تعيين قادة جدد وإصلاح الأنفاق.. "وول ستريت جورنال": حماس تستعدّ لاحتمال استئناف الحرب في غزة
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن حركة حماس شرعت في اتخاذ سلسلة من التدابير تحسبًا لعودة الحرب الإسرائيلية على غزة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الحركة قولهم إنه تم تعيين قادة جدد في "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحماس، بالإضافة إلى إصلاح شبكة الأنفاق تحت الأرض، وتدريب المقاتلين الجدد على كيفية القتال في حرب العصابات ضد إسرائيل.
يأتي ذلك قبل أسبوع من انتهاء الهدنة بين الفصيل الفلسطيني وإسرائيل، وفي الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة لتمديد وقف إطلاق النار بعدما عطّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عملية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، ما ينذر بتعثّر المرحلة المقبلة من المفاوضات.
هذا وأشارت الصحيفة إلى أن قائد "القسام" في شمال غزة، إبراهيم زين العابدين، عقد اجتماعًا مع مساعديه في وقت سابق من هذا الشهر لمناقشة احتمال استئناف الحرب، والتأهب لهذا السيناريو. ويُرجّح القائد أن تسعى إسرائيل، للسيطرة على "نستاريم" الممر الاستراتيجي الذي يفصل القطاع.
ورغم الحذر الذي تتعامل به الحركة، تتواصل الجهود الدبلوماسية لإطلاق المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار. حيث أعلن مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يوم الأربعاء، أن وفدًا إسرائيليًا انطلق ليشارك في المفاوضات، مشيرًا إلى استعداده للتدخل شخصيًا إذا تطلب الأمر.
غير أن حماس أصدرت بيانًا قالت فيه إنه لم يُعرض عليها أي مقترح بشأن المرحلة الثانية، رغم جهوزيتها للمضي قدمًا.
Relatedلأبراهام مانغيستو الذي أفرجت عنه حماس اليوم قصة مختلفة... فما هي؟نتنياهو يتوعد حماس بدفع الثمن والحركة تعلّق على الالتباس حول جثة شيري بيباسفي تطور مفاجئ: إسرائيل تتحدث عن "جثة مجهولة" ضمن صفقة تبادل مع حماس!وضمن جهود النفير العام، ذكرت "وول ستريت جورنال" أن حماس تسعى للاستفادة من الذخائر غير المنفجرة في القطاع عبر تحويلها إلى عبوات ناسفة.
وأضافت الصحيفة أن الحركة تتعامل مع الوضع الأمني في القطاع بحذر بالغ، حيث نشرت وحدات خاصة للتأكد من عدم وجود أجهزة تجسس خلفها الجيش الإسرائيلي قبل انسحابه.
وتزعم الصحيفة أن هناك انقسامًا بين قادة الحركة بشأن المرحلة المقبلة، حيث يبدو أن قادة غزة متمسكون بالنهج العسكري، بينما يميل زعماء الحركة في الدوحة إلى اتباع نهج براغماتي فيما يتعلق بمن سيتولى حكم غزة في المستقبل.
وتستشهد الصحيفة في هذا الصدد بتصريحات المسؤول موسى أبو مرزوق، الذي قال إن "كتائب القسام أخطأت في حساباتها بشأن هجمات 7 أكتوبر 2023"، قبل أن يردّ عليه المتحدث باسم حماس حازم قاسم بالقول إن موقف مرزوق لا يمثّل الحركة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية استمرار دخول المساعدات إلى غزة وسط تدهور الأوضاع الإنسانية وغموض حول تمديد الهدنة البرد القارس في غزة يودي بحياة 6 أطفال رضّع ويهدد حياة آخرين إسرائيل تؤجل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين: ما السبب وهل يهدد ذلك مستقبل اتفاق الهدنة؟ حركة حماسغزةإسرائيلحروبوقف إطلاق الناركتائب القسامالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب الحرب في أوكرانيا إسرائيل روسيا المملكة المتحدة دونالد ترامب الحرب في أوكرانيا إسرائيل روسيا المملكة المتحدة حركة حماس غزة إسرائيل حروب وقف إطلاق النار كتائب القسام دونالد ترامب الحرب في أوكرانيا إسرائيل روسيا المملكة المتحدة إيران الضفة الغربية فرنسا حركة مقاطعة إسرائيل واشنطن أدب یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
مواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات.. مستقبل حماس في غزة بين البقاء والتلاشي.. إعلان نيويورك يضمن نزع سلاح الحركة
في مشهد سياسي وعسكري متصاعد، أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصريحات نارية، مؤكدًا عزمه على "السيطرة الكاملة على قطاع غزة والقضاء على حماس"، لكنه في الوقت ذاته شدد على أن إسرائيل لا تخطط للبقاء في القطاع كقوة حاكمة. جاءت هذه التصريحات في مقابلة مع قناة "فوكس" الأمريكية، لتفتح بابًا جديدًا في فصول المواجهة الممتدة منذ عقود، بينما تصر حماس على رفض التخلي عن سلاحها إلا بعد قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة.
التصريحات الإسرائيلية، إلى جانب التحركات الدبلوماسية الإقليمية والدولية، تضع الحركة أمام ضغوط غير مسبوقة، في وقت تتناقص فيه خياراتها العسكرية والسياسية وسط واقع إنساني مأساوي يعيشه سكان القطاع.
ضغط إقليمي ودولي لخنق حماستصريحات نتنياهو جاءت في سياق يتزامن مع حراك دبلوماسي مكثف، أبرز ملامحه مؤتمر دولي عُقد في يوليو الماضي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، برعاية السعودية وفرنسا، وانتهى بإعلان مشترك حمل توقيع 17 دولة إلى جانب الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.
الإعلان، الذي ضم 42 مادة، لم يكتفِ بالتأكيد على ضرورة التوصل إلى حل الدولتين، بل خصص المادة 11 منه لدعوة حماس إلى التخلي عن حكم غزة وتسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية، باعتبار أن "الحكم الرشيد وإنفاذ القانون يجب أن يكون من اختصاص السلطة وحدها".
ولعل اللافت أن دولًا اعتادت لعب دور الوسيط بين حماس وإسرائيل، مثل مصر وقطر، وقّعت على الإعلان، بينما غابت إسرائيل والولايات المتحدة عن المشاركة والتوقيع، ما يترك مساحة من الغموض حول فرص تطبيقه الفعلي.
السلاح هو القضيةعلى الجانب الآخر، جاءت ردود حماس حاسمة. ففي مقابلة مع قناة "الجزيرة مباشر"، قال القيادي غازي حمد إن الحركة لن تتخلى "حتى عن الطلقات الفارغة"، معتبرًا أن السلاح هو جوهر القضية الفلسطينية وأداة الدفاع عن الحقوق الوطنية.
ويعكس هذا الموقف تمسك الحركة بخيار المقاومة المسلحة، في مواجهة الضغوط التي تطالبها بالتحول إلى العمل السياسي تحت سقف السلطة الفلسطينية.
يرى الأكاديمي حسام الدجني، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة، أن التركيز الإعلامي على المادة 11 من إعلان نيويورك يتجاهل وجود مواد أخرى تدعو لإقامة دولة فلسطينية وضمان الأمن والتعايش. ويقول: "إذا طُبّقت المواد الأخرى، فالمادة 11 ستكون تحصيل حاصل".
لكن على الأرض، تبدو هذه النصوص أقرب إلى الأمنيات، في ظل تصلب الموقف الإسرائيلي وغياب أي مؤشرات على قرب التوصل إلى اتفاق شامل.
منذ هجمات 7 أكتوبر 2023 وما تبعها من حملة عسكرية إسرائيلية واسعة، تراجعت قوة حماس بشكل ملحوظ، رغم استمرارها في إدارة شؤون غزة عبر هياكلها الإدارية ووحدتها الأمنية الجديدة "سهم"، التي تقول إنها تعمل على حفظ النظام ومنع نهب المساعدات.
ومع ذلك، تفيد مصادر محلية بأن مخزون الحركة من الذخيرة يتناقص، وأن مقاتليها يعيدون استخدام بقايا القنابل غير المنفجرة لاستخراج المتفجرات منها.
إلى جانب الضغوط العسكرية، تواجه حماس انتقادات من داخل غزة. ففي مايو الماضي، نددت منظمة العفو الدولية بما وصفته بـ"القمع والترهيب" الذي مارسته الحركة ضد متظاهرين خرجوا احتجاجًا على الأوضاع المعيشية.
ويعكس ذلك تراجعًا في الشعبية التي لطالما شكلت أحد أهم ركائز قوة الحركة منذ سيطرتها على القطاع عام 2007.
الموقف العربي أيضًا يشهد تحولًا لافتًا. فجامعة الدول العربية، التي تضم في عضويتها دولًا داعمة تقليديًا لحماس مثل قطر، وقعت على إعلان نيويورك الداعي لنزع سلاح الحركة.
ويعتقد البروفيسور يوسي ميكلبيرغ أن الضغوط الإقليمية قد تترك حماس "معزولة تمامًا"، خاصة في ظل تراجع قدرة حلفائها مثل إيران وحزب الله على تقديم الدعم السابق، نتيجة الحروب والخسائر البشرية والقيادية التي تعرضوا لها.
رغم تراجع قوتها، لا تزال حماس تحتفظ بورقة الأسرى الإسرائيليين الذين اختطفتهم خلال هجمات 7 أكتوبر 2023، حين أسرت 251 شخصًا. وتشير التقديرات الأمريكية إلى أن 20 أسيرًا على الأقل لا يزالون على قيد الحياة في غزة.
وفي مطلع أغسطس، بثت الحركة مقطع فيديو لأحد الأسرى في حالة صحية سيئة، في رسالة واضحة بأن ملف الأسرى سيظل ورقة تفاوضية حتى اللحظة الأخيرة.
منذ أكتوبر 2023، شنت إسرائيل سلسلة اغتيالات استهدفت كبار قادة حماس، من بينهم إسماعيل هنية في طهران ويحيى السنوار في غزة، مما شكل ضربة قوية للبنية القيادية للحركة.
ويرى مراقبون أن هذه الخسائر دفعت القيادة المتبقية في غزة إلى البحث عن مخرج يحفظ ما تبقى من نفوذها، وسط إدراك بأن خياراتها تتضاءل يومًا بعد يوم.
يرى محللون أن حماس قد تجد في المستقبل فرصة لإعادة تشكيل نفسها كقوة سياسية، حتى إذا اضطرت للتخلي عن السلاح، لكن ذلك يتوقف على عاملين رئيسيين.. الموقف الإسرائيلي من الدولة الفلسطينية، وقدرة الحركة على استعادة ثقة الشارع الغزي بعد المعاناة التي خلفتها الحرب.
النفوذ الراسخ رغم العواصف
يرى اللواء نبيل السيد، الخبير الاستراتيجي، أن حماس، منذ سيطرتها على القطاع عام 2007، استطاعت بناء شبكة متينة من التحالفات الداخلية وإحكام السيطرة الأمنية، مما مكنها من الصمود في وجه أزمات متتالية. لكن هذا الصمود له ثمن؛ فالحصار الإسرائيلي الممتد، والانكماش الاقتصادي، قلصا من مساحة المناورة أمام قيادة الحركة.
بوصلتها الإقليمية والتحالفات الخارجيةبحسب السيد، فإن مستقبل حماس لا يتحدد فقط بقدرتها العسكرية أو الشعبية، بل أيضًا بمدى صلابة علاقاتها مع القوى الإقليمية الداعمة. فأي تغير في مواقف هذه الأطراف سواء كان بدافع الضغط الدولي أو تبدل الأولويات قد يقلب موازين القوى في غزة، ويفتح الباب أمام ترتيبات جديدة قد تضعف قبضة الحركة على القطاع.
شارع متقلب بين الولاء والسخطرغم شدة التحديات، لا تزال حماس تحظى بقاعدة جماهيرية معتبرة، مستندة إلى خطاب المقاومة وبرامج الدعم الاجتماعي. لكن هذه الشعبية ليست محصنة؛ إذ تضعف مع تردي الظروف المعيشية، وارتفاع نسب البطالة والفقر، مما يخلق موجات من السخط قد تتحول إلى ضغط داخلي متزايد على قيادة الحركة.
البقاء رهن التكيفيختتم السيد إلى أن حماس ستظل لاعبًا أساسيًا في غزة على المدى القريب، مدعومة بقدراتها العسكرية وعلاقاتها الإقليمية. لكن البقاء على المدى البعيد يتطلب مراجعة استراتيجية عميقة، توازن بين مشروع المقاومة ومتطلبات حياة الناس. وحتى إن تخلت الحركة عن السلاح، فإن تاريخها ومخزونها الشعبي قد يتيحان لها العودة كلاعب سياسي قوي، لكن ذلك يبقى رهين تغيّر المعادلة الإسرائيلية وهو أمر يبدو بعيدًا في ظل سياسات حكومة نتنياهو.
حماس بين المطرقة والسنداناليوم، تبدو حماس في مواجهة أشد اختبار منذ نشأتها.. ضغوط عسكرية إسرائيلية، عزلة إقليمية متزايدة، وأزمة إنسانية خانقة في غزة. ورغم امتلاكها أوراقًا مثل ملف الأسرى وشبكة تحالفات ممتدة، إلا أن بقائها لاعبًا رئيسيًا على المدى البعيد مرهون بقدرتها على التكيف مع متغيرات الداخل والخارج.
وفي حين يرفع نتنياهو شعار "السيطرة الكاملة على غزة"، ترد حماس بشعار "السلاح هو القضية"، لتظل المواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات، من التصعيد الشامل إلى التسوية السياسية، مرورًا بسنوات طويلة من الاستنزاف المتبادل.