أكد علماء وباحثو المركز القومي للبحوث أن الصيام يقدم فوائد صحية عديدة للطلاب والمراهقين، سواء من حيث تعزيز التركيز الدراسي، أو دعم الجهاز المناعي، أو تحسين القدرات العقلية، مشددين على ضرورة اتباع نظام غذائي متوازن لتحقيق أقصى استفادة من هذه الفترة.

وأوضحت الدكتورة رانيا أحمد بسيوني، باحثة بقسم التغذية وعلوم الأطعمة بمعهد الصناعات الغذائية، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم أن الصيام قد يمثل تحديًا للطلاب بسبب مواعيد الدراسة، مشيرة إلى أهمية وجبة السحور كمصدر رئيسي للطاقة خلال النهار.

 

وأوصت بتناول البروتينات والكربوهيدرات المعقدة، والابتعاد عن الأطعمة المالحة والحلويات لتقليل الشعور بالعطش، مع الحرص على شرب كميات كافية من الماء.

أما بالنسبة لوجبة الإفطار، فأكدت رانيا بسيوني على ضرورة البدء بالتمر والعصائر الطبيعية ، يليها الشوربة الدافئة ، على أن يتم توزيع الوجبة الرئيسية بين المغرب والتراويح لتجنب التخمة واضطرابات الهضم.

وفي السياق ذاته، أشارت الدكتورة إيمان مصطفى، أستاذة بقسم التغذية وعلوم الأطعمة، إلى أن الصيام يلعب دورا مهما في تقوية جهاز المناعة، حيث يساعد على خفض مستويات ضغط الدم والكوليسترول والسكر، كما يحفز عمليات "الالتهام الذاتي"، التي تعمل على التخلص من الخلايا التالفة وتحفيز تجديد خلايا المناعة. 

ولفتت إلى الفوائد الدماغية للصيام، حيث يعزز الذاكرة ويحمي الخلايا العصبية من الأمراض التنكسية، من خلال تحسين وظائف "الميتوكوندريا"وهي أجزاء صغيرة داخل الخلايا تعمل كمحطات طاقة، حيث تنتج الطاقة التي يحتاجها الدماغ ليعمل بكفاءة وعندما تتحسن وظائف الميتوكوندريا، يصبح الدماغ أكثر قدرة على مقاومة الشيخوخة والتلف، مما يعزز التركيز والقدرة على التعلم.

وبالنسبة للمراهقين، شددت الدكتورة هدى حسين بكر مبروك، أستاذة بقسم التغذية وعلوم الأطعمة، على ضرورة التركيز على وجبة السحور التي يجب أن تحتوي على البروتينات والكربوهيدرات المعقدة مثل الخبز الأسمر، مع إضافة الدهون الصحية مثل المكسرات والأفوكادو.

وأوصت بتناول وجبات خفيفة بين الإفطار والسحور، مثل العصائر الطازجة أو مخفوقات الحليب مع التمر، وتجنب المشروبات الغازية والكافيين، لما لها من تأثير سلبي على التركيز.

وفيما يتعلق بتأثير الصيام على الأطفال المصابين بالتوحد، أوضحت فاطمة الزهراء أحمد حسين، الباحثة بقسم بحوث الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، أن الصيام قد يكون مفيدا لبعض الأطفال التوحديين، حيث يساعد في تنظيم الناقلات العصبية وتحفيز إفراز بروتين "عامل التغذية العصبية"، مما يعزز قدرتهم الإدراكية. لكنها شددت على ضرورة تقييم الحالة الصحية لكل طفل قبل اتخاذ قرار الصيام.

أما عن دور الصيام في تعزيز المناعة، أكدت الدكتورة نادية سامي، الباحثة بقسم الهرمونات بمعهد البحوث الطبية والدراسات الإكلينيكية، أن الامتناع عن الطعام لمدة 15-17 ساعة يوميا يساهم في تقليل الالتهابات وتحفيز الذاكرة المناعية، كما يعمل على تجديد خلايا المناعة عبر "الالتهام الذاتي".

وأضافت أن الصيام يعزز صحة الجهاز الهضمي من خلال دعم نمو البكتيريا النافعة وتقليل الالتهابات المعوية، فضلًا عن دوره في تطهير الكبد من السموم المتراكمة.

ولضمان تعزيز المناعة خلال الصيام، نصحت سامي ببدء الإفطار بأطعمة غنية بالفيتامينات والمعادن، وتجنب السكريات والدهون المتحولة، إلى جانب تناول الكربوهيدرات المعقدة في وجبة السحور، مثل الشوفان والبطاطا الحلوة، للحصول على طاقة تدوم لفترة أطول.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: رمضان نصائح للطلاب قومي البحوث المزيد أن الصیام على ضرورة

إقرأ أيضاً:

نصائح لحماية الأطفال خلال الأنشطة الرياضية في الطقس الحار

مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، تزداد المخاطر الصحية التي قد يتعرض لها الأطفال عند ممارسة الرياضة أو المشاركة في الأنشطة الخارجية، حتى الرياضيون المدربون جيدًا قد يعانون من مضاعفات صحية إذا لم تتخذ الاحتياطات اللازمة، خاصة عندما يتجاوز مؤشر الحرارة ٤٠ درجة.

الحشيش يهدد حياتك.. خطر صامت على القلب والمخ والأوعية الدمويةماذا يفعل المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا.. ستذهلك النتائج

ينصح الخبراء بتجنب التمارين الشاقة في الأوقات شديدة الحرارة، مع محاولة جدولة الأنشطة في الأوقات الأكثر برودة مثل ساعات الصباح الباكر أو بعد غروب الشمس، في حال ارتفاع درجات الحرارة بشكل مفرط، يُفضل تأجيل أو إلغاء النشاط.

كما أن تعويد الجسم تدريجيًا على التمارين في الأجواء الحارة على مدار أسبوعين يمكن أن يساعد في التكيف مع الطقس، من الضروري أيضًا منح الأطفال فترات راحة متكررة، وتوفير كميات كافية من المياه طوال الوقت، مع تجنب المشروبات السكرية، يُفضل كذلك تقديم وجبات خفيفة صحية ومغذية لدعم مجهودهم البدني.


ويجب الانتباه إلى أن الحرارة المرتفعة قد تؤثر سلبًا على الأطفال الذين يعانون من حالات طبية مثل الربو أو أمراض القلب، الرئة، أو الكلى، لذا يجب مراقبتهم عن كثب أثناء النشاط.

الحفاظ على صحة الأطفال في فصل الصيف يتطلب وعيًا وتنظيمًا دقيقًا لضمان سلامتهم أثناء الاستمتاع بالنشاط والحركة.
 

المصدر: ‏healthychildren

طباعة شارك الأطفال ممارسة الرياضة صحة الأطفال أمراض القلب المشروبات السكرية غروب الشمس

مقالات مشابهة

  • السفارة الليبية تبحث تسوية المستحقات المتأخرة للطلاب الموفدين لمصر
  • وزارة الأوقاف تعقد 27 ندوة علمية للأطفال عن صلة الأرحام .. صور
  • نصائح لحماية الأطفال خلال الأنشطة الرياضية في الطقس الحار
  • يونيسف: يمكن إنهاء سوء تغذية أطفال غزة خلال شهر إذا فتحت المعابر
  • أرسنال يعزز خط هجومه بصفقة من العيار الثقيل
  • كارثة صحية تهدد أطفال اليمن: نحو 4 آلاف حالة سوء تغذية حاد خلال 5 أشهر فقط!
  • تطور المنظومة الضريبية في الإمارات يعزز الاستدامة المالية والتنافسية الاقتصادية
  • الذكاء الاصطناعي يسلّح جهاز المناعة بـصواريخ لمهاجمة الخلايا السرطانية
  • عبر برنامج Driving Force.. صندوق الاستثمارات العامة يعزز مهارات أكثر من 50 ألف طالب حول العالم
  • تحذيرات أممية من اقتراب نفاد علاج سوء تغذية الأطفال في غزة خلال أسابيع