الثورة نت:
2025-10-14@16:17:41 GMT

الغزاويون ومشروع التهجير الأمريكي

تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT

 

ما تزال تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن مشروع التهجير لأبناء قطاع غزة وبعض مناطق الضفة الغربية إلى مصر والأردن، تحت شماعة إفساح المجال لإعادة إعمار قطاع غزة، تتصدر دائرة اهتمام وسائل الإعلام الدولية والإقليمية والعربية، حيث شكلت تصريحات ترامب الاستفزازية غير المسؤولة، سابقة خطيرة أعادت للأذهان ما قامت به بريطانيا من خلال ما يسمى بوعد بلفور، وكشف ترامب بكل وضوح أن أمريكا وكيان العدو الصهيوني على تنسيق مشترك فيما يتعلق بهذا المشروع الاحتياطي الخاص بتهجير سكان قطاع غزة في حال فشل مشروع التهجير القسري من خلال الجرائم الوحشية التي مورست بحقهم والتدمير الممنهج الذي طال القطاع خلال حرب الإبادة الجماعية التي تعرض لها، حيث جاء اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ليخلط الأوراق على الأمريكي والإسرائيلي، مما دفع بالأول للذهاب نحو الإفصاح عن خطة التهجير الاحتياطية التي تكرس السياسة الأمريكية القائمة على العنجهية والهمجية والتسلط والانتهاك السافر للحقوق والحريات، للحد الذي تصل الجرأة والوقاحة لهذه الإدارة بالحديث عن ضرورة تهجير أهالي غزة إلى مصر والأردن بذريعة إفساح المجال أمام إعادة الإعمار، التي قال ترامب بأنها قد تستغرق أكثر من خمسة عشر عاما، وهو مبرر كاذب وغير منطقي على الإطلاق .


هذا المعتوه الأمريكي الذي أقام الدنيا ولم يقعدها بشأن ملف المهاجرين غير الشرعيين المقيمين على الأراضي الأمريكية وسارع فور توليه مهام الرئاسة بترحيل مجاميع منهم إلى بلدانهم، يأتي وبكل وقاحة متحدثا عن مشروع تهجير أهالي غزة إلى مصر والأردن، وممارسة الضغوطات على القيادتين المصرية والأردنية للقبول بذلك، في مفارقة عجيبة غريبة، متناسيا أن أهالي غزة هم أصحاب الأرض ولا توجد قوة على وجه المعمورة تمتلك الحق في تهجيرهم عنها، وتمكين المحتل الصهيوني الغاصب من الإقامة عليها، وضمها إلى أراضي فلسطين المحتلة، وهذا هو المستحيل الذي لم ولن يكون بإذن الله وعونه وتأييده .
غزة وكل الأراضي الفلسطينية المحتلة، فلسطينية الهوى والهوية، ولا يمكن التفريط بأي شبر منها، والمقاومة الفلسطينية بكل حركاتها تعمل جاهدة على عودة اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في دول الشتات كحق شرعي لا يسقط بالتقادم ولا يمكن التنصل عن المطالبة به والسعي لتحقيقه على أرض الواقع، وما عجزت أمريكا وإسرائيل عن تحقيقه من خلال حرب الإبادة التي شنتها على قطاع غزة على مدى خمسة عشر شهرا، لا يمكنهما تحقيقه من خلال مشروع ترامب السخيف وغير العقلاني المردود عليه، والذي قوبل بحالة غير مسبوقة من الإدانة والاستنكار والسخرية والاستهجان على المستويات الدولية والإقليمية والعربية .
المواقف العربية المصرية والأردنية والسعودية الرافضة لمشروع ترامب الغوغائي كانت هي الأكثر تناولا في وسائل الإعلام، حيث شكل الرفض المصري والأردني صدمة قوية للرئيس الأمريكي وللكيان الصهيوني، وزاد الموقف السعودي الرافض لهذا المشروع المشهد سخونة ما دفع بالنتن ياهو من واشنطن للحديث عن ضرورة قيام السعودية بمنح أبناء غزة مساحة واسعة من أراضيها للإقامة عليها، في أسلوب تهكمي مشبع بالسخرية والاستفزاز والاستهزاء بالسعودية، وإذا ما صمدت مصر والأردن والسعودية وظلت متمسكة بمواقفها الرافضة لمخطط التهجير لأبناء غزة فإننا سنكون أمام حدث هام، ومتغير خطير، قد يقود إلى رسم خارطة تحالف عربي جديد مناهض للمشروع الأمريكي الصهيوني الذي يستهدف المنطقة برمتها من أجل إقامة ما يسمى ( إسرائيل الكبرى ) .
وأمام الهمجية والعنجهية الأمريكية تبرز المواقف الدولية على المستوى الرسمي والشعبي المستهجنة لهذا المنطق الأمريكي السخيف الذي داس عليه الغزاويون بأقدامهم، وردوا عليه بطريقتهم، وأفشلوه بعمق وعظمة الانتماء والارتباط بأرضهم، والذي عكسته تلكم المشاهد التي تشرح الصدور وتريح القلوب وتبعث على الارتياح والسعادة للنازحين جراء العدوان على غزة و هم يزحفون بمئات الآلاف في طريق عودتهم من جنوب ووسط غزة إلى مناطقهم المدمرة كليا في شمالها بكل شموخ وعنفوان وإباء، ليؤكدوا للعالم بأسره بأن غزة ستظل وستبقى فلسطينية، وأنهم باقون فيها، ولن يغادروها، ولا يمكن القبول أي مشاريع لإعادة الإعمار تتضمن تهجيرهم من مناطقهم لحين الانتهاء من ذلك، حيث تتسع رقعة المواقف الدولية المستنكرة لسخافات ترامب والرافضة لها بوصفها غير منطقية ولا يمكن القبول بها على الإطلاق، علاوة على كونها مخالفة لكافة القوانين واللوائح والأعراف والمواثيق والاتفاقيات الدولية، وهو الأمر الذي يجعل ترامب ومشروعه السخيف في مواجهة حملة رفض عالمية غير مسبوقة .
الخلاصة.. غزة وأهلها صامدون وثابتون ثبوت الجبال الرواسي، و المجتمع الغزاوي عصي على مشاريع التهجير والاجتثاث والاقتلاع، غزة ستظل حية وعامرة بأهلها، ووحدهم الصهاينة من سيغادرونها نهائيا ولن يكون لهم أي تواجد على أراضيها، غزة ستظل عربية فلسطينية رغم أنف ترامب والنتن ياهو ومن دار في فلكهما، ولن يحصد مهفوف أمريكا سوى الفشل لا سواه من مشروعه المشبع بالنزعة العنصرية والاستبدادية الهمجية التي يعافها كل الأحرار على امتداد المعمورة .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

من هي الطبيبة ميريام أديلسون التي أشاد بها ترامب في الكنيست؟

أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي، الاثنين 13 تشرين الأول/أكتوبر، بالسيدة ميريام أديلسون التي كانت بين الحاضرين، مثيرًا الاهتمام حول شخصيتها ودورها في القرارات التي اتخذها بشأن دولة.

وقال ترامب في كلمته: "إن ميريام تحب إسرائيل"، موضحًا أن ميريام وزوجها الراحل شيلدون أديلسون، قطب صناعة القمار المعروف، كان لهما تأثير كبير في بعض قراراته البارزة، منها اعترافه بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال عام 2017، ونقل السفارة الأمريكية إليها في العام التالي، إلى جانب تأييده للسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان المحتلة عام 2019، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".

وأضاف ترامب أنه يتذكر لقاءاتهما المتكررة في البيت الأبيض، مشيرًا إلى أن الزوجين كانا من أقرب الداعمين لإدارته خلال فترته الرئاسية.

من هي ميريام أديلسون؟
ميريام أديلسون هي طبيبة أمريكية – إسرائيلية وأرملة رجل الأعمال الراحل شيلدون أديلسون الذي توفي عام 2021، واشتهر أديلسون بإدارته لإحدى أكبر إمبراطوريات القمار في العالم من خلال شركة "لاس فيغاس ساندز"، وبتخصيصه جزءًا كبيرًا من ثروته لدعم السياسيين المحافظين في الولايات المتحدة وتمويل المبادرات الموالية لإسرائيل.

وتُعد ميريام واحدة من أبرز المتبرعات في السياسة الأمريكية ومن أغنى النساء في العالم، إذ تتجاوز ثروتها 35 مليار دولار. درست الطب في جامعة تل أبيب، وتخصّصت في علم الأعصاب، قبل أن تعمل في مستشفى "هرتسليا الطبي" في إسرائيل، ثم تنتقل إلى الولايات المتحدة لمتابعة مسيرتها الطبية.



أسّست مع زوجها مراكز أديلسون لعلاج الإدمان في كل من تل أبيب ولاس فيغاس، وهي من المراكز الطبية الرائدة في هذا المجال. كما عُرف الزوجان بدعمهما للأعمال الخيرية ومساهماتهما الواسعة في تمويل المشاريع اليهودية والإسرائيلية.

وخلال خطابه في الكنيست، طلب ترامب من ميريام الوقوف قائلاً: "قفي يا ميريام"، مذكّرًا بأنها كانت من كبار المساهمين في حملتيه الانتخابيتين، وبأنها كانت تزوره بانتظام مع زوجها في المكتب البيضاوي، قبل أن يمازح الحضور بقوله إن شيلدون "كان يدخل من النافذة"، في إشارة إلى إصراره على لقاء الرئيس.

وأضاف ترامب مبتسمًا: "لديها 60 مليار دولار في البنك"، قبل أن يمازحها قائلاً: "أعتقد أنها تقول كفى"، ما أثار الضحك في القاعة. وأشاد بها واصفًا إياها بأنها "امرأة رائعة شديدة الإخلاص"، مشيرًا إلى أنها رفضت ذات مرة تحديد ما إذا كانت تحب إسرائيل أم الولايات المتحدة أكثر.

وأدت ميريام أديلسون دورا مؤثرا خلف الكواليس في إقناع ترامب بمواصلة الجهود لإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.

وفي عام 2018، منحها ترامب وسام الحرية الرئاسي تقديرًا لمساهماتها في دعم أبحاث علاج الإدمان وتأسيسها مراكز طبية متخصصة مع زوجها، إضافة إلى دورها في إنشاء مؤسسة أديلسون للأبحاث الطبية. وفي العام نفسه، حصلت على وسام صهيون من الدرجة الأولى من الرئيس الإسرائيلي تقديرًا لدعمها المتواصل لإسرائيل.

مقالات مشابهة

  • ماذا تعرف عن قلادة النيل التي منحها السيسي للرئيس الأمريكي؟
  • من هي الطبيبة ميريام أديلسون التي أشاد بها ترامب في الكنيست؟
  • قمة غزة.. ماذا يتضمن اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقّعه ترامب؟
  • نص اتفاق غزة الذي وقع عليه ترامب وقادة العالم في شرم الشيخ
  • ما الذي دفع نتنياهو للتراجع عن حضور قمة شرم الشيخ؟
  • خلال 24 ساعة... إليكم عدد المهام التي نفذها الدفاع المدني
  • عاجل.. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يصل إلى إسرائيل
  • ما الذي سيدمّر أميركا في صراع النظام العالمي الجديد؟
  • لماذا غابت الفيديوهات التي توثق ما يجري في الأقصى؟
  • لميس الحديدي: مصر الرقم الصعب الذي أحبط مخطط التهجير في معادلة القضية الفلسطينية