قانون تقاعد الحشد الشعبي… صراع سياسي في الوقت الضائع
تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT
أصبحت حكاية هذا القانون سياسية بعد أن كانت انتخابية، يحصد قادتها آلاف الأصوات التي تؤهلهم لمراكز قيادية في مراكز السلطة بشقيها التشريعي والتنفيذي.
قانون تقاعد الحشد الشعبي الذي أصبح مادة دسمة للصراع بين الكتل والزعامات السياسية يزداد ضراوة تحت قبة البرلمان. الغرابة في ذلك التنافس أنه في الوقت الذي تنادي فيه الولايات المتحدة بحل سلاح الفصائل وتسليمه إلى الدولة العراقية، يأتي الصراع على قانون تقاعد الحشد الشعبي الذي تعتقد بعض الكتل أن إقراره سيخفف من الضغط الأمريكي والغضب بتجاوز أعداد منتسبيه أكثر من 250 ألفاً، بعد أن كان لا يتجاوز الـ50 ألف مقاتل في حكومة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، وتضخم ميزانيته من ملياري دولار إلى ثلاثة مليارات حالياً.معضلة الخلاف على القانون أنه سيزيح أكثر من أربعمئة من قادته يشغلون مناصب مهمة، بدءاً من رئيس الهيئة فالح الفياض الذي لا تزال كتل وفصائل مسلحة تتصارع على الاستئثار بمنصبه بعد إحالته على التقاعد، عبر ظهور أسماء ومسميات لقادة فصائل وشخصيات بدأت تترشح لرئاسة الهيئة.
يقود طرف المقاطعة ائتلاف دولة القانون الذي يرى أنه لا أهمية لتضرر عدد قليل إذا كان قانون الحشد يخدم آلاف المنتسبين الذين هم جزء من المنظومة الأمنية، حسب تعبير المتحدث باسم الائتلاف النائب عقيل الفتلاوي، ويشير الفتلاوي إلى مقاطعة نواب الائتلاف لجلسات مجلس النواب إلى حين إدراج قانون الخدمة والتقاعد لهيئة الحشد الشعبي على جدول الأعمال للتصويت عليه.
وترى بعض الكتل السياسية ضرورة ترحيل القانون إلى ما بعد الانتخابات، إلا أن تلك الخطوة قد تواجهها صعوبات خصوصاً وأن الإدارة الأمريكية الجديدة قد أوصلت رسائلها إلى الحكومة العراقية بضرورة هيكلة الحشد الشعبي أو إيجاد مخرج لسلاح الفصائل في العراق.
يُعتقد أن الاتفاق النهائي، ولأجل الخروج بحل يرضي جميع الأطراف “الفصائلية” فقد تم التوصل إلى قرار يقضي بأن يكون السن التقاعدي لمنتسبي الحشد الشعبي 68 سنة حسب صلاحية القائد العام للقوات المسلحة، كون الذين تطوعوا كانوا بأعمار كبيرة خلال الحرب مع داعش. في ذات الوقت، هو قرار يخدم قادة الحشد ويبعدهم عن مقترح تحويلهم إلى مستشارين في الهيئة بعد بلوغهم السن التقاعدي.
السن التقاعدي المقترح بـ68 سنة هو أعلى من سن التقاعد الطبيعي في العراق والبالغ 63 سنة، ويرى البعض بأنه إرضاء لأولئك القادة للبقاء في مناصبهم ولو على حساب الغضب الأمريكي.
من بين كواليس البرلمان العراقي، يجد بعض النواب أن سيناريو قانون الحشد الشعبي هو مغازلة للأمريكان ومحاولة لمسك العصا من المنتصف كمحاولة عراقية لإعادة هيكلة الحشد الشعبي وتقليل أعداده المتزايدة وإزاحة بعض القيادات “الحشدية” التي تعارض الوجود الأمريكي في العراق.
خلاصة الصراع الشيعي – الشيعي تدور حول منصب من يتولى رئاسة هيئة الحشد الشعبي بعد فالح الفياض الذي طار إلى إيران من أجل التوسط لحل الخلاف المتصاعد بين أطراف الإطار التنسيقي حول المنصب. يُعتقد أن هناك حلاً بأن تتولى الرئاسة شخصية عسكرية من خارج الفصائل المسلحة كمحاولة لتسوية الخلاف، إلا أن ذلك المقترح قد يواجه بالرفض من بعض الكتل التي ترى أحقيتها بالمنصب.
في الوقت الذي تشير كل الوقائع والأحداث إلى أن العراق مقبل على انهيار اقتصادي وشيك بسبب قلة السيولة ومشاكل في توزيع رواتب الموظفين والمتقاعدين وعمليات النهب اللامعقول من العملة الصعبة إلى خارج الحدود، واحتمالية أن تُشعل هذه الأحداث احتجاجات واسعة في الشارع العراقي في انتفاضة قد تكون أشد من ثورة تشرين تحرق أخضرها بيابسها، تتصارع تلك الكتل على منصب رئاسة هيئة الحشد الشعبي، وهي تعلم أن العقوبات الأمريكية القادمة ستكون الأشد على النظام السياسي العراقي. فأي صورة قاتمة يعيشها العراق وشعبه؟
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: آيدكس ونافدكس رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية العراق الحشد الشعبي الحشد الشعبی
إقرأ أيضاً:
من انفجارات غزة إلى جائزة ترامب | مشهد سياسي وإنساني مضطرب يربك المنطقة
يشهد المشهدين الإقليمي والدولي سلسلة متلاحقة من التطورات السياسية والعسكرية والإنسانية، تتقاطع آثارها بين قطاع غزة، والجهود الدبلوماسية الدولية، والتحركات الأمريكية، وصولا إلى الفعاليات الرياضية العالمية.
ومن خلال هذا التقرير، نستعرض أبرز المستجدات، بدءا من العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، مرورا بالمواقف العربية والدولية، وصولا إلى الأحداث المرتبطة بالإدارة الأمريكية والأنشطة الأممية والرياضية.
ومن جانبها، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها صحيفة معاريف، بأن دوي الانفجارات الذي سمع في مدن وسط إسرائيل ناتج عن عمليات هندسية يجريها الجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة ضمن نشاطاته العسكرية المستمرة.
عمليات هندسية داخل غزةوأوضح جيش الاحتلال أن الأصوات ناجمة عن تفجيرات ميدانية تستهدف مواقع محددة في القطاع، مؤكدا أن هذه الإجراءات تأتي في إطار عملياته الأمنية لمواجهة التهديدات المتصاعدة من غزة.
كما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن الجيش نفذ عمليات تفجير لمبانٍ سكنية في مناطق انتشار قواته ببيت لاهيا شمالي القطاع، في سياق تدمير البنى التحتية التي يعتقد استخدامها لأغراض عسكرية.
من جانبه، أكد الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني، أن مصر تلعب دورا قياديا ومهما في دعم القضية الفلسطينية وحماية الشعب الفلسطيني، مشيدا بالتنسيق الوثيق بين القيادتين المصرية والفلسطينية لإفشال مخططات التهجير ووقف العدوان على غزة.
انتهاكات جسيمة بحق الأسرىوفي مداخلة هاتفية مع قناة إكسترا نيوز، حذر الهباش من الانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال منذ السابع من أكتوبر، واصفا هذه الممارسات بأنها "جرائم حرب مكتملة الأركان" تشمل الحرمان من الطعام والنوم والعلاج، إضافة إلى التعذيب والتنكيل الممنهج، كما تطرق إلى الوضع الصعب الذي يعيشه القائد مروان البرغوثي داخل العزل الانفرادي.
وقف إطلاق النار أحادي الجانبوانتقد الهباش استمرار العدوان الإسرائيلي رغم الحديث عن وقف لإطلاق النار، مشيرا إلى تجاوز عدد الشهداء حاجز 300 شهيد منذ إعلان الهدنة، وهو ما يعكس تجاهل إسرائيل للقرارات الدولية وإصرارها على استهداف المدنيين وتدمير البنية التحتية في القطاع.
التنسيق مع الإدارة الأمريكيةوفي سياق الحديث عن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أوضح الهباش أن الجانب الفلسطيني تعامل بإيجابية مع قرار مجلس الأمن والخطة الأمريكية باعتبارها مدخلا لوقف العدوان وإنهاء الاحتلال، مؤكدا أهمية الدور المصري في التنسيق مع واشنطن لضمان تنفيذ الخطة وتحقيق الاستقرار، ومنع إسرائيل من فرض حلول أحادية.
مواقف عربية تجاه معبر رفحوأعرب وزراء خارجية مصر والأردن والإمارات وإندونيسيا وباكستان وتركيا والسعودية وقطر عن قلق بالغ إزاء التصريحات الإسرائيلية بشأن فتح معبر رفح باتجاه واحد بهدف إخراج سكان غزة نحو الأراضي المصرية.
وشدد الوزراء على رفضهم القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين، مؤكدين ضرورة الالتزام الكامل بخطة ترامب التي تشمل فتح المعبر في الاتجاهين وضمان حرية الحركة دون إجبار السكان على المغادرة، مع توفير الظروف الملائمة لبقائهم وبناء مستقبلهم داخل وطنهم.
تشارك شخصيات بارزة من الدول المضيفة الثلاث: كندا، المكسيك، والولايات المتحدة، في مراسم سحب قرعة كأس العالم 2026.
وقد حضر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الفعالية، مرحبا بالمنتخبات ومتمنيا بطولة ناجحة، فيما شددت رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم على حرص بلادها على تقديم تجربة مميزة للفرق والجماهير.
أونروا: مأساة إنسانية غير مسبوقةوكشف فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا، أن قطاع غزة بات يضم أكبر عدد من الأطفال مبتوري الأطراف في التاريخ الحديث نتيجة الحرب، التي خلفت عشرات الآلاف من الإصابات الدائمة وسط انهيار شبه كامل للنظام الصحي، وصعوبة حصول الضحايا على العلاج وإعادة التأهيل.
ترامب يفوز بجائزة فيفا للسلامأعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالنسخة الأولى من "جائزة فيفا للسلام"، تقديرا لجهوده السياسية التي ساعدت في خفض التوترات خلال العام الماضي، وفق معايير اللجنة المُنشأة حديثا.
وأثار القرار ردود فعل واسعة بين مرحب ومتحفظ، نظرا للطابع السياسي غير المعتاد لمثل هذه الجوائز الرياضية.
وأعلن البنتاجون أن وزارة الخارجية الأمريكية وافقت على صفقة محتملة لبيع معدات ومركبات تكتيكية للجيش اللبناني بقيمة تقارب 90.5 مليون دولار، بهدف تعزيز جاهزيته وقدراته العملياتية في ظل التحديات الأمنية، في إطار سياسة دعم المؤسسات العسكرية اللبنانية وتقوية الشراكة الأمنية بين البلدين.