ناظر الرزيقات: اصبح للمجرم قبيلة..!
تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT
ناظر الرزيقات: اصبح للمجرم قبيلة..!
لماذا خرج السيد محمود مادبو ناظر عموم القبيلة للعلن للوقوف خلف جماعة متمردة ؟.. وإعلان تأييد غير مشروط ل (الشيء اللى تم فى نيروبي نحن معاه) ، هذه نقلة فى خطاب الادارة الاهلية لها ما بعدها ؟..
ولكن علينا أن نتوقف قليلاً حول ما قبلها ، واهم:
– حركة واسعة للسيد موسى هلال زعيم الرزيقات المحاميد فى شمال دارفور ، والتفاف قطاعات كبيرة من العمد والمشائخ خلفه ، مما أحدث ربكة فى الرأى العام داخل القبيلة ، وأثر فى تداعيات الاستنفار وكشف ظهر مليشيا آل دقلو الارهابية.
– الرفض الشعبي العام للفكرة ، وإعلان قطاعات كبيرة لما جرى فى نيروبي ، وهو ما استدعى المليشيا البحث عن تفعيل الحاضنة الاجتماعية ولم يكن هناك سوى القبيلة ، والضغط على الناظر..
– التغطية على الحضور المجتمعي والاهلي في مؤتمر نيروبي ، حيث لم يحضر أى ناظر قبيلة من قبائل السودان عامة أو دارفور خاصة..
– تفاعلات العمل العسكري والميداني ، وانتشار متحركات الجيش فى غالب مناطق دافور ، وللمشتركة إنتشار واسع الآن فى دارفور.. ودون أن ننسى تداعيات الهزائم فى الجزيرة والمجزرة فى الخرطوم والفاشر ، وهذا الحشد هو اعادة ترتيب وتعبئة..
وما بعد موقف الناظر وحشده وخطابه ، فإن التعريف تحول (لقد اصبح للمجرم والقاتل قبيلة) ، وبالتالى تتحمل نظارة القبيلة ذات تبعات تجاوزات وانتهاكات المليشيا فى كل ارجاء السودان.. وهذا موقف مؤسف..
د.ابراهيم الصديق على
1 مارس 2025م
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
كيف أعاودكَ وهذا أثرُ فأسِك؟!
يعتبر هذا المثل العربي من أقدم الأمثال التي استخدمها العرب وحتي وقتنا هذا، ففي التراث الشعبي يندرج هذا المثل ضمن الأمثال التي خرجت من حكاية شعبية كان يرددها الناس، وقصة هذا المثل تعود إلي أخوين نزلا ليرعيا في وادٍ ذي زرعٍ تملكه حية، وفي وقت ما لدغت الحية أحد الأخوين فاردته قتيلاً، فحزن أخوه وقرر الانتقام من الحية، إلا أن الحية قد عاهدته علي نسيان الماضي، وتركه يرعى في واديها، مقابل إعطائه ديناراً كل يوم يأخذه من أمام جحرها، ومع مرور الأيام، تذكر الأخ أخاه، وقرر أن ينتقم من الحية، فجلس أمام جحرها، وعند خروجها ضربها بفأسه، إلا أنها تحركت بسرعة حتي قطعت الفأس ذيلها، ثم عاد بعد فترة من الزمن يحاول إرضاءها، فقالت الحية مقولتها الشهيرة: "كيف أعاودكَ وهذا أثرُ فأسك". وقد ظل هذا المثل تجاه من يعاهدنا، وينسلخ ويغدر كما نجده ينطبق كثيرًا علي نفاق شخص أو جماعة أو رؤساء وحكومات دول تجاه بعضها البعض، وأكثرها نجده في دول الغرب ونفاقها وخداعها للدول الأخرى، فتلك الدول كثيراً ما وعدت وغدرت بأهل الأمانة والثقة، ودليل ذلك هو ما فعلته أمريكا ورئيسها الآن مع إيران، ومع هذا التصعيد غير المسبوق الذي نشهده منذ ثمانية أيام الذي يمارسه الكيان الإسرائيلي ضد الجمهورية الإيرانية، وما شاهدناه من تدخل أمريكا للمفاوضات وخلطها للأوراق، ونفاقها وخداعها لصالح إسرائيل، وصولاً الآن إلى تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتصريحاته الجنونية، مع استمرار إسرائيل في توجيه ضرباتها المباغتة والمخادعة في كل مكان في إيران، وبخاصة في الأماكن النووية والعسكرية، إضافة إلي اغتيال القيادات والكوادر العلمية.
فالرئيس الأمريكي ترامب منذ قيام إسرائيل بتلك الهجمة يعد مع كذبه ونفاقه هو المهندس والمخادع الأول لتلك الحرب، وتلك الاستراتيجية التي انتهجها، وطبقتها قوات العدوان الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو، علي الرغم من استمرار المفاوضات بوساطة سلطنة عمان التي استجابت الجانب الإيراني والأميركي في مسقط وإيطاليا، حتى جاءت وقبل نهاية الجولة الثالثة والأخيرة الضربة الإسرائيلية المباغتة التي يجمع الخبراء والمحللون بأن الرئيس ترامب هو من أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ مخططها الإجرامي، والذي أعدت له وبتنسيق أمريكي منذ عدة شهور.
والآن وبعد هذا الكذب والنفاق من تلك الدول التي تروج للقيم واحترام حقوق الإنسان مع مخالفة الوعود والعهود والانتقام دون وجه حق من الدول الأخرى، والعمل ضد نموها وتطورها كباقي الدول، لتنطبق تلك الأفعال علي المثل العربي الشهير "كيف أعاودكَ وهذا أثرُ فأسك؟"، الأمر الذي يجعل إيران الآن وبعد هذا الخراب والدمار الذي لحق بها، لا تعود كسابق عهدها إلى طاولة المفاوضات من جديد، والجلوس مع قادة أمريكا والغرب، والوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد هذا الخراب والنفاق.
وخلاصة ذلك هو أن كيف لنا وبعد ما مرت به دول المنطقة من أحداث وغدر ونفاق الغرب، أن نعود مرة أخرى ونسلم الثقة لهؤلاء الآفاقين والمنافقين دون أن نتعلم من الدروس المؤلمة التي مرت بنا، رغم أن ديننا الحنيف أمرنا بأن نصون الوعود والعهود.