تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تصحبكم «البوابة » في موسم جديد خلال شهر رمضان الكريم، في رحلة للقراءة، وحلقات جديدة من حلقات «كتاب في سطور»،  وفى كل يوم نقدم قراءة في رواية أو عمل أدبى أو سيرة لأحد المشاهير، أو بعض الكتب الفكرية التي تناقش الأحداث التاريخية، ففي هذه السلسلة نحاول أن نقدم خريطة للقارئ لأهم الإصدارات الفكرية والأدبية التي أثرت الحياة الثقافيةـ ونتمنى أن تحظى تلك السلسلة بقبول لدي القارئ وإضاءة بسيطة عن تلك الإصدارات، ولهذا نأخذكم في جولة عبر الكلمات لنضيء بها مصابيح المعرفة.

 

في هذا الكتاب «رحلة مع النفس: الصوفية وفن القيادة المؤسسية» للدكتور مصطفى إسماعيل والصادر  حديثًا عن دار العين للنشر والتوزيع، وتقديم الدكتور شريف كامل وترجمة دينا المهدي، عميد كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية وترجمة دينا المهدي، نجد أنفسنا أمام منظور جديد لفن القيادة، باعتبارها ليست فقط منصا  أو مكانة بل باعتبارها أسلوب حياة، ويأتي الكتاب في قسمين القسم الأول يأتي بعنوان القيادة الصوفية المؤسسية في  أربعة فصول وهي رحلتي الشخصية، والحاجة إلى قيادة إسلامية، ومدخل إلى الصوفية، ونموذج القيادة الصوفي المؤسسي، أما القسم الثاني فيأتي تحت عنوان القيادة الصوفية المؤسسية في الواقع العملي، ويأتي في ثلاثة  فصول متناول خلالها الجزء العملي التطبيقي مع نماذج مختارة لفن القيادة المؤسسية . 

ويُعد نموذج القيادة الصوفي المؤسسي بلمحة روحانية تذكيرا - بسلوك إنساني فاضل معروف ومرئي في المجتمع. والقصد من النموذج بالإضافة إلى بناء جسور تواصل بين الديانات، والعقائد، والثقافات، والمناطق الجغرافية المختلفة هو تزويد كل من يتعامل مع المؤسسات أو له علاقة بها بأداة تمكنه من الابتعاد عن العالم المادي الجشع الذي نعيش فيه، والتركيز أكثر على الروحانية والأخلاق في تعاملاته اليومية.

 لقد حان الوقت لكي نشعر فعلا أن هناك خطرًا يتربص بنا خلف زوايا مكاتبنا، وأنه على أقل تقدير يجدر بنا قبول النظر والتمعن في هذا النموذج القيادي المستحدث، واعتباره كنوبة صحيان لنا في خضم هذا العالم المادي، الذي أصبحنا نعيش فيه بعيدا بشكل ما عن كل ما هو روحاني.

وهذا الكتاب يتناول منظورًا جديدًا مستحدثًا للقيادة، فهو كتاب لابد أن يقرأه قادة المؤسسات الذين يرغبون في إحداث فرق وتعيير حياة الأفراد وسبل معيشتهم إلى الأفضل، وكذلك بيئة العمل والمجتمع بصفة عامة، ويُعد الكتاب مرجعًا قيمًا وغنيًّا بالمعلومات والخبرات ومناسبًا للعصر الذي نعيش فيه، وهو عصر القيادة في بيئة متغيرة تتأثر باستمرار بالتحولات الشخصية والمؤسسية والمجتمعية. 

ويقول الدكتور مصطفى إسماعيل :"أبدأ أولاً بمشاركة رحلتي الشخصية وكيف كانت جوهرية في الطريقة التي بني بها نموذج القيادة الصوفي المؤسسي، منذ زمن بعيد وسن مبكرة، بدأت بذرة الروحانية تنمو بداخلي البداية كانت في الخامسة من عمري، كنت طفلاً بريئًا يريد عمل صداقات، ولكنني وجدت نفسي عرضة للتنمر المستمر مما أوجد بداخلي حالة من السخط والغضب.

 هذه الحالة النفسية باتت جزءًا من سنوات دراستي الجامعية، مع التساؤل في كل شيء من حولي حتى فكرة كوني مسلما بالولادة. وفي سن الحادية والعشرين تزوجت، وتزامن هذا مع تأكدي أن دين الإسلام بالنسبة لي هو ديني المختار الذي اعتنقته عن اقتناع صلب".

ويتابع :"ومع سنوات عملي المبكرة كرجل أعمال ومروري بعدة حالات إفلاس، تذكرت أيام الإساءة النفسية التي مررت بها فتحولت إلى ماكينة بلا قلب لا تتوقف عند أي شيء. ومع بعدي عن ميولي الروحانية وتولي الجانب المادي الدنيوي من طبيعتي زمام السيطرة، في أحد الأيام ، بدأت أشعر بألم مبرح في ذراعي اليمنى الذي تطور إلى شلل تام بعد ثلاثة أسابيع.

 وعلى مدار خمس سنوات لاحقة وبذراع مشلولة مسلحًا بإيمان مطلق في الله، بدأت عملية استعادتي القدرة على تحريك ذراعي مرة أخرى والعودة إلى طريق الحق، مدفوعا بعبارة قالها لي طبيبي المعالج: "هل تؤمن بإله ؟" ، لقد كان هذا السؤال بمثابة دعوة لليقظة. فأصبحت مسافرًا على طريق العودة إلى خالقي، حيث وجدت عزاء ومسلكا في المعاني الراقية في التصوف من زهد، وأصبح كل ذلك من الركائز الأساسية في نموذج القيادة الصوفي المؤسسي الذي أشارك القارئ به.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مصطفي اسماعيل دار العين للنشر والتوزيع الدكتور شريف كامل كتاب في سطور

إقرأ أيضاً:

تراجع مؤشر الذكاء الاصطناعي المؤسسي في أوروبا والشرق الأوسط

الرياض- الرؤية


كشفت شركة "سيرفس ناو"، المنصة الرائدة للتحول المؤسسي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع Oxford Economics، عن نتائج أحدث إصدار من مؤشر نضج الذكاء الاصطناعي المؤسسي. وأظهرت النتائج انخفاضاً في متوسط مستوى النضج في أوروبا والشرق الأوسط بمقدار 10 نقاط، رغم استمرار النمو في حجم الاستثمارات المخصصة لهذا المجال.

يرتكز المؤشر على خمسة محاور رئيسية هي: القيادة والاستراتيجية، وسير العمل، والموارد البشرية، والحوكمة، والاستثمار. وتوفر هذه المحاور تقييماً شاملاً لمدى استعداد المؤسسات لتوسيع نطاق الذكاء الاصطناعي بشكل فعّال ومستدام.

وبحسب التقرير، الذي يستند إلى آراء نحو 4,500 مشارك على مستوى العالم – من بينهم 1,950 في تسعة أسواق أوروبية وشرق أوسطية – فقد بلغ متوسط درجة النضج في المنطقة 34 من أصل 100، مقارنة بـ 44 في العام السابق. ويُعزى هذا الانخفاض إلى التحديات التي تواجهها المؤسسات في مواكبة وتيرة الابتكار المتسارعة، وصعوبة تحويل الطموحات التقنية إلى تطبيقات عملية قابلة للتوسع.

وفي المملكة العربية السعودية، سجّلت المؤسسات درجة نضج بلغت 33 نقطة، أي أقل بدرجة واحدة فقط من المتوسط الإقليمي. ويشير ذلك إلى نهج ثابت في التبني، على الرغم من التراجع السنوي، مع استمرار وجود اهتمام كبير بالتجربة والابتكار، حيث أشار 49% من المشاركين في المملكة إلى تنفيذ أكثر من 100 حالة استخدام للذكاء الاصطناعي خلال العام الماضي، وهي نسبة مماثلة لنظيراتها في أوروبا .(47%)

ورغم هذا النشاط، لا تزال الغالبية في المراحل الأولية من التنفيذ، حيث لم تتجاوز نسبة المؤسسات التي بلغت مرحلة "التعزيز" – وهي المرحلة الأكثر تقدماً في المؤشر – 6% على مستوى أوروبا و7% في المملكة.

 

الذكاء الاصطناعي الوكيل: إمكانات واعدة وسط فجوة معرفية

يسلط التقرير الضوء على تقنيات الذكاء الاصطناعي (Agentic AI) بوصفه أحد أبرز الاتجاهات المستقبلية، لما يمتلكه من قدرات على اتخاذ قرارات وتنفيذ مهام بشكل مستقل. ومع أن 15% من المؤسسات أفادت باستخدامه حالياً، و42% تخطط لاعتماده خلال العام المقبل، إلا أن الفجوة المعرفية ما زالت واضحة، إذ أن واحدة فقط من كل خمس مؤسسات تُظهر فهماً عميقاً لهذا النوع من التقنيات.

وتُظهر البيانات أن المؤسسات التي تبنت تقنيات الذكاء الاصطناعي تحقق مكاسب ملموسة، تشمل ارتفاع هامش الربحية بنسبة 58%، وتحسّن الكفاءة بنسبة 59%، وتحقيق تجارب محسّنة للعملاء بنسبة 60%.

الحوكمة لا تزال تمثل تحدياً رئيسياً

مع تصاعد وتيرة تبنّي الذكاء الاصطناعي، تظهر تحديات متزايدة في مجالات الأمن السيبراني والخصوصية والامتثال. وعلى الرغم من ذلك، تُظهر المؤشرات تباطؤاً في التقدم بمجال الحوكمة، حيث انخفضت نسبة المؤسسات التي أحرزت تقدماً كبيراً في حوكمة البيانات من 45% إلى 42%، كما تراجعت نسبة من تمكنوا من كسر الحواجز التشغيلية والبيانية من 43% إلى 42%.

وفي السعودية، بلغت نسبة المؤسسات التي أحرزت تقدماً ملموساً في حوكمة بيانات الذكاء الاصطناعي 36%، بينما تبرز "غياب الرقابة المنظمة" كأبرز تحدٍ في المملكة، تليها "مخاوف أمن البيانات".

ويخلص التقرير إلى أن نجاح تبنّي الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع يعتمد على وجود بنية حوكمة قوية، تُدمج فيها السياسات والرقابة والمساءلة منذ المراحل الأولى، لاسيما عند التعامل مع تقنيات ناشئة مثل الذكاء الاصطناعي الوكيل.

 

مقالات مشابهة

  • مشروع الانبعاث الحضاري وصناعة الوعي.. مشاتل التغيير (29)
  • وزير التنمية الإدارية يبحث مع محافظ دمشق سبل التعاون في مجالات التحول المؤسسي
  • رفض دفع الإتاوة فانتقموا منه.. ضبط المتهمين بالتعدي على شاب في الجيزة
  • الأزهر: استحضار الأحزان مرهق للنفس فاحرص على ما ينفعك واستعن بالله
  • علي جمعة: الخطأ من شيم النفس البشرية وعلى المسلم أن يتوب ويتسامح مع نفسه والآخرين
  • ما بين سطور تغريدة براك.. هل رفضت واشنطن الرد اللبناني؟
  • الحدود وإشكاليّة دخول الكتاب
  • تراجع مؤشر الذكاء الاصطناعي المؤسسي في أوروبا والشرق الأوسط
  • طارق العشري: الأهلي نادي النفس الطويل في مصر.. وبيراميدز سيقلق القطبين
  • سوريا تحدد موعد أول انتخابات برلمانية بعد التغيير.. الشرع يُقصي داعمي التقسيم