4 علماء مسلمين لا يزال ميراثهم مؤثرا في العلوم الحديثة
تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT
لا تزال إسهامات العلماء المسلمين، في العلوم الحديثة، بازرة، ولم تكن الكثير من الاختراعات التي تسهل حياتنا اليوم، وخاصة الكمبيوتر، حاضرة لولا العلوم التي قدموها.
ومن أبرز ميراث العلماء المسلمين، علوم الجبر والرياضيات والفيزياء والخوارزميات وتطوير الكيمياء.
وأعد الفيزيائي جيم الخليلي، من جامعة سري البريطانية، فيلما وثائقيا بعنوان "العلم والإسلام" لصالح هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، أشار فيه إلى وفرة المراجع العربية في العلوم الحديثة.
ويمكن ملاحظة هذا التأثير من خلال كتاب "Liber Abaci" لعالم الرياضيات الإيطالي ليوناردو فيبوناتشي، الذي يعتبر من أوائل علماء الرياضيات البارزين في أوروبا. في هذا الكتاب، وتحديدا في الصفحة 406، ورد اسم العالم المسلم محمد بن موسى الخوارزمي، الذي عاش بين عامي 780 و850.
قدم الخوارزمي ثورة في علم الرياضيات، حيث طور نظاما يسمح بتمثيل أي عدد باستخدام عشرة رموز فقط، وهو ما يعرف اليوم بالنظام العشري. وقد جاء من شرق بلاد فارس ليستقر في بغداد، وينسب إليه الفضل في إدخال النظام العشري والعددي إلى العالم الغربي، حتى لقب بـ"أبي الجبر".
وأكد جون جوزيف، من جامعة سانت أندروز البريطانية، أن العديد من الأفكار التي طورت في أوروبا خلال القرنين السادس عشر والثامن عشر، كانت مستوحاة من أعمال العلماء المسلمين التي سبقتهم بأربعة قرون. ويضيف أن الرياضيات التي ندرسها اليوم تعود في جذورها إلى الإسهامات العربية والإسلامية أكثر من كونها يونانية الأصل.
وكان هناك العديد من علماء الرياضيات البارزين في العالم الإسلامي، ومن بينهم:
جابر بن سنان البتاني
وأشار خوان كيسادا، الأستاذ المتقاعد والمدير السابق لقسم الدراسات العربية والإسلامية بجامعة مدريد، إلى أن أحد أعظم إنجازات علماء الرياضيات العرب هو حفظهم للعلوم اليونانية واللاتينية من خلال الترجمة، ونقلهم للاكتشافات العلمية الهندية إلى العالم الإسلامي.
وأبرز كيسادا أهمية العالم البتاني، الذي جمع بين الفلك والرياضيات، حيث استطاع تحديد طول السنة الشمسية بدقة، إذ حددها بـ365 يوما، وهو إنجاز علمي مهم في أواخر القرن التاسع وأوائل القرن العاشر. كما ساهم في تصحيح الأخطاء الواردة في أبحاث بطليموس من خلال دراسته لحركة الشمس.
ويعرف البتاني أيضا بأنه أحد مؤسسي علم المثلثات. وعند زيارة جيم الخليلي لجامعة بادوا في إيطاليا، عثر على أحد أهم الكتب في تاريخ العلوم، وهو كتاب "De revolutionibus orbium coelestium" لنيكولاس كوبرنيكوس، الذي طرح فيه فكرة دوران الكواكب حول الشمس. وقد استشهد كوبرنيكوس بأعمال البتاني، مما يعكس التأثير العميق للعلماء المسلمين في النهضة العلمية الأوروبية.
ابن الشاطر
ابن الشاطر، عالم فلك ورياضيات سوري ولد في دمشق عام 1304، لم يكن معروفا في الغرب لأن أعماله لم تترجم إلى اللاتينية. لكن في الثمانينيات، اكتشف الباحثون أن النموذج الفلكي الذي وضعه يشبه إلى حد كبير نموذج كوبرنيكوس، لكنه سبق الأخير بعدة قرون.
ابن الهيثم
يعد أبو علي الحسن بن الهيثم، المعروف في الغرب باسم "الهازن"، أحد أعظم العلماء المسلمين، إذ قدم إسهامات رائدة في الفيزياء، والميكانيكا، والفلك، والفلسفة، والطب. ولد في العراق عام 965 وتوفي في مصر عام 1040. لقب بـ"بطليموس الثاني"، ويعتبر من رواد المنهج العلمي الحديث.
وأوضح شيخ محمد رضا الله أنصاري، أستاذ الفيزياء بجامعة عليكرة الإسلامية في الهند، أن ابن الهيثم كان أول من ابتكر طريقة تجريبية لاختبار الفرضيات العلمية. وكان لكتابه "المناظر"، الذي ترجم إلى اللاتينية في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، دور كبير في دراسة خصائص الضوء، حيث اعتمد على التجارب الرياضية لدراسة انعكاسه وانكساره.
ويرى ريكاردو مورينو، أستاذ الرياضيات بجامعة مدريد، أن ابن الهيثم كان عالم رياضيات بارعا، حيث تمكن من حل بعض المسائل الرياضية التي طرحها أرخميدس قبل أكثر من 1200 عام. كما ساهم في تطوير نظرية الأعداد وقدم إضافات هامة لنظرية إقليدس.
أبو كامل الحاسب
بعد وفاة الخوارزمي، ظهر عالم الرياضيات المصري أبو كامل شجاع بن أسلم، الملقب بـ"الحاسب المصري". امتدت حياته لنحو 80 عاما، وخلالها قدم مساهمات جوهرية في علم الجبر. ورغم فقدان النسخة العربية الأصلية لأعماله، إلا أن ترجماتها اللاتينية والعبرية بقيت محفوظة.
كان أبو كامل أحد أبرز العلماء الذين ساهموا في حل المعادلات التربيعية بالأرقام، مما جعله يعتبر الامتداد الطبيعي للخوارزمي في تطوير علم الجبر. وكانت أعماله ذات أهمية كبيرة في تطوير الجبر العربي، كما ساعدت في إدخاله إلى أوروبا من خلال كتابات فيبوناتشي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم حول العالم العلماء المسلمين العلوم علوم علماء مسلمين حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العلماء المسلمین من خلال
إقرأ أيضاً:
علماء يحذرون من جفاف عالمي مستمر ومتسارع
تُظهر دراسة جديدة أن قارات العالم تجف بسرعة متزايدة، مما يُهدد توافر المياه العذبة على المدى الطويل، ويُحفز ارتفاع منسوب مياه البحار، في حين سيواجه ملايين الأشخاص حول العالم بالفعل حالات جفاف قاسية.
ووجدت الدراسة، التي استندت إلى بيانات جُمعت بين عامي 2002 و2024 من قِبل بعثتين تابعتين لوكالة ناسا، أن هذه التغيرات مستمرة، وتتسارع بمعدل ينذر بالخطر.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4لبنان يواجه أسوأ موجة جفاف منذ 90 عاماlist 2 of 4التغير المناخي يضع الشرق الأوسط على حافة الجفافlist 3 of 4الجفاف العالمي يفاقم المجاعة ويدفع الملايين للنزوحlist 4 of 4الجفاف يهدد الأمن الغذائي في سورياend of listورغم أن حالات الجفاف قصيرة الأمد ليست نادرة، فقد لاحظت دراسات حديثة تغيرات طويلة الأمد في مخزون المياه الأرضي العالمي.
ومخزون المياه الأرضي هو إجمالي كمية المياه المُخزنة على اليابسة، بما في ذلك الجليد والمياه السطحية والمياه الجوفية ورطوبة التربة.
وخلصت الدراسة إلى أن المناطق المعرضة للجفاف تنمو بضعف مساحة كاليفورنيا سنويا، أي نحو مليون كيلومتر مربع. وفي نصف الكرة الشمالي، يؤدي هذا إلى ظهور ما يُطلق عليه الباحثون "مناطق الجفاف الهائلة"، وهي بؤر جفاف ساخنة مترابطة على نطاق قاري.
وعلى الرغم من وجود مناطق تزداد رطوبة أيضا، فإن الميزان يميل بقوة نحو الجفاف الشامل. ويُعزى هذا التحول، حسب الدراسة، إلى استنزاف المياه الجوفية على نطاق واسع، وهو انخفاض طويل الأمد في مخزون المياه في طبقات المياه الجوفية بسبب ضخها، وخاصة للاستخدامات الزراعية.
وتُمثل هذه الظاهرة 68% من التغيرات الملحوظة في مخزون المياه الأرضية. وتشمل الأسباب الأخرى فقدان المياه في المناطق ذات خطوط العرض العليا، مثل كندا وروسيا، حيث يذوب الجليد والتربة الصقيعية بسبب ارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى موجات الجفاف الشديد في أميركا الوسطى وأوروبا.
ووفقا للمؤلفين، فإن آثار هذا الاتجاه عميقة، ويمكن الشعور بها على نطاق عالمي. ففي بداية قياسات الدراسة عام 2020، كان حوالي 6 مليارات شخص، أو 75% من سكان العالم، يعيشون في مناطق تتناقص فيها موارد المياه العذبة.
إعلانويؤدي انخفاض توافر المياه على الأرض إلى زيادة في مياه البحر، مما يُسرّع في نهاية المطاف من ارتفاع مستوى سطح البحر. وتُحذر الدراسة من أن هذه العملية تُساهم الآن بشكل أكبر في ارتفاع مستوى سطح البحر من ذوبان الصفائح الجليدية.
وجاء البحث عقب صدور تقرير صادر عن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، والذي خلص إلى أن بعضا من أشد حالات الجفاف المسجلة على الإطلاق قد وقعت منذ عام 2023.
ومع زيادة مستويات الجفاف، يُدفع عشرات الملايين من الناس، وخاصة في جنوب وشرق أفريقيا، إلى انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية والهجرة المناخية القسرية بسبب الآثار المركبة لسوء إدارة المياه، وظاهرة النينيو، وتغير المناخ.
ففي الصومال، على سبيل المثال، يُقدر أن الجفاف قد تسبب في وفاة ما يقرب من 43 ألف شخص في عام 2022 وحده، وفقا للتقرير.
ويحدد التقرير بؤر الجفاف الساخنة في جميع أنحاء العالم، من البحر الأبيض المتوسط إلى أميركا الوسطى والجنوبية وجنوب شرق آسيا.
ففي إسبانيا، كانت 60% من الأراضي الزراعية تواجه الجفاف في أبريل/نيسان 2023، بينما 88% من الأراضي التركية معرضة حاليا لخطر التصحر.
ويقول الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إبراهيم ثياو: "لم يعد الجفاف تهديدا بعيدا. إنه موجود، ويتصاعد، ويتطلب تعاونا عالميا عاجلا".
وأضاف أنه عندما تنفد الطاقة والغذاء والماء دفعة واحدة، تبدأ المجتمعات بالتفكك، وهذا هو الوضع الطبيعي الجديد الذي يجب أن نكون مستعدين له، برأيه.
ولمواجهة هذه التحديات الجديدة، يوصي التقرير "باتخاذ إجراءات فورية تتضمن حلولا منهجية ومتعددة القطاعات وتعاونا دوليا"، مع التركيز بشكل خاص على تعزيز النظم البيئية وتحسين إدارة المياه مع ضمان عدالة الوصول إلى الموارد.
ووفقا للتقرير، تتوفر بعض الحلول السريعة للتخفيف من حدة المشكلة. ففي بعض أنحاء العالم، يُفقد ما يصل إلى 80% من المياه المتاحة بسبب تسربات في البنية التحتية للمياه القديمة أو غير الفعالة. ويمكن لإصلاح هذه البنية التحتية وصيانتها أن يزيد بشكل كبير من توافر المياه العذبة لبعض المجتمعات، حسب التقرير.
ويؤكد التقرير أن ذلك وحده لا يكفي. فلا يزال اتخاذ إجراءات حاسمة للتخفيف من آثار تغير المناخ أهمها خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتحول إلى ممارسات زراعية أكثر استدامة، نظرا لأن القطاع الزراعي هو أكبر مستهلك للمياه العذبة في العالم بلا منازع.