سودانايل:
2025-12-12@08:38:22 GMT

مسيرات (هوشيري) .. الدروس والعبر

تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT

بقلم: حسن ابوزينب عمر

(1)
مر مرور الكرام وبهدوء مريب لا نعرف له سببا نبأ سقوط مسيرة جنوب هوشيري .. الذي يرفع حواجب الاستغراب والاستنكار والدهشة ان هوشيري هذه ليست منطقة في البحر الكاريبي أو في شواطئ بحر البلطيق فهي في أطراف بورتسودان العاصمة الإدارية وقد أوشكت أن تكون ضمن امتداداتها فهي لا تبعد منها أكثر من 30 كيلومتر.

الصور التي تم التقاطها لم تكن حطاما للمسيرة بل كان الجسم سليما كاملا intact .

(2)
الذي يلفت النظر هنا حقيقة لا تقبل التشكيك ولا تحتمل اية تفسيرات أخري سوى ان ميليشيات الدعم التي وراء العدوان وصلت الآن الى مرحلة فرفرة (المذبوح) بعد حملات التنظيف والتحرير التي تمت من قبل الجيش والقوي الأخرى المشاركة بحمرة عين شهد عليها العالم بعد أن ألقى بضاعة انسحاب التكتيك (الجنجويدي) الكاسدة في أقرب مزبلة لتلجأ عصابات الاجرام المسعورة وقد نفدت أمامها البدائل الأخرى الى أي هدف يؤذي البلاد والعباد تشرعنه للانتقام وان كان خبط عشوائي بعيدا عن الذي أسقاها من كأس الحنظل.

(3)
الآن وبعد أن أوشكت الحرب المباشرة بين الجيش وحلفائها والدعم السريع للتوجه الى نهاياتها فقد تدخل هذه الحرب الى مرحلة جديدة وهي حرب (المسيرات) التي ورائها ثلاثة دول هم روسيا وايران والامارات يجمعها وضع اليد على مقدرات السودان من الذهب والموارد الطبيعية المهولة المغرية بجانب الموقع الاستراتيجي للسودان سيما وان الجغرافيا الخالية من الموانع الطبيعية في السودان مغرية لهجوم المسيرات ليس من حيث إصابة الأهداف المكشوفة بدون غطاء فحسب بل المساعدة في أعمال التجسس عن بعد كما يؤكد الخبراء اذ تستخدم هذه المسيرات لضرب أهداف يتراوح بعدها من 30 الى 4000 كيلومتر داخل السودان الذي تمتد مساحته من الشمال للجنوب 1250 كيلومتر ومن الشرق الى الغرب 1390 كيلومتر مما يعني بأن المسيرات من طراز wing long11 (صينية) الصنع والتي تستخدمها الامارات فضلا عن المسيرات التركية طراز bayraktar TB2 وكلها مسيرات بعيدة المدى وصلت الى أيدي العصابات المجرمة ويمكن ان تسرح وتمرح بها في سماء السودان ويمكن اطلاقها من أراضي الدول المعادية وعلى رأسها تشاد وقد يفتح هذا فصلا جديدا نحو فوضى يعرف الجميع خطرها على الأمن الإقليمي ولا يعرف أحد متى وكيف نهايتها .

(4)
مصدر الخطر هنا ان منطقة (هوشيري) المستهدفة وان كانت شبه خلوية فهي منطقة حساسة للغاية فهي تضم مينائي بشائر 1و2 وكلاهما لتصدير البترول إضافة الى الباخرة التركية وتجهيزاتها التي تساعد في مد مدينة بورتسودان بالكهرباء ولكن الأكثر أهمية انها على بعد فركة كعب من مطار بورتسودان الذي يعتبر الأن أكبر المطارات وأكثرها أهمية. مصدر الحيرة هنا صمت الدبلوماسية السودانية وعدم استثمار هذه الاعتداءات العشوائية لتنبيه العالم بأن الخطر ليس خطرا على المنافذ والمقدرات السودانية الحيوية فحسب بل يعتبر خرقا للمواثيق الدولية لكونه يشكل خطرا على الملاحة وحركة الطيران المدنية العالمية.

(5)
الميلشيا المجرمة التي تسير بخطى ثابتة نحو الخسران المبين في الحرب تسعى لإرسال رسالتين الأولى للشعب السوداني تستهدف احكام الضغط عليه ليصل لقناعة انه الضحية الأولى من استهداف موارده الاقتصادية الكبرى المتمثلة في الموانئ والمطارات ومحطات الطاقة لقيادته لنقطة مفادها انه سيدفع غاليا ثمن الحرب من المعاناة والضنك والندرة والغلاء وعليه لا بديل أمامه سوى الضغط على الحكومة لإيقاف الحرب والتوجه نحو طاولة المفاوضات أما الرسالة الثانية فهي موجه للمجتمع الدولي وبالذات القوى الكبرى ومفادها أن لا رابح في الحرب وأن لا جدوى لاستمرار الآلة التي تأكل الأخضر واليابس ..الذي يجمع بين الرسالتين هي صناعة رأي عام وضغوطات شعبية ودولية تمهد الطريق لجماعة آل دقلو نحو طاولة مفاوضات تنتهي بتحقيق حلم العمر وهو أن تكون جزءا من التسوية السياسية .. هنا مربط الفرس وهنا منشأ الخازوق.

[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

غوتيريش: الأمم المتحدة ستلتقي طرفيّ حرب السودان

قال غوتيريش: «سنعقد اجتماعات في جنيف» مع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، من دون تحديد موعد لهذا اللقاء المرتقب..

التغيير: وكالات

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أنّ طرفي النزاع في السودان سيجتمعان في جنيف، وذلك في إطار الجهود الهادفة إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ عامين في السودان.

وقال غوتيريش، في مقابلةٍ تلفزيونية الخميس: «سنعقد اجتماعات في جنيف» مع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، من دون تحديد موعد لهذا اللقاء المرتقب.

وأشار المسؤول الأممي إلى أنّ الأمم المتحدة تلقت وعوداً بالسماح لها بالوصول إلى مدينة الفاشر «المنكوبة».

وتتركز أنظار العالم على الحرب في السودان، وأثار النزاع تنديداً دولياً  إثر تقارير عن ارتكاب فظائع جماعية بعد أن استولت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، آخر معاقل الجيش في غرب السودان، بعد حصار مرير دام 18 شهراً.

وكان غوتيريش يتحدث من العاصمة السعودية الرياض، حيث التقى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الأربعاء.

وفرضت الولايات المتحدة، الثلاثاء الماضي، عقوبات على شبكة معظم أعضائها كولومبيون، تجنّد مقاتلين لحساب «الدعم السريع» في السودان، فيما تواصل واشنطن جهودها الدبلوماسية للتوصل إلى هدنة في الحرب المتواصلة منذ أكثر من عامين.

وأجرى وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، الثلاثاء، مع نظيريه المصري، بدر عبد العاطي، والسعودي، فيصل بن فرحان، محادثات هاتفية تناولت «الحاجة الملحة إلى تحقيق تقدّم في جهود السلام في السودان»، وفقاً لبيانين أصدرتهما وزارة الخارجية في واشنطن.

ويشهد السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 تدهورًا واسعًا في الأوضاع الإنسانية والخدمات الأساسية، مع اتساع رقعة النزوح وانهيار البنية الصحية وتعطّل شبكات المياه والكهرباء في عدة ولايات. وتسببت المعارك المستمرة في الحدّ من قدرة المنظمات الإنسانية على الوصول إلى ملايين المحتاجين، بينما تتفاقم المخاطر الصحية والغذائية وسط غياب أي مسار واضح لإنهاء الصراع. الوسومالأمم المتحدة جنيف حرب الجيش والدعم السريع

مقالات مشابهة

  • السودان على مفترق طرق: حرب استنزاف أم مفاوضات جادة؟
  • غوتيريش: الأمم المتحدة ستلتقي طرفيّ حرب السودان
  • حوار مع صديقي المصري عاشق السودان
  • الإمارات: الحرب في السودان بلا منتصر والإغاثة يجب أن تتدفق دون عوائق
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • تناسل الحروب
  • روسيا وأوكرانيا تتبادلان إعلان إسقاط عشرات المسيرات
  • اليمن.. عقدة الجغرافيا التي قصمت ظهر الهيمنة: تفكيك خيوط المؤامرة الكبرى
  • المسيرة القرآنية .. إعصار الوعي الذي حطم أدوات التضليل ونسف منظومة الحرب الناعمة للعدوان
  • حبس مدرس رياضيات تعدى على فتاة داخل حمام شقة الدروس بشبرا الخيمة