني في الضفة الغربية من بينهم يوسي دغان وإسرائيل غانتس رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للممحكمة الجنائية الدولية- طالبوا فيها بفرض "السيادة الإسرائيلية" على الضفة الغربية الآن.

وجاء في الرسالة أن "هذه الخطوة ضرورية لتحقيق الأمن القومي من جهة، وللرد على التحركات الدولية الساعية لتكريس دولة فلسطينية من جهة أخرى"، مشيرين إلى أن هذه الخطوة لا يجب أن تُفهم كردّ دبلوماسي على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بل كـ"ضرورة أمنية ملحة".

يأتي هذا، فيما كشفت صحيفة يسرائيل هيوم أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر صدق على إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة.

مقالات مشابهة

  • السيد القائد: العدو الإسرائيلي مستمر في اعتداءاته في الضفة الغربية بكل أشكال الاعتداءات
  • توتر أمني في الضفة الغربية.. قوات الاحتلال تقتحم منزل فلسطيني
  • الاحتلال يصادق سرا على إقامة 22 مستوطنة بالضفة.. والسلطة الفلسطينية تدين
  • قوّات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 11 فلسطينيًا وتقوم بعمليات هدم وتخريب واسعة بالضفة الغربية
  • الاحتلال يشن حملة أمنية على محال الصرافة بالضفة والسلطة تندد (شاهد)
  • الاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة ويحمي هجمات المستوطنين
  • الكابينت الإسرائيلي يصادق سرًا على إنشاء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية
  • القوات الإسرائيلية تداهم محلات الصرافة الفلسطينية في الضفة الغربية
  • الخارجية الفلسطينية تؤكد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتعمد تأجيج الأوضاع في الضفة
  • سرقة في وضح النهار.. جيش الاحتلال يصادر مبالغ مالية ضخمة بالضفة الغربية