بالذهب و3 مفاهيم أمريكية مدمرة.. البريكس تتحدى هيمنة الدولار
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
تتحدى دول مجموعة "البريكس"، بقيادة الصين وروسيا، هيمنة الدولار الأمريكي على الاقتصاد العالمي، بالسعي إلى تطوير عملة عالمية جديدة مدعومة بالذهب، والاستفادة من 3 مفاهم أمريكية "مدمرة".
ذلك ما خلص إليه باتريك بارون، وهو مستشار خاص للصناعة المصرفية، في تحليل بمركز "أوراسيا ريفيو" للأبحاث (Eurasia review) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفا أنه "على الرغم من حقيقة أن الصين كانت ولا تزال دولة دكتاتورية الحزب الواحد، إلا أنها أصبحت تمتلك المكونين اللازمين لتحدي الدولار الأمريكي، وهما الاقتصاد الضخم والأسلحة النووية".
وشدد على أن الولايات المتحدة تستخدم الدولار "كأداة سياسية، معتبرا أن أن "كعب أخيل للدولار (نقطة ضعفة) هو أنه عملة ورقية. وهذا يناسب المؤسسة السياسية الأمريكية بشكل جيد للغاية لأنه يسمح للولايات المتحدة بتضخيم الدولار حسب الرغبة لدفع تكاليف الرعاية الاجتماعية والحرب، كما يسمح لها بفرض عقوبات على أعدائها المفترضين، مثل روسيا وإيران، باستبعادهم من نظام الرسائل التجارية الدولية سويفت".
وأردف أن "العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة جمدت مليارات من الأصول المملوكة لروسيا"، على خلفية حربها المتواصلة في جارتها أوكرانيا، والتي تبررها بأن خطط الأخيرة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي.
و"لكن بدلا من دفع روسيا إلى التراجع في أوكرانيا، سارعت موسكو في عملية تطوير عملة احتياطية عالمية جديدة مدعومة إلى حد ما بالذهب"، بحسب بارون.
وأضاف أنه "انضمت إلى دول (مجموعة) "البريكس"، البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، العشرات من الدول الأخرى التي عقدت العزم على الانفصال عن هيمنة الدولار النقدي واستخدام نظام تسوية تجاري صادق ومدعوم بالذهب، وستضطر واشنطن في النهاية إلى القبول بالذهب أو ستصبح معزولة".
اقرأ أيضاً
لم يعد ملك العملات.. دويتش فيله: لماذا تتراجع هيمنة الدولار في الشرق الأوسط؟
غطرسة أمريكية
و"هناك الكثير مِمَّن يرفضون هذا التطور ويقولون إن الدولار الأمريكي ظل متفوقا في جميع أنحاء العالم لمدة ثمانين عاما. لكن هؤلاء المنتقدون يفشلون في فهم الاقتصاد الحقيقي والنظرية النقدية الحقيقية وحنكة الدولة الحقيقية"، كما أضاف بارون.
واعتبر أن "الولايات المتحدة مفتونة بثلاثة مفاهيم مدمرة، الأول هو اقتصاد يمنح الطلب الإجمالي مكانة إلهية في حين يتجاهل الإنتاج الذي هو الوسيلة الوحيدة لتلبية الطلب. والثاني هو ما تُسمى النظرية النقدية الحديثة، والتي تفترض أن الدول ذات السيادة لا يمكن أن تُفلس أبدا بفضل قدرتها على طباعة كل الأموال التي تحتاج إليها".
أما المفهوم الثالث، وفقا لبارون، "فيتلخص في الغطرسة المطلقة التي تمارسها الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية (1939-1945).. لكن كل هذا سينتهي عندما يعود الذهب كنقطة محورية لمشروع الإصلاح النقدي لدول البريكس".
وتابع أنه "عند هذه النقطة، ستبدأ الولايات المتحدة في خسارة أصدقاءها إلى أن تستعيد هي أيضا رشدها على مضض وتعود إلى الذهب والتعامل الصادق والحنكة السياسية الصادقة المحترمة".
وختم بارون بأن "الولايات المتحدة ستحتاج إلى قادة جدد للقيام بهذه المهمة، ونتيجة لذلك، سوف تصبح الولايات المتحدة والعالم مكانا أفضل كثيرا".
اقرأ أيضاً
لم يعد ملك العملات.. دويتش فيله: لماذا تتراجع هيمنة الدولار في الشرق الأوسط؟
المصدر | باتريك بارون/ أوراسيا ريفيو- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الولايات المتحدة الدولار البريكس هيمنة الذهب الصين روسيا الولایات المتحدة هیمنة الدولار
إقرأ أيضاً:
وثيقة أمريكية تتهم أوروبا بـالمحو الحضاري.. وانتقادات: هذا خطاب يشبه الكرملين
أثارت وثيقة جديدة صادرة عن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضمن استراتيجية الأمن القومي المحدثة، موجة استياء واسعة في الأوساط الأوروبية، بعدما اعتبرت أن القارة تواجه خطر "المحو الحضاري"، وقد تفقد مكانتها كحليف موثوق لدى واشنطن، في لهجة وصفها مسؤولون أوروبيون بأنها أقرب إلى خطاب الكرملين.
الوثيقة التي نشرت ليل الخميس الماضي على الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض، وصفت الاتحاد الأوروبي بأنه "معاد للديمقراطية"، ودعت الولايات المتحدة إلى "مساعدة أوروبا في تصحيح مسارها الحالي".
كما اتهمت حكومات أوروبية بـ"تخريب العمليات الديمقراطية"، عبر ما قالت إنه إحباط لمطلب شعبي بإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وجاء في الوثيقة: "على المدى الطويل، من المنطقي للغاية أنه خلال بضعة عقود، ستصبح غالبية أعضاء حلف شمال الأطلسي غير أوروبية"، مضيفة أن ذلك يطرح تساؤلات حول ما إذا كان الأعضاء المستقبليون سينظرون إلى العالم وإلى علاقتهم بالولايات المتحدة بالطريقة التي نظر بها مؤسسو الناتو.
ورغم حساسية الخطاب، التزم الاتحاد الأوروبي الصمت ورفض التعليق رسميا، في وقت يبدو فيه القادة الأوروبيون حريصين على عدم الدخول في مواجهة مباشرة مع ترامب.
خطاب "صادم".. وأقرب للكرملين
رئيس الوزراء السويدي السابق كارل بيلت قال عبر منصة "إكس": "هذه لغة لا يمكن للمرء أن يتوقعها إلا من بعض العقول الغريبة في الكرملين"، واصفا الوثيقة بأنها "أشد تطرفا من اليمين المتطرف في أوروبا".
وأضاف بيلت أن "الغريب" أن الوثيقة ترى تهديدا للديمقراطية في أوروبا فقط، متجاهلة مناطق أخرى تشهد تراجعات سياسية واضحة.
In saying that Europe faces ”civilizational erasure” the Trump ???????? new security strategy places itself to the right of the extreme right in Europe. Its language that one otherwise only finds coming out of some bizarre minds of the Kremlin ????????. pic.twitter.com/29vytDp6Hm — Carl Bildt (@carlbildt) December 5, 2025
أما رئيس وزراء لاتفيا السابق كريسيانيس كارينز فقال لرويترز إن "أكثر دولة ستسعد بقراءة هذه الوثيقة هي روسيا"، مضيفا: "موسكو تحاول منذ سنوات قطع الروابط عبر الأطلسي، والآن يبدو أن أكبر معطل لهذه الروابط هو الولايات المتحدة نفسها، وهو أمر مؤسف".
وقال دبلوماسي أوروبي — طلب عدم الكشف عن اسمه — إن اللهجة الأمريكية تجاه أوروبا "أسوأ حتى من خطاب فانس في ميونيخ في شباط/فبراير"، في إشارة إلى خطاب نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس الذي أثار قلقا أوروبيا واسعا بعد عودة ترامب إلى السلطة.
تشجيع اليمين الأوروبي المتطرف
وتضمنت الوثيقة إشارات واضحة تتقاطع مع خطاب الأحزاب الأوروبية اليمينية المتطرفة، التي باتت تمثل تيارا معارضا قويا لحكومات ألمانيا وفرنسا وعدة دول أخرى. وبدت الوثيقة — بحسب مراقبين — كأنها تشيد بصعود هذه الأحزاب، قائلة إن "النفوذ المتنامي للأحزاب الأوروبية الوطنية يثير تفاؤلا كبيرا".
وقالت ناتالي توتشي، مديرة "معهد الشؤون الدولية الإيطالي"، إن الوثيقة تظهر أن إدارة ترامب تعمل على "تمزيق أوروبا من خلال دعم القوميين اليمينيين المتطرفين المدعومين من روسيا".
وفي مقدمة الوثيقة، وصف ترامب الاستراتيجية بأنها "خارطة طريق لضمان بقاء الولايات المتحدة أعظم وأنجح دولة في تاريخ البشرية". فيما اتهمت الوثيقة الاتحاد الأوروبي بـ"تقويض الحريات السياسية والسيادة، وممارسة الرقابة على حرية التعبير، وقمع المعارضة السياسية".
ويخفي المسؤولون الأوروبيون استياءهم من اللهجة الأمريكية، لكنهم — وفي ظل التهديد الروسي المتزايد — يواصلون إعادة بناء جيوشهم، رغم اعتمادهم الكبير على الدعم العسكري الأمريكي.
ضغوط لإنهاء الحرب واستقرار مع موسكو
وقالت الوثيقة إن "المصلحة الاستراتيجية للولايات المتحدة" تقتضي التفاوض سريعا على حل للنزاع في أوكرانيا، وإعادة إرساء "الاستقرار الاستراتيجي" مع روسيا. ويأتي ذلك في وقت تتعثر فيه مبادرة السلام الأمريكية، التي تنحاز — وفق مراقبين — إلى المطالب الروسية الأساسية.
وأضافت الوثيقة: "أغلبية أوروبية كبيرة تريد السلام، إلا أن هذه الرغبة لا تترجم إلى سياسات، ويعود ذلك بدرجة كبيرة إلى تقويض تلك الحكومات الأوروبية للعمليات الديمقراطية".