ظهرت أولى آثار تفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) بالفعل حتى قبل أن تنتهي جميع جهودها التنموية في أنحاء العالم، ويصف الخبراء القرار القاسي للرئيس دونالد ترامب بالأسوأ للديمقراطية الأبرز، لما يصاحبه من آثار لا تحصى على حياة الملايين من البشر، وعلى سمعة أمريكا نفسها.

ويرى المسؤول السابق في الوكالة ماني بيفان، أن "تجميد إدارة دونالد ترامب للمساعدات الخارجية في محاولة لتفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية هو أحد أقسى الأفعال التي اتخذتها دولة ديمقراطية"، وفق ما ذكرته مجلة "نيوزويك".





تأسست الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في عام 1961، وتصدت لعدد كبير من الأوبئة، وحاربت انعدام الأمن الغذائي العالمي، وموّلت التعليم ولعبت دوراً محورياً في السياسة الخارجية الأمريكية. 

وزير الكفاءة الحكومية، "إيلون ماسك"، يؤكد اتفاقه مع الرئيس دونالد ترامب، على تفكيك "الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID، مع دراسة عدة مقترحات، من بينها دمجها مع وزارة الخارجية أو وضعها تحت إشراف وزير الخارجية بشكل مؤقت، إلى حين إعادة هيكلتها، بدلاً من إغلاقها نهائيًا.#فوربس… pic.twitter.com/0tiswVTMEc

— فوربس الشرق الأوسط (@ForbesME) February 3, 2025

وعملاً بقرار الرئيس ترامب وإيلون ماسك، المقرب منه، أعلنت الوكالة على موقعها هذا الشهر، أن جميع موظفيها الذين يتم تعيينهم بشكل مباشر سيتم وضعهم في إجازة إدارية، "باستثناء الموظفين المعينين المسؤولين عن الوظائف الحرجة للمهمة والقيادة الأساسية والبرامج المخصصة بشكل خاص".

ويبين الخبراء وعدد من القائمين على الوكالة في مقالات ولقاءات مختلفة، مدى أهميتها لسلامة أمريكا أولاً، وللعالم ثانيا. ومن وجهة نظر بيفان الذي عمل في الوكالة 6 سنوات، حارب خلالها لإقناع الجمهوريين المتعاطفين مع وقف المساعدات الخارجية بحجج تكتيكية حول "سلامة الولايات المتحدة". وأضاف بيفان، أن الحجة أصبحت الآن غير ذات جدوى، حيث يعتقد ماسك وترامب أن "إدارة المساعدات الخارجية تضعف أمريكا".

تهديد لآلاف الأطفال 

ويضيف المسؤول السابق، أن الحجة الأفضل لإنقاذ الوكالة هي القول إن "تمزيقها قد يكون أحد أقسى الأفعال التي قامت بها الديمقراطية الأمريكية على الإطلاق"، مشيراً إلى محاولة سابقة للكونغرس لخفض حجم المساعدات 16% قبل 7 سنوات، تصدى لها مدير الوكالة الأمريكية للتنمية راجيف شاه بالتحذير من أن مثل هذه التخفيضات قد تؤدي إلى وفاة 70 ألف طفل. 

إدارة #ترمب تواجه دعوى قضائية من أكبر اتحاد عمال حكومي ورابطة من العاملين في الخدمة الخارجية في محاولة لمنع تفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية #USAID

???? وتسعى الدعوى للحصول على أمر بمنع ما تسميه "أعمال غير دستورية وغير قانونية" خلقت "أزمة إنسانية عالمية"#العربية_Business pic.twitter.com/XhrFuhGt4M

— العربية Business (@AlArabiya_Bn) February 7, 2025

وبحسب بيفان فإن هذا الرقم أعلى من عدد الأطفال الذين قتلوا بالقنابل الذرية التي ألقتها أمريكا على هيروشيما وناغازاكي في اليابان أثناء الحرب العالمية الثانية. ويحذر من أن عدد الأطفال الذين قد يتأثرون بتفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "قد يكون أكثر من ذلك بكثير".

وشن المسؤول السابق هجوماً  حاداً ضد ماسك وترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو، قائلاً إنهم جميعاً صغار القلب أمام حجم مفهوم السخاء".

وقال بيفان، إنه خلال فترة عمله في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أعطى الأولوية "لمبدأ أعلى" مفاده أن كونك أمريكياً يعني في النهاية الاهتمام بالآخرين المحتاجين. 

ترامب يصرّ على إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية - موقع 24أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، أنّ الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "يو إس إيد" يجب أن "تُغلق"، في تصعيد جديد لحملته على هذه الهيئة الحكومية. اتهامات 

على الجانب الآخر، يرى أمريكيون بينهم مسؤولون سابقون، أن الوكالة أضرت بالفعل بالولايات المتحدة وحملتها أعباء هي بغنى عنها. وعلى سبيل المثال، كتب النائب الجمهوري توماس ماسي من كنتاكي على إكس أمس الخميس: "لقد مولت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية منظمة قامت بتلفيق أدلة تم استخدامها لعزل الرئيس ترامب. غالباً ما تمول الدولة العميقة جهود تغيير النظام في الخارج، ولكن عندما تستخدم أموال دافعي الضرائب لتقويض حكومتنا، ألا يعد هذا خيانة؟".
كما قالت النائبة الجمهورية آنا بولينا لونا من فلوريدا في منشور على المنصة أمس، "تعمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بنشاط على زعزعة استقرار الدول دون أي إشراف من الكونغرس أو الرئيس..لماذا يجب على الأمريكيين الاستمرار في تمويل هذا الفساد؟".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل القمة العالمية للحكومات غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب الولايات المتحدة الولايات المتحدة ترامب الوکالة الأمریکیة للتنمیة الدولیة تفکیک الوکالة دونالد ترامب

إقرأ أيضاً:

سلطنة عُمان تشدّد على الشراكة الدولية العادلة لتحقيق التنمية المستدامة

العُمانية: أكدت سلطنة عُمان اليوم، خلال مشاركتها في اجتماعات القسم الإنساني للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، على أهمية تعزيز الحوار الدولي من أجل تنسيق الاستجابة للتحديات الإنسانية والتنموية المتزايدة.

جاء ذلك في كلمة سلطنة عُمان التي ألقتها سارة بنت عبد الله البلوشية، سكرتير أول في الوفد الدائم لسلطنة عُمان لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف، وذكرت أن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب بناء شراكات قائمة على الاحترام المتبادل والعمل الجماعي والالتزام الصادق بالمبادئ الإنسانية والقانون الدولي.

وأكدت أن التنمية المستدامة تُعد خيارًا استراتيجيًا وحقًا أصيلًا من حقوق الإنسان، وهو ما تجسده رؤية "عُمان 2040" التي تسلط الضوء على تنمية رأس المال البشري، وتنويع الاقتصاد، وتعزيز المعرفة والابتكار، مع الحفاظ على البيئة وتحقيق العدالة والاستقرار الاجتماعي.

وأوضحت أن الاستقرار السياسي وسيادة القانون واحترام كرامة الإنسان هي مرتكزات لا غنى عنها لتحقيق التنمية، مشددةً على ضرورة تهيئة بيئة دولية عادلة تُمكّن الدول النامية من الوصول إلى التمويل والتكنولوجيا وبناء القدرات دون شروط سياسية أو تمييز.

وفي السياق ذاته، أعربت سلطنة عُمان عن تقديرها للدور الذي يضطلع به المجلس الاقتصادي والاجتماعي في تنسيق الاستجابة الإنسانية، مؤكدةً على ضرورة التحول المنهجي من الإغاثة إلى التنمية لدعم صمود المجتمعات وتقليل هشاشتها في مواجهة الأزمات.

كما دعت إلى إصلاحات هيكلية في النظام الدولي تضمن تمثيلًا منصفًا للدول النامية في آليات صنع القرار التنموي والإنساني.

وعبّرت سلطنة عُمان عن قلقها العميق إزاء التداعيات السلبية للنزاعات الممتدة على التنمية، ولا سيما في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدةً أن غياب الحلول العادلة واستمرار التوتر يعيقان فرص التنمية والاستقرار.

كما جدّدت سلطنة عُمان دعوتها إلى احترام القانون الدولي والقانون الإنساني، وتعزيز المساعي نحو تسوية سياسية عادلة وشاملة تضمن الحقوق وتُمهّد الطريق لإعادة الإعمار والتنمية.

وفي ختام كلمتها، أكدت سلطنة عُمان نهجها السياسي القائم على الاعتدال والحوار، واستعدادها الكامل للتعاون مع كافة الشركاء الإقليميين والدوليين لبناء مستقبل أكثر عدلًا واستقرارًا وإنصافًا للجميع.

مقالات مشابهة

  • المؤتمر: التوتر المتصاعد بين واشنطن وطهران ينذر بعواقب وخيمة على استقرار الملاحة الدولية
  • الوكالة الدولية الذرية: منشأة أصفهان لم يكن بها مواد نووية
  • الوكالة الذرية الدولية تعقد اجتماعًا طارئًا بعد الضربات الأميركية على إيران
  • الوكالة الدولية الذرية: لم نرصد زيادة بمستويات الإشعاع في إيران
  • تقرير صادم: ضحايا ترامب المدنيون في اليمن خلال 52 يومًا يعادلون قتلى 23 عامًا من العمليات الأمريكية
  • سلطنة عُمان تشدّد على الشراكة الدولية العادلة لتحقيق التنمية المستدامة
  • الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحذر من كارثة نووية في إيران
  • الوكالة الدولية للطاقة الذرية: الهجوم على محطة بوشهر الإيرانية سيؤدي إلى كارثة نووية
  • روسيا: تقرير وكالة الطاقة الذرية استُخدم لتبرير الهجوم على إيران
  • عاجل| الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحذر: هجوم على مفاعل بوشهر يهدد بكارثة إشعاعية شاملة