قال نادي الأسير الفلسطيني، إن جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتصاعدة بحق المعتقلين لم تتغير خلال الشهر الماضي، بل إن بعض السجون تصاعدت فيها حدة الاقتحامات ووتيرتها.

وتواصل منظومة السجون وأجهزة الاحتلال بمستوياتها كافة، ممارسة جرائمها الممنهجة بحق المعتقلين، فبعد مرور أكثر من عام على حرب الإبادة وآثارها الكارثية وما رافقها من عمليات محو استعمارية ممنهجة، ولا تزال سجون الاحتلال ومعسكراته وجها للحرب.

وأضاف نادي الأسير في بيان صادر عنه، اليوم الاثنين 17 فبراير 2025، أن الحالات المرضية -في ازدياد- لعاملين أساسين وهما: مرور المزيد من الوقت على استمرار اعتقال الآلاف في ظروف صعبة ومأساوية، إضافة إلى اعتقال المزيد من المواطنين ومنهم الجرحى والمرضى الذين بحاجة إلى رعاية صحية مكثفة، أما على صعيد الجريمة الأساس لكل ما يجري في السجون وهي عمليات التعذيب فهي لا تزال تشكل العنوان الأبرز للظروف الاعتقالية للمعتقلين.

واستعرض عددا من الإفادات التي وثقها محامو النادي من عدد من السجون، والتي عكست مجدداً مستوى جرائم التعذيب والجرائم الطبية وجريمة التجويع، وعمليات الاعتداء والضرب سواء في لحظة الاعتقال أو خلال عمليات الاقتحامات والقمع، إضافة إلى عمليات الإذلال والتنكيل الممنهجة من خلال كل ما هو قائم في بنية السجن.

استمرار عمليات القمع والاقتحامات والاعتداءات على المعتقلين بالضرب

وأفاد المعتقل (أ.د) من سجن (عوفر)، بأن وتيرة الاقتحامات، والاعتداءات، والقمع مستمرة للأقسام، وتزداد مؤخراً، مستخدمين الكلاب البوليسية، وتعمد ضرب القنابل مؤخرا، وأفاد بذلك المعتقل (ت.ب)، أن عمليات الاقتحام مستمرة، ولا يوجد أي تغيير على تعامل إدارة السجن التي تمارس عمليات الإذلال والتنكيل بحق المعتقلين، -ومن جديد- وبشكل متكرر تتعمد إدارة السجن ضرب القنابل داخل الأقسام، كما ذكر المعتقل (د.ي)، أن قوات القمع اقتحمت القسم الذي أنا فيه، بسبب رفض المعتقلين عملية استمرار إجراء (العدد – أو ما يسمى بالفحص الأمني)، بالطريقة المذلّة والمهينة، التي تتم من خلال إجبارهم على الركوع، وخاصة أن هناك عدداً من المعتقلين المرضى، إذ أقدمت قوات القمع على الاعتداء عليهم، ورشّت الغاز في وجوههم بشكل مباشر. كما تعرض المعتقل (س،ع) لاعتداء على يد وحدات القمع ونتج عنه تكسير كامل في أسنانه الأمامية، ورغم الألم الشديد الذي يعانيه، فإنه محروم من تلقي العلاج".

وفي إفادة أخرى حول عمليات القمع، أفاد الأسير (ن،ح): "في تاريخ 12/1/2025، اقتحمت قوات القمع القسم الذي يقبع فيه، واعتدت بالضرب المبرح على المعتقلين، ورشّتهم بالغاز، وقد كان من بين الذين تعرضوا للضرب المبرح، ما تسبب في إصابته بكسور في أصابع اليد، وكدمات، واستنادا إلى المحامية التي زارته، فإن الكدمات كانت واضحة عليه، ولم تكتفِ إدارة السجن بذلك، بل نقلته إلى الزنازين لمدة 14 يوما، وخلالها كان يوميا يتعرض للضرب المبرح، وبحسب إفادته فإنه تعرض للضرب بالهراوات، ففقد الوعي، وتسبب الضرب في جروح ونزف وجهه وأذنه، وحُرم من الطعام لمدة 3 أيام، وتم سحب الفرشة منه، وكذلك تم تجريده من ملابسه.

وفي شهادة أخرى للمعتقل (ر.ي): "تم الاعتداء عليّ بالضرب المبرح، أثناء عملية نقلي من معتقل (عتصيون)، إلى سجن (عوفر)، ما سبب لي جرحا عميقا في الرأس، ولم يكتفوا بذلك بل حتى بعد خياطة الجرح، لم يتم تنظيفه، ولم يقدموا العلاج اللازم له."

طفل في سجن (عوفر) اضطر إلى فك خياطة جراحة أسنانه بمساعدة رفاقه الأطفال

وقال الطفل (م.و): "عند اعتقالي كنت في مرحلة علاج لأسناني، وكان عدد من الطواحين قد أجريت لها جراحة، وطالبتُ مرات عديدة إدارة السجن بأن يتم فك (الغرز)، خاصة أنه مر عليها فترة، إلا أن ذلك كان دون أي استجابة، الأمر الذي دفعني بمساعدة الأطفال في السجن إلى فك (الغرز)، بطريقة بدائية. وفي إفادة لطفل آخر، اضطر الأطفال إلى الطرق على الأبواب والجدران، بعد تدهور الوضع الصحي لأحدهم في القسم، حيث كان يعاني مشكلات في التنفس والحلق، وبعد عدة محاولات تم إخراج الطفل إلى العيادة، إلا أن إدارة السجن اقتحمت (الغرفة- الزنزانة)، ونقلت عددا من الأطفال إلى (غرف أخرى – الزنازين).

المعتقل محمد خضيرات.. أحد المعتقلين المصابين بمرض السرطان الذي يعكس مستوى الجرائم الطبية التي تمارس بحقهم

اعتُقل خضيرات من بلدة الظاهرية، في الأول من حزيران 2024، وذلك بعد فترة وجيزة على إجرائه عملية زراعة نخاع، وكان لا يزال يخضع للبروتوكول الخاص بعلاجه، وقد تقرر قبل اعتقاله، أن يتم تزويده بجرعات علاج بيولوجي، حصل على اثنتين من أصل 14، ومع ذلك يواصل الاحتلال اعتقاله في ظروف قاسية ومأساوية.

وقال لمحامية نادي الأسير: "وضعي الصحي يتفاقم، وتحديداً بعد إصابتي بمرض الجرب، الذي حولته منظومة السجون إلى أداة لتعذيبنا، وأصبح كابوسا يخيم على الزنزانة التي نقبع فيها، وأنا ومجموعة من المعتقلين، جميعنا نعاني حكة شديدة والدماء تنزل من أجسادنا نتيجة للحكة، هذا فضلا عن عدم قدرتنا على النوم".

وتابع خضيرات: "الأمر لم يعد مقتصرا على عدم توفير العلاج الخاص بالجرب، بل حتى علاجي للسرطان، فمنذ شهر أكتوبر الماضي، خضعت فقط لصورة رنين بعد مطالبات عديدة، وحتى اليوم لا أعلم ما النتيجة، رغم مطالباتي العديدة بشرح التطورات على وضعي الصحي، أو حتى عرضي على طبيب لكن دون فائدة، إذ يتم التعامل مع حالتي باستهتار، وإلى جانب كل ذلك فإن سوء التغذية يخيّم كذلك على الزنازين، فالمعتقلون فعليا يموتون جوعا، ولا يُسمح لنا بتخزين الطعام المتبقي من شرحات الخبز، ومن يجدون لديه شرحات خبز متبقية يتم اقتحام الزنزانة والاعتداء على المعتقلين، ما أثر في وضعي الصحي، إضافة إلى البرد الشديد الذي نعانيه في ظل عدم توفر ملابس كافية، فضلا عن حالة الاكتظاظ التي تزداد يوما بعد يوم".

وجدد نادي الأسير، مطالبته للمنظومة الحقوقية الدولية بالمضي قدما في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحق شعبنا، وفرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة، وتعيد إلى المنظومة الحقوقية دورها الأساس الذي وُجدت من أجله، ووضع حد لحالة العجز المرعبة التي طالتها خلال حرب الإبادة والعدوان المستمر على الضفة، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية التي منحتها دول الاستعمار القديم لدولة الاحتلال إسرائيل باعتبارها فوق المساءلة والحساب والعقاب.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين أحدث إحصائية لأعداد شهداء غزة قناة تنشر تفاصيل رسالة من حماس لمنظمة التحرير بشأن إدارة قطاع غزة مجدلاني: دعوة سموتريتش إلى تكثيف الهدم ترقى إلى جريمة حرب الأكثر قراءة مؤتمر دولي في النرويج يطالب بتعليق عضوية إسرائيل في المنظمات الدولية المجلس الوطني: نرفض التصريحات التي تدعو إلى تهجير أبناء شعبنا رام الله: الأشغال الشاقة لمدان بتهمة القتل القصد بالسجن 15 سنة فاتح رمضان 2025 في المغرب وليلة الشك عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: بحق المعتقلین نادی الأسیر إدارة السجن

إقرأ أيضاً:

عودة الهذالين.. صوت النضال الذي أسكتته إسرائيل

أستاذ وناشط حقوقي فلسطيني ولد عام 1994 في محافظة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، عُرف بموقفه الثابت في الدفاع عن قريته ومناهضة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في منطقة مسافر يطا. ساهم عام 2019 في إنتاج الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" الذي حاز جائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي طويل عام 2025، ووثق معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال. واستشهد في 28 يوليو/تموز 2025 برصاص مستوطن إسرائيلي قرب منزله أثناء تصديه لعملية استيطانية.

المولد والنشأة

وُلد عودة محمد خليل الهذالين عام 1994 في قرية أم الخير شرق بلدة يطا بمحافظة الخليل، في قلب الضفة الغربية المحتلة.

وتعود أصوله إلى قبيلة الهذالين، إحدى القبائل البدوية العريقة التي استقرت في المنطقة بعد أن أجبرها الاحتلال الإسرائيلي على النزوح من موطنها الأصلي في بئر السبع عام 1948.

نشأ في كنف أسرة بدوية تعتز بأرضها، وتربى على قيم الصمود والتشبث بالأرض وعدم الاستسلام.

كان محبا للرياضة لا سيما كرة القدم، وشارك في مباريات ودية أقيمت في قريته ضمن فرق محلية مثل نادي مسافر يطا ونادي سوسيا، وآمن بأن الرياضة تعزز الانتماء وتُنمّي روح التحدي.

عودة الهذالين عمل مدرسا للغة الإنجليزية في مدرسة الصرايعة الثانوية الواقعة في البادية الفلسطينية (مواقع التواصل)الدراسة والتكوين

تلقى عودة تعليمه الأساسي في مدارس مسافر يطا، والتحق بمدرسة أم الخير الابتدائية عام 2000، وواصل دراسته رغم ضعف البنية التحتية وصعوبة الوصول إلى المدارس بسبب مضايقات جيش الاحتلال الإسرائيلي.

أظهر منذ صغره حبه لتعلم اللغات، وأبدى اهتماما خاصا باللغة الإنجليزية، مما دفعه لإكمال تعليمه الإعدادي والثانوي في مدرسة الصرايعة التي تخرج فيها عام 2012. وواصل دراسته الجامعية في جامعة الخليل، وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية عام 2016.

تزوج الهذالين وأنجب ثلاثة أطفال وهم وطن ومحمد وكنان.

المسيرة النضالية

عمل عودة بعد تخرجه مدرسا للغة الإنجليزية في مدرسة الصرايعة الثانوية الواقعة في البادية الفلسطينية، لكنه لم يكتف بالدور التعليمي، بل سرعان ما برز ناشطا في مجال حقوق الإنسان ومقاومة الاستيطان جنوب الضفة الغربية.

وعرفه المحليون والدوليون بأنه صوت قرية "أم الخير" والمدافع الأول عن سكانها، وأصبح المتحدث غير الرسمي باسمها، خاصة في الأوساط الحقوقية والإعلامية.

تولى لفترة طويلة مسؤولية المرافعة الميدانية، واستقبل الوفود الأجنبية من دبلوماسيين وصحفيين ونشطاء حقوقيين، وقادهم في جولات توثيقية داخل المناطق المهددة بالهدم، موضحا واقع البيوت التي أصبحت خياما، والأراضي التي صودرت لصالح التوسع الاستيطاني.

إعلان

بالعربية والإنجليزية، قدّم الهذالين شهادات حية ومؤثرة نقلت معاناة قريته إلى العالم، مستخدما لغة بسيطة لكنها قادرة على النفاذ إلى الضمير الإنساني.

عودة الهذالين شارك في إنتاج فيلم "لا أرض أخرى" الذي فاز بأوسكار أفضل فيلم وثائقي طويل (مواقع التواصل)"لا أرض أخرى"

شارك الهذالين في إنتاج الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" الذي صُوّر على مدى أربع سنوات (2019-2023) وانتهى العمل عليه قبل أيام قليلة من اندلاع عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وهو إنتاج مشترك بين فلسطين والنرويج، حصد أصداء واسعة في الأوساط السينمائية والحقوقية، وفاز بجائزتي "أفضل فيلم وثائقي" و"جائزة الجمهور" في مهرجان برلين السينمائي عام 2024، ثم حقق إنجازا تاريخيا بفوزه بجائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي طويل في الدورة الـ97 للأكاديمية، التي أُقيمت يوم 2 مارس/آذار 2025 على مسرح دولبي في هوليود.

وسلّط الفيلم الضوء على معاناة الفلسطينيين في قرية مسافر يطا جنوب محافظة الخليل، وركز على حياتهم التي يقضونها في المقاومة للبقاء والعيش في أرضهم رغم القمع والاستيطان.

وأثار فوز الفيلم بجائزة أوسكار موجة غضب كبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية، واعتبرته الحكومة الإسرائيلية "لحظة حزينة للسينما العالمية"، ذلك أنه جسّد حقيقة النكبة التي ترفض روايتها.

الاستشهاد

استشهد عودة محمد خليل الهذالين مساء يوم الاثنين 28 يوليو/تموز 2025، وذلك بعدما أطلق مستوطن إسرائيلي النار مباشرة على رأسه أمام منزله في قرية أم الخير.

ووفقا لشهادات الأهالي، جاء الاعتداء في سياق اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي برفقة جرافة عسكرية أراضي القرية لتوسيع مستوطنة "كرميئيل" المقامة على الأراضي المصادرة.

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن المستوطن المسؤول عن إطلاق النار هو ينون ليفي، أحد أبرز المستوطنين المعروفين بتورطهم في اعتداءات ممنهجة ضد الفلسطينيين جنوب الضفة الغربية.

ويُذكر أن ليفي هذا مُدرج منذ عام 2023 في قوائم العقوبات الأميركية والبريطانية والأوروبية والكندية، ضمن حزمة شُرعت لمحاسبة المستوطنين المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة (ج) من الضفة الغربية.

سياسات قمع إسرائيلية

وفي 29 يوليو/تموز 2025، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي خيمة عزاء الشهيد عودة الهذالين في قرية أم الخير، واعتدت على عدد من النشطاء والصحفيين الأجانب ثم طردتهم بالقوة، وأعلنت المنطقة "عسكرية مغلقة"، في محاولة واضحة لمنع أي مظاهر للتضامن المحلي والدولي.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن القوات طردت المعزين بالقوة من العزاء واعتقلت ناشطتين أجنبيتين كانتا ضمن المتضامنين.

مقالات مشابهة

  • عمليات الإنزال الجوي اليوم في غزة ستشمل نحو 150 شحنة مساعدات
  • عودة الهذالين.. صوت النضال الذي أسكتته إسرائيل
  • القوات اليمنية تنفذ 3 عمليات ضد الاحتلال بـ5 طائرات مسيرة
  • هل الخيار المتطرف الذي تبحثه إسرائيل في غزة قابل للتنفيذ؟
  • الأمن العام: السجن 15 عامًا وغرامة مليون ريال عقوبة جرائم الاتجار بالأشخاص
  • نادي الأسير: قضية معتقلي غزة عكست مستوى غير مسبوق من الجرائم
  • استشهاد الأسير صايل أبو نصر من غزة بسجون الاحتلال
  • نادي الأسير: الإفراج عن قاتل الهذالين تحريض على قتل المزيد من الفلسطينيين
  • نادي الأسير: الإفراج عن قاتل الشهيد الهذالين تحريض مباشر لارتكاب مزيد من الجرائم
  • عمليات نوعية للمقاومة ضد القوات الإسرائيلية في قطاع غزة