صدى البلد:
2025-06-02@00:59:39 GMT

هل تربية الماشية السبب الرئيسي لتغير المناخ

تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT

لعقود من الزمن، وضع خبراء البيئة الوقود الأحفوري على رأس قائمة الصناعات الملوثة؛ وتشير تحليلات جديدة إلى أن الزراعة هي التي تسببت في معظم ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي، وتحديدا تربية الماشية.

وفي دراسة جديدة، يشير عالم المناخ الأسترالي جيرارد ويديربورن بيشوب، المؤسس المشارك لمؤسسة الحفاظ على العالم، إلى أن قواعد المحاسبة الخاصة بالغازات المسببة للاحتباس الحراري التي وضعها الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ قد تم تطويرها قبل ثلاثة عقود من الزمن ــ في حين أدت التطورات الأخيرة إلى تحسين فهمنا لأسباب تغير المناخ.


وبحسب تقديره، تسببت الزراعة أكبر مستهلك للأراضي ــ في 60% من ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي بين عامي 1750 و2020، وكانت تربية اللحوم والألبان وحدها مسؤولة عن 53% من الإجمالي.

وعلى النقيض من ذلك، ساهمت الوقود الأحفوري بنسبة 19% من ظاهرة الاحتباس الحراري في هذه الفترة، أي أقل من ثلث قطاع إنتاج الغذاء.

وتكتب ويديربورن بيشوب: “أصبحت الزراعة العامل الرئيسي المسبب لاضطراب خمسة حدود كوكبية: سلامة المحيط الحيوي، وتغير نظام الأراضي، وتغير المياه العذبة، والتدفقات البيوكيميائية، والآن تغير المناخ، وهذا يؤكد على الحاجة إلى سياسات لمعالجة هذا القطاع إذا كنا نريد أن يكون لدينا مستقبل صالح للعيش”.

استخدام تدابير المحاسبة الجديدة للانبعاثات


نُشر البحث في مجلة Environmental Research Letters المحكمة، ويستند إلى ثلاثة مقاييس لحساب غازات الاحتباس الحراري، والتي يقول المؤلف إنها مؤشر على التقدم في علم المناخ.

يتضمن الأول المحاسبة الإجمالية لكل من الكربون الأحفوري والكربون الناتج عن إزالة الغابات. وتسجل فئة استخدام الأراضي في تقرير اللجنة الدولية لتغير المناخ الانبعاثات الصافية، في حين يتم تسجيل جميع القطاعات الأخرى باعتبارها انبعاثات إجمالية.

ووجدت الدراسة، أن الانبعاثات الإجمالية لتغير استخدام الأراضي أعلى بنحو 2.8 مرة من الانبعاثات الصافية، متجاوزة كمية الكربون المنبعثة من الوقود الأحفوري منذ عام 1750.

كما يقول الباحث “في الوقت الحاضر، تنص الاتفاقية على احتساب 100% من الكربون الأحفوري، ولكن يتم احتساب ثلث الكربون فقط -الناتج عن تغير استخدام الأراضي- (الجزء الذي يبقى في الغلاف الجوي ليسبب الاحتباس الحراري)، والتناقض هنا هو أن انبعاثات الكربون من جميع المصادر لها نسبة متساوية تبقى في الغلاف الجوي”.

ويؤدي هذا الشكل من المحاسبة للانبعاثات إلى تعزيز قيمة انبعاثات الكربون الناتجة عن إزالة الغابات بشكل كبير، مما يضع الوقود الأحفوري في المرتبة الثانية بعد استخدام الأراضي كمصدر للتلوث.

ويتمثل الإجراء الثاني في استخدام القوة الإشعاعية الفعالة لقياس الغازات، وهو ما يقدم كبديل أفضل لإمكانية الاحتباس الحراري العالمي المعتمدة على الوقت.

وتوضح الدراسة: يعتقد أن القوة الإشعاعية الفعالة تنتج تقديرات أكثر دقة لتأثير المناخ على الزراعة لأن استخدام القدرة على الاحتباس الحراري العالمي التقليدية من الممكن أن يشوه فعالية التخفيف”.

وأخيرا، هناك التركيز على المحاسبة الشاملة ــ أو بعبارة أخرى، قياس كل الانبعاثات، سواء كانت تدفئة أو تبريد.

وتكتب ويديربورن- بيسشوب أن الهباء الجوي ــ الذي يخفي معظم تأثيره المبرد ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن ثاني أكسيد الكربون ــ ينبعث مع الكربون الناتج عن الوقود الأحفوري، ولكن نادرا ما يتم الإبلاغ عنه.

والمشكلة الأخرى هي استثناء إزالة الغابات في الماضي، فقد تجاوزت انبعاثات الوقود الأحفوري انبعاثات استخدام الأراضي في ستينيات القرن العشرين ــ على الرغم من أن الاحتباس الحراري الناجم عن إزالة الغابات قبل ذلك لا يزال يؤثر على الكوكب، فضلاً عن ذلك فإن إزالة الغابات تمنع قدرة الغطاء النباتي على تخزين الكربون في المستقبل بسبب التسميد بثاني أكسيد الكربون.

تربية اللحوم والألبان هي الملوث الأكبر


وتوصلت الدراسة إلى أن الزراعة تسببت في ارتفاع متوسط في درجة حرارة السطح بمقدار 0.74 درجة مئوية منذ عام 1750، حيث كان 86% من هذا الارتفاع (أو 0.64 درجة مئوية) ناجماً عن تربية الماشية.

وقد أدت الوقود الأحفوري إلى تحولات في درجات الحرارة بمقدار 0.21 درجة مئوية بسبب التبريد القوي الناجم عن ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين.

ويكشف نموذج المحاسبة الشامل أن ارتفاع درجة حرارة الوقود الأحفوري بلغ 0.79 درجة مئوية، إلى جانب 0.59 درجة مئوية من التبريد الناجم عن الانبعاثات المشتركة.

وعلى الجانب الآخر، تسببت الزراعة في ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 0.86 درجة مئوية، وانخفاض درجة الحرارة بمقدار 0.13 درجة مئوية فقط.

وتظهر الدراسة، أن تأثير انبعاثات الميثان قد تم التقليل من شأنه بشكل خطير في تحليلات الاحتباس الحراري العالمي، حيث تسبب في 49% من ظاهرة الاحتباس الحراري منذ عام 1750 (ولم يتسبب في أي تبريد).

وتنص الدراسة على أن “الزراعة الحيوانية هي أكبر مصدر لانبعاثات الميثان، ولكنها توفر أيضًا أكبر فرصة لخفض تكاليف الكربون”.

بالإضافة إلى ذلك، توفر فرصًا “سهلة المنال” للتخفيف من آثار تغير المناخ والتنوع البيولوجي.

هناك العديد من التداعيات السياسية المترتبة على نتائج الدراسة، فالتحول بعيداً عن الوقود الأحفوري لا يزال يشكل أولوية ملحة، في حين أن تطبيع المحاسبة عن انبعاثات إزالة الغابات من شأنه أن يدعم السياسات الرامية إلى إزالة الأراضي والحفاظ على الغابات، لأن تدمير الغابات في أي عمر “يمكن أن يُنظر إليه بنفس الطريقة التي يُنظر بها إلى حرق الفحم”.

استعادة الغابات المتدهورة هي الفكرة الأكثر فعالية والأقل تكلفة للتخفيف من الآثار الطبيعية هنا، وعند الجمع بينها وبين إمكانية تقليص العجز الكربوني الناتج عن الزراعة الحيوانية، فإنها من شأنها أن تقلل بشكل كبير من تحميل ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

كما ستجبر النتائج صناع السياسات على النظر في إعانات الدعم الزراعي “الضارة بشكل كبير” – وقد قوبلت الجهود الرامية إلى إعادة توجيه هذه الإعانات بالمقاومة.

وتقول ويديربورن بيشوب: “إن المبادرات مثل الصفقة الخضراء للاتحاد الأوروبي عرضة لتأثير الصناعة ، وقد مكن النقاش المغلوط وغير المستنير الصناعات الزراعية الضارة من عرقلة الفهم والسياسة”، “قد تدعم هذه التطورات المحاسبية إصلاح السياسات بشكل مفيد”.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: انبعاثات الكربون الاحتباس الحراري العالمي المناخ الأسترالي المزيد

إقرأ أيضاً:

نتائج الحملة القومية خلال 2025 لتحصين الماشية ضد الحمى القلاعية

كتب- عمرو صالح:

كشفت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، في بيان لها عن الانتهاء من إعطاء أكثر من 6.8 مليون جرعة تحصين لرؤوس الماشية، ضد الحمى القلاعية وحمى الوادي المتصدع، خلال الحملة القومية الأولى خلال عام 2025.

يأتي ذلك وفقا لتقرير رسمي تلقاه علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، من الدكتور حامد الأقنص رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، بنتائج الحملة، والتي استمرت أعمالها خلال الفترة من 4 حتى 15 مايو الجاري.

وأشار التقرير إلى أنه تم إعطاء 3,601,802 جرعة بلقاح الحمى القلاعية لرؤوس : الأبقار، الجاموس، الأغنام، والماعز، فضلا عن إعطاء 3,211,386 جرعة بلقاح حمى الوادي المتصدع، والتي شملت أنواعًا متعددة من الحيوانات، وذلك بإجمالي تجاوز 6.8 مليون جرعة تحصينية خلال الحملة.

وكشفت إحصائيات الحملة عن تصدر محافظات البحيرة والشرقية والمنوفية القائمة في تحصين رؤوس الماشية ضد الحمى القلاعية وحمى الوادي المتصدع، حيث احتلت محافظة البحيرة المرتبة الأولى بتحصين 588,917 رأسًا من الماشية، بالحمى القلاعية، تلتها محافظة الشرقية بتحصين 396,811 رأسًا، وجاءت محافظة المنوفية في المركز الثالث بتحصين 351,033 رأسًا، كما شملت القائمة أيضًا محافظتي الغربية وكفر الشيخ بتحصين 259,961 و 247,478 رأسًا على التوالي، بالإضافة إلى محافظة الدقهلية التي قامت بتحصين 211,071 رأسًا.

وأشارت إلى أنه فيما يتعلق بتحصين حمى الوادي المتصدع، فقد تصدرت محافظة الشرقية القائمة بتحصين 375,325 رأسًا، تلتها محافظة المنوفية بتحصين 351,033 رأسًا، ثم محافظة البحيرة بتحصين 330,897 رأسًا، كما شملت أبرز المحافظات في هذا التحصين أيضًا محافظتي الغربية وكفر الشيخ بتحصين 248,254 و 246,929 رأسًا على التوالي.

وتستهدف الحملة حماية الثروة الحيوانية المصرية من أهم الأمراض، والحد من الخسائر الاقتصادية، إلى جانب تأمين مصدر غذائي سليم وآمن، في إطار جهود الدولة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث تم تنفيذ الحملات وفق خطة علمية دقيقة تغطي كافة محافظات الجمهورية، حيث تولى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، والهيئة العامة للخدمات البيطرية اهتمامًا بالغًا بتكثيف حملات التحصين الوقائي، والتقصي الوبائي، والتوعية المجتمعية، لضمان استدامة منظومة الإنتاج الحيواني في مصر.

فيما أهابت الهيئة العامة للخدمات البيطرية بجميع المربين التعاون الكامل مع الفرق البيطرية لضمان تحصين جميع الحيوانات في التوقيتات المحددة، من أجل الحفاظ على سلامة الثروة الحيوانية، والمساهمة في دعم الاقتصاد الوطني.

والجدير بالذكر أنه قد تم تنفيذ حملة قومية سابقة لتحصين الماشية ضد الجلد العقدي وجدري الأغنام في الفترة من 26 يناير إلى 28 فبراير 2025، حيث أسفرت عن تحصين 3,039,789 رأس.

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

وزارة الزراعة الهيئة العامة للخدمات البيطرية لقاح الحمى القلاعية تحصين الماشية ضد الحمى القلاعية

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة الزراعة تُطلق 7 منافذ مُتحركة لبيع مُنتجاتها بأسعار مُخفضة بالقاهرة والجيزة أخبار "الزراعة" تتيح الحصول على نشراتها الإرشادية باستخدام الباركود أخبار الكيلو يبدأ بـ155 جنيهًا.. أسعار أضاحي 2025 وأماكنها أخبار مصر تصدر أكثر من مليون طن بطاطس حتى الآن أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

نتائج الحملة القومية خلال 2025 لتحصين الماشية ضد الحمى القلاعية

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

أجواء ربيعية وأمطار.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الجمعة بعد موافقة إسرائيل.. تفاصيل مقترح أمريكا الجديد لوقف حرب غزة موعد وعدد أيام إجازة عيد الأضحى 2025 للقطاع الخاص للإعلان كامل للإعلان كامل 27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • لهذا السبب.. غسل اللحوم قبل الطهي قد يكون ضاراً أكثر مما ينفع
  • «الزراعة» ترفع درجة الاستعداد القصوى بجميع المجازر الحكومية
  • الكربون الأسود يسرّع ذوبان ثلوج جبال الهيمالايا
  • استثمارات الصين الخارجية بالطاقة المتجددة تتجاوز الوقود الأحفوري
  • محافظ القليوبية يتفقد مزرعة متخصصة في تربية الثروة الحيوانية
  • محافظ القليوبية يتفقد مزرعة متخصصة فى تربية الثروة الحيوانية بقرية العمار بطوخ
  • جيوش العالم تزيد التسلح وتراكم انبعاثات الكربون
  • دراسة: نصف سكان العالم تعرضوا لشهر إضافي من الحر الشديد بسبب تغير المناخ
  • السلطات تقرر غلق أسواق الماشية لمدة أسبوعين
  • نتائج الحملة القومية خلال 2025 لتحصين الماشية ضد الحمى القلاعية