بيروت (الاتحاد)

أخبار ذات صلة عبدالله بن زايد يهنئ هاتفياً نواف سلام بتوليه رئاسة الحكومة اللبنانية الجيش اللبناني يستكمل انتشاره ببلدات جنوبية

عقد مجلس الوزراء اللبناني الجلسة الأولى له أمس، بعد تشكيل الحكومة في الثامن من فبراير الجاري، وشكل اللجنة الوزارية لصياغة البيان الوزاري. وافتتح الرئيس عون الذي ترأس جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في القصر الجمهوري الجلسة بالوقوف دقيقة مع الصمت حداداً على الذين سقطوا في عدوان الاحتلال الإسرائيلي الأخير على لبنان.

وقال وزير الإعلام بول مرقص الذي تلا وقائع الجلسة أمام الإعلاميين، إن الرئيس عون شدد في كلمة ألقاها بمستهل الجلسة على ضرورة الامتناع عن توجيه أي انتقاد إلى الدول الصديقة والشقيقة، وعدم استخدام لبنان كمنصة لهذه الانتقادات. وأشار إلى أن تسمية الحكومة بحكومة «الإصلاح والإنقاذ» جاءت لأن الطريق إلى الإنقاذ يمر عبر الإصلاح. 
وأكد الرئيس عون أن الانتماء والولاء هما للدولة وليس لأي جهة أخرى، وأن الوزراء هم لخدمة الشعب، مضيفاً أن المهم ليس فقط تشكيل الحكومة بل إثبات الثقة بدءاً بمكافحة الفساد وإجراء التعيينات الإدارية والقضائية والأمنية، إضافة إلى التصدي للأمور الطارئة حالياً وهي الموازنة العامة والانتخابات البلدية والاختيارية وكيفية تطبيق القرار 1701، والتأكيد على انسحاب الاحتلال الإسرائيلي في 18 فبراير الجاري رغم التحديات. كما أكد أنه «لا يوجد بلد مفلس»، واعداً بأن الإدارة الجديدة ستنهض بالبلاد عبر الإصلاحات والخروج بحلول من خلال النقاش.
وذكر وزير الإعلام أن رئيس مجلس الوزراء طالب بدوره في كلمته خلال الجلسة الوزراء بالشفافية التامة في عملهم والتفرغ الكامل لعمل وزاراتهم وترك أي عمل خاص جانباً، مؤكداً ضرورة الفصل بين العملين العام والخاص. وجرى بعد ذلك تشكيل لجنة صياغة البيان الوزاري برئاسة رئيس الحكومة نواف سلام، وعضوية نائب رئيس الوزراء طارق متري، ووزير المالية ياسين جابر، والثقافة غسان سلامة، والأشغال العامة والنقل فايز رسامني، والصناعة جو عيسى الخوري، حيث ستعقد هذه اللجنة أولى جلساتها بعد ظهر اليوم في السرايا الحكومي. يذكر أنه وفقاً للدستور اللبناني على الحكومة أن تتقدم أمام مجلس النواب ببيانها الوزاري لنيل الثقة في مهلة ثلاثين يوماً من تاريخ صدور مرسوم تشكيلها، ولا تمارس الحكومة صلاحياتها قبل نيلها الثقة. وجرى قبيل عقد الجلسة التقاط الصورة التذكارية التي تجمع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء والوزراء. 
في السياق، أبلغت الولايات المتحدة، أمس، إسرائيل أن على قواتها الانسحاب من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير الجاري، دون أي تمديد إضافي للمهلة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، حسبما نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن مسؤولين إسرائيليين.
ونقلت الصحيفة عن المسؤولين قولهم إنه على الرغم من الموعد النهائي المحدد، فإن إسرائيل ما زالت تجري محادثات مع واشنطن في إطار محاولاتها لتحسين الوضع على الأرض.
وذكرت الصحيفة أن من المتوقع أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من مناطق أخرى في جنوب لبنان في الأيام المقبلة، مشيرة إلى أن الإدارة الأميركية شددت على ضرورة أن يتم نشر الجيش اللبناني بالكامل بحلول 18 فبراير.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الرئيس اللبناني لبنان أزمة لبنان لبنان وإسرائيل جنوب لبنان الأزمة اللبنانية البرلمان اللبناني مجلس النواب اللبناني الحكومة اللبنانية جوزيف عون

إقرأ أيضاً:

هل تنجح تشكيلة الحكومة السودانية بالتعامل مع الملفات الساخنة؟

الخرطوم- بعد نحو شهرين منذ تعيينه رئيسا للوزراء في السودان، اقترب كامل إدريس من استكمال تشكيل حكومته بشكل متدرج عبر 5 مجموعات، وبات الشعب ينتظر أفعالا سريعة تغير واقعه المعقد، بعد أكثر من 27 شهرا من اندلاع القتال في بلاده، مما يضع إدريس فوق صفيح ساخن حسب مراقبين.

وفي مطلع يونيو/حزيران الماضي أعلن كامل إدريس عن هيكل "حكومة الأمل" المكون من 22 وزارة، بعدما حل الحكومة المكلفة منذ يناير/كانون الثاني 2022، مع استحداث هيئة للشفافية والنزاهة لمكافحة الفساد، وتعهد بالتقشف والعدل والتسامح ومحاربة التطرف.

وخلال نحو شهرين عين إدريس 20 وزيرا ، آخرهم 5 وزراء لشؤون مجلس الوزراء، والطاقة، والتحول الرقمي والاتصالات، والتعليم والتربية الوطنية، والشباب والرياضة، كما شملت هذه المجموعة لأول مرة وزراء دولة للخارجية، والمالية، والموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.

وبينما غاب 6 وزراء عن مراسم أداء اليمين الدستورية، يستمر الغموض حول غياب وزير الزراعة والثروة الحيوانية أحمد التجاني المنصوري بعد أسابيع من تعيينه ونفيه اعتذاره عن الوزارة، وكذلك غاب وزير الصحة المعز عمر بخيت، الذي أصيب بكسر بقدمه في مقر إقامته في البحرين وانتقل إلى بريطانيا للعلاج المتوقع أن يستمر شهورا.

البرهان (يمين) يستقبل كامل إدريس قبل أداء وزرائه الجدد اليمين الدستورية (مجلس السيادة الانتقالي)التشكيل الحكومي

لا تزال وزارتا الخارجية والبيئة والاستدامة شاغرتين، وسط أحاديث رائجة عن أن إدريس سيتولى حقيبة الخارجية مؤقتا إلى جانب رئاسة الوزراء، مما أثار تساؤلات في منصات ومواقع التواصل الاجتماعي حول دوافع ذلك، في ظل ظروف تستدعي تسمية وزير خارجية لمجابهة ظروف معقدة تواجه السودان دوليا.

ومن أبرز الملاحظات على تشكيلة الحكومة عودة 5 وزراء إلى مواقعهم، وهم وزراء المال جبريل إبراهيم، والإعلام والثقافة خالد الإعيسر، والحكم الاتحادي محمد كورتكيلا، والصناعة والتجارة محاسن يعقوب، والتعليم والتربية الوطنية التهامي الزين حجر، الذي أمضى في موقعه أقل من شهر قبل إقالته بحل الحكومة.

إعلان

وفي خطوة لافتة، شملت المجموعة الوزارية الأخيرة تعيين لمياء عبد الغفار وزيرة لشؤون مجلس الوزراء، وذلك لأول مرة تاريخيا، وبذلك يرتفع عدد النساء في الحكومة إلى 3، وهو أقل تمثيل نسائي في الحكومة خلال عقود خلت.

ومن الملاحظات البارزة أيضا عودة السفير عمر صديق إلى وزارته في منصب وزير دولة للشؤون الخارجية والتعاون الدولي، بعد أن شغل منصب الوزير لفترة قصيرة امتدت من أواخر أبريل/نيسان وحتى نهاية مايو/أيار الماضيين.

وقد تعاقب على الوزارة منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق عمر البشير عام 2019، 7 وزراء، 4 منهم خلال فترة الحرب الحالية.

ورغم أن رئيس الوزراء، قال في أول خطاب له إن "الشباب يمثلون 65% من الأمة" لم تضم الحكومة الجديدة سوى وزير شاب واحد، هو المهندس أحمد الدرديري غندور وزيرا للتحول الرقمي والاتصالات، وهو الذي تخرج في الجامعة عام 2004، حيث انتقد شباب ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي ضعف تمثيلهم وعدم مراعاة تركيبة المجتمع السوداني.

هشاشة سياسية

يوضح المحلل السياسي فيصل عبد الكريم، أن حكومة إدريس تواجه ملفات شائكة من حيث:

هشاشة المجموعات السياسية التي تدعمها، وظهر ذلك خلال مشاورات تشكيل الحكومة، مما يشير إلى تباين مواقف القوى المساندة للجيش التي تشعر بأن رئيس الوزراء لم يمنحها الاهتمام الكافي. إلى جانب الاستقطاب والانقسام السياسي، الأمر الذي يضعف الدعم السياسي للحكومة ويعطل جهود أي عملية سياسية لإنهاء الأزمة في البلاد.

ووفقا لحديث المحلل للجزيرة نت فإن ثمة شكوكا حول التزام المكون العسكري تعهده بعدم التدخل في مهام واختصاصات رئيس مجلس الوزراء، حيث لم تغب أصابعهم عن مشاورات تشكيل الحكومة، ومن الصعب كذلك الحصول على دعم خارجي في ظل استمرار الحرب في أجزاء من البلاد وتقاطع الأجندة الإقليمية بشأنها، الأمر الذي يضع الحكومة أمام امتحان قاس.

وفي الشأن ذاته يعتقد خبير العلاقات الدولية والشؤون الأمنية عامر حسن، أن أمام الحكومة تحديات داخلية بالإضافة للخارجية، أبرزها:

تشغيل الجهاز التنفيذي والمؤسسات الخدمية لتحسين حياة المواطنين وتخفيف الأعباء التي فرضتها الحرب. استغلال موارد السودان ومقدراته الكبيرة لتغيير حياة المواطنين.

وتحتاج الحكومة كما يقول الخبير للجزيرة نت إلى رؤية اقتصادية فاعلة تعيد البنية التحتية والقطاع الصناعي الذي تدمر، وتتجاوز مهام الوزارات الداخلية نحو الشؤون الخارجية، حيث لم يعد المجتمع الدولي والإقليمي مهتما بالسودان، حتى صار الإعلام يعدها "حربا منسية"، وهو ما انعكس على المساهمات في المساعدات الإنسانية وجعلها محدودة وبلا أثر.

رئيس الوزراء كامل إدريس (يمين) مستقبلا المبعوث الأفريقي محمد بلعيش (وكالات)آمال معقودة

يقول الخبير الاقتصادي محمد الناير للجزيرة نت، إن تشغيل دولاب العمل في الدولة واستعادة الخدمات -وخاصة الكهرباء- بعد دمار محطات التوليد والشبكات الناقلة يُعد من أهم الملفات، لأن الكهرباء هي محرك الإنتاج، إلى جانب تأهيل القطاع الزراعي وبناء القطاع الصناعي الذي تأثر بنسبة 80%، وإعادة توزيعه على الولايات بعدما كان مركّزا في العاصمة.

إعلان

ويعتقد الناير أن رئيس الوزراء يحتاج إلى:

تفعيل مجلس الوزراء وربط وزرائه مع الولايات. امتلاك الجرأة في اتخاذ قرارات تتعلق بالاتجاه شرقا وبناء شراكات اقتصادية والانضمام إلى مجموعة "بريكس". وقف تهريب الذهب والتحول من التعدين التقليدي للمنظم، لتحقيق استقرار اقتصادي والدخول في استثمارات كبيرة.

من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم شقلاوي، أن اكتمال تشكيل الحكومة الذي تأخر نتيجة تعقيدات التوازنات السياسية والمجتمعية، يعكس محاولات جادة لإعادة هيكلة الدولة وإعادة ثقة السودانيين في مؤسساتهم.

وتحدث الكاتب للجزيرة نت عن آمال معقودة على قدرة الحكومة أن تتجاوز الأزمات التي تواجه السودان، حيث إنها صارت أمام اختبار حقيقي لفعالية الكفاءات التي تم اختيارها في تحويل الإرادة السياسية إلى نتائج ملموسة على الأرض، وقدرتها على بناء مؤسسات فاعلة، إلى جانب استعادة الثقة الشعبية، وإرساء أسس دولة العدالة والتنمية والسلام.

مقالات مشابهة

  • الحكومة: خطة شاملة لتغطية احتياجاتنا والتزاماتنا من الموارد الدولارية
  • في الجلسة المسائيّة... إليكم ما أقرّه مجلس النواب
  • برّي: هذا ما أكّده لي رئيس الحكومة
  • هل تنجح تشكيلة الحكومة السودانية بالتعامل مع الملفات الساخنة؟
  • مجلس الأعمال اللبناني - البرازيلي بحث مع البساط انضمام لبنان الى الـميركوسير
  • اليوم.. رئيس الوزراء يرأس اجتماع الحكومة الأسبوعي بالعلمين الجديدة
  • السفير الاميركي المقترح للبنان: نزع سلاح حزب الله ليس خيارًا بل ضرورة
  • أمريكا للبنان: نريد فعل وليس كلام بمصادرة سلاح حزب الله
  • وزير الصحة استقبل رئيس مكتب التعاون الروسيّ - اللبنانيّ
  • وزير الخارجية يبحث مع نائب رئيس الوزراء اللبناني دعم الاستقرار ببيروت وغزة