الجزيرة:
2025-06-01@15:25:19 GMT

4 ملايين لاجئ أفغاني تحت طائلة الترحيل من باكستان

تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT

4 ملايين لاجئ أفغاني تحت طائلة الترحيل من باكستان

تُعد أزمة اللاجئين الأفغان في باكستان من أبرز الأزمات الإنسانية المستمرة لعقود، إذ فرّ الملايين بسبب الحروب والصراعات، ومع تزايد التوترات السياسية والاقتصادية، يعيش هؤلاء ظروفا صعبة، وسط محاولات باكستانية لترحيلهم ومناشدات دولية لحلول إنسانية.

فمنذ الغزو السوفياتي في 1979، بدأ تدفق اللاجئين من أفغانستان إلى باكستان، وتزايد مع حكم طالبان والغزو الأميركي في 2001.

حتى بعد انسحاب القوات الأجنبية في 2021 وعودة طالبان للحكم، لم تتوقف الهجرة نتيجة الأوضاع غير المستقرة.

وبحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يوجد أكثر من 3.7 ملايين لاجئ أفغاني في باكستان، بينهم حوالي 1.4 مليون مسجلين رسميا، بينما يفتقر الباقون لوثائق قانونية، ويواجهون خطر الترحيل منذ أواخر 2023.

ويعيش اللاجئون في ظروف قاسية، إذ يعاني كثير منهم من الفقر المدقع وانعدام الفرص الوظيفية، ونقص الخدمات الأساسية، في مخيمات مكتظة تفتقر للبنية التحتية، ويتعرض الأطفال والنساء بشكل خاص للاستغلال وغياب الفرص التعليمية.

أكثر من 3.7 ملايين لاجئ أفغاني في باكستان بينهم حوالي 1.4 مليون مسجلين رسميا بينما يفتقر الباقون لوثائق قانونية (شترستوك) اللاجئون كورقة مساومة

أعلنت الحكومة الباكستانية مؤخرا عن موافقة رئيس الوزراء شهباز شريف على خطة متعددة المراحل تستهدف ترحيل ما يقارب من 3.7 ملايين مواطن أفغاني يقيمون في باكستان، ويشمل ذلك اللاجئين المعترف بهم قانونيا والمهاجرين المسجلين وغير المسجلين، وأولئك الذين ينتظرون إعادة توطينهم الموعودة إلى الولايات المتحدة ودول غربية أخرى.

إعلان

كما أمر شريف السلطات بترحيل حوالي 40 ألف لاجئ أفغاني من مدينتي إسلام آباد وراولبندي بحلول 31 مارس/آذار القادم، ثم ترتيب إعادتهم إلى وطنهم إذا لم تتم معالجة حالات نقلهم وإعادة توطينهم في دول ثالثة على وجه السرعة.

وفي الشهر الماضي، أوقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب برنامج قبول اللاجئين لتقييم ما إذا كان إعادة تفعيله يخدم مصالح واشنطن، تاركا ما لا يقل عن 15 ألف لاجئ أفغاني في باكستان تمت الموافقة على نقلهم أو يجري تقييمهم لإعادة توطينهم في الولايات المتحدة في حالة من عدم اليقين.

ويرى المحلل السياسي الأفغاني، محمد مصعب في حديثه للجزيرة نت أن توتر العلاقات بين إسلام آباد وكابل يؤثر على تعاطي باكستان مع قضية اللاجئين، مضيفا "تستخدم الحكومة الباكستانية قضية اللاجئين الأفغان كوسيلة ضغط سياسي على حكومة كابل، حيث تتصاعد حملات الترحيل القسري كلما توترت العلاقات بين البلدين، مما يجعلهم رهائن للصراعات السياسية بين الحكومتين".

من جهتها، تقول المدرسة في قسم علم الاجتماع بجامعة لاهور للعلوم الإدارية ندا كرماني في تصريحات لشبكة الجزيرة إن الدولة الباكستانية تصور الأفغان على أنهم "إرهابيون"، حتى عندما كان لجهاز الدولة نفسه دور محوري في نمو جماعات مثل طالبان في أفغانستان.

وتضيف كرماني "في أوقات انعدام الأمن الاقتصادي والاضطرابات، غالبا ما نرى ارتفاعا في الخطابات والحركات المعادية للأجانب، والسيناريو الحالي هو جزء من هذا الاتجاه العام، ويصبح الأفغان كبش فداء سهلا".

وتصر الحكومة الباكستانية على أن وجود اللاجئين غير المسجلين يشكل عبئا اقتصاديا وأمنيا، متهمة بعضهم بالتورط في أنشطة غير قانونية. وقد أصدرت أوامر بإخلاء اللاجئين غير المسجلين، مما دفع الآلاف للعودة إلى أفغانستان في ظروف إنسانية صعبة.

وترى المحامية الباكستانية سارة مالكاني أن "هناك حاجة لتثقيف الناس حول سبب اختيار الأفغان للهروب من أفغانستان، وما هو الدور الذي لعبته الدولة الباكستانية في إدامة الظروف في أفغانستان".

إعلان قلق المنظمات الدولية

وفي رد فعل على القرار الباكستاني، أعربت وكالات الأمم المتحدة المعنية باللاجئين والهجرة عن مخاوفها بشأن خطط باكستان لبدء جولة جديدة من عمليات الترحيل الجماعي للاجئين وطالبي اللجوء الأفغان.

وفي بيان مشترك، قالت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة إنهما "تسعيان إلى توضيح بشأن طريقة وإطار زمني لعملية النقل هذه".

وحثت الوكالتان باكستان على "مراعاة معايير حقوق الإنسان عند تنفيذ تدابير إعادة التوطين"، وأوضح البيان أن هذا "يشمل ضمان الإجراءات القانونية الواجبة للاجئين القانونيين والمهاجرين الاقتصاديين الذين حصلوا على بطاقات المواطن الأفغاني".

وعبرت منظمة العفو الدولية عن قلقها تجاه أوضاع اللاجئين الأفغان في باكستان، وطالبت الحكومة الباكستانية بتوفير الضمانات القانونية لحماية اللاجئين الأفغان على أراضيها.

ودعا ريتشارد بينيت، المقرر الخاص لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة المعني بأفغانستان، إلى إنهاء اعتقال اللاجئين الأفغان وترحيلهم قسرا من باكستان، في حين دعت منظمة العفو الدولية السلطات الباكستانية إلى "الامتناع عن مضايقة واحتجاز الأفغان في البلاد".

وطالبت حكومة تصريف الأعمال الأفغانية باكستان بالتراجع عن عمليات الترحيل القسري للاجئين الأفغان، مشيرة إلى أن العديد من اللاجئين لا يملكون منازل أو وظائف في أفغانستان، ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل لتقديم المساعدات وضمان حقوق اللاجئين.

وجاء في بيان صادر عن حكومة تصريف الأعمال "نشكر جميع الدول التي آوت اللاجئين الأفغان منذ أكثر من 40 عاما، ونطلب منها ألا يطردوا اللاجئين الأفغان بالقوة، وهم غير مستعدين للعودة إلى أفغانستان، وذلك انطلاقا من مبدأ حسن الجوار والأخوة الإسلامية والمودة الإنسانية".

وعبرت السفارة الأفغانية في إسلام آباد عن قلقها لسوء معاملة الشرطة الباكستانية للاجئين الأفغان، وطالبت السفارة السلطات في إسلام آباد والمنظمات الدولية الراعية لحقوق الإنسان بالتحقيق في الانتهاكات.

إعلان

وأضافت السفارة في بيان أن القائم بالأعمال الأفغاني سردار أحمد شكيب طلب من ممثلة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في باكستان أن تسعى الوكالة الأممية لمنع اعتقال ومضايقة الأفغان من قبل الشرطة الباكستانية.

عودة محفوفة بالمخاطر

ويشعر عدد من اللاجئين الأفغان المقيمين في باكستان بالقلق بشأن ترحيلهم القسري من باكستان مع اقتراب الموعد النهائي الذي حددته الحكومة الباكستانية، ويقولون إنه بالإضافة إلى البطالة والضغوط الاقتصادية، فإنهم سيواجهون تهديدات أمنية في أفغانستان.

ونقلت مصادر إعلامية محلية عن بعضا من معاناة هؤلاء اللاجئين ومخاوفهم من الترحيل القسري خصوصا مع انتهاء صلاحية تأشيرات إقامتهم في باكستان، وكيف أنهم لا يستطيعون العمل ولا التنقل بحرية في ظل حالة الغموض التي يعيشونها.

ويعد تدهور الوضع الاقتصادي في أفغانستان من التحديات الكبرى، حيث معدلات الفقر والبطالة مرتفعة، مما يجعل فرص العثور على عمل شبه مستحيلة، ويزيد من صعوبة إعادة اندماج العائدين في المجتمع الأفغاني.

ويصبح الوضع أكثر تعقيدا بسبب إغلاق المدارس والجامعات أمام الفتيات، مما يحرم الفتيات العائدات من فرصة استكمال دراستهن، الأمر الذي يزيد من تدهور الوضع التعليمي والاجتماعي. ويضاف إلى ذلك نقص الخدمات الأساسية في البلاد، حيث يعاني الأفغان العائدون من غياب الخدمات الصحية والسكن الملائم.

ومن جهة أخرى، تعيش العائلات الأفغانية اللاجئة في باكستان أوضاعا إنسانية قاسية، حيث يضطر كثير منهم إلى الإقامة في مخيمات مؤقتة مزدحمة، وتفتقر هذه المخيمات إلى الخدمات الأساسية مثل الماء النظيف والصرف الصحي، مما يجعل سكانها عرضة لخطر انتشار الأمراض والأوبئة.

كما أن نقص المساعدات الغذائية والطبية أدى إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية، خاصة بين الأطفال وكبار السن، الذين يواجهون خطرا متزايدا بسبب ضعف الرعاية الصحية المتاحة لهم.

إعلان

ولا تقتصر معاناة اللاجئين على الجانب الإنساني فقط، بل تمتد إلى صعوبات قانونية تعترض طريقهم عند العودة إلى أفغانستان. إذ يواجه العديد منهم تحديات في إثبات هويتهم والحصول على الوثائق الرسمية اللازمة، مما يحرمهم من الخدمات الأساسية كالرعاية الصحية وفرص العمل، ويجعلهم في وضع قانوني غير مستقر يعوق اندماجهم في المجتمع.

وإلى أن تجد الأزمة حلا مناسبا، يبقى مصير اللاجئين الأفغان في باكستان معلقا بين قرارات سياسية وظروف إنسانية قاسية. وفي ظل غياب حلول دولية واضحة، يواجه هؤلاء اللاجئون مستقبلا غامضا يتطلب تدخلا عاجلا لضمان حقوقهم وحمايتهم من المعاناة المتزايدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الحکومة الباکستانیة اللاجئین الأفغان الخدمات الأساسیة للاجئین الأفغان فی أفغانستان لاجئ أفغانی الأفغان فی فی باکستان إسلام آباد

إقرأ أيضاً:

أشهر خمس نساء في تاريخ أفغانستان

رغم "الصورة النمطية" التي يروجها كثيرون عن المرأة الأفغانية، ورغم تعرضها للتهميش والإقصاء، سواء بسبب الأعراف القبلية أو أنظمة الحكم، فإن هناك نساء أفغانيات اشتهرن وكسرن هذه القاعدة، وكانت لهن أدوار مهمة أثرت في التاريخ الأفغاني.

أديبات وشاعرات وبطلات قوميات وأحيانا سياسيات، وفي ما يلي نبذة عن أشهر 5 نساء في تاريخ أفغانستان:

رابعة البلخية

أم الشعر الفارسي كما يطلق عليها، هي أول امرأة نظمت الشعر باللغة الفارسية الحديثة، وكانت معاصرة للشاعر الكبير (الرودكي) الذي يطلق عليه لقب "أبو الشعر الفارسي".

عاشت رابعة في القرن الرابع الهجري بمدينة بلخ في خراسان (أفغانستان)، وكان والدها كعب واليا للسامانيين على مدينة بلخ، وقد ورد ذكر شعرها وحياتها في مؤلفات كبار الشعراء والمتصوفة، على رأسهم أبو الشعر الفارسي (الرودكي)، وفريد الدين العطار في "تذكرة الأولياء"، وظهير الدين العوفي في "لباب الألباب"، ونور الدين الجامي في "نفحات الأنس".

صورة بالذكاء الاصطناعي للشاعرة الأفغانية رابعة البلخية التي عاشت في القرن الـ14 الهجري (الجزيرة-شات جي بي تي)

ويعتبر كثيرون رابعة علما بارزا في تاريخ الشعر الصوفي الفارسي، وهي من الشاعرات النادرات آنذاك، إذ كان الشعر الفارسي في مرحلة النهوض بعد انتكاسة طويلة.

ساهمت عوامل عدة في تشكيل شاعريتها الفذة، فهي ابنة مدينة بلخ عاصمة العلم والثقافة ومسقط رأس المئات من كبار العلماء والأدباء والمتصوفين والعارفين آنذاك حتى إنه كان يطلق على بلخ لقب "أم البلاد".

إعلان

إضافة إلى ذلك، نشأت رابعة في بيت نبيل، وهي سليلة الأمراء، وكان والدها محبا للعلم والأدب، وقد تلقت تعليمها على يديه وأجادت اللغتين الفارسية والعربية، وكانت معاصرة للشاعر الكبير "الرودكي"، ويقال إنها التقته وتأثرت به، وكتبت قصائد كثيرة تناقلها الرواة، لكن فقد معظم شعرها ولم يصل منه بعدها إلا القليل من قصائدها التي تشهد على شاعرية فذة.

مَلالَيْ مَيْوَند

أشهر امرأة أفغانية في التاريخ الحديث، كانت من أسباب انتصار الأفغان على المحتلين الإنجليز، ولدت عام 1861 في قرية ميوند التابعة لمدينة قندهار، العاصمة القديمة لأفغانستان.

كانت أفغانستان تتعرض في ذلك التاريخ للحملات الاستعمارية البريطانية المتتالية، ومن أهم المعارك التي دارت بين البريطانيين والأفغان معركة ميوند بقيادة محمد أيوب خان، ووقعت أحداثها في قرية ملالي (ميوند).

كانت الحملة البريطانية شديدة على المقاتلين الأفغان وتكبدوا خسائر شديدة، ولكن تلك الشابة البشتونية ذات الثمانية عشر عاما لم تجلس مكتوفة اليدين، بل سارعت للمشاركة في محاربة الاحتلال.

رسم تعبيري يظهر مشهدا من معركة ميوند بين الأفغان والإنجليز عام 1880م (غيتي)

كانت تسقي الفرسان في المعركة، إلى أن رأت حامل اللواء يستشهد ويسقط عن حصانه ويسقط اللواء معه، فهبت بكل شجاعة وحملت اللواء وامتطت الحصان وأخذت تنشد بيتين من اللَّندَيْ (وهو نوع من الشعر الفلكلوري البشتوني تنظمه وتتناقله النساء عادة)، ويقول معنى البيتين:

إذا لم تستشهد في معركة ميوند   فأنت ستعيش دائما في العار

سأمر على دم حبيبي الطاهر المراق  الذي يخجل منه حتى الورد الأحمر

حين سمع الفرسان صوت الشابة ملالي تنشد البيتين تحركت الحمية في نفوسهم وفار الدم في عروقهم، فخرجوا من الخنادق لا يبالون بالموت، وهجموا على الأعداء ونكلوا بهم حتى انتصروا عليهم في معركة فاصلة كانت انعطافة كبيرة في تاريخ المقاومة الأفغانية ضد الاحتلال.

إعلان

وقد أدت تلك المعركة لاحقا إلى النصر على المحتلين الإنجليز، أما ملالي فقد استشهدت في المعركة، لكنها بقيت رمزا تاريخيا لدور المرأة الأفغانية في المقاومة، ولا يزال ضريحها معلما مهما في مدينة قندهار.

وقد أصبحت مَلالَيْ مَيْوَند ملهمة للمرأة الأفغانية ورمزا للشجاعة ورفض الذل، وأطلقت آلاف العائلات الأفغانية اسم ملالي على بناتها تخليدا لذكراها.

صورة مصممة بالذكاء الاصطناعي لعائشة الدُرّاني وهي من أشهر شاعرات أفغانستان (الجزيرة-تشات جي بي تي) عائشة الدُرّاني

من أشهر شاعرات أفغانستان في العصر الحديث، ولدت بالعاصمة كابل في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي أثناء حكم سلالة الدراني لأفغانستان.

كان والدها ضابطا في الجيش في عهد الملك أحمد شاه الدراني، ثم في عهد تيمور شاه الدراني.

اهتم والدها بتعليمها وتأديبها، فاختار لها معلما درست على يديه القرآن والقراءة والكتابة، وبعد أن لمس فيها حب العلم والرغبة في الاستمرار اختار لها معلما يدرسها الأدب الفارسي.

درست ديوان شعر حافظ الشيرازي وسعدي الشيرازي لا سيما كتابيْه "بستان" و"كلستان"، كما اطلعت على شعر الملا الجامي وغيرهم من أكابر الشعر الفارسي، إضافة لذلك، درست علوم اللغة العربية من نحو وصرف وبلاغة، كما تعلمت تجويد القرآن وغيرها من العلوم.

بدأت عائشة بنظم الشعر في وقت مبكر من حياتها، وكانت أولى قصائدها في وصف كابل، وألقتها بحضور الملك تيمور شاه، الذي كان هو نفسه شاعرا وأديبا، فأُعجب بشعرها وكافأها وشجعها على الاستمرار في نظم الشعر.

يرى النقاد أن شعر عائشة الدراني مر بثلاث مراحل: الأولى مرحلة شعر الغزل وكانت في فترة شبابها، والثانية مرحلة الشعر الصوفي، وهي مرحلة تعرضت فيها البلاد للحملات الإنجليزية وزوال حكم الدرانيين، والمرحلة الثالثة شعر المراثي، وهي نتيجة لفقدانها ابنها الوحيد الذي كان جنديا في الجيش في إحدى المعارك مع الإنجليز.

توفيت عائشة في العام 1853، وتركت إرثا مهما من الشعر الفارسي، وسطّرت اسمها بين أهم أدباء أفغانستان في العصر الحديث.

في عام 1882 وبأمر من الملك عبد الرحمن خان تمت طباعة ديوان عائشة الدراني لأول مرة، الذي حوى ثلاثة آلاف بيت، وأعيد نشره وتحقيقه في العام 2007.

الملكة ثريا زوجة ملك أفغانستان أمان الله بن عبد الرحمن خان (مواقع التواصل الاجتماعي) الملكة ثريا

مؤسِّسة أول مدرسة للبنات في كابل وصاحبة الفكر الليبرالي ثريا محمود طرزي، جدها سردار غلام محمد خان طرزي، الذي كان من المعارضين للملك عبد الرحمن خان، فتم إبعاده مع عائلته إلى الهند، ثم انتقل إلى سوريا التي كانت لا تزال تحت حكم الدولة العثمانية.

إعلان

كان والد ثريا وجدّها شاعرين وأديبين، وأقامت العائلة في دمشق وتزوج ابنه محمود من سيدة حلبية ورزقا بابنتهما ثريا في العام 1899، تلقت ثريا تعليمها في العاصمة السورية، وتعلمت إضافة للغتها الفارسية اللغات العربية والتركية والفرنسية.

وبعد وفاة الملك عبد الرحمن خان وتولي ابنه حبيب الله خان، سُمح للعائلة بالعودة إلى أفغانستان، وكان الملك مع عائلته في استقبالهم.

وكان الأميران أمان الله وعناية الله، ابنا الملك، في سن الشباب وأعجبا بثريا وأختها خيرية، فتزوج أمان الله ثريا، وتزوج أخوه أختها، وبعد أن أصبح أمان الله ملكا لأفغانستان عام 1919، أصبحت ثريا هي سيدة القصر في البلاد.

كان الملك والملكة شغوفين بنشر العلم والمعرفة، وكان الملك حريصا على الارتقاء بالمرأة الأفغانية. وفي عام 1921 افتتحت الملكة أول مدرسة للبنات في كابل واستقدمت المعلمين من تركيا وألمانيا والهند للتدريس فيها.

وفي العام ذاته، وبأمر من الملكة تم إصدار العدد الأول من دورية خاصة للنساء، إذ كانت والدة الملكة أسماء طرزي المديرة المسؤولة فيها، وتم إرسال المئات من الفتيات في بعثات دراسية إلى تركيا وغيرها من الدول.

كانت للملكة توجهات ليبرالية فيما يخص المرأة الأفغانية، بعضها كان يخالف الأعراف والتقاليد، لذا لقيت معارضة شديدة هي وزوجها الملك، الذي أُجبر عام 1929 على التنازل عن الحكم، ونفته السلطات الأفغانية مع زوجته وأبنائه إلى إيطاليا.

وفي العام 1968 توفيت الملكة ثريا في روما وأعيد جثمانها إلى أفغانستان ودفنت إلى جانب زوجها في مدينة جلال آباد.

صورة بالذكاء الاصطناعي لمَلالَيْ مَيْوَند التي استشهدت في الحرب مع الإنجليز في القرن الـ19 (الجزيرة-تشات جي بي تي) فوزية كوفي

من أبرز السياسيات والناشطات في حقوق المرأة في بداية القرن الـ21، ولدت عام 1975 في ولاية بدخشان شمالي أفغانستان، وكان والدها نائبا في البرلمان الأفغاني 25 عاما.

إعلان

درست فوزية كوفي العلوم السياسية، وعملت في منظمات إنسانية لمساعدة الأطفال والنساء، ترشحت لانتخابات مجلس النواب عام 2005، وكانت أول امرأة تتولى منصب نائب رئيس البرلمان.

كانت تنوي الترشح للانتخابات الرئاسية عام 2014، لكن صغر سنها لم يؤهلها آنذاك للمشاركة، إذ إن الحد الأدنى للسن كان 40 عاما.

كانت فوزية عضوا في الوفد الأفغاني للمفاوضات مع حركة طالبان في ثلاثة لقاءات، مرتان في موسكو ومرة في الدوحة.

ألفت فوزية كوفي كتبا عدة، أشهرها كتاب "رسائل إلى بناتي" الذي ترجم لعدة لغات وضم خلاصة أفكارها وتأملاتها.

مقالات مشابهة

  • اعتقال قيادي بتنظيم الدولة بعملية بين الاستخبارات الباكستانية والتركية
  • تسيير رحلات الحجاج الأفغان لأداء فريضة الحج
  • أبرز محطات العلاقات التركية الباكستانية سياسيا وعسكريا واقتصاديا
  • أكثر من (200) كادر من الترحيل الطبي يستقبلون البلاغات الإسعافية خلال موسم حج
  • خلال موسم الحج.. أكثر من 200 كادر من الترحيل الطبي يستقبلون البلاغات الإسعافية 
  • ترامب يؤكد إجراء مباحثات تجارية مع باكستان خلال أيام
  • أشهر خمس نساء في تاريخ أفغانستان
  • الحلقة الأخيرة…مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تُنهي عقود موظفيها بالعيون وتندوف نهاية شتنبر المقبل 
  • مفوضية اللاجئين: 313 ألف لاجئ وصلوا إلى ليبيا من السودان منذ بداية الصراع  
  • مفوضية اللاجئين: 313 ألف لاجئ وصلوا إلى ليبيا من السودان منذ بداية الصراع