نظم المركز الثقافي اليمني في القاهرة، اليوم الأربعاء، حفل توقيع لرواية (لحى زهرية) للكاتبة أ. فكرية شحرة، بحضور نخبة من الأدباء والمثقفين اليمنيين والعرب. 

 

وافتتح الحفل نائب مدير المركز الثقافي اليمني بالقاهرة نبيل سبيع، بكلمة ترحيبية بالحضور والنقاد في الأمسية، أعقبها تقديم الأديب حميد الرقيمي لفقرات الفعالية.

 

وشهد الحفل قراءات نقدية للرواية قدمتها كل من الروائية والإعلامية أ. نهى الرميسي، والروائي والقاص أ. زكريا صبح، حيث تناولا العمل من جوانب سردية وفكرية متعددة. 

 

وأكدت الرميسي أن "لحى زهرية" تعد رواية ذكية، استطاعت الكاتبة من خلالها النبش في قضايا إنسانية كبرى، وطرحت أسئلة محرجة على المستويين الفردي والمجتمعي. كما أشادت بأسلوب شحرة، السردي المتدفق، الذي بدأ من الإهداء كمناجاة داخلية للطبيبة النفسية، بطلة الرواية، التي تعكس معاناة المجتمعات في ظل الحروب، وتبرز دور الفكر والإبداع في تحويل الألم إلى أدب يعيد بناء النفس البشرية قبل أي شيء آخر.

 

وأوضحت أن الرواية امتازت بحكمتها العميقة، وبنائها السردي المبتكر، حيث جسدت المنامات الثلاثة، بُعدًا سرديًا فريدًا، كما اعتمدت على تقنيات حديثة مثل توظيف وسائل التواصل الاجتماعي كأداة ذات وجهين، وسلطت الضوء على معاناة العاملين في السياسة، وناقشت مفهوم الأخذ والعطاء بمقابل ومن دونه. 

 

من جانبه، أشار زكريا صبح، إلى أن فكرية شحرة، قدمت في روايتها قراءة عميقة لمعاناة المبدعين، الذين غالبًا ما يكونون ضحايا التشتت والنزوح والاضطهاد، مؤكدًا أن الرواية تتسم ببنية سردية متميزة، تتوزع على 20 كتلة سردية، وتعتمد على الارتداد التاريخي، لرسم شخصيات نفسية واجتماعية معقدة، تعكس آثار الحرب بواقعية حادة. وأضاف أن الرواية تحيزت للمرأة في زمن الحرب، محددة ملامح معاناتهم من التعذيب السلطوي والمجتمعي، على حد سواء، كما أنها احتوت على ألعاب فنية سردية جذبت القارئ بأسلوب سلس ولغة فصيحة مشوقة. 

 

وأجمع المشاركون في الحفل على أن لحى زهرية ليست مجرد رواية، بل شهادة أدبية على معاناة اليمنيين، خاصة المبدعين، في ظل الحرب، إذ غاصت في الهمّ الوطني والثقافي، وأبرزت جانبًا من الصراع الداخلي الذي يعيشه المثقف اليمني بين الواقع القاسي وإرادة الإبداع.


المصدر: الموقع بوست

إقرأ أيضاً:

أبواب الأمل…!

 

-يُقال من رحم المعاناة يولد الإبداع ومن عمق ظلمات الدجى تأتي إشراقات الفجر ومن قلب الألم تطل تباشير الأمل.

-كانت لحظات رائعة، مفعمة بالتفاؤل والاستبشار تلك التي رافقت عملية إعادة فتح طريق الضالع – صنعاء-عدن بعد 10 أعوام من الإغلاق الذي ألحق معاناة شديدة بعشرات الآلاف من المواطنين ودفع بالمسافرين، المرضى والعوائل والتجار والعمال وكل طالب حاجة للسفر والانتقال إلى اتخاذ طرق بديلة ذات وعورة شديدة ودفعوا أثماناً باهظة من أجسادهم وأموالهم وأوقاتهم دون أن يكون لهم من الأمر شيء.

-من بين ركام ومخلفات الحرب المدمرة التي عمل ويعمل العدو على تغذيتها وإطالة أمدها لتدمير اليمن وإنهاك شعبه جاءت هذه الخطوة الرائعة لتضخ الأمل في نفوس استوطنها اليأس وتملَّكها الإحباط ولتؤكد مجدداً حقيقة أن هذا الشعب يمتلك من الحكمة والإيمان ما يمكّنه من حل خلافاته بعيدا عن التدخلات من الآخرين وأن يسمو فوق جراحاته، وإن بلغت مبلغاً كبيراً. -اليمنيون بمختلف توجهاتهم ومشاربهم وتوجهاتهم الفكرية والحزبية وقناعاتهم السياسية قادرون على وضع حد للقطيعة فيما بينهم، وإزالة الحواجز الجغرافية والنفسية، فما يجمعهم أكثر مما يفرقهم وسيدركون هذه الحقيقة، وإن تفرقت بهم السبل.

-قبل طريق الضالع بأسابيع تم إعادة فتح طريق عقبة المحلحل التي تربط بين محافظتي أبين والبيضاء والإعلان عن ترتيبات وجهود لفتح طريق عقبة ثرة الاستراتيجية الرابطة بين المحافظتين وقبلهما طريق الحوبان فيما أكدت مختلف الأطراف الانفتاح الإيجابي أمام كل المبادرات المحلية التي تسهم في إنهاء معاناة المواطنين، ودعم كافة المبادرات القبلية الهادفة إلى فتح الطرقات العامة لتخفيف معاناة الناس وتسهيل حركة المسافرين بين مختلف المناطق اليمنية. ووضع حد لمعاناة عاشها ملايين اليمنيين لسنوات طويلة جراء إغلاق شرايين الحياة وتقطيع أوصال جسد الوطن اليمني الواحد.

-أنباء فتح الطرقات كانت بمثابة أبواب أمل فُتحت في نفوس اليمنيين قاطبة بإمكانية تجاوز عُقد الماضي والترفع فوق الصغائر والانتصار للوطن ومصالح أبنائه وجعل هدف التخفيف من وطأة الظروف الحرجة التي فرضها العدوان على الشعب في صدارة أولوية الساسة والقادة بعد سنين من الجفاء والحرمان والتقصير فيما بين المجتمع ونخبه.

-المضي في فتح بقية الطرقات هو مطلب شعبي يتمناه ويتوق إليه كل أبناء الشعب اليمني في الشمال والجنوب والشرق والغرب، وعلى جميع الأطراف بلا استثناء تحقيقه وعدم التسويف والمماطلة فيه، فالظرف حرج وهذا الشعب لم يعد يحتمل المزيد من المعاناة ولن يتساهل أو يسامح كل من يقف حجر عثرة أمام هذه الإرادة وهذا المطلب الإنساني الملح.

-فتح طريق لا يتوقف أثره على رفع معاناة المواطنين فحسب، بل يحمل رسائل أعظم وأكبر وأدق على المستوى الوطني والشعبي والسياسي مفادها أن التصالح والتسامح وإعادة الأمل سيكون بأيدي اليمنيين أنفسهم وليس عبر هذا الطرف أو ذاك.

-ما تزال هناك الكثير من الطرقات المغلقة في مختلف مناطق البلاد وينبغي فتحها سريعاً لما لذلك من أهمية وضرورة لا تحتمل التأجيل، ومن تلك الطرق التي أعلم شخصياً ما يتجشمه المواطن من عناء جراء الإغلاق هو طريق حيس- الجراحي على الخط الرئيسي (الحديدة- تعز )، حيث أن المسافة ما بين المديريتين تصل إلى نحو 20 كيلو متراً وتقطعها السيارة في نصف ساعة على أكثر تقدير لكن الوصول إلى حيس أو الجراحي وإلى مختلف أريافهما وقراهما في ظل الإغلاق باتت تتطلب سفر يومين متواصلين والكثير من الجهد والخسائر الجسدية والمادية والمعنوية والله المستعان.

 

 

مقالات مشابهة

  • الانحدار الثقافي في الولايات المتحدة يهدد مستقبل الديمقراطية
  • القاهرة الإخبارية تكشف عن أخر تطورات الحرب الروسية الأوكرانية
  • أبواب الأمل…!
  • د نزار قبيلات يكتب: ما أجمل رواية؟
  • “الإعلامي الحكومي” بغزة يفند رواية العدو الإسرائيلي الكاذبة حول وجود نفق أسفل المستشفى الأوروبي
  • سردية العيد في ضاحية الضحايا والأضاحي
  • إكسبو 2025.. جناح المملكة يحتفي بالذكرى 70 للعلاقات مع اليابان
  • الخلايلة ينفي رواية (خذ تكسي وروح)
  • تلفزيون بريكس: الصين تطلق كتابا منبثقا عن طريق الحرير لتعزيز التبادل الثقافي
  • هذا ما فعله الصاروخ اليمني بطائرة النقل العسكرية الأمريكية