الصادق الرزيقي يكتب: في نيروبي… هذا ما حدث…!
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
جرت الترتيبات لإقامة احتفال التوقيع على ما يسمى ميثاق التأسيس وإعلان حكومة موازية من أسابيع طويلة، وكانت كل التدابير تتجه لإقامة الإحتفالات والتوقيع والإعلان عن الحكومة في العاصمة اليوغندية كمبالا، ويبدو أن الرئيس اليوغندي يوري موسيفني بحكم خبرته السياسية الطويلة ومعرفته بمخاطر ما يجري وتأثيره على بلاده، أوصل رسالته للجهات الداعمة لهذا العمل وتم استبعاد عقد اللقاء والاحتفال في أوغندا.
كانت حكومة السودان تتابع عن طريق سفاراتها وملحقياتها ما يجري في نيروبي وكمبالا وجوبا وأديس أبابا وعواصم أخرى، خاصة عندما انتقلت الترتيبات إلي العاصمة الكينية نيروبي، فزار وزير الخارجية السوداني على يوسف العاصمة نيروبي والتقي بالرئيس الكيني وليام روتو وقبله بوزير الخارجية وتحدث اليهم بلهجة واضحة وقوية عن ما يجري ووعده الرئيس الكيني بتدابير وإجراءات لمنع أي حدث من شأنه إعلان حكومة موازية لحكومة السودان الشرعية ينطلق من كينيا،وأكد التزامه بحسن الجوار ورغبته في تحسين العلاقات وزيارة السودان.
ما الذي حدث…؟
تقف وراء مهزلة الاحتفالية،جهات خارجية أهمها الحكومة البريطانية، وظل مندوب المخابرات البريطانية بسفارة بلاده في نيروبي يتولى التنسيق مع مجموعة المليشيا أحزاب تقدم والمجموعة التي ظهرت من الناشطين،وينشط مع رئيس محطة المخابرات البريطانية فريق من البريطانيين العاملين في منظمات أجنبية بشرق أفريقيا وهم بالضرورة من عناصر الـ MI6 ويتم التنسيق مع عناصر من الموساد الاسرائيلي، بجانب ذلك السفارة الإماراتية في نيروبي، كان لهؤلاء الدور الأكبر في الضغط على الحكومة الكينية وتنسيق الترتيبات الجارية لحفل التوقيع والإعلان الذي أعلن يوم 17 فبراير 2025م
في هذه الأثناء كانت حكومة السودان تتابع، وعقد فريق من السفارة السودانية عدة اجتماعات مع مدير المخابرات الكينية ( نور الدين حجي ) الذي أبدي تفهمه للموقف السوداني ووعد ببذل كل الجهود لتدارك ما يمكن تداركه، مع تأكيده على عدم تورط كينيا في هذه الشؤون الداخلية للسودان، وظل على تواصل مع السفارة حتى اللحظات الأخيرة، وأكد على موقفه عندما كان مع الرئيس وليام روتو في أديس أبابا لحضور القمة الافريقية الأسبوع الماضي. لكن مدير المخابرات الكينية، قال لمقربين منه ووصل ذلك للسفارة السودانية بنيروبي يوم 17 فبراير، ( إن الرئيس روتو والحكومة الكينية يتعرضون لضغوط خارجية كثيفة لاقامة هذا الاحتفال رغم علمهم جميعاً بأن ذلك يضر بكينيا ومواقفها ).
لكن في المقابل كانت هناك مجموعة في الرئاسة الكينية ومن داخل مكتب الرئيس روتو، تنسق العمل مع المخابرات البريطانية والاماراتية والاسرائيليين ومع مليشيا الدعم السريع، لاقامة الاحتفال والتوقيع وإعلان الحكومة في موعده المحدد، وتتكون المجموعة من :ـ
1- كيثور كيندكي – نائب الرئيس ووزير الداخلية- وهو الذي ظل يستقبل قائد المليشيا المتمردة في كل زياراته لكينيا قبل الحرب وبعدها.
2- مونكيا جمعة – مستشارة الأمن القومي والمشرفة على كل اعمال مؤسسة الرئاسة بدرجة وزير.
3- زاهير جاهندا نائب برلماني وتاجر ذهب معروف وهو صديق لحميدتي وعرفه بوليام روتو قبل أن يصير رئيساً، وظل حلقة الوصل بينهما، معه السلطان أحمد دينار سلطان قبيلة الفور.
4- وكيل وزارة الخدمة العامة وهو الذي ظهر في الاحتفال أمس الأول في القاعة وكان يستقبل الوقود ويسهل الأمور اللوجستية والتأشيرات، ويتم الدفع له بواسطة الدعم السريع.
بجانب هذه المجموعة، كان للدعم السريع مكتب في العاصمة الكينية يقوم بالترتيبات، وإنضم للمكتب قبل الاحتفال بأيام القوني حمدان دقلو، ومحمد مختار ود.الوليد مادبو ومعهم طاقم مساعد للعمل على الجوانب الادارية والفنية وحجز الفنادق وتأمين التأشيرات والتنسيق مع الحكومة الكينية، وكان هناك وفد آخر متواجد في نيروبي يضم ( فضل الله برمة ناصر، والهادي ادريس، الطاهر حجر، محمد حسن التعايشي، سليمان صندل، اسامة سعيد، النور حمد ) وظل هؤلاء مع الوليد مادبو يعملون على الميثاق السياسي وتنسيق مشاركة الكوادر السياسية.
عندما تم تحديد الموعد، بدأت عملية استجلاب الوفود المشاركة، وصل عبد الرحيم دقلو قائد ثاني المليشيا بطائرة خاصة من العاصمة التشادية انجمينا ومعه (53) شخصاً من رجال الإدارة الاهلية من غرب وشرق وجنوب دارفور وقاطعت الإدارة الأهلية بشمال دارفور ولم يحضر من وسط دارفور شخصية ذات أهمية تذكر. وتمت تحديد فندق ( FOUR POINTS) القريب من مطار نيروبي مكاناً لاقامة وفد الإدارة الأهلية حتى يكونوا بعيدين من وسط المدينة ومنع التواصل بينهم والآخرين.
ووصلت بقية الوفود من الناشطين قادمين من دولة الإمارات وعواصم أوروبية ويوغندا وغرب أفريقيا واديس ابابا، فإبراهيم الميرغني وصل مع زوجته المذيعة تسابيح يوم 16 فبراير قادمين من الامارات، وتمت استضافة الوفد في فنادق متفاوتة، فالقيادات الكبيرة أمثال برمة ناصر والتعايشي والهادي ادريس وغيرهم إقامتهم في فندق ( JTC ) ذو الخمسة نجوم، بينما الناشطين وغيرهم من الشباب في فنادق وسط البلد في فئات أقل، وأقام قيادات الصف الأول من المستشارين في فنادق ( RIVER SITE) , وفندق ( AZURE TOWER ) واختار عبد الرحيم دقلو فندقاً له فقط دون الآخرين هو ( TRIBE HOTEL) وهو من الفنادق الراقية جداً في نيروبي.
كل حجوزات الفنادق وتذاكر الطيران تنتهي يوم 21 فبراير الجاري، قبل اليوم الذي حدد والإعلان عن الحكومة 22فبراير بعد تعثر الاعلان يوم 18 فبراير، فإذا ما تم ترتيب ذلك بعد غد، ربما ستمدد الإقامة بالفنادق وتتغير مواعيد رحلات الطيران.
في جانب آخر، كانت المليشيا وحلفائها، يعملون على مشاركة عبد الواحد محمد نور رئيس ما يسمى بحركة تحرير السودان وهو متواجد في نيروبي، لكنه رفض المشاركة وفشلت الزيارات المكوكية التي قام بها السلطان أحمد دينار لإقناعه بالمشاركة، أما عبد العزيز الحلو فقد اكتنفت مشاركته بعدة عوامل، يقال أن الرئيس سلفاكير رئيس جمهورية جنوب السودان هو الذي طلب منه المشاركة، وتم ترتيب وصوله حيث كان في منزله مع أسرته في مدينة ( ناكورو الكينية) فوصل ليلاً مساء يوم 17 فبراير وتم لقاء بينه وعبد الرحيم دقلو ويقال مع حميدتي، وتم الإتفاق معه على مبلغ ثلاثة ملايين دولار مقابل المشاركة والكلمة التي يقدمها، وهذا ما تم وغادر بعد الإحتفال يوم 18 فبراير واعتذر بأنه لن يوقع يوم 22 فبراير ( الجمعة )إلا بعد إكتمال مشاوراته من قيادات حركته.
بما أن البرنامج كان مرتباً ليوم واحد هو يوم 17 فبراير ثم تأجل ليوم 18 فبراير، والآن حدد يوم 22 للتوقيع، فإن مصادر الحكومة الكينية تقول أن المسموح به إقامة منشط سياسي بلا توقيع أو إعلان، ولا يعرف ماذا ستفعل الحكومة الكينية يوم بعد غدٍ الجمعة ؟ ويتوقع أن تصدر الحكومة الكينية بياناً بهذا الخصوص، يحمل موقفاً ربما يتماشى مع أثر بيان حكومة السودان ورد الفعل القوي المنتقد للرئيس وليام روتو وحكومته في الصحافة الكينية ووسائل الإعلام في نيروبي التي انتقدت موقف روتو إنتقاداً حاداً ووصفته باللعب بالنار، وغرد عدد من القادة السياسيين الكينيين وزعماء المعارضة في منصة إكس صبوا جام غضبهم على الرئيس روتو.
من الغرائب أن الحلو كما تقول مصادر داخل الدعم السريع إستلم ثلاثة ملايين دولار بينما أعطي إبراهيم الميرغني وبرمة ناصر ومبروك سليم والهادي إدريس والطاهر حجر وصندل واسامة سعيد والنور حمد، اعطوا جميعاً مبلغاً لا يصل المليون دولار ليقتسموه بينهم، بينما حظي عدد من الناشطين، مبلغ 3000 الف دولار لكل منهم، بينما أعطي القوني دقلو الصحفي والناشط الجنوبي مايكل كريستوفر 25 ألف دولار، وتم تجميع جمهرة من السودانيين العاديين اللاجئين في كينيا حُشدوا لملء القاعة مقابل مبلغ مائة دولار لكل فرد.
الصادق الرزيقي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الحکومة الکینیة حکومة السودان یوم 17 فبرایر فی نیروبی
إقرأ أيضاً:
حلبة كورنيش جدة تستضيف سباق جدة "إي بري 2026" للسيارات الكهربائية فبراير القادم
تستضيف المملكة للمرة الثامنة على التوالي سباق "جدة إي بري 2026" للسيارات الكهربائية، ضمن الموسم الثاني عشر لسباقات بطولة العالم "إي بي بي فورمولا إي"، والمقرر إقامته على حلبة كورنيش جدة يومي 13 و14 فبراير المقبل، بإشراف وزارة الرياضة، وتنظيم الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية.
وتعود المنافسات هذا العام إلى حلبة كورنيش جدة على مسار معدل يبلغ طوله 3 كلم، يتضمن 19 منعطفًا عالي السرعة، ليشكل واحدًا من أكثر الأجواء تميزًا على روزنامة رياضة المحركات العالمية، كما تضفي منطقة الهجوم (Attack Zone) عند المنعطف 13، بعدًا إضافيًا من التشويق والحماس ما يمنح الجماهير فرصة عيش تجربة متكاملة تجمع بين التكنولوجيا المتقدمة، والسرعة، والعروض الترفيهية العالمية.
ويشهد سباق "جدة إي بري 2026"، مشاركة (20) سائقًا يمثلون (10) فرق، تتنافس على لقبي السائقين والمصنعين، وفي مقدمة هذه الفرق جاكوار تي سي إس ريسينغ، وبورشه، ونيسان، وستروين، وغيرها.
وتحتضن "منطقة المشجعين" مجموعة واسعة من الفعاليات الترفيهية المخصصة للعائلات والزوار، تشمل الألعاب والتجارب التفاعلية والمحاكاة وفرص لقاء السائقين، إضافة إلى الحفلات الموسيقية الرئيسية التي تُقام عقب السباقات ومراسم التتويج، على أن يتم الكشف عنها في وقت لاحق.
وشهدت نسخة الموسم الماضي من السباق أرقامًا قياسية غير مسبوقة، بعدما سجلت أعلى نسبة مشاهدة في تاريخ الفورمولا إي لعطلة نهاية أسبوع، بإجمالي بلغ (65) مليون مشاهد حول العالم، ما يعكس الزخم المتصاعد للبطولة والإقبال الجماهيري الكبير عليها.
وأكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالله بن فيصل، رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية وشركة رياضة المحركات السعودية، أن عودة سباقات الفورمولا إي إلى المملكة تجسد النمو المتسارع الذي تشهده رياضة المحركات السعودية، مدعومًا بالاستثمار المتواصل في تطوير البنية التحتية، والارتقاء بتجارب الجماهير، وتعزيز قدرات المملكة في استضافة وتنظيم كبرى الفعاليات الرياضية العالمية.
وعدَّ سموه سباق "جدة إي بري" من المحطات البارزة على روزنامة البطولة، معربًا عن اعتزازه بمواصلة رفع مستوى البطولة عامًا بعد آخر.
وأشار إلى أن تركيز الفورمولا إي على الابتكار وتطوير مستقبل رياضة المحركات ينسجم مع رؤية المملكة الطموحة لتطوير هذا القطاع. واختتم تصريحه بتطلعه لاستقبال الفرق والسائقين والجماهير في جولتين استثنائيتين تحت الأضواء الكاشفة، لتقديم تجربة استثنائية لا تُنسى.
من جانبه، أوضح الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للبطولة ألبرتو لونغو أن سباق جدة إي بري 2026 يمثل محطة مهمة في الشراكة المستمرة مع المملكة، والتي تتطور عامًا بعد آخر منذ أول سباق لنا في الموسم الخامس، لافتًا النظر إلى أن التزام مدينة جدة بالابتكار والاستدامة ينسجم تمامًا مع رؤية الفورمولا إي، معربًا عن سعادته بالعودة بهذه البطولة العالمية إلى واحدة من أبرز المدن في الموسم 12 لتقديم حدث استثنائي للجماهير في المنطقة.
الجدير بالذكر أنه قد تم البدء في طرح تذاكر الجولتين الرابعة والخامسة للسباق عبر منصة Webook من خلال زيارة الرابط: https://webook.com/en/events/formula-e-tickets-day1-2026-102484 بأسعار تبدأ من (100) ريال، مع توفر تذاكر مخصصة لكبار الزوار. وسيقام السباق تحت الأضواء الكاشفة، لتصبح جدة أول مدينة تستضيف سباقًا ليليًا في روزنامة هذا الموسم.
السيارات الكهربائيةحلبة كورنيش جدةقد يعجبك أيضاًNo stories found.