سودانايل:
2025-10-16@18:18:03 GMT

أقلام مدادها السم الزعاف !!

تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT

ليس في هذه الدنيا (على مدى عِلمنا) ما هو أشد خبثاً و(أبعد جدعة في الشر) من تنظيم الكيزان وجهاز أمنهم الذي لا يزال يعمل حتى الآن..ويجتهد في (شراء المواقف والأقلام) على مدار الساعة..!
لقد اعترف احد (التائبين حديثاً) من أعضاء هذا الجهاز سيء السمعة (أو ربما ليس الرجل بتائب وإنما غاضب لأسباب تخصّه في عمله مع هذا الجهاز المُجرِم) اعترف هذا الأمنجي السابق أن جهاز أمن الكيزان ظل يعمل على شراء بعض (الأقلام والأفواه) طوال الفترة التي سبقت قيامهم بالانقلاب ثم إشعالهم الحرب.

.وحتى الآن..!
وينص (عقد الشراء) على تكليف كل واحد من هؤلاء المتعاقدين (السبّابة) بالتخصّص في حزب سياسي معيّن من الأحزاب السياسية، والعمل على بث الفرقة بين قياداته وكوادره وتأليب جماهيره..ولكن ليس عن طريق الهجوم المباشر، بل عبر الأساليب التضليلية الناعمة وعبر ادعاء النصح والشفقة والغيرة على الحزب وجماهيره..!
وبطبيعة الحال لا يمكن أن يؤخذ كلام الأمنجيين السابقين أو اللاحقين في عهد الإنقاذ الأغبر مأخذ الجد...ولكن هذا الذي قاله الأمنجي ليس أمراً جديداً؛ بل هو معروف معهود عن الكيزان..عايشه السودانيون وشاهدوه ورأوه رأي العين..وهو لا يحتاج إلى تأكيد وأدلة من حانق أو تائب أو آبق..!
لكن من باب أن الشيء بالشيء يُذكر؛ تابعنا في الأيام الفائتة قلم أحد أصحاب الكتابات الراتبة من هذه الشاكلة الموظّفة للقيام بهذه (المهام الخسيسة) .. وراقبنا ما يكتب فرأينا عجبا..!
أربع من (آخر خمس مقالات) كتبها صاحب هذا القلم المسموم ظل يؤكد فيها على هذا الدور الشيطاني تجاه حزب معيّن..لا يفارق ساحته ولا يكف عن محاولات زرع الفتنة داخله والتشكيك في مكوّناته والعمل على تشتيت صفوفه وتوهين تماسكه بطرق ملتوية وغير مباشرة..لكنها الخبث الذي يمشي على قدمين ..!
صاحب هذه المقالات يهاجم بعض القيادات الرافضة للحرب في ذلك الحزب.. ويقول أنه يضمر النصح ثم يسرف في الإشادة بكادر من كوادر الحزب لأن بعض تصريحاته (تروق للكيزان) وتوفّر له الطُعم الذي يساعده في صيده المأجور..! ثم يكذب ويدّعى القرب والصداقة بقادة الحزب الراحلين في محاولة لتأكيد تعاطفه مع الحزب نفاقاً وتضليلاً..!
ومن بعض أساليبه الفاسدة اختيار احد كوادر الحزب والتأكيد على انه الأجدر بالقيادة وأنه (مظلوم محسود)..! وهو يأمل بهذا المسعى الأفعواني تحريك الغيرة وزرع الشكوك بين القيادات والكوادر الأخرى..!
هكذا دأب صاحب هذا القلم الذي يخفي السم في الدسم عبر كل مقالاته..! ومتى ما وجد السانحة فهو لا يتأخر من أن يجعل ذلك سبيلاً للطعن في جميع الأحزاب السياسية وتحميلها وزر هذه الحرب والدماء والخراب وكل ما حاق بالوطن..!
وهذه إستراتيجية معلومة عند الكيزان؛ تزهيد الناس في القوى السياسية والمدنية وفي الديمقراطية ليعودوا إلى سكة الانقلابات وشرعنة الشمولية وحكم القهر والاستبداد..!
يفعل صاحب هذا القلم ذلك؛ ولكنه يترك (الضلفة مفتوحة) لتبرئة حزب الكيزان وكيل الثناء على حكومة البرهان الانقلابية وقادة جيش ياسر العطا وكرتي، والثناء على المستنفرين الكيزان والآخرين المُضللين المساكين الذين يستخدمهم الكيزان طعاماً لحرب لا ناقة لهم فيها ولا بعير..!
والمدهش في الأمر أن صاحب هذا (القلم الحلزوني) كان يقدّم نفسه خلال سنوات الإنقاذ منتسباً إلى حزب وطني على النقيض من الحزب المكلّف من الكيزان بالتخصّص في نقض غزله وتعويق حركته وإشعال الفتنة من داخله..!
كل ما يقوله صاحب هذا القلم يصب في مصلحة الكيزان ويخدم توجهانهم..فهل هذا من باب الصدفة..!
والأكثر إدهاشاً أن صاحب هذا القلم الموبوء كان يدّعى مناصرة الديمقراطية والحكم المدني فإذا به من أكبر (ترزية الستائر السوداء) التي يتم نسجها لإخفاء عوار الانقلابات العسكرية وعورات الكيزان ومآسي حربهم الفاجرة..!
والأبعد في الدهشة أن صاحب هذا القلم (وهو من أصحاب الأسماء المركّبة) كان يمارس أنشطته في عهد الإنقاذ مدَعياً معارضتها..من خلال إقامة المراكز الثقافية ورعاية مهرجانات الاحتفاء بالتعددية والتنوع الثقافي في السودان..!
لا بد من أخذ الحذر من هذه الأقلام التي تحمل السم الزعاف وهي تدّعي البراءة وتجوس بين الناس آمنة على خفاء أمرها وتندّس مثل الحيّة الرقطاء لتلدغ الصديق والرفيق والعشير القريب ..! الله لا كسّبكم..!

مرتضى الغالي

murtadamore@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

يحيي السنوار… القائد الذي ترجل وظلت روحه تقود

يمانيون| بقلم: عادل حويس

في مثل هذا اليوم من العام الماضي ترجل أحد أعمدة الثورة الفلسطينية وغابت ملامح قائد لم يكن يشبه سواه.
يحيى السنوار “أبو إبراهيم” لم يكن مجرد اسم في سجل قادة المقاومة بل كان روحا تسير بين الناس تحمل وجع الوطن وتنفث عزيمة لا تنكسر حتى في أحلك اللحظات.

اليوم تمر الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده وما زال صدى صوته يتردد في أزقة غزة في سجون المحتل في وجوه المقاتلين وفي دعاء الأمهات. رجل لم تصنعه الأضواء بل صنعته السجون وأنضجته المعاناة وجعلت منه المقاومة أيقونة لا تغيب.

قضى السنوار أكثر من عقدين خلف القضبان لم يتزحزح خلالها عن موقفه لم يساوم ولم يهن. خرج من الأسر في صفقة “وفاء الأحرار” كمن يخرج من رحم الألم ليعود إلى قلب المعركة. لم يبحث عن موقع بل كان الموقع يسعى إليه. كانت نظرته ثابتة: لا حرية دون مقاومة ولا كرامة دون تضحيات.

حين اندلعت معركة “طوفان الأقصى” لم يكن مجرد قائد يتابع من بعيد بل كان في صلب الحدث مهندس القرار والمواجهة. حضر بشجاعة ووجه.. وصمد حتى لحظة استشهاده التي جاءت كما تليق بالقادة الكبار: هادئة في صوتها عنيفة في وقعها شاهدة على قصة رجل عاش من أجل وطنه ومات على عهده.

الغياب الجسدي للسنوار لم يطفئ حضوره في القلوب. لا تزال كلماته تتردد ووصاياه تحفظ وصورته ترفع في الميادين. لأنه لم يكن زعيماً عابراً بل رمزاً يجدد في الذاكرة معنى النضال ومعنى أن تكون فلسطينياً في زمن تتآكل فيه المعاني.

وفي حضرة الذكرى.. لا نرثيه بل نستحضره، نقرأه في عيون المقاومين في عزيمة الأسرى في عناد غزة في إصرار طفل يرشق حجراً وفي يد تقبض على الزناد. يحيى السنوار لم يمت، لأن الرجال من طينته لا يموتون بل يتحولون إلى نار تحت الرماد إلى فكرة تعيش وتكبر إلى عهد لا ينكث.

في ذكرى استشهاده نقول: لم تذهب بل سبقتنا. وتركت لنا ما يكفي من المعاني لنكمل الطريق.

مقالات مشابهة

  • يحيي السنوار… القائد الذي ترجل وظلت روحه تقود
  • حنفي جبالي يودع مجلس النواب بكلمة مؤثرة: أضع القلم مطمئنًا.. وأدعو بالتوفيق لمن يخلفني
  • من هو جيل عمرو الذي يهدد جيل زيد في المغرب؟
  • تفسير حلم مشاهدة المسلسلات في المنام
  • العدد الجديد من الكتاب الذهبي: أقلام واجهت الإرهـ اب.. وكتّاب ومفكرون أسقطوا أقنعة الإخـ وان
  • جلالةُ السُّلطان المعظّم يودّع أخاهُ أميرَ دولة الكويت
  • مدى نجاسة بول القطة وحكم الصلاة في المكان الذي تلوث به
  • ليلى أبوالعلا و ستيلا قايتانو تفوزان بجائزة القلم البريطانية
  • غزة.. صمود الإنسان فوق الرماد والنصر الذي لا يُقاس بالخراب
  • تدشين كتاب “حِراك وأثر” للمؤلفة السعودية أمل حمدان بديوانية القلم الذهبي