كارثة إنسانية تهدد اليمن.. تقارير أممية تكشف أرقامًا صادمة!
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
شمسان بوست / خاص:
حذرت بيانات حديثة صادرة عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) من تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي في اليمن، خاصة في سبع محافظات، أغلبها خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي. وأكدت المنظمة أن وقف المساعدات الخارجية الأميركية قد يزيد من تفاقم الأزمة خلال الأشهر المقبلة.
ارتفاع معدلات الجوع في مختلف المناطق
أظهرت التقارير أن انعدام الأمن الغذائي في اليمن ارتفع بنسبة 1% في يناير 2025 مقارنة بنهاية العام الماضي، حيث لا تزال الأزمة حادة في كل من المناطق الخاضعة للحكومة وتلك التي تسيطر عليها جماعة الحوثي.
ووفقًا للبيانات، فإن 53% من السكان في مناطق الحكومة يعانون من استهلاك غير كافٍ للغذاء، بينما بلغت النسبة 43.7% في مناطق الحوثيين، ما يعني أن أسرة واحدة من كل أسرتين تواجه صعوبة في الحصول على احتياجاتها الغذائية. كما أن 20% من الأسر تعاني من الحرمان الغذائي الشديد، بواقع 24% منها في مناطق الحكومة و19% في مناطق الحوثيين.
تداعيات وقف المساعدات الأميركية
رجحت “فاو” أن يؤدي قرار وقف المساعدات الأميركية إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث كانت واشنطن قد قدمت خلال السنوات الماضية مساعدات تجاوزت 5.9 مليارات دولار منذ 2014. ومع إعلان الإدارة الأميركية الجديدة وقف دعم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، قد تتأثر البرامج الإغاثية التي توفر الغذاء والمساعدات الأساسية لملايين اليمنيين.
انهيار القطاع الصحي وارتفاع وفيات الأمهات
إلى جانب أزمة الغذاء، يواجه اليمن واحدة من أعلى معدلات وفيات الأمهات في المنطقة، حيث تسجل 183 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة، وفق بيانات أممية أخرى. وأوضحت التقارير أن 40% من المرافق الصحية أصبحت خارج الخدمة، بينما يعاني القطاع الصحي من انهيار حاد بسبب الحرب وتوقف رواتب العاملين.
وبسبب نقص الكوادر المدربة، وضع صندوق الأمم المتحدة للسكان برامج تدريبية لتعزيز الرعاية الصحية للأمهات، استفادت منها أكثر من 400 ألف امرأة في المناطق النائية، وساعدت 50 ألفًا منهن على تلقي الرعاية الصحية اللازمة.
أزمة اقتصادية تفاقم الوضع الإنساني
توقع تقرير “فاو” أن يزداد الوضع سوءًا خلال الأشهر القادمة، مع دخول ذروة موسم الجفاف واستمرار التدهور الاقتصادي، نتيجة انخفاض قيمة العملة الوطنية وارتفاع أسعار الغذاء، خاصة في مناطق الحكومة.
تحذيرات أممية واستمرار المعاناة
مع استمرار الحرب وتراجع الدعم الدولي، يواجه اليمنيون خطر تصاعد أزمة الجوع وتدهور الأوضاع الصحية، وسط غياب حلول جذرية قد تنهي معاناة الملايين.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: فی مناطق
إقرأ أيضاً:
برنامج الأغذية العالمي: وضع الأمن الغذائي في اليمن حرج ويزداد تفاقماً
أكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أن وضع الأمن الغذائي في اليمن لا يزال يمر بمرحلة حرجة، محذرًا من تصاعد حدة الأزمة الإنسانية، لا سيما في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، نتيجة الغارات الجوية الأخيرة التي طالت موانئ الحديدة الحيوية.
وأوضح البرنامج في تقرير حديث عن حالة الأمن الغذائي في اليمن، أن التحسن الطفيف الذي سُجِّل خلال شهر مارس/آذار المنصرم، نتيجة المساعدات الموسمية المصاحبة لشهر رمضان، لم يكن كافيًا لعكس الاتجاه العام لتدهور الأوضاع المعيشية.
وأشار إلى أن المؤشرات الراهنة تعكس اتجاهاً مقلقاً نحو تفاقم الأزمة، في ظل استمرار العوامل المهددة للأمن الغذائي، وعلى رأسها النزاع المسلح، وتدهور الاقتصاد، وتراجع الدعم الإنساني الدولي.
وبحسب التقرير، فإن 57% من الأسر اليمنية التي شملها مسح الأمن الغذائي الأخير، لم تتمكن من الحصول على الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية اليومية، مما يعكس حجم المأساة التي يعيشها ملايين اليمنيين.
كما أظهرت البيانات أن معدل انتشار الاستهلاك غير الكافي للغذاء ارتفع بنسبة 25% خلال مارس مقارنة بالأشهر السابقة، بينما شهدت مستويات الحرمان الغذائي الحاد (سوء استهلاك الغذاء) زيادة سنوية بلغت 12%.
وأضاف البرنامج أن عمليات تقديم المساعدات الغذائية ما زالت مستمرة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، إلا أن هذه الجهود باتت مهددة بشكل مباشر بسبب تخفيضات التمويل المفاجئة، ما قد يحد من قدرة البرنامج على تلبية الاحتياجات الأساسية للفئات الأكثر ضعفًا، وسط استمرار ارتفاع الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية.
أما في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، فقد كشف التقرير أن البرنامج اضطر إلى تعليق شحناته الإنسانية بسبب العقبات السياسية والقيود المفروضة من قبل مليشيا الحوثي، إلى جانب التحديات الأمنية التي تفاقمت عقب الغارات الجوية على موانئ الحديدة خلال شهري أبريل ومايو.
وأشار إلى أن تلك الهجمات ألحقت أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية للموانئ، ما قد يفضي إلى انخفاض كبير في القدرة على استقبال الشحنات التجارية والإنسانية، وبالتالي زيادة حدة انعدام الأمن الغذائي في هذه المناطق.
وحذر برنامج الأغذية العالمي من أن تعطيل العمل في موانئ الحديدة، التي تعد شريانًا رئيسيًا لإمدادات الغذاء والوقود والدواء، من شأنه أن يفاقم معاناة السكان، خصوصًا في ظل القيود المفروضة على الوصول الإنساني، واستمرار الاحتياجات الإنسانية عند مستويات مرتفعة للغاية.
وجدد البرنامج دعوته للمجتمع الدولي والجهات المانحة إلى توفير تمويل عاجل ومستدام، بما يضمن استمرارية عمليات الإغاثة وتوسيع نطاقها لتشمل كافة المحتاجين، وتفادي كارثة إنسانية وشيكة قد تخرج عن السيطرة.