الجزيرة:
2025-12-08@14:29:34 GMT

اتفاق غزة بين تحالفات ترامب ونتنياهو وخلافاتهما

تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT

اتفاق غزة بين تحالفات ترامب ونتنياهو وخلافاتهما

واشنطن- يتعرض اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة لاختبار عسير بعد تأجيل إسرائيل الإفراج عن أكثر من 620 فلسطينيا كما هو مخطط عقب إطلاق حركة حماس سراح 6 رهائن أحياء وتسليم جثث 4 قتلى.

وتدعي إسرائيل انتهاك الحركة لتعهداتها من خلال التصميم على تنظيم مراسم تسليم المحتجزين والرهائن، التي ترى أنها "مهينة"، وطالبت بتعهد حماس بإنهاء "الاحتفالات التي تحط من كرامة رهائننا والاستخدام الساخر لرهائننا لأغراض دعائية".

من جانبها، تقول حماس إن المحادثات مع إسرائيل بشأن مزيد من الخطوات في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مشروطة بالإفراج عن السجناء الفلسطينيين كما هو متفق عليه، ودعت الحركة الوسطاء -وخاصة الولايات المتحدة- إلى الضغط على إسرائيل.

ويتأرجح الموقف الأميركي بين تصريحات الرئيس دونالد ترامب التي تبدو عديمة السياق، وتبتعد عن تفاصيل الأزمة والاتفاق، وبين نهج كبار مساعديه وعلى رأسهم ستيفن ويتكوف الذي يبدو مصمما على إنجاز الاتفاق.

وفي حديث مع شبكة "سي بي إس" قال ويتكوف إن "القضية الأساسية اليوم هي كيف ننجز المرحلة الثانية، ثم نضع خطة لإعادة إعمار غزة"، لكن ويتكوف طالب لاحقا "بضرورة تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق".

إعلان

ومنذ بدء العمل باتفاق غزة، يكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القول إنه يعتبر الاتفاق المكون من 3 مراحل مرحلة واحدة فقط، تهدف إلى تحرير أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين مع إحباط أي جهود لإجبار إسرائيل على الانسحاب الكامل من غزة أو خطة إعادة إعمار تشمل بقاء الفلسطينيين في غزة.

خلافات أم تكتيكات؟

كان من المقرر أن تبدأ المفاوضات حول تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق في موعد لا يتجاوز تاريخ 3 فبراير/شباط الحالي، لكن نتنياهو رفض تفويض المفاوضين الإسرائيليين ببدء المحادثات، وبدلا من ذلك، سافر إلى واشنطن، حيث كان أول زعيم أجنبي يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومنذ تلك الزيارة، صعّد نتنياهو تهديداته باستئناف الحرب في غزة.

وبموجب الاتفاق الذي وقعته إسرائيل، كان من المفترض أن يدخل نحو 60 ألف منزل متنقل و200 ألف خيمة إلى غزة، إلى جانب معدات ثقيلة لإزالة الأنقاض، لكن إسرائيل منعت هذه الشحنات بشكل شبه كامل، في إشارة واضحة إلى رفضها تنفيذ التزامات المرحلة الأولى، في حين لم تعبر واشنطن علنا عن رفضها لعدم التزام إسرائيل ببنود الاتفاق.

من ناحية أخرى، أشار السفير ديفيد ماك مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون الشرق الأوسط، في تصريح للجزيرة نت إلى أن "المسؤولين الأميركيين يحبسون أنفاسهم بسبب مخاوف انهيار اتفاق غزة، وعلى عكس الإدارة السابقة لجو بايدن لا يبدو فريق ترامب ملتزما بسيناريو خطة الثلاث مراحل".

ومن الجدير بالذكر أن ويتكوف يعتزم السفر غدا إلى مصر وقطر والسعودية والإمارات، وسيبدأ رحلته في المنطقة من إسرائيل، حيث يهدف إلى ضمان استمرار اتفاق غزة، ولكنه قال إن "الشيطان يكمن في التفاصيل".

وعن أبرز الخلافات بين إدارة ترامب والحكومة الإسرائيلية حول طريقة إنهاء الحرب ومستقبل غزة، قال كبير الباحثين بمعهد دول الخليج العربية بواشنطن حسين أبيش للجزيرة نت إن "طبيعة الخلافات ليست واضحة، فليس لدى ترامب موقف حقيقي بشأن الطريقة التي يريد أن تنتهي بها الحرب، على الرغم من أنه كان واضحا أنه يرغب في توقفها".

إعلان

وأضاف أن ترامب قد يضغط على نتنياهو إذا أُعجب بما توصلت إليه دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن التي اجتمعت في السعودية مؤخرا، وبما سيتوصل إليه اجتماع جامعة الدول العربية الذي سيعقد بكامل هيئتها في القاهرة.

"حيث تبحث الدول العربية الخطة التي تنطوي على إعادة إعمار غزة، وقوى استقرار ما بعد الصراع التي قد تسهم فيها، وكل ذلك يقوم على إنشاء سلطة مدنية فلسطينية جديدة غير مرتبطة بحماس" حسب قوله.

خلافات ترامب ونتنياهو

اعتبر الباحث أبيش في حديثه للجزيرة نت أن مصير اتفاق غزة والانتقال للمرحلة الثانية كما كان مخططا له في الأصل "ربما يعتمد في الغالب على ترامب نفسه".

واسترجع أبيش مشاورات مرحلة ما قبل التوصل لاتفاق، وقال إن "السبب الوحيد لموافقة نتنياهو على دخول المرحلة الأولى هو الضغط من ترامب، فلقد نجح نتنياهو لعدة أشهر في تجاهل ضغوط الجمهور الإسرائيلي الذي يريد استعادة المحتجزين والجيش من قطاع غزة لأنه كان بإمكانه التعامل معه، لكن بمجرد أن بدأ ترامب بالضغط عليه، تغيرت الأوضاع".

ويرى أبيش أن نتنياهو الآن يحاول إيجاد أي فرصة لتجنب الذهاب للمرحلة الثانية، "لأنه باكتمالها ستنتهي الحرب، وسيكون من الواضح أن إسرائيل اتخذت قرارا إستراتيجيا بالسماح لحماس بالبقاء في السلطة في غزة، حيث يفضل العودة إلى حالة حرب شاملة في غزة دون الانتقال للمرحلة الثانية".

"لكن الشعب والجيش الإسرائيليين سيظلون يضغطون عليه، وإذا استمر ترامب بالقول إنه مصمم على إخراج جميع الرهائن، وهو ما لا يمكن القيام به إلا بنهاية المرحلة الثانية، فمن المحتمل أن يضطر نتنياهو إلى الموافقة على ذلك" يقول أبيش، ويضيف أن "العامل الحاسم سيكون ترامب".

في حين قال السفير ماك إن "حكومة نتنياهو تحتاج إلى مواصلة الحرب مع حماس من أجل الحفاظ على الائتلاف اليميني الحالي، بينما نتنياهو نفسه مهتم بالبقاء في السلطة والخروج من قضية التهديد بالمحكمة أكثر من اهتمامه بعملية سلام ثابتة في غزة، حتى لو أعادت حماس جميع الرهائن المتبقين، أحياء أو أمواتا، لا أعتقد أن إسرائيل ستسحب كل قواتها من المناطق الحدودية أو توقف تهديد الهجمات الجوية في المستقبل".

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات اتفاق غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

محللون: هذه العقبات تواجه الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة

فيما بدا سباقا مع محاولات إسرائيل التنصل من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، خرجت تسريبات عن قرب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطوات عملية لتنفيذ المرحلة الثانية منه، وهو أمر سيواجه كثيرا من العقبات، كما يقول محللون.

فقد نقلت صحيفة يسرائيل هيوم عن مصادر أن ترامب يمارس ضغوطا كبيرة على تل أبيب من أجل الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق، في حين قالت قناة "24 نيوز"، إن واشنطن ستعلن منتصف الشهر الجاري تشكيلة مجلس السلام الذي سيشرف مؤقتا على إدارة القطاع وتثبيت الاتفاق وإعادة الإعمار.

في الوقت نفسه، يواصل الوسطاء خصوصا في مصر وقطر وتركيا التأكيد على ضرورة الالتزام بما تم الاتفاق عليه وخصوصا ما يتعلق بالقوة الدولية التي لا ينبغي أن تشتبك مع الفلسطينيين على الأرض، وهو عكس ما تريده إسرائيل.

كما أعربت الدول الإسلامية الـ8 المشاركة في الاتفاق عن قلقها من تصريحات إسرائيل بشأن فتح معبر رفح أمام الفلسطينيين لمغادرة القطاع، داعية للالتزام بكل ما نص عليه الاتفاق، الذي قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إنه "يمر بلحظة مفصلية".

لكن تشكيل هذه القوة يمثل تحديا كبيرا أمام الجميع لأن إسرائيل تريد منها القيام بمهمة نزع سلاح المقاومة نيابة عنها في حين تريدها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والوسطاء لحماية الفلسطينيين وإخراج قوات الاحتلال من القطاع.

تفسيرات خاصة

ومن هذا المنطلق، فإن هذه القوة تمثل نقطة الخلاف الكبيرة بين كافة الأطراف، فضلا عن أن كل طرف من الأطراف لديه تفسيره الخاص بالمرحلة الثانية كمصطلح، كما يقول الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجاني.

فإسرائيل، حسب ما قاله الدجاني في برنامج "مسار الأحداث"، تريد قوة دولية للاشتباك مع المقاومة وتدمير أنفاقها ونزع سلاحها، حتى يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الدول العربية والإسلامية تقوم بما قام به هو على مدار عامين، ومن ثم فليس ممكنا اتهامه بارتكاب جرائم حرب.

إعلان

في المقابل، تريد المقاومة قوة لمراقبة تنفيذ الاتفاق وحماية الفلسطينيين وترسيخ المقاربة السياسية نحو إقامة الدولة الفلسطينية، وهذا ما يجعل حتى الوسطاء مختلفين بشأن شكل هذه المرحلة، حيث تؤيد مصر وقطر وتركيا الموقف الفلسطيني في حين تدعم الولايات المتحدة الموقف الإسرائيلي، برأى الدجاني.

والمشكلة، برأي المحلل نفسه، أن ترامب يحاول تجاوز هذه التعقيدات من خلال طرح النتائج قبل مناقشة التفاصيل، ومن ثم فهو يريد تشكيل القوة الدولية ثم مناقشة صلاحياتها لاحقا، وهذا ما يرفضه الوسطاء والفلسطينيون.

ولا يختلف المسؤول السابق في الخارجية الأميركية توماس واريك مع حديث الدجاني، لكنه يعتقد أن تشكيل هذه القوة هو المخرج الوحيد حاليا لإنقاذ الاتفاق، مؤكدا أن إسرائيل لن تنسحب من غزة أبدا قبل تشكيلها.

لذلك، يريد ترامب تكليف ضابط أميركي رفيع لقيادة هذه القوة على أن يناقش لاحقا تفاصيل عملها مع الدول العربية والإسلامية، وهو ما يعكس تحديه للجميع، وفق واريك، الذي لا يتوقع تشكيل هذه القوة قبل فبراير/شباط المقبل.

ويرى المسؤول الأميركي السابق -الذي أقر بعدم التزام إسرائيل بكثير من بنود الاتفاق- أن عدم قبول حماس بتسليم سلاحها هو المشكلة الأساسية لأنها تمنح نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية– فرصة لعدم الانسحاب.

مهام القوة الدولية

بيد أن الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي يعتقد أن واشنطن وتل أبيب تريدان نزع حق الفلسطينيين في المقاومة وليس نزع سلاح حماس فقط.

والدليل على ذلك، كما يقول البرغوثي، أن خلافا كبيرا يدور حاليا حول مهام القوة الدولية التي نص عليها الاتفاق، حيث يريدها العرب لحفظ السلام في حين تريدها إسرائيل لنزع السلاح، في حين تتخذ أميركا موقفا ضبابيا.

وحتى تكليف إدارة أجنبية بإدارة القطاع لا يزال مرفوضا من جانب المقاومة والوسطاء العرب وخصوصا المصريين، الذين قال البرغوثي إنهم أكدوا على هذا الموقف بشكل واضح.

أما في إسرائيل فيسود خلاف داخلي متزايد بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي يرون أن بنيامين نتنياهو وصل لها بعدما حاول التنصل بكل الطرق، كما يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور محمود يزبك.

ووصل هذا الخلاف بشأن تنفيذ هذه المرحلة حتى إلى قيادة الجيش بما يمثل ضغطا كبيرا على حكومة نتنياهو، التي رفضت كتلتها البرلمانية المشاركة في جلسة الكنيست التي طلبتها المعارضة للتصويت على خطة ترامب كاملة، بما فيها الانسحاب وإعادة الإعمار، كما يقول يزبك.

ولا يزال الموقف العام حسب ما نقله يزبك عن بعض الصحف الإسرائيلية أنه "لا أحد يمكنه إنقاذ إسرائيل من نفسها سوى ترامب"، الذي يقول المتحدث إنه بدأ تعاملا مختلفا مع نتنياهو، الذي لا يريد الانتقال للمرحلة الثانية.

فبعد العدوان على دولة قطر، بدأ الرئيس الأميركي يتخلى عن فكرة الاستماع لرئيس الوزراء الإسرائيلي وحده وأصبح يتواصل مع الوسطاء ويستمع للجميع وهو ما جعل أغلب المحللين الإسرائيليين يرون أن الأمور تذهب لتنفيذ الاتفاق حتى لو استغرق الأمر وقتا، كما يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي.

إعلان

ومع ذلك، تظل قضية نزع السلاح مفصلية في مستقبل القطاع لأنه لا مجال للتخلي عنه طالما أنه لا توجد دولة فلسطينية واضحة تتولى مسألة الدفاع عن الفلسطينيين، وهو ما قال الدجاني إنه سمعه بنفسه قبل سنوات من زعيم حماس الراحل يحيى السنوار.

فقد كان السنوار مستعدا لتسليم سلاح كل الفصائل للسلطة الفلسطينية في حال قيامها بتغييرات ديمقراطية تفضي إلى خطة وطنية واضحة لمقاومة الاحتلال كما حدث في دول أخرى مثل الجزائر، حسب المتحدث، الذي قال إن إسرائيل فعلت بالضفة الغربية أكثر مما فعتله بغزة عندما ألقت السلطة الفلسطينية سلاحها.

مقالات مشابهة

  • عكاشة: إسرائيل تعطل تنفيذ اتفاق غزة وتراوغ للتهرب من المرحلة الثانية
  • خبير استراتيجي: الاحتلال يماطل في تنفيذ المرحلة الثانية من “اتفاق غزة”
  • خالد عكاشة: الاحتلال يماطل بوضوح في الدخول للمرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • لغم نزع السلاح.. كيف يخطط نتنياهو لتفجير المرحلة الثانية؟
  • خبير استراتيجي: الاحتلال يماطل في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • المرحلة الثانية من اتفاق غزة تقترب ونتنياهو يقر بصعوبتها
  • نتنياهو يتوقع الانتقال قريبًا للمرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • تقرير إسرائيلي: نتنياهو بين المطرقة والسندان.. واشنطن تضغط للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق
  • مسار الأحداث يناقش العقبات التي تواجه المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • محللون: هذه العقبات تواجه الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة