يمانيون | صنعاء

أُقيمت بجامع الشعب بالعاصمة صنعاء اليوم فعالية تأبينية لشهيدي الأمة السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، بحضور رسمي وشعبي حاشد.

وفي الفعالية التي حضرها عضوا المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي وسلطان السامعي، نقل عضو السياسي الأعلى الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، في مستهلها تعازي فخامة المشير الركن مهدي محمد المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، وأعضاء المجلس والحاضرين وأحرار الشعب اليمني إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وحزب الله وأمينه العام الشيخ نعيم قاسم وإلى جماهير الأمة العربية من المحيط إلى الخليج والأمة الإسلامية بفقدان القائدين الشهيدين السيدين حسن نصر الله ورفيقه هاشم صفي الدين، اللذين خسرتهما الأمة”.

وقال “لحظات مهيبة في حياة الأمة عامة واليمنيين خاصة الذين لا يمكن أن ينسوا شخصية بحجم سيد الشهداء حسن نصر الله، الذي ضحّى من أجل أمته ودينه وأظهر ذلك التآزر الأخوي الصادق معنا منذ اليوم الأول للعدوان على بلدنا”.

وأكد الدكتور بن حبتور أن سيد الشهداء نصر الله استطاع أن يحفر لذاته أسم من نور في جبين الأمة كما استحق الشهادة بعد أن تم اغتياله بقرار من الولايات المتحدة الأمريكية والعدو الصهيوني.

ولفت إلى أن القتلة المجرمين صبّوا على الموقع الذي تواجد فيه السيد نصر الله 83 طنًا من الأسلحة لقتله .. مبينًا أن السيد نصر الله الذي عُرف بمواقفه الإنسانية ودفاعه عن الأمة لم يمت على الإطلاق ولن يموت، وسيظل أبناء الأمة يتذكرونه بكل فخر وإجلال كما سيتذكرون كل الأفكار التي قالها طيلة رحلته الجهادية.

كما أكد عضو السياسي الأعلى، أن الأمة تبذل أفضل ما لديها من رجال وعظماء من أجل فلسطين وتحريرها من البحر إلى النهر .. مجدّدًا تضامن اليمن المستمر قيادة وحكومة وشعبًا مع محور المقاومة الذي وقف وسيقف في وجه محور الشر الصهاينة الذي يبث في الأمة كل موضوعات الضلال والمؤامرات.

بدوره أكد رئيس مجلس الوزراء أحمد غالب الرهوي، أن الشعب اليمني يكن كل الحب والاحترام والإعزاز والإجلال للشهيد القائد الأيقونة السيد حسن نصر الله، لموقفه المبكر في الوقوف مع اليمن منذ اللحظات الأولى للعدوان عليه.

وعدد جانب من مآثر الشهيد وأقواله المتعددة الشهيرة في نصرة الشعب اليمني وتصديه بكلماته المزلزلة للأعداء وتخرصاتهم ومحاولاتهم النيل من هوية وتاريخ اليمنيين وشجاعتهم وبأسهم.

وتطرق الرهوي إلى انتصار تموز الذي قاده سيد الشهداء ضد العدو الصهيوني بكل قوة وحنكة وشجاعة وموقفه المبدئي في إسناد غزة وفصائل المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الصهيوني والذي توج باتفاق وقف إطلاق النار.

ولفت إلى أن الشهيد نصر الله هو سيد الشهداء والمقاومة والرجل الصادق الأمين والمخلص لأمّته وقضيتها المركزية، أفنى حياته في الجهاد ونصرة المستضعفين .. منوهًا بقيادته الفذة لحزب الله بعد استشهاد راغب حرب وعباس الموسوي، فكان خير خلف لخير سلف.

واختتم رئيس مجلس الوزراء كلمته بالقول “سلام الله على الشهيد حسن نصر الله ورفيقه الشهيد هاشم صفي الدين وجزاهما الله عنا جميعًا خير الجزاء”.

وفي الفعالية التي حضرها قيادات عليا في الدولة وأعضاء مجالس الوزراء والنواب والشورى وقيادات أمنية وعسكرية، أكد أمين العاصمة الدكتور حمود عباد، أن أجل الحديث عن سيد المقاومة والشهداء السيد حسن نصر الله، هو ما قاله قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، “أنه بذل كل طاقته وقدراته لله وفي سبيل الله نجماً مضيئاً في سماء المجاهدين وقائداً عظيماً، ومباركاً وموفَّقاً، حاملاً لراية الإسلام والجهاد، ومجسِّداً لقيم الإسلام وأخلاقه، وعزيزاً شامخاً، ثابتاً صابراً، شجاعاً أبياً، مخلصاً، وصادقاً، وناصحاً، وأميناً، ووفياً”.

وأوضح أن سيد الشهداء حسن نصر الله سيظل رمزًا لكل مجاهدي ومقاومي وأحرار العالم، بما سطره خلال مسيرة حياته الجهادية من مواقف وتضحيات في سبيل إعلاء راية الحق والإسلام والدفاع عن المظلومين ونصرة القضية الفلسطينية ومقدسات الأمة.

وأشار عُباد، إلى أن الشعب اليمني لن ينسى لسيد شهداء المقاومة حسن نصر الله، ذلك الموقف الشجاع في نصرة اليمن عندما صمت العالم تجاه مظلومية الشعب اليمني جراء العدوان الأمريكي، السعودي والإماراتي، وتكلم نصر الله وكان الناصر الوحيد.

من جهته أشار عضو المكتب السياسي لأنصار الله ضيف الله الشامي، إلى أن السيد نصرالله ترك إرثًا عظيمًا من التربية الحسنة والجهاد العظيم والثراء الفكري والجهادي والسياسي والأخلاقي، وأعطى الأمة الأمل بالانتصار وأطلق كلمته المشهورة “ولّى زمن الهزائم وأتى زمن الانتصارات”.

واعتبر شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصرالله هو الرجل الصادق والأمين الذي أمضى كل حياته في سبيل نصرة المستضعفين في فلسطين وارتقى شهيدًا على طريق القدس.

وقال الشامي “رجالنا وأحرارنا يبادلون السيد حسن نصر الله الوفاء بالوفاء، فيا سيد الصدق والوفاء وقائد المجاهدين إنا على العهد باقون وعلى الدرب سائرون”.

بدوره أشار عضو الهيئة العليا لرابطة علماء اليمن العلامة فؤاد ناجي إلى أن السيد نصرالله كان عالمًا مجاهدًا وقائدًا استثنائيًا، ناصرًا للمستضعفين، ساهم في تحرير لبنان وصرخ في وجه العدوان الأمريكي، السعودي والإماراتي على اليمن.

وأوضح أن الشهيد السيد نصرالله كان رجل المرحلة ومفتتح زمن الانتصارات على قوى الاستكبار العالمي “أمريكا وإسرائيل”، وقال “بشهادة السيد نصرالله لن تسقط راية الحق والمقاومة وسيكتشف العدو أنه أخطأ حين ظن أنه سيقضي على حزب الله بقتل القادة.

وأضاف “لقد نال السيد نصر الله الشهادة في سبيل الله بعد مضي عشرات السنين في ساحات القتال والمضي على طريق القدس”.

وأكد العلامة ناجي، أن من حكمة الله تعالى، أن يجعل دماء الشهداء وقودًا للنصر ودافعًا للمجاهدين للمضي بصلابة أكبر وقوة أعظم، وعزيمة أقوى ومعنويات أعلى .. لافتًا إلى أن الشهيد حسن نصر الله سيظل مدرسة العزة والكرامة وعنوانًا للتضحية والعطاء.

حضر الفعالية سفير الجمهورية الإسلامية الايرانية لدى اليمن محمد رضائي وحشد غفير من المواطنين ومحبي الشهيدين.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: السید حسن نصر الله السیاسی الأعلى هاشم صفی الدین السید نصرالله الشعب الیمنی سید الشهداء السید نصر فی سبیل إلى أن الله ا

إقرأ أيضاً:

الجامع الأزهر: الهجرة من الباطل أساس نصر الأمة وصلاح المجتمع

عقد الجامع الأزهر، اللقاء الأسبوعي للملتقى الفقهي (رؤية معاصرة) تحت عنوان "الصراع بين الحق والباطل" "من دروس الهجرة" رؤية فقهية. 

الهجرة النبوية.. أين اختفت الجمال الثلاثة عن أعين المشركين؟ معجزات ربانيةملتقى الأزهر يناقش «الهجرة والتحول الحضاري» في إطار معالجاته لقضايا العصر

ويستضيف الملتقى: الدكتور حسن الصغير، المشرف العام على لجان الفتوى بالأزهر الشريف، والأمين المساعد لمجمع البحوث الإٍسلامية، والدكتور مجدي عبد الغفار، الرئيس السابق لقسم الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية أصول الدين، وأدار الحوار الدكتور هاني عودة، مدير الجامع الأزهر.

في مستهل الملتقى أكد الدكتور مجدي عبد الغفار على أن الصراع الدائر بين الحق والباطل صراع متواصل، وعلينا الحذر من مسلك أهل الباطل الذين يكونون سببا في الضرر لكل من حولهم، مع ضرورة  الانحياز إلى سبيل أهل الحق لما يجلبه من رحمة وخير وعدل، لأن الأمة الإسلامية هي أمة الحق لهذا قال القرآن الكريم: ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾. 

وفي هذا دليل على أن هذه الأمة تنطلق إلى الحق لتظل راية الحق خفاقة في كل مكان، كما أن نصرة الحق شرف لا يحاذيه شرف، ولنعلم أن نصرة الحق تتطلب عزيمة وصبرا وتحملا للمشقة، لما يترتب على ذلك من جزاء عظيم؛ وهو رضا الله سبحانه ورضا رسوله صلى الله عليه وسلم.

وأوضح الدكتور مجدي عبد الغفار أن هناك أربع قواعد أساسية للدفاع عن الحق، أولًا: من الخطأ الاعتقاد بأن من لا يعرف الحق سيدافع عنه أو ينصره في يوم من الأيام، وعلينا ألا ننخدع بالشعارات التي في ظاهرها دعوة للحق وفي باطنها مكيدة وخدعة لإلحاق الإضرار بنا، ثانيًا: لا يمكن أن يدافع عن الحق من لا يحسن عرضه أو لا يستطيع الدفاع عنه، لأنه سيكون في هذه الحالة كمن يقتل نفسه، ثالثًا: يجب أن يمتلك المدافعون عن الحق الفراسة لمعرفة المواطن الصحيحة لنصرة هذا الحق، رابعًا: من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من لا يعرف مسالك أهل الباطل، حتى لا ينخدع، ففي هذه القواعد الأربع ضرورة لازمة لانتصار أهل الحق وغلبتهم، وبهذه القواعد الأربع كانت دولة المسلمين الأوائل مثالًا يحتذى به في الحق، مشيرًا إلى إنه بالنظر في سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، نجد أنه بعدما تآمر عليه المشركون سعيًا لإجهاض الدعوة التي جاء بها، جاءت مكيدتهم لتؤكد أن أهل الباطل يتكاتفون فيما بينهم، وأن ما يجمعهم هو التكالب على الحق، ولذلك، اختاروا فتى شابًا من كل قبيلة، درءًا لمطالبة أي طرف بالثأر لنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، هذا هو الواقع الذي نشهده اليوم، أن تجمع مواطن القوة في كل دولة كبرى لتوحيد جهودهم ضد هذه الأمة.

من جهته ذكر الدكتور حسن الصغير أن الصراع بين الحق والباطل هو في حقيقته صراع داخلي، وهجرة كل منا من الباطل الكامن في داخله هي هجرة واجبة في هذه الأيام، وهذا هو ما يفهم من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية" وحديثه صلى الله عليه وسلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هاجر ما نهى الله عنه"، ونحن أحوج ما نكون هذه الأيام إلى هذه الهجرة الداخلية التي تحقق صلاح الإنسان مع ذاته ومع من حوله، ويجب أن ندرك الحق الحقيقي كي لا ننخدع بالدعوات الزائفة، وعلينا أن نكون أكثر تفاؤلاً، فالنظرة السوداوية قد تسقط الإنسان في شراك الباطل.

وبين الدكتور حسن الصغير أن الوفاء بالحقوق المتبادلة بين الناس يعتمد بشكل كلي على هذه الهجرة الداخلية، فمن المستحيل أن تؤدى هذه الحقوق ما لم يتمسك الإنسان بالحق، وينتصر داخليًا على رغبات الباطل ويتجرد منها كليا، وأشار إلى أن الخلافات المستشرية في مجتمعاتنا اليوم بين الأزواج، وبين الأخوة في قضايا الميراث، وبين التجار، إلى أخره، لا سبيل لإصلاحها إلا بامتلاك الإنسان القدرة على هذه الهجرة الداخلية، وما نرصده اليوم من أنماط من الانحراف في السلوك تحتاج منا إلى ضرورة العودة إلى طريق الحق، كما أن ما تواجهه أمتنا اليوم من تحديات لا يمكن لأمتنا أن تحقق النصر فيه، بدون هذه الهجرة الداخلية لأفرادها،  لأن انتصار الحق داخل الأفراد ينعكس على الواقع العام لهذه الأمة.

من جانبه شدد مدير الجامع الأزهر على ضرورة أن يتوافق الحق مع شرع الله تعالى، وأن يدعو إلى الخير والعدل والرحمة، إذ إن كل ما يخالف ذلك ويقود إلى الظلم والفساد والضلال؛ فهو باطل لا خير فيه، وهذا أمر يجب أن ندركه جميعًا، فالصراع بين الباطل والحق لن يحسم لصالح الحق ما لم نلتزم به بالحق والخير في كل شيء، فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، رغم كل ما تعرض له من أذى، كان دائمًا داعيًا للحق والصلاح، لهذا كان النصر حليفه في كل خطوة يخطوها،  ولو تأملنا في صراعات الحق والباطل عبر الأمم السابقة؛ حينها سندرك أن الغلبة في نهاية المطاف كانت دائمًا للحق، وهذه سنة كونية نتيجتها حتمية لهذا الصراع الأزلي، الذي مهما تعددت أشكاله، فإن نتيجته لا تتغير، وما يحدث في العالم اليوم من كيل بمكيالين ليس دعوات للحق والصلاح كما يحاولون أن يخدعونا، بل هو باطل يسعون من خلاله إلى باطل آخر.

يُذكر أن الملتقى "الفقهي يُعقد الاثنين من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى الفقهي إلى مناقشة المسائل الفقهية المعاصرة التي تواجه المجتمعات الإسلامية، والعمل على إيجاد حلول لها وفقا للشريعة.

طباعة شارك الجامع الأزهر الأزهر الشريف الملتقى الفقهي الهجرة دروس الهجرة

مقالات مشابهة

  • الجامع الأزهر: الهجرة من الباطل أساس نصر الأمة وصلاح المجتمع
  • طهران تقدم شكرها للمرجعية الدينية وشعب العراق وقواه السياسية على مساندة الشعب الإيراني
  • العرباوي: نندد بالعدوان الوحشي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني
  • الشيخ خالد الجندي: الإسلام الدين الأكثر انتشارا رغم كل محاولات التشويه
  • وقفات بجامعة الحديدة تندد بالعدوان الصهيوني الأمريكي على غزة وإيران
  • الضربات في إيران والصراخ في صنعاء.. تضليل حوثي عابر للقارات
  • مؤتمر صحفي للمتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا حول التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس بدمشق
  • للنقاش الهادئ
  • نادر السيد: جون إدوارد يمتلك خبرات كبيرة في منصب المدير الرياضي
  • المسرحية الفاضحة