هكذا يتحول الجلاد إلى صديق حميم!
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
السويد – بدأ هذا الأمر في 23 أغسطس 1973، حين اقتحم شخص يدعى جان إريك أولسون منفردا فرعا لبنك “كريديتبانكين” في العاصمة السويدية ستوكهولم، واحتجز أربعة موظفين رهائن لمدة ستة أيام.
الجاني هدد بقتل الرهائن وطلب من رئيس الوزراء السويدي فدية بقيمة 3 ملايين كرونة وتعادل قيمتها الحالية حوالي 2 مليون دولار. علاوة على ذلك، طلب أسلحة وسيارة عالية السرعة لمغادرة البلاد من دون عوائق.
الشرطة السويدية صبرت حتى 28 أغسطس، ثم قررت اقتحام مبنى البنك وقامت بإطلاق الغاز المسيل للدموع داخل قبو تخزين الأموال حيث كان يوجد الرهائن إضافة إلى المجرم أولسون وشريك له يدعى أولوفسون، كان أطلق سراحه ونقل إلى المكان من السجن بطلب من مدبر عملية الاقتحام والاحتجاز. اللصان استسلما بعد نصف ساعة، وتم إطلاق سراح جميع الرهائن بسلام.
ما أدهش الجميع في هذه الحادثة التي قد تبدو للوهلة الأولى مجرد عملية سطو فاشلة، أن الضحايا تعاطفوا مع من احتجز حريتهم لنحو أسبوع، ورفضوا الإدلاء بشهادات تجرمهم في المحكمة. جادل هؤلاء محاميهم، وأصروا على أنهم لا يكنون أي ضغينة ضد المعتدي ورفيقه، بل أكدوا أن الجاني وصاحبه لم يرتكبا أي خطأ بحقهم.
من وحي هذه الحالة من العواطف المتناقضة، صاغ الطبيب النفسي نيلز بيجيروت، وكان قدّم المشورة للشرطة أثناء المفاوضات مع الجاني مصطلحا اطلق عليه في البداية اسم ساحة نورمالمستورغ التي يوجد على ناصيتها البنك. نظرا لصعوبة نطق هذا المصطلح “نورمالمستورغسيندروميت”، جرى لاحقا استبداله بآخر هو “متلازمة ستوكهولم”.
من وقتها دخلت متلازمة ستوكهولم مجال علم النفس، وهي تعني التعاطف الذي يظهر بين الضحية والمعتدي بعد تواصل مباشر في تجربة مؤلمة.
هذه المتلازمة بمثابة رد فعل نفسي وقائي غير واع، تحت تأثيره يبدأ الضحايا في الإحساس بمشاعر التعاطف مع “جلاديهم” وتبرير أفعالهم.
هذا المصطلح الذي صاغه العالم النفسي بيجيروت في حادثة احتجاز الرهائن في بنك ستوكهولم، أظهر حالة خاصة ينسج خلالها الضحايا علاقات إيجابية مع المعتدين ويتجاهلون قسوتهم ومعاناتهم في موقف معاكس لما كان يجب.
يجدر الذكر أن متلازمة ستوكهولم لا تعد رسميا مرضا أو اضطرابا عقليا، بل هي نوع من السلوك التكيفي ينشأ في حالة التهديد، وطريقة في اللاوعي لمقاومة العنف المعنوي والجسدي.
ترتبط آلية متلازمة ستوكهولم بشكال وثيق بغريزة الحفاظ على الذات، وهي تتعزز في اللاوعي بالاستناد إلى الأمل في أن يتعامل المعتدي بتساهل مع الضحية إذا أظهرت الطاعة.
خطر هذه المتلازمة الاستثنائية يتمثل في أن الشخص الذي يجد نفسه في موقع الضحية، يتصرف تلقائيا ضد مصالحه الخاصة، ما قد يكون عائقا أمام الحصول على مساعدة خارجية.
يقنع معظم الأشخاص الذين مروا بمتلازمة ستوكهولم، أنفسهم بأنهم مسؤولون بشكل ما عما حدث، وأنهم ربما استفزوا المعتدي أو بادروهم من دون وعي بإشارات خاطئة.
المختصون يحددون عدة شروط لتطور متلازمة ستوكهولم، أساسها حدوث حالة مؤلمة نفسيا أو جسديا مثل سوء المعاملة أو العدوان. ومن الشروط أيضا تكّون علاقة وثيقة بين المعتدي والضحية إثر تواصل منتظم، علاوة على وجود ظروف قاهرة تمنع الانسحاب الطوعي من مثل هذه العلاقة.
متلازمة ستوكهولم، ظهرت لاحقا عدة مرات في جرائم وقف بعدها الضحايا مع المعتدين وساقوا المبررات بحماسة في الدفاع عنهم والوقوف بجانبهم. ذلك يعني جدية مثل هذه “المتلازمة” وأثرها العميق في تغيير وعي الضحية وقلب الموقف رأسا على عقب لصالح المعتدي.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: متلازمة ستوکهولم
إقرأ أيضاً:
مجدي الجلاد ينتقد تعليقات التشفي بعد وفاة المطرب أحمد عامر: هل شققتم عن قلبه؟
كتب- أحمد الجندي:
أعرب الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، رئيس تحرير مؤسسة "أونا" للصحافة والإعلام والتي تضم مواقع (مصراوي - يلا كورة - الكونسلتو - شيفت) عن استيائه الشديد من موجة التعليقات المسيئة والتشفّي التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي عقب وفاة المطرب الشعبي أحمد عامر، مؤكدًا أن هذه الظاهرة تعكس تحوّلًا خطيرًا .
وقال "الجلاد"، في منشور عبر صفحة التواصل الاجتماعي " فيس بوك" : "أنا شخصيًا لا أعرف المطرب الشعبي أحمد عامر، لكن عندما علمت بوفاته دعوت الله أن يرحمه ويغفر له ويتقبله قبولًا حسنًا، ما أحزنني حقًا ليس وفاة أحمد، بل كم القسوة والظلام الذي ظهر في تعليقات البعض، وكأنهم يملكون مفاتيح الجنة والنار ويصدرون أحكامًا إلهية على خلق الله".
وأشار "الجلاد"، إلى أن الشخصية المصرية مرت بتحولات مقلقة، مؤكدًا: "هو إحنا حصل لنا إيه!.. إزاي بقينا نحمل كل هذا الظلام النفسي، والأحقاد، والتطرف في الآراء، كنا معروفين بطيبة القلب والتسامح".
وتابع متسائلًا: "هل شققتم عن قلب أحمد عامر؟، هل تعلمون شيئًا عن علاقته بربه أو ما قاله في ساعاته الأخيرة؟، من منّا يعلم كيف سيتلقى الله عبده أحمد؟، من يدّعي امتلاك مفاتيح الجنة والنار فليخرج ويُعلن أنه ربكم الأعلى.. لأن ما يحدث لا يمت للإنسانية ولا للرجولة بصلة".
اقرأ أيضاً:
أمطار ورياح.. تعرف على طقس الأيام المقبلة
منظومة السايس الجديدة.. 5 مستندات لاستخراج باركود الشركات
لماذا تأخرت دار الأوبرا في الاستعداد للمهرجان الصيفي؟.. مسئول يجيب
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
مجدي الجلاد وفاة المطرب أحمد عامر أحمد عامرتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى: "قومي البحوث" يبحث التعاون مع "نانومان إيجيبت" في الصناعات النانوية والاستدامة الأخبار المتعلقةإعلان
الثانوية العامة
المزيدأخبار رياضية
المزيدإعلان
مجدي الجلاد ينتقد تعليقات التشفي بعد وفاة المطرب أحمد عامر: هل شققتم عن قلبه؟
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
36 26 الرطوبة: 30% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك