لماذا استُبعدت الرياضيات من جوائز نوبل؟
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
في كل عام، يترقب العلماء موسم جوائز نوبل الذي يُكرّم إنجازات في مجالات الفيزياء والكيمياء والطب والأدب والسلام، إضافة إلى الاقتصاد. لكن هناك مجالًا علميًا بارزًا لا يحظى بمكانه على المنصة: الرياضيات. اعلان
على عكس الأسطورة الشائعة، فإن ألفريد نوبل لم يستبعد الرياضيات من الجوائز بدافع شخصي أو بدافع الغيرة من علاقة عاطفية مزعومة بين حبيبته والمُـنظّر الرياضي السويدي غوستا ميتاغ-ليفلر.
كان ألفريد نوبل (1833–1896) كيميائياً ومخترعاً وصناعياً سويدياً يؤمن بأن الاكتشافات يمكن أن تسهم في تقدم البشرية نحو مستقبل أفضل. وكان أكثر اختراعاته شهرة - إلى جانب الجوائز التي تحمل اسمه - مادة الديناميت. وعندما توفي، نصت وصيته على إنشاء جوائز تُمنح لمن "قدم أعظم فائدة للبشرية"، محدداً الجهات المسؤولة عن منحها: الأكاديمية السويدية للعلوم للفيزياء والكيمياء، معهد كارولينسكا للطب أو الفسيولوجيا، الأكاديمية السويدية للأدب، ولجنة نرويجية للسلام. ولم ترد أي إشارة إلى الرياضيات. في عام 1969 أُضيفت جائزة الاقتصاد من قبل البنك المركزي السويدي، لكن الرياضيات لم تُدرج حتى اليوم.
Related المرأة التي واجهت إرث تشافيز ومادورو.. من هي ماريا كورينا ماتشادو الفائزة بجائزة نوبل للسلام؟مارتينيس الحائز على نوبل لـ"يورونيوز": الجيل الجديد سيحول الثورة الكمية إلى واقعأيام على إعلان الفائزين بنوبل: ما الذي يجب معرفته عن هذه الجوائز المرموقة؟ الرياضيات.. علم نظري لم يدخل دائرة نوبليُرجّح أن نوبل، الذي كان مولعاً بالعلوم التطبيقية والتقنيات العملية، رأى أن الرياضيات علم نظري مجرد لا يقدم فائدة ملموسة مثل الهندسة أو الاختراعات التقنية. وحتى اليوم، تميل جوائز نوبل إلى مكافأة الإنجازات التطبيقية والاكتشافات العملية. فعلى سبيل المثال، مُنحت جوائز الفيزياء في السنوات الأخيرة لأبحاث في ظواهر نفق الكم في الدوائر فائقة التوصيل والتعلم الآلي، وهي مجالات ترتبط بالهندسة الكهربائية أكثر من ارتباطها بالنظرية البحتة.
التكريم الرياضي موجود.. خارج نوبلسبب آخر يُطرح أحياناً هو أن الرياضيات كانت تحظى بالفعل بتقدير كبير في السويد بفضل تأثير عالم الرياضيات غوستا ميتاغ-ليفلر ونفوذه في الأوساط الاجتماعية الرفيعة، بما في ذلك البلاط الملكي، حيث كان الملك أوسكار الثاني يمنح جوائز للرياضيين البارزين. كما أن حقولاً علمية أخرى مثل الهندسة والبيولوجيا وعلوم البيئة لم تُدرج أيضاً ضمن جوائز نوبل، رغم أن إنجازاتها كثيراً ما تدخل من "الباب الخلفي". فعلى سبيل المثال، تُمنح جائزة الطب أو الفسيولوجيا لاكتشافات مرتبطة بالبيولوجيا، مثل بنية الحمض النووي والاختراقات في علم الوراثة والمناعة. وبالمثل، أُدرجت ابتكارات هندسية ضمن جوائز الفيزياء والكيمياء، مثل تقنيات أشباه الموصلات والليزر وعلوم المواد.
مجد آخر للرياضيينرغم هذا الاستبعاد، لا يفتقر علماء الرياضيات إلى أرفع أشكال التكريم في مجالاتهم. فهناك ميدالية فيلدز التي تُعد معادلاً لجائزة نوبل في الرياضيات، وجائزة أبيل المرموقة. كما أن كثيراً من الاكتشافات التي تُتوّج بجوائز نوبل في العلوم تعتمد في الأساس على النظريات والمعادلات الرياضية التي وضعها هؤلاء العلماء.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب حركة حماس غزة بحث علمي روسيا دراسة دونالد ترامب حركة حماس غزة بحث علمي روسيا دراسة السويد جائزة نوبل السلام الصناعات الكيميائية دونالد ترامب حركة حماس غزة بحث علمي روسيا دراسة فرنسا حروب إسرائيل بنيامين نتنياهو تغير المناخ حلف شمال الأطلسي الناتو جوائز نوبل
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة المنصورة يعلن: تدشين حزمة من الجوائز الكبرى للشركات الناشئة والابتكار
افتتح الدكتور شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، صباح اليوم الثلاثاء الموافق 2 ديسمبر 2025م، فعاليات يوم التحوّل الريادي: من البحث إلى الشركات الناشئة، الذي أُقيم بالقاعة الكبرى بمبنى الإدارة العامة، وذلك في إطار استراتيجية الجامعة لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال، ودعم منظومة نقل التكنولوجيا، وتحويل مخرجات البحث العلمي إلى تطبيقات وشركات ناشئة ذات أثرٍ اقتصادي ومجتمعي.
حضر فعاليات الافتتاح الدكتور حسام عثمان، نائب وزير التعليم العالي للبحث العلمي والابتكار، والدكتورة رشا شرف، الأمين العام لصندوق دعم التعليم بمجلس الوزراء، والدكتور أحمد أمين حمزة، رئيس جامعة المنصورة الأسبق، والدكتور محمد عطية البيومي، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، والدكتور محمد عبد العظيم، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور طارق غلوش، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، والدكتور محمد عبد الكريم، مساعد وزير الصناعة ورئيس هيئة التنمية الصناعية الأسبق، إلى جانب نواب رئيس الجامعة السابقين، وعمداء الكليات ووكلائهم، وجمع كبير من أعضاء هيئة التدريس والخبراء وروّاد الأعمال والباحثين والطلاب.
بدأت الفعاليات بافتتاح معرض الشركات الناشئة والابتكارات، الذي ضمَّ نماذج مبتكرة ومشاريع طلابية وشركات واعدة من داخل الجامعة وخارجها.
وخلال كلمته، أعلن الدكتور شريف خاطر عن تدشين جائزة جامعة المنصورة لأفضل ثلاث شركات ناشئة من خريجي الجامعة، وهي الأولى من نوعها على مستوى الجامعات المصرية؛ حيث يحصل الفائز بالمركز الأول على خمسمئة ألف جنيه، والمركز الثاني على أربعمئة ألف جنيه، والمركز الثالث على ثلاثمئة ألف جنيه، دعمًا لتحويل الشركات الناشئة المنبثقة عن الجامعة إلى كيانات اقتصادية قادرة على المنافسة، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بالاهتمام بالشباب وتنمية فكرهم.
وفي السياق ذاته، أعلن عن إطلاق جائزة أفضل ثلاثة مشاريع بحثية طلابية قابلة للتطبيق، بهدف تحفيز الطلاب على ابتكار حلول عملية قابلة للتنفيذ؛ حيث تبلغ قيمة الجائزة ثلاثمئة ألف جنيه للمركز الأول، ومئتي ألف جنيه للمركز الثاني، ومئة ألف جنيه للمركز الثالث، بما يعزز توجه الجامعة نحو تحويل الأفكار البحثية إلى مشاريع واقعية ومستدامة.
كما أعلن عن تعيين الدكتور محمد عبد الخالق مستشارًا لرئيس الجامعة لريادة الأعمال والابتكار، دعمًا لخطط الجامعة الرامية إلى بناء منظومة متكاملة للابتكار، وتحويل الأفكار البحثية إلى منتجات وشركات ناشئة.
وأكَّد الدكتور شريف خاطر، خلال كلمته، أن دعم الابتكار وريادة الأعمال داخل الجامعة لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة تتماشى مع توجهات الدولة لبناء اقتصاد معرفي تنافسي. وأشار إلى أن توفير آليات تمويل مشاريع البحث العلمي والشركات الناشئة يمثل ركيزة أساسية لنجاح أي منظومة ابتكارية، موضحًا أن إنشاء صناديق جامعية أو مجتمعية لتمويل الأبحاث التطبيقية والشركات المنبثقة عنها، إلى جانب تعزيز التعاون مع المستثمرين وروّاد الأعمال ورجال الصناعة، يوفر بيئة داعمة قادرة على مساندة هذه الشركات في مراحلها الأولى.
وأضاف أن الجامعة تتبنى رؤية واضحة تجعل الابتكار جزءًا أصيلًا من استراتيجيتها؛ بحيث تتحول الأفكار البحثية إلى مشاريع اقتصادية، وتتحول مخرجات العلم إلى شركات متنامية قادرة على المنافسة، مؤكدًا أن تحقيق اقتصاد المعرفة يستلزم منظومة متكاملة تستثمر في العقول، وتضع الشباب والباحثين في صدارة أولوياتها.
واستعرض الدكتور حسام عثمان، خلال كلمته، الدور المحوري الذي تضطلع به الدولة في تمكين منظومة الابتكار الوطنية، مؤكدًا أن الربط بين البحث العلمي والاقتصاد المعرفي أصبح ركيزة أساسية لدعم تنافسية الاقتصاد المصري، وإتاحة الفرصة أمام الباحثين لتحويل أفكارهم إلى شركات ناشئة ذات أثر تنموي.
وأشار إلى أن الدولة تمضي بخطوات واضحة نحو ترسيخ سياسة وطنية متكاملة للابتكار المستدام، تُعَدُّ الأولى من نوعها في مصر، وتهدف إلى تعزيز القدرات الابتكارية لمؤسسات التعليم العالي، وتحسين بيئة الأعمال، وتنويع مصادر التمويل، بما يضمن تحقيق عوائد اقتصادية مباشرة من مخرجات الابتكار.
كما أكَّد أهمية مبادرة "تحالف وتنمية" بوصفها إطارًا رئاسيًّا داعمًا لدمج المؤسسات التعليمية في خطط التنمية الإقليمية، عبر مشاريع تطبيقية تعكس احتياجات كل إقليم وتستثمر قدراته.
وأضاف نائب الوزير أن هذه السياسات والمبادرات تمثل نقلة نوعية في دعم الموهوبين والمبتكرين، وتهيئة بنية مؤسسية قادرة على تحويل الأبحاث إلى منتجات وخدمات حقيقية، مع تعزيز ريادة الأعمال داخل الجامعات والمعاهد، باعتبارها مسارًا رئيسيًّا لتحقيق رؤية مصر 2030 وبناء اقتصاد معرفي تنافسي.
ومن جانبه، أكَّد الدكتور طارق غلوش أن جامعة المنصورة تتبنى رؤية طموحة تقوم على الدمج بين البحث العلمي والابتكار والصناعة، مشيرًا إلى أن تصدُّر الجامعة لمؤشرات الابتكار والصناعة في تصنيف "تايمز" 2025 يعكس نجاح هذه الرؤية وترسخها.
وأوضح أن الجامعة لا تحتفي بالشهادات فقط، بل تفخر بالنجاحات الحقيقية التي خرجت من معاملها وتحولت إلى شركات ناشئة عالمية في مجالات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المناخ والتصنيع المستدام، مؤكدًا أن هذه النماذج بدأت بفكرة داخل الجامعة قبل أن تصل إلى الأسواق الدولية.
وأكَّد أن الهدف الاستراتيجي هو تحويل الأبحاث إلى منتجات قابلة للاستثمار وشركات قادرة على خلق فرص عمل، داعيًا رجال الصناعة وروّاد الأعمال إلى تعزيز الشراكات مع الجامعة والاستفادة من معاملها ومراكزها البحثية، بما يحقق نموذجًا رائدًا للتحول من البحث إلى الاقتصاد.
وقدمت الدكتورة رشا شرف عرضًا بعنوان «إصلاح التعليم من أجل اقتصاد قائم على المعرفة»، أوضحت خلاله دور صندوق دعم التعليم في تشكيل مستقبل القوى العاملة، من خلال بناء بيئة تعليمية متطورة تعمل على دعم مهارات الابتكار والتكنولوجيا وريادة الأعمال، بما يعزز قدرة المؤسسات التعليمية على مواكبة متطلبات الاقتصاد الحديث.
وأكَّدت أن مصر حققت خلال عام واحد فقط قفزة نوعية غير مسبوقة في التدريب التكنولوجي؛ إذ انتقلت من المركز الثاني عشر عالميًّا في العام الماضي إلى المركز الثاني عالميًا بعد الهند في الربع الحالي من عام 2025، متصدّرةً أفريقيا والعالم العربي. وأرجعت هذا التقدم إلى جهود صندوق تطوير التعليم ومبادراته المشتركة مع وزارات التعليم العالي والتربية والتعليم والاتصالات، وبالتعاون مع شركة "سيسكو" العالمية.
وأضافت أن المبادرة نجحت في تدريب أكثر من مئة وثلاثين ألف متدرّب خلال شهرين فقط في تخصصات تكنولوجية عالية الطلب عالميًّا، مشيرةً إلى أنه سيتم إطلاق رابط للتقديم للمرحلة الثانية من المبادرة، الممولة بالكامل من صندوق تطوير التعليم بالشراكة مع "سيسكو"، والممتدة حتى إجازة نصف العام، لتتيح ستمئة منحة جديدة وجوائز إضافية للطلاب المتميزين، على أن تُخصَّص نسبة لصالح جامعة المنصورة.
كما أعلنت الدكتورة رشا شرف عن دعم الصندوق لأحد المشاريع المشاركة في المعرض المصاحب لفعاليات اليوم، وهو مشروع "Green Spirit"، وهو مشروع ناشئ تم تطويره بدعم من أكاديمية البحث العلمي، ويقوم على تصنيع ماكينة لتحويل وتدوير الورق إلى سماد عضوي، بوصفه نموذجًا مبتكرًا يعكس التكامل بين البحث العلمي والاحتياجات البيئية والتنموية.
وشهد الافتتاح تكريم الدكتور حسام عثمان، والدكتورة رشا شرف، والدكتور محمد عبد الكريم، إلى جانب تكريم عدد من روّاد الأعمال والجهات الداعمة لمنظومة الابتكار.
وتضمّن البرنامج عرض مجموعة من قصص النجاح لأبناء جامعة المنصورة في عالم ريادة الأعمال، أعقبَه انعقاد الجلسة النقاشية الأولى بعنوان «من جامعة المنصورة إلى عالم الاستثمار الريادي»، بمشاركة نخبة من روّاد الأعمال وخريجي الجامعة الذين نجحوا في تأسيس شركات ناشئة.
كما عُقدت الجلسة النقاشية الثانية بعنوان «تعاون الجامعة والصناعة والشركات الناشئة»، بمشاركة خبراء من قطاعات الصناعة والجامعات والأكاديميات؛ لمناقشة آليات تطوير التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والقطاع الصناعي والشركات الناشئة.