رئيس وزراء لوكسمبورج الأسبق: يجب التعامل مع تصريحات ترامب بجدية
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد رئيس وزراء لوكسمبورج الأسبق ورئيس المفوضية الأوروبية السابق ضرورة الرد بجدية على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع واردات الولايات المتحدة من الصلب والألمنيوم.
وقال جان كلود يونكر في مقابلة مع صحيفة "دي تسايت" الألمانية حول طبيعة الرد الأوروبي على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "يجب أن نأخذ دونالد ترامب وما يقوله على محمل الجد، ومن ثم يجب على المفوضية الأوروبية أن تظهر جبهة موحدة".
ويبدو أن التهديدات التي أطلقها رئيس الولايات المتحدة، وخاصة فيما يتعلق بالضرائب على الألومنيوم أو الصلب، لم تكن مفاجأة حقيقية لرئيس وزراء لوكسمبورج الأسبق.
واغتنم يونكر الفرصة للإشارة إلى أن هذا الصراع التجاري ليس جديدا، وأنه كان من الممكن احتواؤه في عام 2018، في فترة رئاسته. وعن كيفية التفاوض مع دونالد ترامب، أجاب يونكر قائلا: "باحترام وجدية ضرورية" حسبما أورد موقع مجموعة راديو وتلفزيون لوكسمبورج "أر تي أل".
وشدد على حقيقة أن دونالد ترامب كان أفضل استعدادًا اليوم مما كان عليه خلال فترة ولايته الأولى. ومن ثم، فمن المرجح أن تكون أفعاله وردود أفعاله أكثر حدة، ولكنها قبل كل شيء أكثر تحديدًا.
ومن وجهة نظره فإن الأهم هو كيفية التعامل مع الأمر، وهو يرى أن الأمر لا يعود إلى دولة عضو للقيام بذلك، بل تعود مسألة الرد إلى المفوضية الأوروبية.
وشدد الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية على أنه “يجب أن نظهر جبهة موحدة”، وقال: يجب أن نتوقع أن يقترب دونالد ترامب من بعض الدول الأعضاء، وهذا هو الموقف الذي يجب أن نكون فيه مثابرين.
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي لن يكون قويا إلا إذا كان متحدا، ويتعين على الزعماء الأوروبيين أن يفكروا في مصالح أوروبا وليس مصالح بلادهم فقط.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ترامب رئيس وزراء لوكسمبورج دونالد ترامب یجب أن
إقرأ أيضاً:
4 أفكار عن تشدد ترامب تجاه إيران
ترجمة أحمد شافعي
ليس لدينا من سبيل لنعرف معرفة اليقين إلى أين تمضي سياسة دونالد ترامب بشأن إيران إلا أن ننتظر. ننتظر أن يلقي الرئيس بكامل ثقله مع الإسرائيليين، أو ننتظر محاولة جديدة للدبلوماسية مع النظام الإيراني، أو ننتظر حتى أن تستمر أمريكا في موقف المراقب الذي تتبناه حاليا، أو لنقل إنه موقف المشجع أو المشارك الثانوي.
ولكننا في الوقت الذي لا نملك فيه غير أن ننتظر، إليكم بعض التعليقات السريعة على الجدل الدائر حاليا بشأن الحرب:
(1) ما من شيء مفاجئ حقا في سماح دونالد ترامب بحرب إسرائيل على إيران ودعمه غير المباشر لها. فلقد تبنى دونالد ترامب بصفة عامة سياسة صقورية تجاه إيران خلال رئاسته الأولى، ولم يتبن قط عدم التدخل على سبيل المبدأ، وطريقته المعتادة في إبرام الصفقات طالما تعلقت بالتهديد باستعمال القوة بوصفها ورقة تفاوضية حاسمة. وتتسق تماما مع رؤيته للعالم فكرة أن بالإمكان تحقيق الكثير من خلال قليل من الضربات الحادة مع اجتناب تغيير النظام وبناء الدولة.
الأكثر إثارة للدهشة هو أن دونالد ترامب سمح بالحرب بعد أن بدا أنه انفصل عن صقور ولايته الأولى، بشيء من الهوى في بعض الأحيان، مثلما حدث في يناير حينما سحب الحماية الأمنية عن وزير خارجيته السابق مايك بومبيو، يساعد هذا الانفصال في تفسير الصدمة الجريحة التي بدت على بعض دعاة عدم التدخل اليمينيين في رد فعلهم على الحرب. فقد تصوروا أن فريق الرئيس هو سياسته، وأن الواقعيين والمحجمين في فلك دونالد ترامب لهم تأثير حاسم. وكان ذلك خطأ سافرا، والدرس المستفاد من هذا هو أن دونالد ترامب هو الذي يتخذ القرار وليس سواه. (وقد تكون خيبة الرجاء من نصيب الصقور غدا، إذا ما قرر أن يقبل تنازلات من طهران يراها الصقور زائفة أو غير كافية).
(2) عندي شكوك كثيرة في قرار السماح للإسرائيليين بالحرب. لكن على دعاة عدم التدخل أن يدركوا أن أقوى الحجج المبنية على طراز تاكر كارلسون، أي حجة كبح إسرائيل عن الحرب بدعوى أن إيران قد تغرق الشرق الأوسط في اضطراب وتضرب الأمريكيين في المنطقة والعالم، قد بدت حتما حجة واهية وشديدة الضعف فور أن قضت إسرائيل تماما على وكلاء إيران من قبيل حزب الله وحماس خلال عام 2024.
لقد كانت لهذه النجاحات منافع استراتيجية فورية لأمريكا التي تواجه تحديات جسيمة من خصوم عدة في آن واحد، إذ قللت قدرة إيران على إضافة ضغوطها الخاصة إلى ضغوط العدوان الروسي والطموح الصيني.
لذلك لو أنكم تتصورون أن ما عرضه بنيامين نتنياهو أساسا على البيت الأبيض ـ وهو عمليا: دعونا نجرب مع الإيرانيين، ولكم أنتم أن تقرروا إن شئتم أن تدعمونا دعما صريحا فور أن تروا النتيجة ـ فمن السهل أن نتصور كيف يحتمل أن يكون قرار دونالد ترامب بأن «أمريكا أولا» والسياسة الخارجية القائمة على المصلحة الوطنية يتسقان مع السماح للإسرائيليين بمحاولة تسوية الحسابات جميعا.
(3) أما وقد قلت ما سبق، فإنني غير مقتنع بحجج بعض الكتّاب من اليمين القومي من أمثال أورين كاس ودانيال مكارثي، ممن يحاولون التوفيق بين قبول دونالد ترامب للحرب الإسرائيلية ورغبتهم في فك ارتباط أمريكا بالالتزامات العالمية. وبالطبع من الممكن التوفيق بين الأمرين نظريا ـ فالقبول يختلف عن المشاركة، وحرب إسرائيل لا ينبغي أن تكون حربنا ـ لكن الحروب عمليا تكون بصورة شبه دائمة محركات لتوريط القوى العظمى، مهما تكن نواياها الأولى.
فيمكنكم أن تحكوا لأنفسكم قصة تكتفي فيها أمريكا بمشاهدة أحداث حرب إسرائيل وتبقى هي بعيدة حتى مع انهيار إيران على غرار العراق سنة 2003 أو ليبيا ما بعد القذافي، لأن «أمريكا أولا» تعني أننا لم نعد نقلق بشأن الاضطراب الإقليمي. لكن القصص يجب أن تتفاعل مع الواقع، وأنا لا أرى أي شيء في الطبيعة الراهنة لعلاقة أمريكا بدول الخليج أو الإسرائيليين يشير إلى أننا قد لا نعلق في فوضى ما بعد الحرب. و«أمريكا أولا» ليست بالعصا السحرية التي تمنع تأثيرات الأحداث أو تجعل الانسحاب من الإمبراطورية أمرا يسيرا. ففي حال انهيار إيران، سوف تنشأ أزمات علينا أن نساعد في إدارتها، وندفع ثمنها.
(4) أخيرا، ليس هذا بأي حال السؤال الأكثر إلحاحا بينما تتساقط القنابل والصواريخ، لكن مما أخشاه أن ثمن الحرب على إيران إن ضلت الطريق سوف يدفعه المحافظون الأمريكيون. وقد سبق أن قلت من قبل إن كل من يخاف من العناصر المسمومة المؤثرة في اليمين المعاصر- أي شهوة جنون العظمة، والانفتاح على معاداة السامية، والاندفاع نحو اليأس ـ يجب أن يخاف بصفة ما لعله متجذر في مختلف أجنحة اليمين إذا ما تبين أن الترامبية ماضية إلى الفشل. ومن شأن حرب متهورة في الشرق الأوسط، تكون بمنزلة صدى لكارثة العراق وتذكر بولاء اليمين الراسخ لإسرائيل، أن تكون من أسرع السبل إلى فشل الترامبية.
مثل هذه المخاطر تتعرض لها جميع الرئاسات. فليس بالإمكان السماح للخوف من خيبة الأمل أن يوقفك عن القيام بما يبدو لك الخيار الاستراتيجي الصحيح للنجاح المحتمل لحرب على إيران مما كان قبل عام أو اثنين. ولكن الرجاء ليس التفاؤل.
روس دوثات من كتاب الرأي في نيويورك تايمز منذ عام 2009
خدمة نيويورك تايمز