يمانيون:
2025-06-17@18:05:09 GMT

اليمن يكسرُ عنجهية ترامب ويجبِرُه على التراجع

تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT

اليمن يكسرُ عنجهية ترامب ويجبِرُه على التراجع

شاهر أحمد عمير

في سياق التوترات المتصاعدة في المنطقة، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المعروف بأُسلُـوبه المتسلط والمتهور، ليهدّد بنقل أبناء غزة قسرًا إلى مصر والأردن في خطوة هدفها الضغط على القضية الفلسطينية وإضعاف تمسك الفلسطينيين بأرضهم. هذه الخطوة الأمريكية، التي كانت تمثل تهديدًا خطيرًا للحقوق الفلسطينية، لم تكن مفاجئة في إطار السياسة الأمريكية المعتادة التي تستخدم التهديدات والضغط لتغيير موازين القوى في المنطقة.

ولكن ما لم يكن في حسبان ترامب، هو أن اليمن، قلب المقاومة وصوت الحق، لن يقف مكتوف اليدين أمام هذه المؤامرة الجديدة.

اليمن الذي لطالما كان رأس حربة في مواجهة المخطّطات الأمريكية والصهيونية، أعلن بشكل واضح وصريح موقفه الرافض لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين قسرًا من أرضهم. لم يكن تصريح اليمن مُجَـرّد موقف إعلامي، بل كان تحذيرًا جادًا أن أي محاولات لفرض هذا التهجير بالقوة ستواجه برد حاسم من قبل القوات المسلحة اليمنية، التي أكّـدت استعدادها الكامل للدخول في مواجهة عسكرية مع الكيان الإسرائيلي وأمريكا في حال الإصرار على تنفيذ هذا المخطّط.

كان لهذا الموقف أثرٌ بالغ على الإدارة الأمريكية. فجأة، وجد ترامب نفسه أمام واقع جديد لا يمكن تجاهله. اليمن، التي وقفت شامخة في وجه قوى الهيمنة، أثبتت أنها لا تخضع للتهديدات وأنها تملك القوة والإرادَة للدفاع عن الحقوق الفلسطينية. وفي غضون يومين فقط، بدأت نبرة التصريحات الأمريكية في التراجع. من تهديدات مباشرة، إلى محاولة تنصل غير مباشر من الموقف السابق، حتى وصل الأمر إلى تصريحات ترامب التي بدت وكأنه يتنصل تمامًا من تهديداته السابقة، حَيثُ أعلن أن الولايات المتحدة ستدعم القرار الذي ستتخذه “إسرائيل”، متجاهلًا تمامًا ما كان قد أعلنه من تهديدات.

هذا التراجع الأمريكي جاء نتيجة مباشرة للموقف الصلب والرافض من اليمن. فالتجربة أكّـدت أن تهديدات أمريكا، مهما كانت صاخبة، لا تساوي شيئًا أمام إرادَة قوية وموقف حازم. الولايات المتحدة التي طالما استخدمت التهديدات العسكرية كأدَاة ضغط على الدول الأُخرى، فوجئت بتصدي اليمن الذي لم يكتفِ بالكلمات، بل كان مستعدًا لدفع ثمن موقفه في الميدان إذَا لزم الأمر.

لقد أثبتت هذه الحادثة أن اليمن لم يعد مُجَـرّد طرف يمكن تجاهله في المعادلات الإقليمية. بل أصبح قوة إقليمية ذات وزن كبير، قادرة على تغيير مجريات الأمور. وعندما تتراجع الإدارة الأمريكية عن تهديدات أطلقها رئيسها بنفسه، فهذا يعد تحولًا في معادلات المنطقة، حَيثُ تكشف هذه الواقعة عن تحول جاد في موازين القوة لصالح اليمن. اليمن اليوم ليس مُجَـرّد شاهد على الأحداث، بل هو فاعل رئيسي يفرض إرادته على القوى الكبرى.

إن تراجع أمريكا لا يعد حادثًا منفصلًا، بل هو مؤشرٌ على تغيُّر جوهري في طريقة تعامل القوى الكبرى مع قضايا الشرق الأوسط. فاليمن اليوم، بموقفه الثابت وإرادته الصُّلبة، أصبح قوة لا يمكن التلاعب بها. وعندما نعرف أن اليمن قد فرض على أمريكا التراجع عن مخطّطاتها، نستطيع أن ندرك أن اليمن أصبح نموذجًا للمقاومة والصلابة في مواجهة الهيمنة والظلم.

المرحلة القادمة تحمل تحديات جديدة، لكنها أَيْـضًا فرص لتغيير معادلات الهيمنة في المنطقة. إن أي محاولة لفرض واقع جديد على اليمن، أَو على فلسطين، ستكون مواجهتها حتمية، ولن تقف أمامها التهديدات أَو الضغوط. اليمن اليوم هو رمز للإرادَة الحرة، ورمز للمقاومة التي لن تخضع لأي إملاءات خارجية.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: أن الیمن

إقرأ أيضاً:

ما القبة الحرارية التي تتأثر بها دول المنطقة؟

تشير التحليلات والبيانات الجوية إلى تعاظم المرتفع الجوي على منطقة شبه الجزيرة العربية والعراق، وتطور ما يُعرَف بالقبة الحرارية، والتي تترافق عادة مع أجواء حارة ودرجات حرارة مرتفعة في المناطق التي تؤثر عليها.

ويُتوقع أن تطال تأثيرات القبة الحرارية أجزاء واسعة من جنوب العراق، وبشكل خاص محافظة البصرة، إضافة إلى الأجزاء الداخلية من الكويت، وكذلك أجزاء من المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، حيث من المنتظر أن تلامس درجات الحرارة حاجز الـ50 درجة مئوية أو أكثر قليلا خلال فترة الظهيرة، وفق موقع طقس العرب.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الاحتباس الحراري.. تعريفه وأسبابه وآثارهlist 2 of 4ما الغازات المسببة للاحتباس الحراري؟list 3 of 4حرارة الصيف.. كيف تحمي نفسك من الإرهاق الحراري؟list 4 of 4قبة حرارية تحاصرها.. صراع إيران مع درجات الحرارة المرتفعة غير المسبوقةend of list

ومع بداية فصل الصيف في نصف الكرة الأرضية الشمالي والذي يبدأ فلكيا في الـ21 من شهر يونيو/حزيران، بدأت المرتفعات الجوية بالتعاظم في منطقة شبه الجزيرة العربية والمناطق المدارية وشبه المدارية.

والقبة الحرارية (Heat Dome) هي ظاهرة مناخية تحدث عندما ينحصر الهواء الساخن في منطقة معينة تحت ضغط جوي مرتفع، ويبقى عالقا فيها لفترة من الزمن، مما يؤدي إلى ارتفاع كبير في درجات الحرارة قد يستمر لأيام أو حتى أسابيع.

وتساهم عدة عوامل في تشكل القبب الحرارية، خاصة زيادة حرارة مياه سطح المحيطات والبحار والاحتباس الحراري، الذي يضعف ما يُعرَف بالتيار النفاث المار عبر شمال المحيط الأطلسي.

والتيار النفاث المتجول (أو التيار النفاث) هو تيار هوائي سريع وضيق يتدفق من الغرب إلى الشرق في طبقة التروبوسفير العليا من الغلاف الجوي، على ارتفاع حوالي 9 كيلومترات، ويتشكّل نتيجة لاختلاف درجات الحرارة بين الكتل الهوائية الباردة والدافئة.

فعندما يتشكّل نظام ضغط جوي مرتفع في طبقات الجو العليا، يقوم هذا المرتفع بمنع حركة الهواء رأسيا وأفقيا، مما يمنع الهواء الساخن من الصعود والتبدد.

وينحبس الهواء الساخن تحت هذا "الغطاء" أو "القبة"، ويستمر في التسخين مع الأيام بسبب الإشعاع الشمسي، كما لا يسمح هذا المرتفع بمرور الجبهات الباردة أو بحدوث أمطار تساعد على التبريد.

منطقة شمال أفريقيا والبحر المتوسط شهدت حرارة قياسية في عام 2023 جراء القبة الحرارية (كوبرنيكوس)

صيف لاهب
غالبا ما تتشكّل القبة الحرارية في فصل الصيف، خصوصا في المناطق القارية أو الجافة، تترافق عادة مع موجات حر شديدة وجفاف بسبب الاحترار العالمي وزيادة التغيرات في التيارات الهوائية العالمية.

إعلان

وفي السنوات الأخيرة، خاصة في صيف 2021 و2022، شهد العراق درجات حرارة تجاوزت 50 درجة مئوية في بغداد والبصرة، وكانت تلك الموجات نتيجة قبة حرارية قوية استقرت فوق المنطقة، ومنعت تبدد الحرارة.

كما سجّلت الكويت واحدة من أعلى درجات الحرارة عالميا في صيف 2016، بلغت 54 درجة مئوية في منطقة مطربة، وكان ذلك نتيجة قبة حرارية واسعة غطت شبه الجزيرة العربية، واستمرت لفترة طويلة.

وشهدت السعودية موجات متكررة في الرياض والشرقية، وفي مناطق مثل الرياض والدمام غالبا ما تتعرض لقبات حرارية في الصيف، خاصة خلال شهرَي يوليو/تموز وأغسطس/آب، حيث سجلت درجات حرارة تقارب 52 درجة مئوية في بعض السنوات.

كما سجّلت المغرب والجزائر وتونس في صيف 2023 موجة حر غير مسبوقة، حيث تجاوزت درجات الحرارة 49 درجة في بعض المدن. وكانت مرتبطة بقبة حرارية ضخمة مصدرها الهواء الساخن القادم من الصحراء الكبرى.

وفي يوليو/تموز 2024 سجلت مدن إيرانية درجات حرارة أعلى من 48 درجة بقيت لمدة 25 يوما وأعلى من 50 درجة بقيت لمدة 6 أيام، وخصوصا بالمنطقة الجنوبية الغربية.

وبشكل عام تؤدي القبة الحرارية إلى ارتفاع شديد في درجات الحرارة، وزيادة خطر حرائق الغابات، وأضرار صحية مثل ضربات الشمس والإجهاد الحراري، كما تؤدي إلى ضغط على شبكات الكهرباء بسبب الاستخدام الزائد لأجهزة التبريد، وتأثيرات أخرى على الزراعة والمياه.

مقالات مشابهة

  • الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم
  • ما القبة الحرارية التي تتأثر بها دول المنطقة؟
  • البيت الأبيض: القوات الأمريكية في وضعية دفاعية بالشرق الأوسط
  • طريقان لا ثالث لهما.. هل تُجبَر طهران على التراجع أم فتح نتنياهو أبواب الجحيم؟
  • كرة اليد في اليمن اللعبة التي ماتت واندثرت
  • عاجل| ترامب من قمة السبع: إيران لن تنتصر ويجب أن تفاوض إسرائيل قبل فوات الأوان
  • توقعات بتشكل منخفضات جوية في بحر العرب تؤثر على اليمن
  • السفارة الأمريكية تحذّر من تهديدات جوية محتملة فوق الأردن
  • ترامب يخلط الأوراق.. تهديدات وفرص “صلح” هشة
  • البحرية الإيرانية تعترض مدمرة بريطانية وتجبرها على التراجع.. وتصدر تحذيرات