خبير سياسي: الشارع الليبي يرفض تهجير سكان غزة من أرضهم
تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT
كتب- أحمد عبدالمنعم:
قال الخبير السياسي محمود خضير المهتم بالشأن الليبي، إن المكتب الإعلامي التابع لحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في طرابلس، نفى صحة التقرير الذي نشرته منصة "American Thinker" الأمريكية والتي أكدت استعداد حكومة الوحدة الوطنية لاستقبال الفلسطينيين ضمن خطة التهجير التي وضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأمر الذي أثار غضب الشعب الليبي في جميع ربوع البلاد.
وأضاف في مداخلة على فضائية الحدث، أنه وفقًا لما نشرته منصة "حكومتنا" على حسابها الرسمية على موقع "فيسبوك" نفت الحكومة التقرير وأكدت أن هذه الادعاءات مختلقة ولم تصدر عن أي جهة رسمية ليبية، وأن التقرير يفتقر إلى أدنى معايير المصداقية والمهنية وقد نُشر في منصة لا وزن لها في الأوساط الإعلامية ومعروفة بنشر الأخبار الزائفة ونظريات المؤامرة.
وتابع الخبير السياسي، أن المثير للجدل بخصوص هذا النفي هو أنه خص المنصة الأمريكية ولم ينفي ما ذكرته القناة 12 الإسرائيلية حول خطط ترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأراضي الليبية، بعدما رفضت دول أخرى المقترح الأمريكي، وهو الخبر نفسه الذي نشرته المنصة الأمريكية.
وأشار إلى أن التقرير أكد أن رئيس الحكومة في طرابلس عبد الحميد الدبيبة، أبلغ الحكومة الأمريكية بموافقته على استقبال 200 ألف لاجئ من غزة، بعد رفض مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان غزة من أرضهم.
وأوضح، أن حكومة الدبيبة قررت أن إصدار بياناً رسمياً تنفي فيه صحة هذه الأنباء والتقارير خوفاً من الشارع الليبي الذي أعرب عن غضبه بشدة من تصرفات الحكومة منتهية الشرعية وعلى وجه الخصوص ما يخص التطبيع مع الكيان الصهيوني ورفضه الشديد لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وأضاف "خضير"، أن هذه ليست المرة الأولى التي يُذكر فيها اسم ليبيا وإسرائيل في جملة واحدة، ففي 2023 كشفت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن اجتماع سري عقد بين وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، ونظيرته الليبية حينها نجلاء المنقوش، في العاصمة الإيطالية روما على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية تربط البلدين.
واستطرد أن هذا الخبر أثار غضب الشعب الليبي ودفعهم للخروج إلى الشوارع والمطالبة بإقالة وزير الخارجية الليبية من منصبها ومحاسبتها، بعدما أعلنت حكومة الوحدة الوطنية عدم علمها باللقاء تماماً ولم يكن ضمن جدول أعمالها وتم دون أي تنسيق بين الطرفين.
وفي أول تعليق لها على ذلك اللقاء بعد أكثر من عام، قالت نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية الليبية السابقة، إن اللقاء جاء بتكليف من رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة لمناقشة قضايا استراتيجية تتعلق بأمن واستقرار البحر المتوسط، وأن حكومة الوحدة تنصلت بسبب عدم حكمة وعدم القدرة على معالجة الأزمة بعد تسرب اللقاء، مشددة أن مقابلتها مع الطرف الإسرائيلي كانت محددة في إطار معين.
ويرى الخبير السياسي، أن حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة قررت أن تنفي صحة تقرير المنصة الأمريكية التي تمكنت للمرة الثانية أن تُظهر حقيقة وجود تقارب بين الكيان الصهيوني وحكومة الوحدة، ومتخوفة من رد الشارع الليبي الذي لن يكتفي بإقالة أحد المسؤولين فحسب، بل سيُطالب بحل حكومة الوحدة الوطنية ومحاسبة الجميع.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
تهجير سكان غزة الخبير السياسي محمود خضير الشارع الليبيتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
رمضانك مصراوي
المزيدهَلَّ هِلاَلُهُ
المزيدإعلان
خبير سياسي: الشارع الليبي يرفض تهجير سكان غزة من أرضهم
© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
القاهرة - مصر
22 13 الرطوبة: 49% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رمضانك مصراوي رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانكالمصدر: مصراوي
كلمات دلالية: مسلسلات رمضان 2025 سعر الفائدة سكن لكل المصريين صفقة غزة الحرب التجارية مقترح ترامب لتهجير غزة تهجير سكان غزة الشارع الليبي مؤشر مصراوي حکومة الوحدة الوطنیة دراما و تلیفزیون الخبیر السیاسی تهجیر سکان غزة صور وفیدیوهات الشارع اللیبی غزة من
إقرأ أيضاً:
عن العنف الذي لا يبرر
يونيو 11, 2025آخر تحديث: يونيو 11, 2025
وفاء نصر شهاب الدين
كاتبة من مصر
في صغري، أرسلتني أمي إلى بيت جدتي في زيارة كانت تبدو عادية تمامًا، لولا أنها خبأت لي مشهدًا من تلك المشاهد التي تترك ندبة في الذاكرة لا تُشفى بسهولة.
كان هناك كلبٌ أبيض، جميل، شعره كيرلي ناعم كقطن السحاب. بدا لي وقتها وكأنه مخلوق من القصص، من أولئك الذين يرافقون الأطفال في الحكايات القديمة ويحرسونهم من الأشباح. كنت أراه لطيفًا، بريئًا… حتى اللحظة التي ركض فيها خلفي وعقرني.
تغيّر كل شيء بعدها، كبر داخلي خوفٌ لم أفلح في التخلُّص منه تمامًا. كلما اقترب مني كلب في الشارع، تتراجع خطواتي، يتسارع نبضي، وتنهض الطفلة التي بداخلي مذعورة.
لكن، ورغم هذه الذكرى التي جرحت ثقتي، لم أكره الكلاب أبدًا. لم أفهم يومًا كيف يمكن لإنسان أن يؤذي حيوانًا لا حول له ولا قوة، أن يضربه، أن يسحله، أن يسمّمه، أو أن ينظر إليه وكأنه عدو لا بد من القضاء عليه.
الشارع في السنوات الأخيرة صار قاسيًا، ليس فقط على البشر، بل على الكائنات التي لا تملك صوتًا يدافع عنها.
كم من مرة رأيت كلبًا يُركل بلا سبب، أو تُلقى عليه الحجارة وكأن قلوب الناس قد تحجّرت!
كم من مرة سمعت عن حملات قتل جماعي للكلاب الضالة، وكأن الوفاء الذي عُرفت به هذه المخلوقات لم يعد يعني شيئًا في عالمنا.
أين ذهب الحنان؟
أين اختفى التراحم الذي أوصت به الأديان قبل القوانين؟
كيف تحوّلنا إلى بشر يخافون من الطيبة، ويشهرون العداء ضد الكائنات التي لا تطلب إلا الأمان وبعض الطعام؟
الكلب الذي عضّني وأنا طفلة… ربما خاف. ربما رأى فيّ تهديدًا لا أفهمه. ربما أراد أن يلعب ولم يُحسن التعبير.
لكنه، رغم كل شيء، لم يكن شريرًا.
الشر، في حقيقته، ليس في الحيوان، بل في القسوة التي نغلّف بها قلوبنا، وفي الجهل الذي يدفعنا إلى إيذاء كل ما هو أضعف منّا.
ليت الشوارع تتسع قليلًا للرحمة.
ليت البشر يعيدون النظر في علاقتهم بالحيوانات، ليس فقط من منطلق الشفقة، بل من باب المسؤولية الأخلاقية والإنسانية.
فنحن لا نُقاس فقط بما نفعله تجاه من نحب، بل بما نفعله تجاه من لا يستطيع أن يردّ الأذى عن نفسه. نحن نعيش في مجتمع يتحدث كثيرًا عن الأخلاق، عن التدين، عن الفضيلة… لكننا ننسى أن الرحمة ليست شعارًا يُرفع، بل سلوك يومي يُمارس، خاصة تجاه من لا يملك صوتًا يُدافع به عن نفسه.
أحيانًا أسير في الشارع فألمح كلبًا يجلس على الرصيف، عينه قلقة، ذيله بين قدميه، ووجهه ممتلئ بأسئلة لا تُقال:
“هل سأُطرَد؟ هل سأُضرَب؟ هل هذا المارّ طيب أم غاضب؟” كلب لا يريد شيئًا سوى الأمان، وربما قطعة خبز، وربتة على الرأس… أو على الأقل، أن يُترك وشأنه دون أذى. لماذا لا نترك الكلاب وشأنها؟
لماذا لا نعترف بأن هذه المخلوقات، وإن كانت لا تتكلم، إلا أن قلوبها تفهم، وذاكرتها تحتفظ، ووفاءها يتجاوز في كثير من الأحيان وفاء البشر؟ الكلب لا يخون، لا يبيع، لا يؤذي بلا سبب. الكلب لا يكذب.
وما يوجع أكثر من العنف، هو اللامبالاة…أن يُضرَب الكلب في منتصف الشارع، ولا يتوقف أحد. أن يُسمَّم، ويُترك يتلوى في صمت، كأن موته لا يعني شيئًا. أن تتحوّل الكائنات الأليفة إلى أهداف متحرّكة لغضبٍ مكبوت، وعداء غير مبرر، لا تبرّره شريعة، ولا تقبله نفسٌ سوية.
ربما لا أزال أخاف الكلاب قليلًا، لكنني أحبها رغم ذلك، وأدافع عنها ما استطعت. لأنني أؤمن أن الكائن الذي أحبك بصدق حتى بعد أن آذيته، لا يستحق سوى الحماية.
لأن الطفلة التي بداخلي، التي ركضت مذعورة من كلبٍ أبيض، عادت بعد سنوات طويلة، ومدّت يدها لحيوان خائف في الشارع… وربّتت على رأسه. ربما شُفيت بعض الشيء. وربما حان الوقت لنُشفي نحن جميعًا من هذه القسوة التي تسكننا. أقول دائمًا إن ما يفعله الإنسان في الخفاء، مع كائنٍ ضعيف، هو مرآته الحقيقية.
لا يُعرّفنا موقف أمام جمهور، ولا كلمة في ندوة، بل تلك اللحظة التي نمرّ فيها بجانب حيوان جائع أو مذعور… كيف نتصرف حينها؟ تلك هي الحقيقة. الكلب لا يملك لغة ليدافع بها عن نفسه، لكنه يملك قلبًا يفهم ويشعر.
وما أبشع أن نُقابل الوفاء بالخيانة، والوداعة بالقسوة، وأن نغضّ الطرف عن مشاهد الألم لمجرد أنها لا تخصّنا مباشرة
كل كلب مشرّد في شوارعنا هو اختبار صامت لإنسانيتنا. وكل حجر يُرمى، أو قدم تُركل، أو نظرة اشمئزاز تُلقى على كائنٍ أعزل… هي جرح فينا قبل أن تكون جرحًا فيه.
دعونا نتذكر أننا لا نعيش وحدنا، وأن الأرض ليست لنا فقط وأن الرقة ليست ضعفًا، بل رفعة وأن من يُؤذي كائنًا لا يتكلم، سيصعب عليه أن يُحب كائنًا يتكلم. ربما لو أحببنا الكلاب قليلًا، أو على الأقل احترمنا وجودها، لعادت الشوارع أقل عنفًا، وأكثر احتمالًا…وربما لو تذكّر كل واحد فينا كلبًا قديمًا، في طفولته أو في ذاكرته، لكان في قلبه شيء من الحنان لا يُفسَّر.
الكلب الذي عضّني وأنا صغيرة، علّمني شيئًا لا تنقله الكتب: أننا قد نخاف ممّن نحب، لكننا لا نكرههم…وأن الحب الحقيقي لا يزول، حتى إن ترك ندبة.