يشهد قطاع غزة تطورات متسارعة بشأن تمديد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، وسط جهود دبلوماسية مكثفة تقودها أطراف دولية وإقليمية.

وبينما يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تمديد الهدنة، تبرز تحديات وتعقيدات تهدد استمرارها، خصوصًا مع تهديدات إسرائيلية بالتصعيد وانتقادات دولية لسياساتها تجاه القطاع.

تمديد وقف إطلاق النار واستئناف القتال المحتمل 

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نيته تمديد وقف إطلاق النار أسبوعًا إضافيًا، على الأقل حتى وصول المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى المنطقة.

ورغم ذلك، أكد مقربون منه أنه يدرس استئناف القتال، لكنه ينتظر نتائج جهود الدول الوسيطة لتمديد المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى.

وذكرت الصحافة الإسرائيلية أن نتنياهو هدد بممارسة ضغط أكبر على حركة حماس من خلال تهجير سكان شمال غزة إلى الجنوب، وقطع الكهرباء، واستئناف القتال الشامل. ويأتي هذا التهديد في ظل تباين وجهات النظر داخل الحكومة الإسرائيلية حول كيفية التعامل مع الوضع الراهن في غزة.

وأكدت حركة حماس أن إسرائيل لن تحصل على المحتجزين إلا من خلال صفقة تبادل أسرى. كما شددت على رفضها تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق دون تنفيذ جميع مراحله كما تم التوقيع عليها، مما يعكس تشددها في المفاوضات ويعقد جهود الوساطة.

التطورات الميدانية 

على الصعيد الميداني، أفادت مصادر طبية ووسائل إعلام محلية بأن طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت منطقة رفح بجنوب قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل فلسطينيين. ويأتي هذا التصعيد في وقت تواجه فيه إسرائيل انتقادات دولية حادة بسبب سياستها تجاه القطاع.

وواجهت إسرائيل انتقادات حادة، خاصة بعد قرارها وقف دخول جميع المواد الغذائية والإمدادات إلى غزة، ما دفع مصر وقطر، الوسيطتين في المحادثات، إلى اتهامها بخرق القانون الإنساني الدولي من خلال استخدام التجويع سلاحًا ضد الفلسطينيين. كما وصفت حركة حماس هذه الإجراءات بأنها "جريمة حرب" و"هجوم سافر" على الهدنة.

المفاوضات حول المرحلة الثانية من الاتفاق 

في إطار الجهود الدولية لتمديد الهدنة، طرحت الولايات المتحدة اقتراحًا جديدًا يقضي بتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار حتى نهاية عيد الفصح اليهودي في 20 أبريل. 

ووفقًا لهذا الاقتراح، ستطلق حماس سراح نصف الرهائن في اليوم الأول، بينما سيتم الإفراج عن الباقين عند التوصل إلى اتفاق حول وقف إطلاق نار دائم.

وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها من التصعيد، مشيرة إلى أن وقف إطلاق النار ساهم في إنقاذ العديد من الأرواح. كما حذر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، من أن أي تراجع عن التقدم الذي تحقق قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني. من جهتها، اتهمت منظمة أطباء بلا حدود إسرائيل باستخدام المساعدات الإنسانية كورقة مساومة، ووصفت ذلك بأنه "غير مقبول".

التحذيرات الأممية والمطالبات القانونية 

حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف على العمل لمنع العودة إلى الأعمال العدائية، مطالبًا بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. وفي الوقت نفسه، قدمت خمس منظمات غير حكومية التماسًا إلى المحكمة العليا الإسرائيلية لمنع الحكومة من منع دخول المساعدات إلى غزة، معتبرة أن ذلك يشكل انتهاكًا للقانون الدولي.

وتعاني غزة من أزمة إنسانية حادة بسبب الحرب المستمرة، حيث أصبح معظم سكانها يعتمدون بشكل كامل على المساعدات الدولية. وخلال المرحلة الأولى من الهدنة، دخلت حوالي 600 شاحنة مساعدات يوميًا، مما خفف جزئيًا من خطر المجاعة. ومع ذلك، فإن قرار إسرائيل بوقف دخول المساعدات يثير مخاوف متزايدة بشأن تدهور الوضع الإنساني.

ومع استمرار الجهود الدولية لمنع انهيار الهدنة في غزة، يبقى الوضع على المحك بين التصعيد والتهدئة. وبينما تضغط الأطراف الوسيطة لتمديد وقف إطلاق النار، فإن القرارات الإسرائيلية والردود الفلسطينية ستحدد مستقبل الهدنة، وسط قلق دولي من تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.

الدكتور عمرو حسيننتنياهو يناور

وفي هذا السياق، قال الباحث في العلاقات الدولية، الدكتور عمرو حسين، إن حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية تعمدت عرقلة الصفقة بعد تنفيذ المرحلة الأولى، معتبرًا أن ذلك يمثل انتهاكًا صارخًا للاتفاق الموقع في الدوحة. 

وأضاف حسين في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن مماطلة نتنياهو في بدء المرحلة الثانية تكشف رغبته في كسب مزيد من الوقت لإرضاء اليمين المتطرف، خصوصًا بقيادة بتسلئيل سموتريتش، لضمان بقاء حكومته وعدم تفكك الائتلاف الحاكم.

ولفت حسين إلى أن سلوك حكومة نتنياهو يعكس مخططًا توسعيًا واضحًا، إذ ترفض إسرائيل تنفيذ الانسحاب من محور فيلادلفيا وفق الاتفاق، مع استمرارها في التمركز بخمسة مواقع عسكرية في لبنان، والتوغل في السويداء والقنيطرة وجنوب درعا. 

وأشار إلى أن ما يحدث في الضفة الغربية من عمليات إبادة وتهجير يعزز الشكوك حول نية الحكومة الإسرائيلية استئناف الحرب وإطالة أمدها، في محاولة من نتنياهو للبقاء في السلطة بأي ثمن.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: نتنياهو قطاع غزة غزة بنيامين نتنياهو المزيد تمدید وقف إطلاق النار المرحلة الأولى من

إقرأ أيضاً:

ارتفاع الأسهم الأوروبية أمام تفاؤل بشأن هدنة الرسوم الجمركية بين أمريكا والصين

ارتفعت الأسهم الأوروبية يوم الثلاثاء مدعومة بتمديد الهدنة التجارية بين أميركا والصين، في وقت يترقب فيه المستثمرون بيانات التضخم الأميركية لتقييم أثر الرسوم الجمركية على ضغوط الأسعار ومسار السياسة النقدية.

وصعد المؤشر الأوروبي «ستوكس 600» بنسبة 0.3% إلى 548.54 نقطة، وارتفع مؤشر داكس الألماني بنسبة 0.1% إلى 24104.72 نقطة، وارتفع مؤشر فوتسي 100 البريطاني بنسبة 0.2% إلى 9153.54 نقطة، وصعد مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 0.5% إلى 7737.07 نقطة.

وجاء الدعم بعدما مددت واشنطن وبكين الهدنة الجمركية لمدة 90 يوماً، لتأجيل فرض رسوم بالمئات من النقاط الأساسية حتى 10 نوفمبر تشرين الثاني، مع الإبقاء على باقي بنود الاتفاق، الأمر الذي يمهد لاجتماع مرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ في وقت لاحق من العام.

وفي سياق آخر، قال ترامب إن على كل من كييف وموسكو التنازل عن أراضٍ لإنهاء الحرب، وذلك قبيل قمته المقررة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة.

أسواق الأسهم الأوروبية تغلق على ارتفاع بعد الاتفاق التجاري مع أمريكااستئناف المحادثات بين أمريكا والصين.. ما هي التوقعات؟ترامب: أفضل الدولار القوي..وانخفاضه يُدر على أمريكا أموالا طائلة

وعلى صعيد حركة الأسهم الفردية، تراجع سهم «يو بي إس» بنسبة 0.9% بعد قيام أحد المستثمرين ببيع حصته في المصرف السويسري لإدارة الثروات، فيما ارتفع سهم «سارتوريوس» 3.6% بعد أن رفعت شركة «جيفريز» تصنيفها للسهم من «محايد» إلى «شراء».

 وقفز سهم «فيستاس ويند سيستمز» 3.5% بعد حصول الشركة على طلبيات في الولايات المتحدة لمشروعات لم يُكشف عنها، بينما تصدر سهم «سبيراكس غروب» المكاسب على المؤشر بقفزة بلغت 16% عقب إعلان نتائج النصف الأول من العام.

طباعة شارك الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني الهدنة الجمركية لمدة

مقالات مشابهة

  • مصر تعلن تحركات لإحياء هدنة الـ 60 يوماً في غزة
  • عاجل. إسرائيل تبحث التوجّه إلى الدوحة ووفد حماس يصل القاهرة.. نتنياهو: الصفقة الجزئية أصبحت خلفنا
  • وفد من حماس يصل إلى القاهرة لبحث هدنة 60 يوما في غزة
  • قناة: اجتماعات القاهرة تناقش "هدنة مؤقتة" لمدة 60 يوما في غزة
  • مصادر: اجتماعات القاهرة تناقش وقف إطلاق النار في قطاع غزة والتوصل لاتفاق هدنة مؤقتة
  • اجتماعات القاهرة تناقش وقف إطلاق النار في غزة والتوصل لاتفاق هدنة 60 يوما
  • ارتفاع الأسهم الأوروبية أمام تفاؤل بشأن هدنة الرسوم الجمركية بين أمريكا والصين
  • عاجل. قبل ساعات من انتهائها.. ترامب يمدد هدنة الرسوم الجمركية مع الصين 90 يومًا
  • ماكرون: على إسرائيل وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب فورا
  • تسريب حكومي يكشف: إسرائيل اختارت تجويع غزّة كسلاح لكسر الهدنة