استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي سفير دولة قطر في لبنان سعود بن عبد آلرحمن آل ثاني، وكان عرضٌ للمستجدات على الساحتين اللبنانية والإقليمية، وللعلاقات الثنائية بين البلدين. كما تم التطرق الى المساعدات القطرية المقدّمة للبنان، لا سيما للجيش اللبناني، لتمكينه من القيام بالمهام الكبيرة الملقاة على عاتقه وتعزيز انتشاره في الجنوب.

وقد ثمن رجّي وقوف قطر الدائم الى جانب لبنان وشعبه وجيشه.

وتسلم رجّي نسخة من أوراق اعتماد سفير سلوفاكيا الجديد فالير فرانكو، وتمنى له النجاح في مهمته، مبديا "استعداد وزارة الخارجية والسلطات اللبنانية لتوفير كل التسهيلات الممكنة لتعزيز روابط التقارب والتعاون بين البلدين".

كما استقبل وزير الخارجية وفدا كبيرا من القبارصة الموارنة ضم رئيس أساقفة قبرص المارونية المطران سليم صفير، والنائب عن المقعد الماروني في البرلمان القبرصي ياناكيس موساس، ووزير الطاقة السابق يورغوس لاكوتريبس، ومخاتير القرى المارونية الأربعة في شمال الجزيرة، وعرض معهم أوضاع الجالية اللبنانية وشؤون الموارنة في قبرص، وقضية القرى المارونية القبرصية الأربعة، إضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل الارتقاء بها في مختلف المجالات.

وعرض رجي مع وفد من المؤسسة المارونية للانتشار ضمّ رئيسة المؤسسة روز انطوان شويري ونائبها انطوان واكيم، والمديرة العامة للمؤسسة هيام بستاني، وأعضاء في المؤسسة، أوضاع الانتشار اللبناني والجهود التي تقوم بها المؤسسة للحفاظ على الروابط وتعميقها بين المنتشرين اللبنانيين في الخارج ووطنهم الأم. كما تم البحث في تفعيل مشروع استعادة الجنسية للمتحدرين من أصل لبناني، وتعزيز التنسيق بين المؤسسة ووزارة الخارجية والمغتربين وبعثاتها الديبلوماسية في الخارج لمتابعة شؤون الجاليات اللبنانية والعمل لتعزيز مصالحها، والاستفادة من طاقات المنتشرين خدمةً للبنان. (الوكالة الوطنية)

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

كنوز الجبال.. فرصٌ مؤجَّلة تنتظر الإحياء

 

 

حمود بن سعيد البطاشي

في عُمق الجبال العُمانية؛ حيث تتشابك مسارات الريح مع ذاكرة المكان، تختبئ كنوز لا تقل قيمة عن أي مورد اقتصادي آخر، لكنها ما تزال تنتظر من يمدّ إليها يد الحياة. وبينما تتسارع خطوات سلطنة عُمان نحو تنويع مصادر الدخل والتركيز على السياحة كأفق استراتيجي واعد، تبدو بعض القرى وكأنها خارج خارطة الاهتمام، رغم أنها تحمل ما لا تحمله المدن من تنوّع جغرافي وثقافي وجمالي. هنا، يصبح السؤال مُلحًّا: لماذا تبقى هذه الكنوز نائمة إلى اليوم؟ ومن يوقظها قبل أن يفوت الأوان؟

السياحة الجبلية والبيئية ليست ترفًا؛ بل أحد أهم الموارد القادرة على خلق فرص اقتصادية مباشرة لأبناء القرى، وفتح مسارات جديدة للاستثمار، وتحريك عجلة التنمية في المناطق التي تعاني من محدودية الفرص. ولنا في سوط نموذج جليّ، فهي قرية تحمل في قلبها ما يكفي لإنتاج قصة نجاح وطنية لو وجد المشروع الذي يشعل شرارة البداية. من كهف أبي هبّان، أحد أكبر الكهوف في السلطنة وأكثرها تفرّدًا، إلى الحارة القديمة التي تحمل ملامح التاريخ الأول، مرورًا بالممشى الجبلي الذي يمتد بين الصخور والوديان، وصولًا إلى الوادي الذي يشكّل لوحة طبيعية جاهزة لا تحتاج سوى لمسات تنظيمية مدروسة.

الخلل لا يكمن في غياب المقومات؛ بل في غياب الاستثمار المنهجي، والتخطيط الطويل المدى، والرؤية التي تربط بين ما هو موجود وما يمكن أن يكون. قد نمتلك مواقع خلابة، ولكننا لا نمتلك منظومة متكاملة تجعل السائح يقصد المكان ويعود إليه. فالسياحة ليست فقط مكانًا جميلًا؛ إنها تجربة عاطفية، ومسار مدروس، وبيئة خدمية، وبنية تحتية تستقبل الزائر بثقة واحترام.

وما ينقص هذه المواقع ليس الكثير؛ بل حُسن الإدارة، وتفعيل الشراكة، وتحريك الاستثمار المحلي والخاص. فكهف أبو هبّان مثلًا ليس مجرد تجويف صخري؛ إنه مشروع اقتصادي ضخم جاهز للانطلاق. يمكن أن يتحول إلى مقصد سياحي عالمي عبر مسارات آمنة، وإضاءة مدروسة، ولوحات تعريفية، ومركز استقبال للزوار، ومرافق بسيطة تضمن الأمن والجاذبية. وما حوله من تضاريس يمنح فرصًا للمغامرات، ومسارات المشي، والفعاليات الجبلية التي يعشقها السياح من كل مكان. إنه كنز، والكنز إمّا أن يُستثمر، أو يُترك يضيع في صمت الزمن.

 

وفي الحارة القديمة، تتكرر القصة. إرث معماري لو كان في دولة أخرى لرأينا حوله مقاهي تراثية، وورشًا للحرف، وأماكن للتصوير، ومسارات ليلية مضاءة بعناية. بينما لا يحتاج اليوم سوى إلى دعم بسيط يفتح الباب أمام شباب القرية والأسر المنتجة ويمكّنهم من صناعة منتجات تراثية تمثّل روح المكان.

وما يحدث في سوط يحدث في عشرات القرى بالشرقية والباطنة والظاهرة والجبال الجنوبية. مواقع فريدة، ولكن بلا إدارة سياحية حقيقية. والنتيجة أن الفرص موجودة… لكنها مؤجّلة.

ولكسر هذا الجمود، لا بد من خطة وطنية واضحة للسياحة الجبلية والريفية تشمل:

تحديد المواقع ذات الأولوية وفق معايير الجذب وقابليتها للتطوير. إنشاء بنية أساسية: مسارات، مواقف، لوحات، نقاط خدمات. منح امتيازات وتسهيلات للمستثمرين المحليين. تمكين الشباب بمشاريع صغيرة: بيوت ضيافة، أدلاء سياحيون، مقاهٍ، ورش حرف، فعاليات موسمية. تفعيل دور البلديات والمحافظات في إزالة العوائق وتسريع الموافقات.

لا شك أن الاستثمار في القرى ليس ترفًا؛ بل ضرورة اقتصادية. وفي زمن تتجه فيه دول العالم للسياحة البيئية، تملك عُمان خامات طبيعية وثقافية لا تتكرر. وإن لم نتحرك اليوم، سنجد غدًا أن الفرص التي كانت في متناول اليد قد ذهبت لمن استثمر قبْلنا.

إننا لا نطالب بمشاريع بملايين الريالات؛ بل بمشاريع ذكية وصغيرة وقادرة على خلق أثر سريع. ممشى واحد قد يغيّر اقتصاد قرية. كهف واحد مُستثمَر جيدًا قد يصنع وجهة سياحية عالمية. حارة واحدة مُعاد إحياؤها قد تُعيد القرية إلى خريطة السياحة الداخلية.

إن كنوز الجبال فرصٌ مؤجلة تنتظر الإحياء. وما لم نوقظها اليوم، سيوقظها الزمن لصالح آخرين. فالجبال تنادي… والزمن لا ينتظر.

مقالات مشابهة

  • مديرية العمل بالأقصر تنفذ اختبارات للخياطة وتسلم عقود شغل لذوي الهمم
  • مصدر رئاسي يجدد الاشادة بجهود الاشقاء من اجل اعادة تطبيع الاوضاع في المحافظات الشرقية
  • سفير تايلاند: تعاون متنامٍ مع مصر وزيارة الأميرة تؤكد عمق العلاقات بين البلدين
  • نائب وزير الخارجية يستعرض في حلقة نقاش تطورات الاوضاع باليمن
  • اجتماع في الرابطة المارونية بحث ملف التفرّغ في الجامعة اللبنانية
  • لتوحيد المؤسسات ودعم التعاون.. سفير واشنطن يجري عدة مباحثات في طرابلس
  • فؤاد هنو يلتقي سفير اليونان: العلاقات الثقافية بين البلدين نموذج مُلهم للتواصل الحضاري
  • وكيل «الخارجية» يستعرض مع مسؤول أمريكي سبل تطوير العلاقات بين البلدين
  • وزير الخارجية يتوجه إلى أنجولا لعقد أعمال اللجنة المشتركة بين البلدين
  • كنوز الجبال.. فرصٌ مؤجَّلة تنتظر الإحياء