مرآة لوجه ضائع لهبة شريقي.. قصائد تتأمل جماليات الحياة
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
دمشق "العُمانية": تفتح قصائد الشاعرة السورية هبة شريقي الباب على مصراعيه للتأمل بجماليات الحياة، حيث كلُّ ألمٍ نافذة يطلّ منها الأمل، وكلّ ظلمةِ ليل تفضي إلى صبحٍ مشرق، لذا تهدي الشاعرة ديوانها "مرآة لوجه ضائع" إلى "الحالمين" و"إلى كل مَن يقابل الصدمات بضحكة طويلة جداً ثم يبكي متحجّجاً بها".
يضم الديوان الصادر عن دار نينوى في 120 صفحة من القطع المتوسط، قرابة أربعين قصيدة تناولت موضوعات عدة، عن الذات التي تقترب منها الشاعرة وتلامس هواجسها، وعن الأب الذي يحمل قلب طفل ويبدو كما فجر الخريف الهادئ ورغيف الزعتر، وعن أحوال القلب العاشق، والحزن الذي يشتد كلما نظر الوجه إلى المرآة، وعن البسمة والضحكة وزقزقات الطيور.
واللافت في شعر شريقي -صاحبة التجربة في كتابة الشعر بالمحكية أيضاً- اقتناصها الصور الفارقة التي تبدو ابنة اللحظة، وتطويع كل جديد تراه ليصبح جملة شعرية عذبة منظومة بلغة رشيقة حيوية وجمل سريعة الإيقاع، كما في قصيدتها "رقصة أخيرة" التي تقول فيها: "سأقول: (كنّا)/ ثم أمشي/ مثل موسيقى على وتر الطريق/ سأقول:/ (لا أحتاج أن أبكي)/ وأبكي/ مثل طفل راعه وهج الحريق".
تكثر الحواريات الذاتية في نصوص شريقي وهي تحاول أن تقترب من هواجس الذات ومخاوفها، حيث نراها تنفصل عن ذاتها وتواجهها وتسائلها وتُطمئنها وتستمع لشؤونها وشجونها، كما في قصيدتها "اعتراف" ومنها: "أحنّ إليّ/ وأعرف أني جد بعيدة/ وأعرف أن فؤادي ضعيف/ وأني إذا رحت صوبي/ سأعشق أي خيال على الدرب يبكي/ وأن الخيال وحيد وعار/ سيلبس روحي ثيابًا جديدة/ سأعشق كل احتمال جديد لعشق أخير/ وأبقى وحيدة".
ومن اللافت أيضاً أن الشاعرة تؤنسن كل ما حولها من موجودات أو مشاعر، وهو ما منحها قدرة على ابتداع الصور الفنية والتقاط مشاهد فريدة وتسليط الضوء عليها بهدف التأمل العميق فيها، وهنا لا تقتصر الحياة على الإنسان الذي يرى الكون بعينيه، بل تمتد لتشمل الكون الذي يحيط بالإنسان ليتقاطع معه ومع مشاعره في كل تفصيلة، وهكذا تصبح الليالي وحشاً، والذكريات خيالاتٍ تتكاثر، وتصبح أحداث الماضي رفات السنين، والمعاني جداراً تستيقظ الأغاني فيمَن يتخطاه، والبكاء ألغاماً بالدرب، والحزن أثواباً للوقت: "لست أدري/ تثاقلت الذكريات على ظهر ذاكرتي؛ فحنى/ لست أدري متى بالتمام هجرت الـ(أنا)/ لست أدري/ تنازلت عن حق نفسي عليّ/ بألا أسوي ما لا تريد/ كنت أعشق نفسي/ تماما كما تعشق النار طعم الحديد".
ترصد شريقي تحولات الذات الأنثوية برهافة حسية، وتشتبك مع السياقات الجمعية، دافعةً القارئ إلى حالة من التأمل المحمَّل بطاقة شعورية كبرى، وتُبرز خلال ذلك قدرتها على التعبير عن مكنونات المشاعر الإنسانية حدَّ الاقتراب منها ولمسها، وكذلك أسطَرتها كما في قصيدتها "بكاء على أطلال الفرح"، المستوحاة من الأسطورة السومرية عشتار التي كانت تدور بين عالم البشر بحثاً عن ضحايا لحبّها حتى وصلت إلى ملوك البشر فكانت تأخذ ما يملكون وتعِدُهم بالزواج حتى إذا أخذت كل شيء تركتهم ليبكوها ليلَ نهار إلى أن وصلت إلى راعي أغنام فتنه جمالُها وراح يذبح لها كل يوم شاةً لتبقى معه أطول وقت ممكن إلى أن جاء يوم لم يبقَ لديه فيه ما يقدمه لها، فرحلت، وعندها ما كان منه إلا أن سرق شاةً وراح يبحث عن عشتار منادياً باسمها، ومنذ ذلك اليوم صار الراعي ذئباً يسرق الشياه من الرعاة ويبحث عن فاتنته عشتار علّها تعود إليه يوماً.
تقول شريقي في هذه القصيدة التي تُبرز فتنة الأنوثة وقوة الحب في آن: "يا أيها الراعي الحزين/ وضحكتي/ تشفي جراحًا في الهوى تتقرّح/ لا تذبح الشاة الأخيرة، إني بشغاف صوتك أحتمي/ أتلفّح/ خذني إلى ليل البراري ذئبة/ ندمي عجوز/ والخيال مجنّح".
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
ضمن منافسات كأس العالم للرياضات الإلكترونية.. الملاكمان إيتاوما ووايت وجهًا لوجه في قمة الوزن الثقيل بالرياض أغسطس المقبل
ضمن منافسات كأس العالم للرياضات الإلكترونية، تستضيف الرياض في الـ(16) من أغسطس المقبل واحدة من أبرز فعاليات الملاكمة العالمية، إذ يواجه الملاكم البريطاني الشاب موسيس إيتاوما المخضرم ديليان وايت في نزال رئيسي من الوزن الثقيل.
ويُعد اللقاء اختبارًا حقيقيًا لقدرات إيتاوما صاحب الـ(20) نزالاً من دون هزيمة، (10) منها أنهاها بالضربة القاضية، بينما يسعى إلى استعادة مكانته بعد توقفه قبل عدة أشهر بسبب الإصابة في يده، عبر نزال يحمل الكثير من الندية والخبرة، فيما يملك وايت في سجله الحافل (31) فوزًا، (21) منها بالضربة القاضية مقابل (3) هزائم.
ويشهد الحدث نزالات عدة عالمية مهمة مصاحبة، إذ يلتقي البريطاني نيك بول والأسترالي سام غودمان في نزال ضمن الوزن الخفيف، يسعى فيه كل منهما لتأكيد أحقيته بخوض المنافسات على الألقاب العالمية، ولاسيما أنهما يدخلان المواجهة بسجلٍ خالٍ من الهزائم.
ويلتقي راي فورد بطل WBA في وزن الريشة مع البورتوريكي أبراهام نوفا في نزال يعد من بين أقوى مواجهات الأمسية، نظرًا لما يتمتع به الطرفان من سجل احترافي مميز ومهارات عالية في الحلبة.
ويواجه الكرواتي فيليب هيرغوفيتش، في نزال آخر ضمن فئة الوزن الثقيل، خصمه البريطاني ديفيد أديلَي، في صراع محتدم، يتوقع أن لا ينتهي بسهولة. ويلتقي كذلك الياباني هاياتو تسوتسومي بالبريطاني قيس أشفق في مواجهة من المنتظر أن تقدم أداءً فنيًا عاليًا لعشاق اللعبة.
وتأتي الأمسية الرياضية في إطار حدث مميز، يجمع بين أجواء الترفيه الرقمي والمنافسات القتالية، إذ تستضيف العاصمة الرياض هذه الفعالية الكبرى ضمن سلسلة فعاليات كأس العالم للرياضات الإلكترونية المقامة في الفترة من (7) يوليو إلى (24) من أغسطس المقبل، وتشمل (25) بطولة في سبعة أسابيع بمجموع جوائز تجاوز (70) مليون دولار، ويشارك في فعالياتها أكثر من (2000) لاعب، و(200) نادٍ، في أجواء حماسية، وسط حضور جماهيري وإعلامي متوقع من مختلف أنحاء العالم.