أطلق مركز الشباب العربي، ورقة بحثية، بالتعاون مع إيكونوميست إمباكت بعنوان “رسم ملامح المستقبل: التكنولوجيا والمواهب والتغيُّر عند الشباب العربي”، والتي قدَّمت أهم التوصيات الرئيسية لإعداد الشباب العربي للعمل في مجالات الصناعات الرقمية المتسارعة النمو، خلال النسخة الرابعة من الاجتماع العربي للقيادات الشابة التي تقام تحت رعاية سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مركز الشباب العربي، وذلك ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات 2025، والتي تنعقد في دبي، في الفترة من 11 حتى 13 فبراير الجاري، وتشهد مشاركة دولية قياسية.


وتتوجَّه الورقة إلى المؤسسات الرسمية والأنظمة التعليمية والشركات والقطاع الثالث، بناء على مقابلات مع خبراء إقليميين وعالميين ودراسات متخصصة لاتخاذها كقاعدة انطلاق للتفكير في الخطوات الاستباقية لتأهيل الشباب العربي بناء على التصورات الاستشرافية للمستقبل، ورفدهم بالمهارات والإمكانات اللازمة لإعدادهم لقيادة مستقبل المنطقة العربية.
وقال معالي الدكتور سلطان بن سيف النيادي وزير دولة لشؤون الشباب نائب رئيس مركز الشباب العربي، إن هذه الورقة تعمل كخارطة طريق للحكومات والشركات والمؤسسات لتوحيد الجهود ضمن مسار تمكين الشباب العربي للتميز في الصناعات ذات النمو السريع، وتحديداً الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الصحية والمناخية، بهدف تنمية المواهب الشابة، وتطوير مهاراتهم الرقمية والهجينة وتحفيز الابتكار والإبداع ، وذلك وفق توجيهات سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان ، بضرورة مواصلة الاستثمار بإمكانيات الكفاءات والمواهب العربية الشابة، وتوجيه طاقاتها لدعم اقتصاد المنطقة نحو خدمة الإنسان وتلبية احتياجاته من خلال التنمية المستدامة.
وأضاف معاليه ان التقرير يقدم توقعات عن دخول نحو 127 مليون شاب عربي إلى سوق العمل بحلول العام 2040، وهم بحاجة إلى المعرفة والمهارات اللازمة، ومحو الأمية الرقمية، وتنمية المهارات الشخصية، ومواكبة التغيير السريع، وضرورة تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتمكين الشباب العربي، خاصة في ظل استحواذ الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المناخ والويب 3، وتكنولوجيا الصحة على دائرة الاهتمام عالمياً، حيث ظهر توجه عالمي للاستفادة بشكل متسارع من فوائد المتغيرات الجديدة .
من جانبها أكدت لارا بورو الرئيس التنفيذي لإيكونوميست إمباكت، دور مركز الشباب العربي في استشرافه لمستقبل الشباب العربي تقنياً ومهنياً، لافتة إلى حرص مجموعة إيكونوميست على دعم الرؤية المشتركة مع المركز لتنفيذ عدد من المبادرات الإستراتيجية ذات الريادة الفكرية التي تتوافق مع النهوض بالواقع التقني للشباب العربي، في ضوء معايير عالمية قادرة على الاستجابة لمتطلبات السوق، ورفع معدل مشاركة الشباب العربي فيه إلى أعلى المستويات وضمن أفضل الإستراتيجيات.
واقترحت الورقة البحثية، على صعيد المؤسسات والجهات الرسمية، أن تبادر هذه الجهات بإعداد القوى العاملة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمواجهة التحديات، والتعامل مع الفرص الجديدة التي تخلقها التقنيات الجديدة في سوق العمل، حيث تعتبر الخطط الوطنية مثل أجندة الشباب الوطنية 2031 لدولة الإمارات العربية المتحدة، ورؤية مصر 2030، ورؤية المملكة العربية السعودية 2030، والتي تركز جميعها على الاستثمار في تمكين الشباب من منظور التعليم، خططاً أساسيةً لإعداد القوى العاملة بشكل منهجي ومدروس ومثمر.
وركزت الورقة على ضرورة أن تعمل المؤسسات والجهات الرسمية على تهيئة الظروف المناسبة لتحقيق أهدافها التطويرية مثل خلق رأس المال، والأرضية القانونية لدعم رواد الأعمال الشباب.
كما بيّنت الورقة جهود الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية التي تخصص الموارد اللازمة للبحث والتطوير، مؤكدة تشجيع الدول الأخرى، وخاصة من خارج دول مجلس التعاون الخليجي، على أن تستثمر بصورة أكبر في مجالات البحث والتطوير، وتنميتهما في مجال التكنولوجيا على نطاق واسع وفي مختلف القطاعات، بهدف تحسين مكانة القطاع التكنولوجي واستيعابه المواهب المحلية الشابة.
وفي مجال الأنظمة التعليمية ، أكدت الورقة البحثية أن هذه الأنظمة بحاجة إلى تزويد الشباب بالأدوات التي يحتاجون إليها لتحقيق النجاح، بعد أن أصبح الذكاء الاصطناعي والبرمجة، وعلوم البيانات والتفكير الحاسوبي، من الأمور الأساسية مثل القراءة والكتابة والرياضيات.
وفي مجال الأعمال، أشارت الورقة إلى أن الشركات هي الأساس في نشر التكنولوجيا وتقديم أفضل فهم للمهارات المطلوبة. وبالتالي، فهي تلعب دوراً حيوياً، ليس فقط من خلال كونها مقدمات لخدمات التدريب أثناء العمل، ولكن أيضاً من خلال التعاون مع المؤسسات التعليمية لمساعدتها على فهم المهارات التي ينبغي لها أن تعلِّمها.
وفيما يخص القطاع الثالث، بيَّنت الورقة البحثية ضرورة تعزيز هذا القطاع ودعت إلى المزيد من التعاون الإقليمي والعالمي لتقوية وتطوير وتطبيق المهارات التكنولوجية، وأشارت إلى العديد من النقاط الأخرى التي تساهم في تحقيق تمكين أفضل ومستدام للشباب العربي تقنياً ومهنياً.
الجدير بالذكر أن برنامج “الزمالة التقنية للشباب العربي” الذي أطلقه مركز الشباب العربي يعتبر منصة رائدة تهدف إلى تمكين الشباب العربي من اكتساب المهارات الرقمية المتقدمة، وتعزيز ثقافة التكنولوجيا الحديثة، بما يسهم في سد فجوة المهارات في مختلف القطاعات، حيث يسعى في مرحلته الأولى إلى تأهيل 50 شاباً وشابةً من مختلف أنحاء الوطن العربي، من خلال سلسلة متكاملة من الجلسات التفاعلية، وورش العمل المتخصصة، والبرامج التدريبية والمهنية، وذلك بالشراكة مع نخبة من الجهات الرائدة في قطاع التكنولوجيا، لضمان تزويد المشاركين بالمعرفة والخبرات اللازمة لمواكبة التحولات الرقمية العالمية.

وتشهد القمة العالمية للحكومات 2025، مشاركة دولية قياسية باستضافتها أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة و140 وفداً حكومياً وأكثر من 80 منظمة دولية وإقليمية، وتضم 21 منتدى عالمياً تبحث التوجهات والتحولات المستقبلية العالمية الكبرى في أكثر من 200 جلسة رئيسية حوارية وتفاعلية، يتحدث فيها أكثر من 300 شخصية عالمية من الرؤساء والوزراء والخبراء والمفكرين وصناع القرار، إضافة إلى عقد أكثر من 30 طاولة مستديرة واجتماعاً وزارياً، بمشاركة أكثر من 400 وزير، فيما تصدر القمة 30 تقريراً إستراتيجياً بالتعاون مع شركاء المعرفة الدوليين.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

«اتحاد بشبابها» يطلق برنامجًا تدريبيًا رائدًا لتأهيل 1000 شاب وفتاة ببورسعيد

أطلق اتحاد "بشبابها" بمحافظة بورسعيد، برئاسة ماركو ماجد منسق عام الإتحاد بالمحافظة، اليوم الأربعاء فعاليات البرنامج التأهيلي لتدريب وتأهيل 1000 شاب وفتاة من أبناء المحافظة، وذلك بالتعاون مع مديرية الشباب والرياضة ببورسعيد، في إطار رؤية الاتحاد لتمكين الشباب وتنمية قدراتهم الذاتية والمهنية.

يأتى ذلك تحت رعاية الدكتورأشرف صبحي وزير الشباب والرياضة واللواء محب حبشي محافظ بورسعيد ومحمد عبد العزيز المحضر مديرعام مديرية الشباب والرياضة.

وانطلقت أولى فعاليات البرنامج بدورة تدريبية بعنوان "إعداد أخصائي تربية خاصة"، والتي أقيمت بمركز شباب الاستاد بمشاركة 100 شاب وفتاة من مختلف مراكز الشباب، وقامت بتنفيذ الدورة الدكتورة إيمان السادات المتخصصة في مجال التربية الخاصة.

ويستمر البرنامج لمدة خمسة أيام تدريبية مكثفة، يتلقى خلالها المشاركون تدريبًا عمليًا وتطبيقيًا على محاور أساسية تشمل: اضطراب التعلم المحدد (SLD) ومعايير التشخيص وفق DSM-5، وتنمية مهارات الإنتباه، الإدراك، والذاكرة والتعامل مع صعوبات التعلم مثل عسر القراءة، عسر الكتابة، وعسر الحساب.

وفي كلمته خلال افتتاح الدورة، أكد ماركو ماجد على أهمية هذه المبادرات في إعداد جيل قادر على مواجهة تحديات سوق العمل، مشيدًا بالدعم الكبير الذي تقدمه وزارة الشباب والرياضة لاتحاد "بشبابها" ومبادراته الهادفة.

ويعد هذا البرنامج جزءًا من سلسلة برامج تدريبية متكاملة تشمل أيضًا دورات في: البرمجة والصحة النفسية وتعديل السلوك وإعداد المدربين واللغة الإنجليزية.

ويُركز البرنامج على أساليب التدريب التفاعلي والممارسة الواقعية، بما يعزز قدرة الشباب على الاستفادة المباشرة من المهارات المكتسبة في حياتهم اليومية والمهنية.

يأتي هذا البرنامج ضمن رؤية اتحاد "بشبابها" لبناء جيل واعٍ، متمكن، ومؤثر في المجتمع، عبر برامج تنموية تواكب احتياجات الشباب وطموحاتهم.

مقالات مشابهة

  • انطلاق فعاليات ورشة التخطيط لمشروع ” الحوكمة المحلية الرقمية والشاملة”
  • «اتحاد بشبابها» يطلق برنامجًا تدريبيًا رائدًا لتأهيل 1000 شاب وفتاة ببورسعيد
  • بنك  الاستثمار العربي الأردني – AJIB يفعّل خدمة الهوية الرقمية عبر تطبيق “سند” في جميع فروعه بالمملكة
  • المؤتمر العربي العام يطلق نداءً لرفع الحصار عن مدينة السويداء السورية
  • عاجل | ولي العهد يفتتح مركز الصحة الرقمية الأردني في السلط
  • بروتوكول تعاون بين المحكمة العربية للتحكيم والجهاز العربي للتسويق
  • انطلاق فعاليات مركز القيادات الطلابية بجامعة جنوب الوادى
  • مركز محمد بن راشد لاستشارات الوقف يطلق «وقف التمور»
  • ورقة تحليلية: فجوة كبيرة بين الرواية الإسرائيلية وأعداد قتلى جيش الاحتلال في غزة
  • الشباب والرياضة تطلق دورة تدريب طلاب المدارس على المهارات الحرفية