أبحاث علمية: أغنى دول تساهم بأعلى معدلات الانقراض خارج حدودها
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
أظهرت دراسات وأبحاث علمية حديثة أن أغنى دول العالم "تصدّر الانقراض" من خلال تدمير التنوع البيولوجي على المستوى العالمي بما يعادل 15 مرة أكثر من تدميره داخل حدودها.
وذكرت دراسة صادرة في مجلة "نيتشر" الأميركية، بحثت في كيفية تدمير نقاط التنوع البيولوجي المهمة بسبب طلب البلدان الغنية على منتجات مثل لحوم البقر وزيت النخيل والأخشاب وفول الصويا، أن معظم موائل الحياة البرية تتعرض للتدمير، خاصة في البلدان ذات الغابات الاستوائية.
وتوصلت الدراسة إلى أن الدول الغنية مسؤولة عن 13% من الخسائر العالمية في الموائل الحرجية والغابات خارج حدودها. وكانت الولايات المتحدة وحدها مسؤولة عن 3% من تدمير الموائل الحرجية خارج حدودها.
وحسب الدراسة، يحدث القدر الأكبر من إزالة الغابات في الأماكن ذات المستويات العالية من التنوع البيولوجي، مثل إندونيسيا والبرازيل ومدغشقر، بينما تعد الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا واليابان والصين والمملكة المتحدة الدول الأكثر تأثيرا على الغابات في الخارج.
استيراد يسبب الانقراضوقال البروفيسور من جامعة برينستون ديفيد ويلكوف، وهو أحد المشاركين في الدراسة، "من خلال استيراد الغذاء والأخشاب، فإن هذه الدول المتقدمة تصدر الانقراض بشكل أساسي، حيث تسعى الدول الأكثر تقدما للحصول على طعامها من الدول الأكثر فقرا وأكثر تنوعا بيولوجيا في المناطق الاستوائية، مما يؤدي إلى فقدان المزيد من الأنواع".
إعلانوفي دراسة منفصلة نشرتها دورية "ساينس" البريطانية، قال المؤلف الرئيسي للدراسة البروفيسور أندرو بالمفورد من جامعة كامبريدج إنه مع قيام الدول في المناطق المعتدلة مثل أوروبا بالحفاظ على المزيد من الأراضي، فإن النقص الناتج في إنتاج الغذاء والأخشاب سوف يتعين تعويضه من مناطق مثل أفريقيا وأميركا الجنوبية.
وبحثت الدراسة تأثير 24 دولة ذات دخل مرتفع (والتي شملت أكبر اقتصادات العالم) على أكثر من 7500 نوع من الطيور والثدييات والزواحف التي تعتمد على الغابات.
ولم يأخذ الباحثون في الاعتبار أنواع المحاصيل المزروعة، لكن الأبحاث السابقة أظهرت أن حوالي 80% من الأراضي الزراعية تُستخدم لإنتاج اللحوم والألبان.
وأشار بالمفورد إلى أن المناطق ذات الأهمية الأكبر للطبيعة ستدفع ثمن جهود الحفاظ على البيئة في الدول الغنية ما لم نعمل على إصلاح هذا الخلل، الذي يمكن الحد منه بالتقليص من طلب السلع ذات البصمة البيئية العالية مثل لحوم البقر، وأن تستهدف تلك الجهود المناطق الأكثر تنوعا بيولوجيا، وكذلك المناطق التي تكون فيها إمكانات إنتاج الغذاء أو الأخشاب محدودة.
تأثير البلدان الغنيةوتحدث البلدان الغنية أكبر قدر من التأثيرات على الأنواع في الغابات الاستوائية الأقرب إليها، فالولايات المتحدة التي تسببت في أكبر قدر من الدمار خارج حدودها، وفق الدراسة، كان لها التأثير الأكبر في أميركا الوسطى، في حين كان للصين واليابان تأثير أكبر على الغابات المطيرة في جنوب شرق آسيا.
من جهته، قال أليكس ويبي الباحث في علم البيئة وعلم الأحياء التطوري بجامعة برينستون الأميركية إنه من خلال تكثيف عمليات من الخارج أصبحت البلدان الغنية تؤثر بشكل كبير على الأنواع في جميع أنحاء العالم، وهو ما يمثل تحولا جديا في التهديدات للحياة البرية.
إعلانوعلى الصعيد العالمي، يعد فقدان الموائل الطبيعية أكبر تهديد لمعظم الأنواع، ويحدث حوالي 90% من ذلك بسبب تحويل الموائل البرية إلى أراضٍ زراعية.
وحسب دراسة سابقة لموقع "غلوبال فوريست"، أدت التأثيرات البشرية فعليا إلى فقدان حوالي 40% من غابات العالم، ومن عام 2002 إلى عام 2021، فُقدت 68.4 مليون هكتار من الغابات الرطبة، أي 16% من إجمالي الغطاء الشجري في الفترة الزمنية نفسها، وتراجع إجمالي مساحة الغابات الأولية الرطبة على مستوى العالم بنسبة 6.7%.
كما جاء في تقرير صادر عن الصندوق العالمي للطبيعة البرية أن عدد الثدييات والطيور والزواحف والأسماك على الأرض انخفض بنسبة 69% خلال الخمسين عاما الماضية، كما أن عدد حيوانات المياه العذبة في الأنهار والبحيرات تراجع بنسبة 84% مقارنة بعام 1970.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قمة الويب تغي ر المناخ التنوع البیولوجی البلدان الغنیة خارج حدودها
إقرأ أيضاً:
أبحاث جديدة تكشف نتائج واعدة بشأن علاج سرطان القولون والمستقيم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يحتلّ سرطان القولون والمستقيم المرتبة الثانية كأكثر مسببات الوفاة شيوعًا في الولايات المتحدة، وفقًا للجمعية الأمريكية للسرطان.
تُقدّر الجمعية أن هذا المرض سيتسبب بإصابة أكثر من 150 ألف أمريكي ووفاة 53 ألف شخص.
قدّمت دراسات جديدة عُرضت في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري (ASCO)، الذي نُظم خلال الأيام القليلة الماضية، نتائج واعدة فيما يتعلق بالتدخلات الدوائية ونمط الحياة، والنظام الغذائي وممارسة الرياضة وتأثيرها على المرض.
أوضحت الجمعية الأمريكية للسرطان أنّ تشخيص سرطان القولون والمستقيم قد انخفض بشكل عام في العقود الماضية بفضل تحسّن إجراءات الفحوصات المبكرة إلى حدٍ كبير.
لكن أصبحت معدلات الإصابة تزداد بين الشباب، مع تقدير الأبحاث أنّ سرطان القولون والمستقيم سيصبح السبب الرئيسي للوفاة بالسرطان بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و49 عامًا بحلول عام 2030.
لَفَتت أبحاث سابقة إلى أنّ ممارسة التمارين الرياضية بانتظام قد تُحسّن معدلات البقاء على قيد الحياة لمرضى سرطان القولون والمستقيم.
وأكدت دراسة جديدة، نُشرت في مجلة "New England Medicine" وعُرضت في مؤتمر الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري الأحد، هذه النتائج خلال بيانات تجارب سريرية موثوقة.
تابع الباحثون بين عامي 2009 و2024، نحو 900 مريض بسرطان القولون كانوا قد أكملوا العلاج الكيميائي، وتلقى نصف هذا العدد كتيبًا إرشاديًا يشجعهم على اتباع نمط حياة صحي يشمل التغذية الجيدة وممارسة الرياضة، بينما تم توجيه النصف الآخر أيضًا لاستشاري نشاط بدني لمدة ثلاث سنوات.
وجد الباحثون انخفاضًا بنسبة 28% في خطر عودة المرض أو الإصابة بسرطان جديد لدى المرضى الذين خضعوا لبرنامج التمارين الرياضية.
بلغ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات من دون مرض 80% للمجموعة التي تلقت استشارة رياضية، مقارنةً بنسبة 74% للمجموعة التي تلقت الكتيب فحسب.
بمعنى آخر، استطاع برنامج التمارين الرياضية منع عودة المرض أو الإصابة بسرطان جديد لدى مريض واحد من كل 16 مريضًا.
قال أستاذ علم الأورام بجامعة كوينز بأمريكا والمؤلف المشارك للدراسة الجديدة، الدكتور كريستوفر بوث: "هذه الفائدة تُضاهي فائدة العديد من أدوية السرطان عالية الجودة لدينا، إذا لم تتجاوزها".
وأضاف: "يجب اعتبار التمارين الرياضية عنصرًا أساسيًا في علاج سرطان القولون".
لا يزال العمل جاريًا لفهم سبب قدرة التمارين الرياضية على تقليل خطر الإصابة بالسرطان، ولكن يعتقد الخبراء أنّ ذلك قد يرتبط بكيفية مساهمة التمارين الرياضية في تقليل مستوى الالتهاب في الجسم.
كما وجدت دراسة جديدة أخرى عُرضت في مؤتمر الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري الأحد أنّ الأنظمة الغذائية المضادة للالتهابات ساعدت أيضًا في تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة للأشخاص المصابين بسرطان القولون في المرحلة الثالثة.
استنتجت الدراسة أنّ المرضى الذين لجأوا إلى أنظمة غذائية أكثر مقاومة للالتهابات، شملت القهوة، والشاي، والخضار الورقية، وتمتعوا بمستوى أعلى من النشاط البدني، شهدوا انخفاضًا في خطر الوفاة بنسبة 63% مقارنةً بالمرضى الذين تناولوا أنظمة غذائية أكثر تسببًا للالتهابات، بما في ذلك اللحوم الحمراء، واللحوم المصنعة، والحبوب المكررة، والمشروبات المحلاة بالسكر، ومارسوا أنشطة بدنية بمستوى أقل.
قالت الزميلة السريرية في قسم أمراض الدم والأورام بـ"معهد دانا فاربر للسرطان" والمؤلفة الرئيسية للدراسة، الدكتورة سارة تشار: "عندما ننظر إلى معدل الإصابة بسرطان القولون لدى الأفراد الأصغر سنًا.. يوحي لنا ذلك بوجود عامل بيئي، سواء من الأطعمة التي نتناولها، أو نمط حياتنا، أو المواد الكيميائية التي قد تكون موجودة في طعامنا، أو أشياء أخرى، قد تكون مسؤولة عن هذه المعدلات بعيدًا عن نطاق العوامل الوراثية وحدها".
وأضافت: "لذا من المهم للغاية بالنسبة لنا في المجال الطبي ألا نفكر في كيفية تأثير أنظمتنا الغذائية ونمط حياتنا على خطر الإصابة بهذا السرطان فحسب، بل التفكير أيضًا في كيفية تعامل الأشخاص معه بعد الإصابة به".
في الدراسة التي يقودها بوث، تم تطوير "وصفة تمارين رياضية" لكل مشارك بناءً على حالة كل مريض.
وأوضح بوث أنّ غالبية المشاركين تمكنوا من تحقيق الزيادة المطلوبة في النشاط البدني خلال ممارسة المشي السريع لمدة ساعة تقريبًا لثلاث أو أربع أيام في الأسبوع.
وأضاف أن التدخلات المتعلقة بنمط الحياة مثل ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي، تُعتبر مستدامة أيضًا للأنظمة الصحية، لكن من الضروري أن يساعد النظام في دعم المرضى بالوصول إلى الموارد اللازمة للتدخلات السلوكية.