بالفيديو.. بدء عمليات إزالة الأنقاض في حلب
تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT
حلب- يقف عاجزا أمام ركام منزله ويقول بكلمات مرتجفة "رجعت إلى منزلي فوجدته كومة من الحجارة"، هكذا اختصر صالح العمر حال آلاف السوريين ممن تهجروا من مدينة حلب وعادوا إليها ليجدوا منازلهم مدمرة جراء القصف بالبراميل المتفجرة والقنابل الفراغية.
وفي حديث للجزيرة نت أوضح العمر أنه خرج وعائلته من حلب هربا من القصف إلى تركيا تاركا بيته قائما، ليجده مدمرا بشكل كامل جراء القصف والزلزال الذي حطم ما بقي من جدرانه.
وأضاف أنهم ينتظرون إزالة الأنقاض من قبل الجهات المختصة بسبب التكلفة العالية وعدم قدرتهم على تحمّلها، مطالبا بمساعدتهم في إزالتها بسرعة قصوى للانطلاق في ترميم منازلهم قدر المستطاع في ظل عجزهم عن بنائه بالكامل، بسبب ارتفاع أسعار مواد البناء وضيق الحالة المادية "خاصة بعد التهجير والنزوح الذي كنا نعيشه".
من جانبه، قال مدير مركز باب النيرب في الدفاع المدني السوري بمدينة حلب عبد المنعم الخطيب إنهم أطلقوا حملة في أحياء الشعار وقاضي عسكر وكرم حومد تهدف إلى إزالة 40 ألف متر مكعب من الأنقاض من الأماكن العامة والطرقات والأرصفة.
وأضاف أن المدة الزمنية التي وضعت للحملة هي 5 أشهر يشارك فيها 35 متطوعا من الدفاع المدني باستخدام 20 آلية ثقيلة، وأنه بعد الانتهاء يمكن إطلاق حملات أخرى في أحياء أخرى.
أما عن نقل الأنقاض من الممتلكات الخاصة فأوضح أنه لا بد من إجراءات قانونية من قبل صاحب العقار المدمر من خلال تقديم إثباتات يحصل عليها من مجلس المحافظة في حلب ليتم التعامل معها وإزالتها.
بدوره، قال علي حاضري للجزيرة نت إن بيته دمر في حي باب الحديد، وإنه استأجر بيتا آخر بعد العودة إلى حلب ولكنه لا يملك المال الكافي للاستمرار في الاستئجار.
إعلانودعا حاضري الحكومة السورية والدول الداعمة إلى تقديم المساعدات لتأمين منازل لهم بدل تلك المدمرة.
وأضاف أن إزالة الأنقاض فقط لا تؤمّن عودة الكثير من النازحين لأنهم لا يستطيعون إعادة بناء منازلهم التي دمرت بشكل كامل أو جزئي بسبب ضيق المعيشة وقلة فرص العمل، وإنما هي مناسبة فقط لمن يحتاج بيته إلى ترميم بتكاليف قليلة.
أما عبد الستار الناصر -وهو صاحب ورشة بناء في حلب- فقال للجزيرة نت إنه قبل أشهر كان الجمود يسيطر على فرص العمل، ولكن بعد سقوط النظام المخلوع وبدء الكثير من النازحين بالعودة ارتفعت هذه الفرص بنسبة 20%.
ولفت إلى أن الكثيرين توجهوا إلى ترميم بيوتهم المتضررة بشكل جزئي، في حين يقف أغلب العائدين عاجزين أمام منازلهم المدمرة بشكل كامل، والتي هي بحاجة لإزالة الأنقاض وإعادة البناء من جديد.
وفي حديث للجزيرة نت، أفاد رئيس مجلس مدينة حلب محمد عزيز بأن 60% من أحياء المدينة الشرقية مدمرة بشكل كامل، وتوزعت بين 8500 منزل مدمر بشكل كامل، و9400 منزل متصدع وبحاجة إلى هدم لاستحالة تدعيمها، بالإضافة إلى أعداد كبيرة قيد دراسة قواعدها الإنشائية للتأكد من سلامتها.
وأشار عزيز إلى أن التكلفة التقديرية لإزالة الأنقاض مرتبطة بحجم المتر مكعب، والمقدر بنحو 4 آلاف مليون متر مكعب من الأنقاض والركام الموجودة في المدينة، سواء كانت مدمرة أو بحاجة إلى تدمير ثم إزالتها، إذ تصل تكلفة المتر مكعب الواحد إلى 5 دولارات، مما يعني تكلفة أولية تصل إلى 12 مليون دولار.
وأضاف عزيز أن هذه التكلفة التقديرية لإعادة الإعمار لا يمكن تقديرها في الوقت الحالي في ظل عدم توفر الإحصائيات النهائية اللازمة التي يحددها نوع البناء واختلاف الأسعار بين مرحلة وأخرى، بالإضافة إلى أن البنية التحتية مدمرة بشكل كامل وبحاجة لإعادة تأهيل شبكات الماء والصرف الصحي والكهرباء والاتصالات، وتعبيد وتوسيع الطرق وتنظيم المدينة من العشوائيات.
إعلانولفت إلى أن مجلس مدينة حلب يمتلك معملا لإعادة تدوير الأنقاض يعملون على صيانته وإعادته للخدمة، والذي يمكن من خلاله فرز وعزل المواد الناتجة عن الأنقاض للاستفادة منها في إعادة صناعة البلوك والبلاط والرمل والبحص، وغيرها من المواد.
وإلى جانب حملة الدفاع المدني السوري انطلقت مبادرات وحملات أخرى تشاركية مع مجلس مدينة حلب لإزالة الأنقاض ضمن خطة زمنية تقدّر المرحلة الأولى بنحو العام.
وبعد الانتهاء من رفع الأنقاض ستكون المرحلة الثانية هي البدء بإعادة الإعمار والتي ترتبط بعوامل عدة، أهمها:
رفع العقوبات المفروضة على سوريا. مبادرة أهالي المنازل المدمرة -خاصة المدمرة بشكل جزئي- لإعادة ترميمها. مبادرات التجار والمنظمات الإنسانية والشركات.وأشار عزيز إلى أن عددا من أبناء الأحياء الذين عادوا إلى المدينة بدؤوا باستخراج التراخيص لإعادة الترميم بشكل ذاتي وبجهود شخصية، خاصة من دمرت بيوتهم جزئيا أو أولئك القادرين على إعادة البناء، و"هذا جعل عجلة الحياة تعود تدريجيا إلى حلب".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات لإزالة الأنقاض الدفاع المدنی إزالة الأنقاض للجزیرة نت الأنقاض من فی حلب إلى أن
إقرأ أيضاً:
لوباريزيان: أمل يولد من بين الأنقاض ومشاهد الدمار في غزة
قالت صحيفة لوباريزيان إن آلاف الغزيين بدؤوا العودة تدريجيا نحو الشمال، رغم حجم الدمار الهائل الذي خلفته الحرب، مبرزة دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ رسميا، بعد الإفراج عن الأسرى من كلا الجانبين.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد قال من على منبر الكنيست "اليوم انتهى الكابوس الطويل والمؤلم. دخل الاتفاق الموقع بين إسرائيل و(حركة المقاومة الإسلامية) حماس حيز التنفيذ"، وبالفعل أفرجت الحركة عن آخر 20 محتجزا إسرائيليا مقابل إطلاق نحو 1968 سجينا فلسطينيا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خطر يهدد الولايات المتحدة.. لماذا يختلف الأميركيون حول كل شيء؟list 2 of 2كاتب إيطالي: جيل جديد من المسيّرات الأميركية بخصائص باهرةend of listومع توقف حرب أودت بحياة 67 ألف شخص في غزة، ودمرت أكثر من 80% من البنية التحتية -حسب تقديرات الأمم المتحدة- تحاول المنظمات الدولية توفير الإغاثة رغم النقص الحاد في المواد الطبية والوقود، مع انتشار العدوى والجروح المفتوحة وحالات البتر.
ومع ذلك، ووسط مشاهد الخراب، يلوح بصيص من الأمل -حسب الصحيفة- تقول نيفين المدهون التي تعمل في مطبخ الحساء الشعبي "توقف الموت والناس يشعرون بأمان أكثر. لذا نحن سعداء"، علما أنها لاجئة في مصر ولا تفكر في العودة، لأن منزلها دمر، ولم يعد لديها شيء، كما تقول.
ويتنفس إياد (41 عاما)، أب لأربعة أطفال، الصعداء قائلا "نمنا جيدا لثلاث ليالٍ متتالية. لم يحدث ذلك منذ وقت طويل. نأمل أن يستمر هذا إلى الأبد"، ويضيف "كثير من أصدقائي عادوا إلى مدينة غزة. لكنهم اكتشفوا أن كل شيء قد دمر. قالوا لي إنهم لم يجدوا شيئا ليبدؤوا حياتهم من جديد".
لم يبق سوى الخرابكما يقول ماتيو بيشيه نائب المدير الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود "في الشمال لا يوجد شيء. لا طعام ولا ماء. يجب تحلية المياه هناك. ما تبقى هو الخراب. المنظر يشبه نهاية العالم. مدينة غزة تعرضت لقصف مكثف، والمباني مهدمة بالكامل".
ويواجه قطاع غزة تحديات ضخمة على المدى الطويل، من أبرزها -كما تشير الصحيفة- إزالة 60 مليون طن من الأنقاض وتطهير الأراضي من الألغام، في عملية قد تستغرق عقودا وتقدر تكلفتها بنحو 53 مليار دولار.
إعلانورغم دخول 400 شاحنة مساعدات يوميا وفق الاتفاق -كما تقول الصحيفة الفرنسية- تحذر المنظمات من أن حجم الكارثة يتطلب آلاف الشاحنات وفتحا دائما للمعابر.
أما من الناحية السياسية، فجدد ترامب في الكنيست رفض أي دور لحماس في مرحلة ما بعد الحرب، مع تأكيد مطلب نزع سلاحها، وذلك ما ترفضه الحركة كليا، رغم أنه من المتوقع تشكيل إدارة انتقالية دولية بإشراف لجنة فلسطينية غير سياسية لتسيير المرحلة المقبلة.
وفي الميدان، تصف شهادات الأهالي المشهد بأنه "حرب اقتصادية" جديدة، حيث تنعدم الموارد وفرص العمل، ولكن الأمل يبقى قائما في أن تحمل الأيام القادمة مستقبلا أفضل، لا سيما للأجيال القادمة.