محلل إسرائيلي بارز يكشف سعي الاحتلال لإنجاز مرحلة رمضان لتجنب انهيار اتفاق غزة
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
تزداد المعركة حول المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار المحتمل في قطاع غزة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي في التعقيد، وذلك مع الاقتراب اليوم الـ42 للاتفاق، الذي من المفترض أن تبدأ فيه إسرائيل إخلاء محور فيلادلفيا.
وقال الكاتب والمحلل الإسرائيلي في صحيفة "معاريف" بن كسبيت: إنه "يتضح من صور الرعب المعلقة بإطلاق سراح الرهائن الثلاثة السبت الماضي أنها لا تغير بشكل أساسي مواقف المحافظين المحيطين بنتنياهو".
وأضاف أن بن كسبيت أن "بتسلئيل سموتريتش، الذي يخشى من تأثير ايتمار بن غفير الذي ترك الحكومة، نشر يوم أمس (الأحد) منشورًا طويلاً وقاسيًا ضد تنفيذ المرحلة الثانية، على الرغم من أنه لم يهدد بشكل صريح بالانسحاب من الحكومة".
وذكر أنه "من جهة الأخرى، الدكتورة مريام أدلسون، المقربة جدًا من الرئيس ترامب والمشاركة بشكل كبير في الضغط من أجل إعادة جميع الرهائن الإسرائيليين إلى وطنهم، أقلعت بطائرتها الخاصة إلى واشنطن".
وأوضح أن مقربين منها قالوا إنها "مصممة على التأكد من أن الرئيس وأفراد طاقمه لن يترددوا ولن يسمحوا للطرفين بتضييع الانتقال إلى المرحلة الثانية من الصفقة وإعادة جميع الرهائن إلى بلادهم".
وقال بن كسبيت "من جانبنا، بدأنا نطرح أفكارًا بديلة: في حال لم يوافق نتنياهو على إعلان توقف الحرب أو وقف إطلاق نار دائم عند الانتقال إلى المرحلة الثانية، تحاول أطراف مختلفة، بما فيهم جهات أمنية، إيجاد حل وسط: بدلاً من الانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية، يتم السعي لإنشاء نوع من المرحلة الانتقالية التي لن تكون فيها إعلان عن نهاية الحرب ولكن ستستمر المراحل بهدف إعادة أكبر عدد ممكن من الرهائن الأحياء إلى الوطن قبل حدوث أزمة أو انهيار المفاوضات".
وأشار إلى أنه "في جهاز الأمن الإسرائيلي يرون في شهر رمضان المقبل عاملا قد يفاقم الوضع ويؤدي إلى انفجار المفاوضات، لكنه أيضا قد يخلق نوعا من التأجيل للأزمة، والبعض يطلق على الحل الذي يتم تطويره "مرحلة رمضان"، وهي نوع من الاتفاق الانتقالي الذي سيجمع بين المرحلة الأولى والمرحلة الثانية من الصفقة ويحدث خلال شهر رمضان، للسماح للطرفين بتجاوز العيد الإسلامي بسلام".
وذكر أنه "بالنسبة لنتنياهو، سيساعد ذلك في شراء الوقت وتمديد المرحلة التي من المفترض أن يصل فيها وقف إطلاق النار الدائم، ومن المتوقع أن يطالب حماس بتعويض عبر إطلاق سراح أسرى كبار في وقت مبكر، وربما أيضًا بتوسيع وتسريع المساعدات الإنسانية".
وكشف أن "فرص تحقيق تلك "المرحلة الانتقالية" أو "مرحلة الجسر" بين المرحلة الأولى والمرحلة الثانية ليست مرتفعة في الوقت الحالي، وفي جهاز الأمن هناك من يدعم هذا الجهد من منطلق مصلحة واضحة في استمرار إنقاذ الرهائن الأحياء بأي ثمن وبأي طريقة".
وبين أن "نتنياهو ما يزال يخشى من سقوط حكومته، وهو يعلم أن التهجير الطوعي الذي اقترحه ترامب يفقد بسرعة زخمه، مع تبين أنه غير واقعي ولا يُتوقع أن يحدث في المستقبل المنظور".
وأضاف "صحيح أن محيط نتنياهو يعرف أن فرصة مغادرة بتسلئيل سموتريتش للحكومة بعد بن غفير ليست مرتفعة، لكن طالما أن بن غفير خارج الحكومة، يبقى الضغط على سموتريتش قائمًا ونتنياهو غير مستعد للمخاطرة".
واعتبر أنه "في هذه الأثناء، يتبين أن قصة الهجرة أو التهجير الطوعي للفلسطينيين من قطاع غزة، التي فاجأ الرئيس ترامب بترقيتها في المؤتمر الصحفي في واشنطن الأسبوع الماضي، ليست بعيدة تمامًا عن الواقع على الأرض، وتم دفع خطة سرية لتشجيع الهجرة الطوعية للفلسطينيين من قطاع غزة في الأشهر الأخيرة بواسطة جهات في إسرائيل".
وكشف أنه "في إطار هذه المفاوضات، تم تحديد دولة ثالثة تكون "دولة هدف" متفق عليها للمهاجرين من غزة، وأجرت إسرائيل معها مفاوضات وصفت بأنها في طريقها للتطور.. وتجدر الإشارة إلى أن الخطة لم تكن مكتملة ولم تكن ناضجة بالكامل، وكان من المتوقع أن تواجه المزيد من العقبات الدولية والقانونية، لكنها تم دفعها في السر - وحققت تقدمًا".
وختم أن "القنبلة التي ألقاها الرئيس ترامب في المؤتمر الصحفي حول هذا الموضوع صدمت إسرائيل، التي لم تكن تتوقع أن يأخذ الرئيس الأمريكي الفضل في هذه الخطوة، بل وأن يطالب بحقوق ملكية عليها، في أي حال من الأحوال، لا تعلق إسرائيل آمالًا كبيرة في الوقت الحالي على احتمال حدوث ذلك، سواء بقيادة أمريكية أو إسرائيلية.. والأيام ستبين".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة الإسرائيلي رمضان إسرائيل غزة الاحتلال رمضان صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المرحلة الثانیة
إقرأ أيضاً:
ألغام فى طريق المرحلة الثانية من «سلام غزة»
جثة «غويلى» ورقة الاحتلال للهروب من الالتزام
بينما تغرق غزة فى المنخفض الجوى العنيف الذى اقتلع أرواح وخيام الفلسطينيين فى كارثة إنسانية جديدة من جانب تغرق أيضا غزة فى وحل الاحتلال، شهدت الساعات الماضية تصريحات متطرفة من حكومة الاحتلال الصهيونى اليمينية برئاسة بنيامين نتنياهو حول المرحلة الثانية من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة وسط انتهاكات موسعة من جانب تل أبيب وسط انتقادات أممية.
وقالت حكومة نتنياهو «لا مرحلة ثانية قبل إعادة جثة غويلي» وهى آخر ما تبقى من الأسرى الصهاينة بالقطاع.
وكشفت مسئول أمريكى عن تقدم فى المحادثات حول الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترامب.
وأكد وجود اتصالات للانتقال إلى المرحلة الثانية خلف الكواليس لضمان التقدم، مشيرا إلى أن قوة مشتركة أولية لدولة واحدة أو دولتين ستنشر فى أوائل عام 2026. وأوضح أن قوة الانتشار المشتركة لن تنشر فى أى مناطق تخضع لسيطرة حماس.
قائلًا «لا نزال فى مرحلة التخطيط لتشكيل قوة شرطة فلسطينية من أهالى قطاع غزة» وشدد على أن خطة ترامب وقرار مجلس الأمن الدولى يدعمان بشدة انسحاب حماس من غزة.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أكد فيه المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك. أن إعلان رئيس أركان الإحتلال الإسرائيلى عن أن الخط الأصفر هو الحدود الجديدة لغزة يتعارض مع خطة ترامب للسلام وشدد دوجاريك على الوقوف بحزم ضد أى تغيير فى حدود غزة.
ونقل موقع يسرائيل هيوم العبرى عن مصدر مطلع أن الولايات المتحدة مارست ضغوطًا كبيرة على نتنياهو للموافقة على أن يعلن الرئيس ترامب الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة.
قال الأمريكيون فى الرسائل التى نقلت خلال الساعات الـ12 الأخيرة، إن اتفاق إنهاء الحرب أعاد عددًا أكبر من الأسرى الإسرائيليين الأحياء والقتلى ممّا كان متوقعًا – حتى وفق تقديرات إسرائيل نفسها.
وكانت التقديرات الأولية تشير إلى أنّه سيبقى فى أيدى حماس عدد من الجثث على الأقل. وشدد الأمريكيون أيضًا على أنه حتى بعد الانتقال إلى المرحلة «ب» ستستمر عمليات البحث عن آخر جثة أسير إسرائيلى.
وأوضح الموقع العبرى أنه فى محادثات داخلية فى واشنطن، قالوا إنّ رئيس نتنياهو يخشى من الانتقادات الشعبية داخل إسرائيل فى حال الإعلان عن المرحلة «ب» قبل استعادة جثة الأسير غويلى.
وأضاف مسئولون أمريكيون فى تلك المحادثات الداخلية أنّ خطتهم ستؤدى إلى نزع سلاح حركة حماس، وذلك خلافا للشكوك الكبيرة السائدة فى إسرائيل بشأن قدرة القوة الدولية المستقبلية على تحقيق ذلك.
وعلى الرغم من الألغام الإسرائيلية الكثيرة على طريق الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة إلا أن الاتفاق سيصمد بجهود مصر ودعم الإدارة الأمريكية وعلى رأسها ترامب الذى يدعى أنها رجل السلام فى العالم، وأنه من يوقف الحروب، وذلك وسط محاولات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لإطالة أمد الفوضى وخلق أزمات تعوق الاستقرار.
وتسعى حكومة الاحتلال وتحديدا نتنياهو لإطالة أمد الانتقال إلى المرحلة الثانية عبر افتعال أزمات أو إيجاد ذرائع لتصعيد محدود ومدروس بحيث تنشغل الأطراف بالبحث عن تهدئة مؤقتة بدلًا من الانتقال الفعلى إلى المرحلة التالية.
يتقاطع هذا النهج مع سياسة نتنياهو القائمة على تغذية العصابات والمجموعات العنيفة واستثمار شبكات تجار المخدرات، ما يساعده على تشكيل بيئة أمنية فوضوية تعطل أى مسار سياسى حقيقى.
وربما يلجأ نتنياهو إلى سيناريوهين رئيسيين الأول تعطيل الوصول إلى المرحلة الثانية عبر التصعيد الميدانى وضخ الأزمات، والثانى الدخول فى مفاوضات داخل إطار المرحلة الثانية، لكن مع إصرار إسرائيلى على تغيير بنود جوهرية، أهمها منع دخول قوات تركية أو حصر دورها بطابع مدنى لا عسكرى، ورفض تشكيل لجنة وطنية فلسطينية تعنى بالمصالحة والوحدة، لما يشكّله ذلك من تهديد استراتيجى لحكومة الاحتلال على مستوى الاعتراف الدولى بالدولة الفلسطينية
ويحاول نتنياهو تجنّب أى نتيجة تؤدى إلى استقرار غزة بشكل يسمح للمقاومة بإعادة ترتيب أوراقها أو تشكيل قيادة فلسطينية موحدة.
ويتزامن ذلك مع التطورات الخطيرة داخل إسرائيل وعلى مستوى الإقليم، فيما يظهر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب جدية فى طرح رؤية للسلام فى الشرق الأوسط، تبدأ من اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة وصولًا لتشكيل ما يسمي مجلس سلام لغزة قد يرأسه ترامب شخصيا، إضافة إلى مجلس دولى موازٍ، ثم لجنة إدارية فلسطينية من 12 شخصية مستقلة لا تنتمى إلى حماس أو فتح لإدارة القطاع فى المرحلة المقبلة.
وتتمثل أبرز ملامح المرحلة المقبلة فى استعداد حركة حماس، وفق تصريحات باسم نعيم، لمناقشة ملف سلاح المقاومة وقد تكون التسوية عبر تجميد السلاح أو وضعه ربما تحت وصاية أمنية مصرية أو عربية لا عبر تسليم كامل. وذلك فى الوقت الذى أصبحت فيه حماس تدرك أن وقائع جديدة تفرض نفسها على الأرض وأن ترامب يقود مسارا سياسيا واسعا يشمل غزة والمنطقة.
وستبقى حماس فى المشهد السياسى، مع إمكانية تحولها إلى حزب سياسى يعلن تجميد العمل العسكرى والدخول فى هدنة طويلة مع إسرائيل قد تصل إلى عشر سنوات، وقد يدفع فتح المعابر واستقرار القطاع وتثبيت الهدوء نحو مشاركة الحركة فى أى مفاوضات مستقبلية تقود - ولو رمزيا - إلى دولة فلسطينية. إلا ان عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة لن تكون ممكنة إلا عبر شراكة سياسية مع حماس، ضمن حكومة تكنوقراط جديدة تدير غزة والضفة والقدس المحتلة بديلا عن حكومة محمد مصطفى، ما يعكس واقع التوازنات الجديدة على الأرض.
ويطمح نتنياهو للحصول على عفو رئاسى من الرئيس الإسرائيلى إسحاق هرتزوج بدعم من ترامب، فى الوقت الذى يواصل فيه الظهور فى المشهد السياسى على الأقل حتى انتخابات أكتوبر المقبل. لكنه قد يلجأ إلى تقديم موعد الانتخابات إلى يونيو لتجنب انعكاسات سلبية محتملة على حزب الليكود.
وستشهد المرحلة المقبلة إعادة إعمار رفح الفلسطينية والقطاع، ودخول إسرائيل إلى المرحلة الثانية عبر انسحاب قواتها من بعض المناطق وتسليمها إلى قوات دولية تعمل داخل المنطقة الصفراء، فى خطوة يعتبرها نتنياهو إنجازا أمنيا وسياسيا لإسرائيل رغم أن مهام تلك القوات لم تحدد بعد بوضوح وربما تمتد حتى نهاية 2027.