شمسان بوست / خاص:

حذرت بيانات حديثة صادرة عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) من تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي في اليمن، خاصة في سبع محافظات، أغلبها خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي. وأكدت المنظمة أن وقف المساعدات الخارجية الأميركية قد يزيد من تفاقم الأزمة خلال الأشهر المقبلة.

ارتفاع معدلات الجوع في مختلف المناطق
أظهرت التقارير أن انعدام الأمن الغذائي في اليمن ارتفع بنسبة 1% في يناير 2025 مقارنة بنهاية العام الماضي، حيث لا تزال الأزمة حادة في كل من المناطق الخاضعة للحكومة وتلك التي تسيطر عليها جماعة الحوثي.

وسجلت أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي في محافظات الجوف، حجة، الحديدة، عمران، صنعاء (الخاضعة لسيطرة الحوثيين)، إلى جانب مأرب (التي يسيطرون على أجزاء منها) ولحج (الخاضعة بمعظمها للحكومة).

ووفقًا للبيانات، فإن 53% من السكان في مناطق الحكومة يعانون من استهلاك غير كافٍ للغذاء، بينما بلغت النسبة 43.7% في مناطق الحوثيين، ما يعني أن أسرة واحدة من كل أسرتين تواجه صعوبة في الحصول على احتياجاتها الغذائية. كما أن 20% من الأسر تعاني من الحرمان الغذائي الشديد، بواقع 24% منها في مناطق الحكومة و19% في مناطق الحوثيين.

تداعيات وقف المساعدات الأميركية

رجحت “فاو” أن يؤدي قرار وقف المساعدات الأميركية إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث كانت واشنطن قد قدمت خلال السنوات الماضية مساعدات تجاوزت 5.9 مليارات دولار منذ 2014. ومع إعلان الإدارة الأميركية الجديدة وقف دعم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، قد تتأثر البرامج الإغاثية التي توفر الغذاء والمساعدات الأساسية لملايين اليمنيين.

انهيار القطاع الصحي وارتفاع وفيات الأمهات

إلى جانب أزمة الغذاء، يواجه اليمن واحدة من أعلى معدلات وفيات الأمهات في المنطقة، حيث تسجل 183 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة، وفق بيانات أممية أخرى. وأوضحت التقارير أن 40% من المرافق الصحية أصبحت خارج الخدمة، بينما يعاني القطاع الصحي من انهيار حاد بسبب الحرب وتوقف رواتب العاملين.

وبسبب نقص الكوادر المدربة، وضع صندوق الأمم المتحدة للسكان برامج تدريبية لتعزيز الرعاية الصحية للأمهات، استفادت منها أكثر من 400 ألف امرأة في المناطق النائية، وساعدت 50 ألفًا منهن على تلقي الرعاية الصحية اللازمة.

أزمة اقتصادية تفاقم الوضع الإنساني

توقع تقرير “فاو” أن يزداد الوضع سوءًا خلال الأشهر القادمة، مع دخول ذروة موسم الجفاف واستمرار التدهور الاقتصادي، نتيجة انخفاض قيمة العملة الوطنية وارتفاع أسعار الغذاء، خاصة في مناطق الحكومة.

تحذيرات أممية واستمرار المعاناة

مع استمرار الحرب وتراجع الدعم الدولي، يواجه اليمنيون خطر تصاعد أزمة الجوع وتدهور الأوضاع الصحية، وسط غياب حلول جذرية قد تنهي معاناة الملايين.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: فی مناطق

إقرأ أيضاً:

اليمن.. انطلاق جولة مفاوضات جديدة برعاية أممية

انطلقت في العاصمة العُمانية مسقط جولة جديدة من المفاوضات بين الحكومة اليمنية وجماعة “أنصار الله”، وتركزت على قضية المحتجزين في إطار الصراع اليمني المستمر منذ أكثر من عشرة أعوام.

ودشّن المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانز غروندبرغ، الاجتماع التاسع للجنة الإشرافية المكلفة بتنفيذ اتفاق إطلاق سراح المحتجزين، برعاية الأمم المتحدة وبالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، خلال جلسة افتتاحية ركّزت على مصير السياسي محمد قحطان.

كما أفاد مصدر يمني أن أجواء المفاوضات إيجابية، مع حرص الطرفين على تنفيذ التوافقات التي تم التوصل إليها في الجولة السابقة العام الماضي، فيما شدد غروندبرغ على ضرورة استقرار الوضع في اليمن بما يسمح لجميع اليمنيين بالعيش بكرامة وازدهار، ومعالجة المخاوف المشروعة لجميع الأطراف، بما في ذلك المنطقة والمجتمع الدولي، مؤكدًا التزامه بمواصلة العمل لتحقيق سلام مستدام.

وتأتي هذه الاجتماعات في وقت يشهد اليمن صراعًا مستمرًا بين الحكومة المعترف بها دوليًا وجماعة “أنصار الله”، التي تسيطر على غالبية محافظات شمال ووسط اليمن بما فيها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية عمليات عسكرية منذ مارس 2015 لاستعادة تلك المناطق.

وفي الجنوب، يواصل المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا توسيع سيطرته على محافظات حضرموت والمهرة، ورفض الانسحاب أثناء مفاوضات مع وفد سعودي إماراتي، ما أثار مخاوف من مواجهات محتملة مع القوات الحكومية وإمكانية سعي المجلس نحو الانفصال لإحياء دولة “اليمن الجنوبي” السابقة.

وتتزامن مفاوضات مسقط مع جولات دبلوماسية إقليمية ودولية، بما في ذلك محادثات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة حول البرنامج النووي، وتعكس الجهود الأممية والدولية المستمرة لمعالجة الأزمة الإنسانية في اليمن، التي تعتبر واحدة من أسوأ الأزمات على مستوى العالم، والسعي لتحقيق توافق سياسي شامل وإطلاق سراح المحتجزين لضمان استقرار الوضع الداخلي.

مقالات مشابهة

  • اليمن.. انطلاق جولة مفاوضات جديدة برعاية أممية
  • ضاحي خلفان يعبر عن أمنيته بتحرير شمال اليمن من قبضة الحوثيين
  • تقارير عن وفيات محتملة بعد لقاحات كوفيد-19.. وإدارة الغذاء والدواء الأميركية تتحرك
  • غزة تنزف رغم التهدئة: شهداء وجرحى جدد يرفعون حصيلة العدوان إلى أرقام صادمة
  • غزة بلا وقود: أزمة الغاز تتحول إلى كارثة إنسانية.. ونازحون يطبخون على الحطب والورق!
  • منظمات أممية وإغاثية لـ«الاتحاد»: تحديات إنسانية غير مسبوقة تواجه السودان
  • السليمانية.. حصيلة صادمة لخسائر سيول جمجمال ومبادرات إنسانية
  • حزب الإصلاح يعطل جهود تحرير اليمن من الحوثيين
  • فيضانات غزة… كارثة طبيعية تتقاطع مع كارثة إنسانية مفتعلة
  • «صيحة» تكشف أرقام صادمة لحالات العنف الجنسي في السودان