وفاة صحفي تونسي بعد إنقاذه طفلين من الغرق
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
توفي الصحفي التونسي توفيق مخلوف أمس الاثنين تحت وطأة الإجهاد بعد أن أنقذ طفلين من الموت غرقا، حسبما أعلنت إذاعة "جوهرة إف إم" المحلية.
وقالت الإذاعة اليوم الثلاثاء إن "الصحفي توفيق مخلوف (50 عاما) الذي يعمل لديها قد فارق الحياة على شاطئ مدينة هرقلة بولاية سوسة (شرق) بعد أن بذل مجهودا كبيرا في مواجهة أمواج قوية من أجل إنقاذ طفلين".
ونقلت الإذاعة عن مسؤول في الحماية المدنية (لم تذكر اسمه) أن "مخلوف خارت قواه لشدة الإنهاك بعد خروجه من البحر، وتعرض بسبب ذلك إلى نزيف داخلي حاد، ولم تفلح محاولات إسعافه".
وقال المسؤول "من الواضح أن الفقيد من معدن نادر جدا، فقد اندفع بكل ما أوتي من قوة لإنقاذ روح بشرية بروح إنسانية عالية.. لقد أنقذ طفلين من الغرق".
ونقلت "جوهرة إف إم" عن شهود عيان قولهم إن مخلوف أنقذ طفلة عمرها 7 أعوام كانت جرفتها الأمواج، كما ساعد والدها لاحقا في إنقاذ شقيقها البالغ من العمر 12 عاما، وكان الاثنان على وشك الغرق.
ووفق شهادات، كان البحر شديد الاضطراب ولم يكن مناسبا للإبحار أمس، وفشلت محاولات وحدات الحماية المدنية في إسعاف مخلوف حين خروجه إلى الشاطئ بعد أن شرب كميات كبيرة من مياه البحر.
ومنذ بداية شهر يوليو/تموز الماضي وحتى منتصف أغسطس/آب الجاري، أحصت فرق الحماية المدنية في تونس وفاة 73 شخصا غرقا.
ووفق تقارير منظمة الصحة العالمية، فإن نحو 236 ألف شخص يلقون مصرعهم غرقا كل عام، حيث بلغ عدد الوفيات في العقد الأخير فقط أكثر من 2.5 مليون حالة.
وعلميا يعرف الغرق بأنه نوع من أنواع الاختناق العنفي أو الميكانيكي، ويحصل الموت المفاجئ نتيجة دخول الماء في المسالك الهوائية في الجهاز التنفسي، وسدها.
ولا يلزم لحدوث الغرق أن يُغمر الجسم كله بالماء، وإنما يكفي أن يغمر الماء فتحتا الفم والأنف فقط.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
سوهاج.. مصرع طفلتين غرقا في ترعة بالمراغة
شهد مركز المراغة شمال محافظة سوهاج فاجعة إنسانية، حيث لقيت طفلتان بريئتان مصرعهما غرقًا أثناء لهوهما أمام منزليهما.
تفاصيل الواقعةتعود أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء صبري صالح عزب، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور مركز شرطة المراغة، يُفيد بورود بلاغ يفيد بغرق طفلتين بترعة مجاورة لأحد المنازل بدائرة المركز.
وعلى الفور، انتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان البلاغ، وبالفحص تبين أن الطفلتين هما: "فرحة م. ا. ع. ج"، البالغة من العمر 5 سنوات، و"حبيبة ح. ف. م"، 6 سنوات، وهما ابنتا خال، وتُقيمان بذات الناحية.
وجرى انتشال الجثتين من مياه الترعة، وتم نقلهما إلى مشرحة مستشفى جهينة المركزي، بعد أن تبين خلو جسديهما من أية إصابات ظاهرية، مما يؤكد أن الوفاة جاءت نتيجة الغرق.
ووفقًا لأقوال ذويهما، فإن الطفلتين كانتا تلهوان كعادتهما بجوار المنزل، حين انزلقت قدم "فرحة" وسقطت داخل المياه، فهرعت "حبيبة" لمحاولة إنقاذها.
لكنها لحقت بها إلى المصير ذاته، فابتلعتهما الترعة دون رحمة، وسط غياب تام لأي يد تمتد لإنقاذهما في اللحظات الأخيرة.
والد "فرحة"، مزارع يبلغ من العمر 51 عامًا، ووالد "حبيبة"، كهربائي يبلغ من العمر 31 عامًا، أكدا أن الحادث قضاء وقدر، ونفيا وجود أي شبهة جنائية أو اتهام لأي طرف بالتسبب في الوفاة، في مشهد يلفه الألم، وتغلفه الحسرة.
وأثبت تقرير مفتش الصحة أن سبب الوفاة هو "إسفكسيا الغرق"، ولا توجد أية إصابات توحي بغير ذلك، وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
وهكذا، رحلت "فرحة" و"حبيبة" في لحظة واحدة، كأن الموت أبى أن يفرّق بين قلبيهما الصغيرين، ليتركا خلفهما دموعًا لا تجف، وصدمة لن يمحوها الزمن، وذكرى حزينة لضحكات صغرتين توقفتا عند ضفة الترعة، إلى الأبد.