عندما يحتفي الناس بالدكتور الترابي و بذكائه و فقهه ، نذكر أن كثيراً من هذه الصفات و الفتاوي الخاصة به قُتلت بحثاً و نقاشاً. و ربما لأن طلابه مشغولون بإسترداد ملكهم الضائع يلوح لي أنّ كثيراً من أفكاره قد اندثرت أو وُضعت في ركنٍ بعيد و لِما فيها من الغرابة
و الشذوذ.

كان الترابي رجلاً مؤثراً و صاحب قدرة قاهرة على إشغال الناس.

الأذكياء من طلابه لم يستسيغوا شذوذه الفقي و أكثر هؤلاء كانوا من الذين خرجوا عليه و تحالفوا مع الرئيس البشير في صراع السلطة و النفوذ في الرابع من رمضان. و عامة طلابه كانوا ممّن تهيأوا لأن يفدوه بحياتهم ، لكنهم عجزوا عن فهم

كثير من الأفكار التي دعا لها الترابي و بالتالي عاد الجميع إلى منهج الشيخ حسن البنا السهل الواضح الذي يحفظ رابطة الأخوة و أموال الدعم من الممولين العرب و العجم. أفكار الترابي أخذت من وقته و جهده الكثير. و لم يُبدِ كثير من طلابه استعداداً لمواصلة الصراعات حول الأفكار خاصة مع خصم قويّ مثل السلفيين و هم أهل جلَد في ذلك. يوماً قال الترابي متبرماً في سياق رد على سؤال في ندوة له بسبب إنكاره لحديث الذبابة : ما هذه الذبابة التي تطاردني حول العالم ، إذا ذهبت إلى أوربا أو أي بلد في العالم فلا يسألوني إلا عنها ؟
في ذكرى رحيل الترابي لا بد من تذكر دوره في الحرب و السلام. في إحدى صفحات صراعه مع البشير و محاولته لإظهار القدرة على إحداث أكبر قدر من الدمار و الضرر لهز عرش الذين اختطفوا منه الكرسي ؛ أوقد الترابي حرب دارفور بعد فترة قليلة من طرده من السلطة. و ربما تلبست الرجل روح النمروذ حينها عندما صرخ : ( أنا أحيي و أميت ) ، فأوعز إلى ثلة من طلابه الإسلاميين بإصدار الكتاب الأسود تهيئة للإقليم لحرب هامش كبيرة.

ما يريد الشعب سماعه عن الترابي دوره في إشعال حرب دارفور و ليس عن عبقريته الفطرية. فالرجل كان عبقرياً عندما استلف أفكار خصومه في الحركة الشعبية و أشعل الحريق الكبير الذي امتد لاحقاً ليشتعل في كل الأرض السودانية. الكتاب الأسود كُتب بواسطة طلابه حيث ثم توثيق دور د.خليل إبراهيم في كتابة و نشر الكتاب ثم تهيئة الوضع للحرب بما فيه التحشيد القبلي و البحث عن التمويل. طبعا غاب عن عبقرية الترابي أن الحريق الدارفوري لا يمكن التحكم فيه و أن “جرعة التحريض” الكائنة في الكتاب أوقدت مشاعر الطلب في مكونات قبلية أخرى فانفجرت حركات التمرد يمنة و يسرى و راح مئات الآلاف ضحايا تلك المغامرة المحسوبة بإهمال لتكون تحديّاً إسلامياً مُتحكماً فيه لحكم البشير.

اليوم قد رحل البشير و ما زالت دارفور تنزف . و لقد أشعلت العبقرية الشيطانية التي كتبت ذلك الكتاب نيراناً ظلّت عصية على الإطفاء خلال العقود.
و لقد “شرعن” الكتاب إلحاق الدارفوريين بشعوب الهامش السوداني و أعطاهم
دافعاً لحمل السلاح ضد الدولة أقوى من كل كلمات و محاضرات د.جون قرنق. لقد تفوق الترابي على جون قرنق في ميدانه و بزّه في استخدام وسائله.

الاحتفاء الجدير بالإهتمام بإرث الترابي يقتضي من طلاب الرجل ذكر دوره في تحويل دارفور من أرض وادعة إلى كرة من اللهب. فلقد ظهرت أصابع كثير من طلابه في مفاصل حرب دارفور مثل د.خليل . و ما زالت هناك شهادات لم يسمعها الشعب كشهادة رئيس حزب المؤتمر الشعبي الرجل الدارفوري و الإسلامي المقرب للترابي : د.علي الحاج و غيره من المريدين. فمزاج الحرب و الثأر في السودان لا يجعلنا نطلب في ذكرى رحيل الترابي إلا عن دوره في إشعال حريق ضخم كدليل على الذكاء و القدرة على الإنتقام.
عمار عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: حرب دارفور من طلابه دوره فی

إقرأ أيضاً:

اتحاد الكتاب العرب يستنكر الضربة العسكرية الأمريكية لإيران

كتب- محمد شاكر:

أعلن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب إدانته المطلقة للضربة الأمريكية الأخيرة لإيران.

وأكد الاتحاد العام في بيان صحفي، أن هذه الضربة تمثل سقوطا لفكرة فرض السلام بالقوة العسكرية، وأنه لا يمكن سلب الحقوق بالقوة، وإنما يتم سلبها حين يتنازل عنها أصحابها، وأن هذا العمل الأمريكي هو عمل استعراضي تهدف من خلاله القوة الأمريكية إلى فرض خطة أكبر للمنطقة تقوم على سيطرة الكيان الصهيوني وعملائه في المنطقة، وأن هناك فرقا كبيرا بين الاستسلام للواقع والتسليم به ومجابهته.

وأكد الدكتور علاء عبدالهادي الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، أن الثقافة التي تنادي بالمقاومة والدفاع عن الحق هي الثقافة التي بنت الأوطان، وهي الثقافة التي يمكن أن نتكىء عليها لبناء المستقبل، وهي الثقافة التي يتبناها الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وأن إقدام الأمريكيين على ضرب ثلاثة مواقع نووية إيرانية لا يمكن أن يفرض أمرا واقعا، لأن من بنى هذه المواقع سابقا يستطيع أن يبني مثيلاتها مجددا.

وأضاف: هذه الاعتداءات لا يمكن أن تنسينا ما يحدث كل يوم في فلسطين الصامدة عامة، وفي غزة الصامدة بصفة خاصة، فإن هذه الهجمات لا يمكن أن تلفت الانتباه عن حرب الإبادة النازية التي تمارس الآن ضد شعبنا العربي في فلسطين، ولو صح أن هناك نجاحا عسكريا بسبب التفوق في القوة الغاشمة، فإن هذا لا يمكن أن يشكل نجاحا سياسيا على المدى الطويل، فما هذه إلا معركة صغيرة في سياق صراع طويل ممتد.

كما ثمن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب موقف مصر في مطالبتها بإلغاء ما يسمى بحق الفيتو بعد كل هذه الاستخدامات الضالة لهذا الحق الذي أسهم في ترسيخ الظلم وسرقة مقدرات شعوب كثيرة من العالم وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني البطل.

وأشار إلى إن ما حدث أمام أنظار العالم بالاعتداء على دولة ذات سيادة يسجل سقطة جديدة لما يسمى السياسة الدولية، ولجميع المنظمات والهيئات الإقليمية التي وقفت دون حراك أمام هذا الاعتداء السافر على دول ذات سيادة، لقد قامت هذه الهجمة المشؤومة بتمزيق المواثيق الدولية كافة، وهي تمثل ورما سرطانيا خبيثا في ضمير العالم الحر، وصفحة سوداء في التاريخ المعاصر.

اقرأ أيضًا:

نشاط للرياح واضطراب الملاحة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الـ6 أيام المقبلة

الإيجار القديم.. تعرف على معايير تحديد القيمة الإيجارية وفقا للتعديلات الأخيرة

اليوم.. افتتاح معرض الحرف التراثية والمنتجات اليدوية بالجيزة

اليوم.. مجلس الشيوخ يناقش دور الحكومة في مواجهة التحرش والتنمر

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

الدكتور علاء عبدالهادي اتحاد الكتاب العرب الضربة العسكرية الأمريكية لإيران الكتاب العرب يستنكر الضربة الأمريكية

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة اتحاد الكتاب: حصلنا على تعهد بتأجيل إغلاق بيوت الثقافة المستأجرة أخبار

إعلان

الثانوية العامة

المزيد مدارس شكوى طلاب الثانوية العامة من امتحان اللغة العربية.. تعرف على الأسباب؟ مدارس محافظ الفيوم يعتمد نتيجة الشهادة الإعدادية بنسبة نجاح 80.56% جامعات ومعاهد لأساتذة الجامعات.. رابط التقديم لجائزة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين جامعات ومعاهد 3 مجلات بجامعة القاهرة تحقّق طفرات في التصنيفات العالمية مدارس وكيل تعليم المنوفية يكشف سبب تأخير نتيجة الإعدادية: لن تظهر قبل الخميس

أخبار رياضية

المزيد رياضة عربية وعالمية لحظة بلحظة.. يوفنتوس ضد الوداد المغربي 2-0 رياضة محلية ناشيء فاركو يضع شروطة للانتقال إلى الأهلي - خاص رياضة عربية وعالمية الكشف عن حكام تقنية الفيديو في مباراة الأهلي وبورتو بكأس العالم للأندية رياضة محلية بعد عودته من ولفرهامبتون.. الأهلي يكثف المفاوضات مع هذا اللاعب رياضة محلية عضوية أندية وادي دجلة تتجه للوصول إلى 400 ألف جنيه خلال 2025 وسط توسعات

إعلان

أخبار

اتحاد الكتاب العرب يستنكر الضربة العسكرية الأمريكية لإيران

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

توفيق عكاشة يفجر مفاجأة: مصر ستحكم العالم.. ومجدي الجلاد يرد :"هو أنت مخاوي؟" 36

القاهرة - مصر

36 25 الرطوبة: 21% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • أمين الإفتاء يكشف أعظم حقوق الزوجة على الرجل
  • مشهد قاسٍ في شارع تركي يشعل الغضب
  • شاب يُقدم على إشعال النار في جسده بطنجة
  • حميدتي وعبدالرحيم حالة مطاردة : استهداف الشمالية ونهر النيل (2-2)
  • هيئة الكتاب تصدر رواية «جبل الشوع» لـ زهران القاسمي
  • خطاب حميدتي العرجاء لمراحها
  • البشير بن سعيد ضمن التشكيل المثالي للجولة الثانية بكأس العالم للأندية
  • أولمرت: نتنياهو يجيد إشعال الحروب ولا يمتلك شجاعة إنهائها
  • اتحاد الكتاب العرب يستنكر الضربة العسكرية الأمريكية لإيران
  • هل يجوز الصلاة بالفانلة الحمالات بسبب الحر؟ اعرف آراء الفقهاء