يمانيون:
2025-08-12@19:22:49 GMT

اليمن يكسرُ عنجهية ترامب ويجبِرُه على التراجع

تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT

اليمن يكسرُ عنجهية ترامب ويجبِرُه على التراجع

شاهر أحمد عمير

في سياق التوترات المتصاعدة في المنطقة، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المعروف بأُسلُـوبه المتسلط والمتهور، ليهدّد بنقل أبناء غزة قسرًا إلى مصر والأردن في خطوة هدفها الضغط على القضية الفلسطينية وإضعاف تمسك الفلسطينيين بأرضهم. هذه الخطوة الأمريكية، التي كانت تمثل تهديدًا خطيرًا للحقوق الفلسطينية، لم تكن مفاجئة في إطار السياسة الأمريكية المعتادة التي تستخدم التهديدات والضغط لتغيير موازين القوى في المنطقة.

ولكن ما لم يكن في حسبان ترامب، هو أن اليمن، قلب المقاومة وصوت الحق، لن يقف مكتوف اليدين أمام هذه المؤامرة الجديدة.

اليمن الذي لطالما كان رأس حربة في مواجهة المخطّطات الأمريكية والصهيونية، أعلن بشكل واضح وصريح موقفه الرافض لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين قسرًا من أرضهم. لم يكن تصريح اليمن مُجَـرّد موقف إعلامي، بل كان تحذيرًا جادًا أن أي محاولات لفرض هذا التهجير بالقوة ستواجه برد حاسم من قبل القوات المسلحة اليمنية، التي أكّـدت استعدادها الكامل للدخول في مواجهة عسكرية مع الكيان الإسرائيلي وأمريكا في حال الإصرار على تنفيذ هذا المخطّط.

كان لهذا الموقف أثرٌ بالغ على الإدارة الأمريكية. فجأة، وجد ترامب نفسه أمام واقع جديد لا يمكن تجاهله. اليمن، التي وقفت شامخة في وجه قوى الهيمنة، أثبتت أنها لا تخضع للتهديدات وأنها تملك القوة والإرادَة للدفاع عن الحقوق الفلسطينية. وفي غضون يومين فقط، بدأت نبرة التصريحات الأمريكية في التراجع. من تهديدات مباشرة، إلى محاولة تنصل غير مباشر من الموقف السابق، حتى وصل الأمر إلى تصريحات ترامب التي بدت وكأنه يتنصل تمامًا من تهديداته السابقة، حَيثُ أعلن أن الولايات المتحدة ستدعم القرار الذي ستتخذه “إسرائيل”، متجاهلًا تمامًا ما كان قد أعلنه من تهديدات.

هذا التراجع الأمريكي جاء نتيجة مباشرة للموقف الصلب والرافض من اليمن. فالتجربة أكّـدت أن تهديدات أمريكا، مهما كانت صاخبة، لا تساوي شيئًا أمام إرادَة قوية وموقف حازم. الولايات المتحدة التي طالما استخدمت التهديدات العسكرية كأدَاة ضغط على الدول الأُخرى، فوجئت بتصدي اليمن الذي لم يكتفِ بالكلمات، بل كان مستعدًا لدفع ثمن موقفه في الميدان إذَا لزم الأمر.

لقد أثبتت هذه الحادثة أن اليمن لم يعد مُجَـرّد طرف يمكن تجاهله في المعادلات الإقليمية. بل أصبح قوة إقليمية ذات وزن كبير، قادرة على تغيير مجريات الأمور. وعندما تتراجع الإدارة الأمريكية عن تهديدات أطلقها رئيسها بنفسه، فهذا يعد تحولًا في معادلات المنطقة، حَيثُ تكشف هذه الواقعة عن تحول جاد في موازين القوة لصالح اليمن. اليمن اليوم ليس مُجَـرّد شاهد على الأحداث، بل هو فاعل رئيسي يفرض إرادته على القوى الكبرى.

إن تراجع أمريكا لا يعد حادثًا منفصلًا، بل هو مؤشرٌ على تغيُّر جوهري في طريقة تعامل القوى الكبرى مع قضايا الشرق الأوسط. فاليمن اليوم، بموقفه الثابت وإرادته الصُّلبة، أصبح قوة لا يمكن التلاعب بها. وعندما نعرف أن اليمن قد فرض على أمريكا التراجع عن مخطّطاتها، نستطيع أن ندرك أن اليمن أصبح نموذجًا للمقاومة والصلابة في مواجهة الهيمنة والظلم.

المرحلة القادمة تحمل تحديات جديدة، لكنها أَيْـضًا فرص لتغيير معادلات الهيمنة في المنطقة. إن أي محاولة لفرض واقع جديد على اليمن، أَو على فلسطين، ستكون مواجهتها حتمية، ولن تقف أمامها التهديدات أَو الضغوط. اليمن اليوم هو رمز للإرادَة الحرة، ورمز للمقاومة التي لن تخضع لأي إملاءات خارجية.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: أن الیمن

إقرأ أيضاً:

البطاقة الجديدة التي تفرضها حكومة المرتزقة.. تهديد للأمن القومي وتكريس للانفصال:صنعاء تؤكد رفضها لإجراءات حكومة المرتزقة الاحادية وتطالب المجتمع الدولي بالقيام بدوره في حماية وحدة اليمن واستقراره

 

الثورة / قضايا وناس

أثار قرار حكومة مرتزقة العدوان بفرض بطاقة شخصية إلكترونية ذكية جديدة موجة رفض عارمة في أوساط اليمنيين لما يمثله هذا القرار من تهديد خطير لأمن البيانات والخصوصية للمواطنين اليمنيين، كون قاعدة البيانات الرئيسية لهذه البطاقات موجودة في دولة العدوان السعودية، ما يفتح الباب أمام استغلال هذه البيانات الحساسة لأغراض استخباراتية معادية ضد الشعب اليمني.

المخاطر الأمنية ..تخزين البيانات خارج اليمن

تحتوي البطاقة الذكية الجديدة على معلومات بيومترية حساسة مثل بصمات الأصابع العشر ومسح قزحية العين، وهي بمثابة «توقيعات بشرية فريدة» يمكن استخدامها لتتبع الأفراد وتحليل تحركاتهم، والأخطر أن هذه البيانات لا تخزن في سيرفرات محلية في عدن، بل يتم الاحتفاظ بها في خوادم خارجية في السعودية، في انتهاك صارخ لسيادة اليمن على بيانات مواطنيه .

مخاطر التجسس والاستغلال

تحتوي البطاقة على شريحة إلكترونية وصفها خبراء بأنها «شريحة تجسسية خطيرة»، حيث يمكن كشف مكوناتها الداخلية المشبوهة عند خدش أو ضغط جسم البطاقة، وهناك مخاوف جدية من أن هذه البيانات قد تباع لأطراف ثالثة أو تستغل من قبل جهات أجنبية لتحقيق أهداف سياسية واستخباراتية، بما في ذلك إنشاء هويات وهمية لتنفيذ عمليات إرهابية .

ضعف الحماية السيبرانية

حذر مختصون من أن الخوادم الخارجية قد لا تكون محمية بشكل كافٍ، مما يعرض البيانات لخطر القرصنة والسرقة من قبل جهات أجنبية أو قراصنة وهذا الوضع يهدد الأمن القومي اليمني، حيث يمكن استخدام البيانات المسروقة في تشكيل خلايا أمنية وهمية أو تنفيذ جرائم دولية بأسماء يمنية .

تكريس الانفصال وتقويض النسيج الاجتماعي

يمثل فرض البطاقة الذكية إجراءً أحادي الجانب يعزز سياسة الانفصال، حيث يتم ربط جوازات السفر بهذه البطاقة التي تصدر من عدن بموافقة الرياض، متجاوزةً بذلك المؤسسات الرسمية في صنعاء. هذا الإجراء يكرس الانقسام السياسي والجغرافي ويقوض الوحدة الوطنية .

انتهاك السيادة اليمنية

يشكل قرار تخزين بيانات المواطنين في السعودية انتهاكاً صارخاً للسيادة اليمنية، حيث أصبحت المعلومات الشخصية للمواطنين تحت سيطرة جهات أجنبية ومعادية .

الردود الرسمية والشعبية على المشروع

حذرت الحكومة الوطنية في صنعاء من تداعيات هذا القرار على الأمن القومي لليمن وتقويض النسيج الاجتماعي وتكريس الانفصال .

وفي لقاء جمعه بوكيل وزارة الداخلية لقطاع الأمن والاستخبارات اللواء علي حسين الحوثي، ورئيس مصلحة الهجرة والجوازات والجنسية اللواء محمد الحاكم مطلع الأسبوع الماضي أكد وزير الخارجية جمال عامر اهتمامه ومتابعته لهذا التصعيد الخطير الذي كانت قد تمت مناقشته على أكثر من مستوى سياسي ومنه ما تم طرحه على المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن ومكتبه باعتباره المسؤول عن خفض التصعيد وضرورة اضطلاعه بمسؤولياته لوقف تلك الإجراءات الأحادية كونها تعد تصعيدًا متواصلا يهدد جهود السلام والاستقرار،

وأوضح أنه تم توجيه رسالة رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أكدت تحميل المجتمع الدولي عواقب ما تقوم به حكومة عدن المكلفة من الرياض من تهديد لوحدة وسلامة وسيادة أراضي الجمهورية اليمنية، وهي المبادئ التي تؤكدها وتدعمها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بولاية المبعوث الأممي.

فيما حذر وكيل وزارة الداخلية من التداعيات الأمنية الجسيمة التي تشكلها هذه البطاقة، خاصة وقاعدة بياناتها الرئيسية تقع في دولة العدوان السعودية، ما يثير مخاوف جدية بشأن أمن وخصوصية بيانات المواطنين اليمنيين واستغلالها لأغراض معادية

وتم التأكيد خلال اللقاء على موقف صنعاء الثابت الرافض لأي محاولات لتقسيم اليمن أو المساس بسيادته الوطنية، ودعوة المجتمع الدولي للاضطلاع بدوره في حماية وحدة اليمن واستقراره.

رفض شعبي واسع

عبر مواطنون عن استيائهم الشديد من هذه الإجراءات، مشيرين إلى أنها تزيد من أعبائهم المالية والمعنوية وتعرض بياناتهم للخطر والاستغلال من جهات معادية .

كما حذر خبراء أمنيون وقانونيون من مخاطر المشروع، مطالبين بإحالة القائمين عليه إلى المحاكمة .

قضية أمن قومي

من المؤكد أن مشروع البطاقة الذكية التي تحاول حكومة المرتزقة فرضه يتجاوز كونه مجرد أداة إدارية، ليتحول إلى قضية أمن قومي تمس سيادة اليمن وخصوصية مواطنيه، فالمشروع في شكله الحالي يهدد ليس فقط أمن البيانات، بل يمس كرامة اليمنيين ويقوض سيادتهم الوطنية، مما يستدعي موقفاً وطنياً موحداً لمواجهة هذه التحديات الخطيرة.

 

مقالات مشابهة

  • الصين تعلّق الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية لمدة 90 يومًا
  • العدل الأمريكية تحذر من تحول البلاد لدولة فاشلة بإلغاء رسوم ترامب
  • وزير الخارجية: اليمن لن يخضع للضغوط الأمريكية لتسييس المساعدات
  • كاتبة أمريكية: اليمن يحقق سابقة تاريخية في كسر هيبة البحرية الأمريكية
  • تهديدات إرهابية تستهدف الإمارات.. وواشنطن ولندن تحذران أبوظبي .. إيران وحفائها في اليمن في قائمة المرشحين
  • تصاعد القصف على شرق غزة بعد تهديدات نتنياهو
  • كيف اعاد اليمن صياغة القواعد في المنطقة ؟
  • قيادي إخواني بارز: نكبة 2011 دمّرت اليمن والقيادة كانت للسفارة الأمريكية
  • أكبر غرامة في تاريخ الجامعات الأمريكية… ترامب يصعّد معركته مع جامعة كاليفورنيا
  • البطاقة الجديدة التي تفرضها حكومة المرتزقة.. تهديد للأمن القومي وتكريس للانفصال:صنعاء تؤكد رفضها لإجراءات حكومة المرتزقة الاحادية وتطالب المجتمع الدولي بالقيام بدوره في حماية وحدة اليمن واستقراره