قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن التحقيق الذي أجراه الجيش الإسرائيلي بشأن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 كشف أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) نجحت في خداع جيش الاحتلال بمستوياته الإستراتيجية والعملياتية والتكتيكية، مما يظهر إخفاقا إسرائيليا في المستويات الثلاثة.

وأوضح الدويري للجزيرة أن العملية التي نفذتها حماس تعتبر إستراتيجيا "عملا لم يتم توقعه رغم وجود مقدمات وإشارات على إمكانية حدوثه".

وأقر تحقيق الجيش الإسرائيلي بفشله الذريع في 7 أكتوبر/تشرين الأول، واعترف صراحة بانهيار فرقة غزة في الساعات الأولى من الهجوم.

وحسب التحقيق، فإن قائد حركة حماس الراحل يحيى السنوار خطط للهجوم منذ عام 2017، وأن الجيش الإسرائيلي أهمل مسألة الدفاع عن الحدود واعتمد بشكل كبير على السياج التقني في حماية البلدات الإسرائيلية في منطقة غلاف غزة.

ووفق مراسل الجزيرة إلياس كرام، فإن التحقيق ركز على 4 محاور رئيسية: الرؤية الإستراتيجية الإسرائيلية في التعامل مع حماس، والفجوات الاستخباراتية، والأحداث التي سبقت ليلة الهجوم، والقتال الذي اندلع بعد ذلك في منطقة غلاف غزة.

تخطيط للهجوم منذ 2014

وعلى المستوى العملياتي، أوضح الدويري أن الجيش الإسرائيلي لم يتوقع أن تنفذ كتائب القسام -الجناح العسكري لحماس- عملية داخل السياج بهذا الحجم، ولم يتوقع أن يتم استخدام أكثر من 3 آلاف صاروخ في اللحظات الأولى.

إعلان

وأضاف أنه على المستوى التكتيكي، لم يتوقع الجيش الإسرائيلي أن تصل قوات حماس إلى نقاط محددة مثل موقع 8200 وبعض المواقع العسكرية الأخرى، مشيرا إلى وجود "ترهل في المستوى العسكري" خاصة في فرقة غزة التي تم السيطرة عليها خلال 3 ساعات.

عملية خداع إستراتيجي

وأشار الدويري إلى أن جيش الاحتلال بدأ يستعيد توازنه ظهر السابع من أكتوبر/تشرين الأول من خلال سلاح الجو وليس القوات البرية، موضحا أن سلاح الجو أخذ "الدور الفاعل" في التعامل مع قوات نخبة القسام وغيرها.

ولفت إلى أن القوات البرية بدأت تتعامل مع الوضع مساء على مستوى الوحدات الصغيرة، فيما بدأ الوضع أكثر توازنا في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 مع بدء استخدام النيران المكثفة المنسقة على مستوى رئاسة الأركان.

وفي سياق تحليله للرؤية الإستراتيجية الإسرائيلية، أوضح الدويري أن عملية الخداع الإستراتيجي التي نجحت في 7 أكتوبر/تشرين الأول ليست الأولى ضد إسرائيل، مشيرا إلى ما حدث في حرب أكتوبر 1973 على الجبهة المصرية.

وقال إن الخلفية التي أدت إلى الإخفاق في 7 أكتوبر/تشرين الأول تعود جزئيا إلى "تغيير بنيوي" أجري في جيش الاحتلال قبل 3 إلى 4 سنوات من الأحداث.

وأوضح أن هذا التغيير ركز على سلاح الجو والذكاء الاصطناعي واستخدام الحاجز الأسمنتي على حساب "القوات البرية وكفاءة العاملين في القوات البرية"، مما أثر على أداء الجنود وصغار الضباط.

وأرجع الدويري اعتبار إسرائيل غزة "جبهة ثانوية" والتركيز على إيران إلى عدة أسباب، منها حصار القطاع منذ عام 2006 رغم وجود الأنفاق، وصعوبة مقارنة قدرات حماس بحزب الله من حيث الأعداد والإمكانات.

حماس صندوق أسود

ولفت الدويري إلى أن إسرائيل كانت تتعامل مع حماس، باعتبارها "صندوقا أسود" لا تعلم عنه شيئا، لأن حماس لم تكن تصرح أو تظهر جوانب قوتها، على عكس حزب الله الذي كان يتحدث عن قدراته.

إعلان

ولفت إلى أن التقديرات حول أعداد مقاتلي حماس غير معروفة، إذ تتراوح وفقا لتقارير صحفية عالمية بين 35 ألف مقاتل إلى 50 ألفا، كما تختلف التقديرات حول عدد الصواريخ التي تمتلكها الحركة.

وتوقع الدويري أن يكون لهذا التحقيق تداعيات كبيرة على الجيش الإسرائيلي، مشيرا إلى سلسلة الاستقالات التي شهدتها المؤسسة العسكرية، بدءا من رئيس الأركان هرتسي هاليفي وقائد الجبهة الجنوبية وقادة الأجهزة الأمنية.

وقال إن الجيش الإسرائيلي "يتوجه نحو الراديكالية اليمينية وهيمنة اليمين"، متوقعا أن يكون "الجيل القادم محسوبا على اليمين المتطرف"، وما يترتب على ذلك من انعكاس على "تغيير بنيوي وعقائدي في عقيدة الجيش".

واستشهد الدويري بما يجري حاليا في الضفة الغربية من "عمليات تدمير ممنهج" واستخدام للدبابات والطائرات، معتبرا أنها "لغة جديدة لم تكن موجودة سابقا"، وقال إن رئيس الأركان الجديد إيال زامير "يميل إلى التطرف أكثر من هاليفي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أکتوبر تشرین الأول الجیش الإسرائیلی القوات البریة جیش الاحتلال فی 7 أکتوبر إلى أن

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من الجهاد الإسلامي في النصيرات

أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم السبت، 25 أكتوبر 2025، أن قواته نفذت عملية استهدفت ناشطًا من حركة الجهاد الإسلامي في منطقة النصيرات وسط قطاع غزة .

وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن المستهدف كان يخطط لتنفيذ عمليات ضد قوات الجيش في المدى الزمني القريب، وفق ما ورد في البيان.

وأضاف أن قوات الجيش من قيادته الجنوبية تواصل انتشارها وفق صيغة اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أنها ستستمر في العمل لإزالة أي "تهديد فوري"، بحسب تعبيره.

وأعلن مستشفى العودة بالنصيرات، وصول المشفى 4 إصابات جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي سيارة مدنية في منطقة النادي الأهلي بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

 

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية طواقم وآليات مصرية تدخل إلى غزة للمشاركة في هذه المهمة تقديرات إسرائيلية: حماس ستسلّم الصليب الأحمر جثّتين هذا المساء إفلاس شركة إسرائيلية إثر حظر تركيا التجارة مع تل أبيب الأكثر قراءة نتنياهو : الحرب على غزة ستستمر حتى تطبيق كامل الاتفاق إسرائيل تدرس فرض عقوبات أخرى على حماس في غزة حماس ترد على قرار نتنياهو بشأن استمرار إغلاق معبر رفح سعر صرف الدولار مقابل الشيكل اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025 عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • حظك اليوم الثلاثاء 28 تشرين الأول/ أكتوبر 2025‎‎‎‎
  • البث الإسرائيلية: الجيش ينسحب من المناطق التي تجري فيها حماس أعمال البحث عن جثث
  • الجيش الإسرائيلي ينسحب من مناطق تبحث فيها حماس عن جثث أسرى
  • يونيفيل: الأفعال التي قام بها الجيش الإسرائيلي انتهاكا لسيادة لبنان
  • الجيش الإسرائيلي يبحث عن جثث أسرى داخل الخط الأصفر في غزة
  • كان : واشنطن تدير فعليا عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة
  • حظك اليوم الإثنين 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2025‎‎‎
  • الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من الجهاد الإسلامي في النصيرات
  • حظك اليوم الأحد 26 تشرين الأول/ أكتوبر 2025‎‎‎
  • حظك اليوم السبت 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2025‎‎‎